أسطورة الفتاة الوحش - 13
في أرض الثلج
.
أكمل كل من شون وميروكو طريقهما حتى وصلا لمكان بارد جدا ومغطا بالثلج
” اذا هذه هي ارض الثلج “
“لدي سؤال… ألاتشعرين بالبرد.. ؟!!”
” لا… يارجل انت ضعيف جدا… ترتدي كل هذا وترتعش من البرد “
“اخرسي… تظنين اني لاأعرف… ملابسك مضادة للعوامل المناخية…انها أغلى نوع”
” انا اتنقل كثيرا.. ناهيك عن القتال…وعن الأشخاص الذين يباغتونني دون علمي… انا معرضة للخطر دوما… هذا منطقي “
“هذا ليس عادلا ..أتعلمين أنها عشر درجات تحت الصفر “
سئمت ميروكو من تذمره فنزعت رداءها البني الذي كانت ترتديه فوق ملابسها وأعطته له
“حسنا خذ هذا.. سيفيدك”
“أانتي متأكدة؟…. ألايجب ان تتخفي به أوماشابه “
“لا ليس بعد الآن…لن اكمل حياتي مختفية عن الأنظار هكذا… على أن أغير نظرتهم لي “
” هذا أفضل “
بعدها شعرت ميروكو بهالة قوية لكنها لم تكن لإنسان
“شون هل شعرت بهذا”
“انهم حراس هذه المنطقة….”
” لكنها ليست لبشر “
“اجل انهم مجموعة من الوحوش الضخمة كانت تحميهم فالبداية لكنها حاصرتهم ومنعتهم من الخروج وبالطبع لم يوجد أحد قوي لكي يواجههم”
“فهمت..”
ابتسمت بثقة وأخرجت منجلها الذي كان مطويا وراء ظهرها،ففهم شون مالذي تريد فعله
” هل عليك حقا فعل ذلك… أستطيع إخفائك وسندخل بسهولة”
” أنت ممل حقا…أخفي نفسك واذهب قبلي اذا كنت خائفا”
“حسنا أنا أنتظرك عند المدخل “
” أانت جااد؟!!”
قالت بتعابير تدل على الدهشة من إعترافه بضعفه
” أنا ضعيف جدا مالذي تنتظرينه مني”
“صراحتك تخيفني فعلا… لابأس اذهب سأهتم بأمرهم وألحقك”
“حظا موفقا”
· · · • • ● ❂ ● • • · · ·
قاتلك ميروكو مايزيد عن 20 وحشا متواجدا على حدود ارض الثلج وقد تمكنت منهم بصعوبة بسبب شكلهم.الضخم المدرع ،مضت حوالي ساعة وقد اصبحت ميروكو مغطاة بدمائهم.لكن المطر قد نزل بقوة وغسلها وسرعان ماهطل معه ثلج كثيف
◦ ❖ ◦ ❁ ◦ ❖ ◦ ❁ ◦ ❖ ◦ ❁
“وأخيرا انتهيت… أشعر بأن ذراعاي ستتقطع في أي لحظة… بالمناسبة أين هو شون… “
فجأة تكلم صوت من خلفها
” أنا هنا……انظرو الى هذه المجزرة “
“جيد مازلت حيا… “
“حسنا سنفترق الآن… علي زيارة عمتي في الحي الشرقي.. “
” شكرا لك على كل شيء… ارجو ان القاك قريبا “
” سررت بمعرفة شخص مثلك…. لاالتقي عادة بأشخاص يتقبلون ضعفي وقلة حيلتي.. “
” أنت لست ضعيفا… أنت تفتقر للرغبة في القوة فقط… انا لم أكن قوية يوما… لكن رغبتي وارادتي هي من تجعلني أتدرب كل يوم….. “
” اتمنى أن أصبح كذلك… حسنا وداعا… “
لوحت له ميروكو واستدارت مكملة طريقها فجأة أصدر بطنها صوتا
” تبا أنا جائعة جدا… يااللحظ لايوجد مطعم في الأرجاء….. اه هناك واحد… لكنه حانة ومطعم في نفس الوقت”
· · · • • ● ❂ ● • • · · ·
منذ أن كانت صغيرة وهي لاتطيق رائحة الكحول لأن حاسة شمها ضعيفة فإن دخلت تلك الروائح لأنفها فقد تصيبها حساسية تجعلها لاتتوقف عن العطاس لذا قبل أن تدخل لفت أنفها وفمها بوشاحها ودخلت لتطلب أكلا تأخذه معها… وفور ان دخلت توجهت كل الانظار لها لكنها تجاهلتهم وأكملت طريقها
“مرحبا… أريد ثلاث شطائر لأخذهم معي من فضلك”
” حسنا.. ستجهز بعد ساعة يمكنك الجلوس والإنتظار “
“شكرا لك.”
بعدها سمعت صوت سقوط أطباق وكؤوس زجاجية تلاه صراخ رجل
“هل تمزحين معي…. أهذا كل ماجمعتي…. “
“انها ضعف البارحة…. مالذي تريده… اساسا لم يبقى الكثير على سداد الدين”
بعدها شد الرجل شعرها بقوة
” لاتتكلمي معي بهذه الطريق… استطيع قتلك في أي وقت اريد”
“دعني والا سأنادي الشرطة…. سأخبرهم… بكل مافعلته”
“اوه وانا سأقول لهم بأنكي قاصر وتعملين في حانة اظن انه حتا والدك لايعرف “
” بسبب من في رأيك أعمل هنا…. انت من اجبرني على العمل هنا.”
” كيف تجروئين على اتهامي”
بعدها رمى الرجل الفتاة على الحائط بقوة فبدأ رأسها ينزف،لكنها بقيت تنظر له بسخط والغريب في الأمر أن لا أحد تكلم.اوساعدها على النهوض
ا”يالكي من ضعيفة…. أين ذهبت شجاعتك قبل قليل”
فجأة نزعت ميروكو الكمامة التي كانت تغطي فمها واستدارت له بنظرات مشمئزة
” الضعيف الحقيقي هو من يستعمل قضته كلما توقف لسانه عن العمل…وفي حالتك هذه أنت أضعف شخص رأيته”
” ومن أنتي لتحشري أنفك…. لاتتدخلي لكي لاتلقي نفس مصيرها”
◦ ❖ ◦ ❁ ◦ ❖ ◦ ❁ ◦ ❖ ◦ ❁
” اتظن اوك هزمتني بالكلام هكذا…. هذا لن ينفع معي… اطلب منك ترك هذه الفتاة وسأسدد ماتبقى من الدين “
” انتي لم تفهمي بعد… انا لااريد مالها…. بل أريدها هي:
” يالك من وحش… ألم يعلموك ان لاتجبر نفسك على من لايحبك…. اووو.. يبدو أنك لم تدخل المدرسة أصلا ياللأسف.”
· · · • • ● ❂ ● • • · · ·
وبكل غضب وجه الرجل ضربة مفاجئة نحو ميروكو لكنها لم تبقى طويلا فقد استيقظت بوجه مظلم من الغضب
“أنت…. لم أكن اريد هذا لكن… اذا كنت تريد استعمال القوة فلك ذلك”
وبسرعة خاطفة انطلقت ميروكو نحوه وأسقطته بقضتها رغم حجمه الكبير لدرجة ان حائط المحل قد سقط تماما
بعدها تدخل رجاله لمواجهة ميروكو فسأسقطتهم لكن عددهم قد تضاعف وقوتها بدأت تضعف مما سهل عليهم امر هزيمتها فقد جعلوها تنزف من فمها…اما عن الكسور فهي كثيرة….فجأة صرخت الفتاة
“توقفو…. سأفعل كل ماتأمرني به… لكن اجعلهم يتوقفو حالا… “
“من الجيد أنكي أدركتي الأمر… “
ترك الرجال ميروكو بإشارة من سيدهم فأسرعت الفتاة نحوها… لكن قبل أن تصل لها فقد نهضت ميروكو وكان لون شعرها قد تغير للأبيض… تقدمت نحوهم بنظرات برتقالية دبت فيهم الرعب… اما عن رئيس العصابة فقد اصفر وجهه من الرعب حين أدرك ان من كان يقاتلها هي الوحش الأحمر ,في هذه الأثناء كانت ميروكو مقيدة امام مكان ميراي
“ميراي ياحمقاء مالذي تفعلينه…. “
” لاتقلقي أنا أخيفهم فقط”
‘ لاتتدخلي… أنتي الذي جعل سمعتي هكذا…ستزيدين الأمر سوءا “
“يالكي من مملة… “
“لاأصدق…. ألم يتم إعدامك بعد….أيتها الوحش”
وبخوف كبير هرب هو ورجاله فجأة إنطفأت ميراي وسقطت ميروكو على ركبتيها فأسرعت الفتاة نحوها
· · · • • ● ❂ ● • • · · ·
” هل أنت بخير “
” ليس تماما لكني أستطيع المشي قليلا… شكرا لكي يجب أن أرحل “
“حسنا سأساعدك”
بعدها سمعا صراخ امرأة بعيد
” بيني ياإبنتي…أنتي تساعدين وحشا الآن أتدركين هذا…. “
” لقد كانت تدافع عني “
“ألا تفهمين… قد تفقد سيطرتها وتقتلك في أي لحظة..لافرق بينها وبين حراس الغابة “
” لكن ياأم… “
“اخرسي وتعالي.. “
“بيني اسمعي لوالدتك واذهبي…. استطيع تولي أمري “
“شكرا لكي كثيرا ميروكو…أعدك بأني سألتقيك مجددا وسأكون أفضل….سأرد لك الدين يوما ما “
· · · • • ● ❂ ● • • · · ·
ابتسمت ميروكو لبيني و بدأت بمراقبتها وهي تغادر رفقة واالدتها وتمنت ان ذاك المنظر يحدث معها لكنه مستحيل الآن للحظة تذكرت أيامها مع كاكي وكورين وكيف كانا يعودان معها بعد كل دوام تخللت ميروكو نظرات حزينة فيها البرود…. كبرود الثلج الذي يحيطها…. اكملت طريقها بصعوبة وهي تمسك جراحها إلى أن وصلت لمخرج القرية فجأة كلمها صوت مألوف
“أينما تذهبين… لابد للمشاكل أن تذهب معكي…. كان بإمكانك إغلاق فمك والمغادرة بسلام… انتم الهاراشي تحبون حشر انوفكم “
“من بين جميع الأشخاص الذين أعرفهم… لماذا ظهرت أنت بالذات… اتعلم أن بطني لازال يؤلمني أحيانا من أخر ضربة ايها الفارس اللعين “
“كما أخبرتك…. أنتي من تورطتي معي كان يمكنكي تسليم نفسك كأي فتاة ضعيفة “
” لست كأي فتاة… وأيضا هل كنت تريد مني إنزال سلاحي الذي امضيت عاما اتدرب عليه واذهب لغرفة التعذيب تلك اتمزح معي “
” شيئ كهذا… “
“على أي حال… أعلم أنك رأيت كل ماحدث وجئت لتستغل ضعفي… اهنئك يمكنك قتلي او القبض علي أيا يكن… حاليا بالكاد أستطيع رفع يدي… “
” في الواقع…ليست لدي رغبة حتا في قتلك… لذا إستريحي من هذه الجهة”
“انت تشفق على أليس كذلك… تبا ياله من شعور مقرف….. أنا لااريد أن أموت أو أن أعود للقبو… لكن……..ان يتم هزيمتي بتلك الطريقة بعد تعب طويل.. أو أن يتم الشفقة علي من قبل عدوي……. هذا أسوء مايمكن أن أشعر به… أرجوك إقتلني…. أفضل الموت على العيش هكذا.. “
وبشكل صادم لكمها الفارس على وجهها بقوة وصرخ بكل غضب
” أتعتقدين أنكي ستصبحين أقوى في يوم وليلة…. من كانو قبلك… كانت حالتهم اسوء منكي حتى لكنهم لم يتمنو الموت يوما… من انتي لتطلبي شيئا كهذا…. اهذه هي ارادة عائلتك….اعلم انكي وحيدة وبدون توجيه صحيح… انتي تائهة وتسيرين نحو هدف لاتعلمين صحته من كذبه….ارادتك لازلت مهزوزة وتتغير كلما تم مدحك اوذمك…. مع هذا فأفضل مافيك هوتأقلمك مع أي بيئة تطئينها….تستطيعين تغيير الناس حتا لوكنت بأسوء حال…. تلك الفتاة التي أنقذتها… بفضلك الآن هي ترغب بالحرية أيضا… وتريد تحقيق الكثير في حياتها فقط لأنها رأت شخصا أقوى منها… فلما لاتكونين مثلها”
كلمات كانت ثقيلة على ميروكو وخفيفة في نفس الوقت..بقيت تستمع ولم تقوى على الرد لأن دموعها قد سبقتها… بدأت تبكي كالطفل الصغير….ذلك الطفل حديث المشي.. الذي لم يستطع التوازن.. أدرك توا أنه يمكنه الوقوف دائما مدامت قدماه بخير… هذا ماحدث لميركو… هزيمتها أحبطتها لدرجة أنها كانت تريد الموت… لكن الحقيقة كانت تريد من يقول لها يمكنكي الإستمرار… حكايتكي لم تنتهي بعد…. أغمي عليها من شدة البكاء ومن وجع الجراح…. فلم تكن بيد الفارس حيلة سوى أن أخذها معك
“تبا أنا اتورط معكي بإستمرار… ستكشفين حقيقتي على هذا الحال… ميراي لدي سؤال لك “
“لاتتكلم معي أيها الموجه”
” لقد إنطفأت عمدا قبل قليل… أليس كذلك….كان يمكنكي قتلهم بسهولة …”
“مالذي ترمي إليه… “
” لاشيئ محدد…..يبدو اني لست الوحيد الذي سيتغير “
“كفاك هراءا… ايها الفضي اللعين… “
· · · • • ● ❂ ● • • · · ·