إميرالد - 3
إميرالد: هالة مألوفة
استيقظت مفزوعاً فجأة وكنت أتنفس بصعوبة، كان رأسي يرن وكأنه على وشك الانفجار.
قميصي الأبيض الفضفاض كان مبللاً بالعرق وكانت يداي ترتجفان بشدة.
مسحت العرق البارد على جبيني ونظرت حولي.
كانت أشعة الشمس تتخلل الستائر البيضاء وغمرت الغرفة بضوء دافئ.
كنت قد عدت إلى غرفتي.
أخذت بضعة أنفاس طويلة ببطئ ونهضت متوجهاً إلى المغسلة، غسلت وجهي بماء بارد ونظرت إلى المرآة أمامي.
بشرة بيضاء شاحبة وشعر أسود مبعثر يغطي عينان رماديتان شاحبتان، لون أحمر خفيف تخلل عيناي.
أبعدت شعري من أمام ناظري وحدقت في وجهي بصمت.
ليلة أمس لم تكن حلماً، لا.. حتى حادثة الجسر..
كل شئ كان حقيقياً.
هناك شئ غريب يحدث هنا، لم فجأة بعد ست سنوات؟ لا.. الأهم من ذلك كيف عدت إلى ذلك العالم؟
إن كنت قد رجعت إلى عالمي بطريقة ما إذاً لماذا عدت إلى هنا مجدداً؟ الآن وبعد حادثة الجسر، لماذا عدت إلى هذا العالم وفقط كيف عدت إلى عالمي..؟
طوال السنوات الست الماضية حاولت العودة إلى عالمي لكني لم أستطع، إذاً لماذا الآن بعد ست سنوات وحتى دون أن أدرك ذلك..
تنهدت.
لنفكر في ذلك من البداية ببطئ، كيف وصلت إلى ذلك العالم أول مرة؟ كنت في طريق عودتي إلى المنزل عند مصادفتي لجسر معلق، مع الأخذ في الاعتبار عدم وجود جسر معلق في هذه المدينة فقد وصلت إلى ذلك العالم قبل الجسر المعلق وثم الجسر الذي صادفته هو من العالم الآخر..
ثم بعدها غبت عن الوعي أمام المقر واستيقظت في هذا العالم، قالت الجدة أنها وجدتني أمام منزلي، على أي حال خلدت للنوم بعدها واستيقظت في ذلك العالم وبعدها.. سعلت دماً وغبت عن الوعي مجدداً وها أنا ذا هنا مجدداً..
هذا معقد.. هل هذه حقاً أحداث يوم واحد..؟
لنهدأ.. أولا علي معرفة كيفية وصولي إلى ذلك العالم.
لكن.. إن لم أستطع العودة ماذا سيحدث لي أنا في ذلك العالم؟ ثم لماذا غبت عن الوعي مجدداً؟
بالأخذ في الاعتبار قدرة سارا العلاجية لا يجب أن تكون هنالك آثار جانبية إذاً لماذا؟
بما أن سارا من تولت علاجي فربما لديها فكرة عن السبب.
هل يجب أن أستخدم عيناي..؟
لا أريد ذلك حقاً لكن ليس لدي طريقة أخرى.
أخذت نفساً عميقاً وفتحت عيناي، كان هناك وهج خفيف وتغيرت عيناي إلى اللون الزمردي.
عيون الوهم الملعونة، قدرة بصرية امتلكتها منذ الصغر، تجعلني أرى أكثر ما أرغب برؤيته للحظات وكأنه أمامي، حسناً لدي ذكريات سيئة معها لذا لم أرد استخدامها.
أغلقت عيناي.
أكثر ما أرغب برؤيته الآن..
أحسست بالدوار قليلاً وعندما فتحت عيناي كنت في مكتب سارا، كانت سارا تجلس برفقة ليام وريو حول طاولة صغيرة مليئة بالأوراق والملفات، كانوا يتحدثون حول شئ ما.
اقتربت لأسمع.
” إذاً ماذا سنفعل مع طلب جيمي لضم هذا الشخص؟ “
سألت سارا بينما تنظر إلى ريو.
وضع ليام الأوراق التي كان يحملها على الطاولة وأضاف.
” بصراحة لا أريد ضم شخص غريب هكذا فجأة حتى لو كان ينقصنا شخص في المجموعة، إنه فقط غريب دعوة شخص هكذا فجأة، ثم أظن أن حالته الجسدية لا تسمح بذلك أيضاً.. “
فكر ريو بصمت قليلاً ثم رفع رأسه.
” سارا هل عرفتي سبب فقدانه للوعي فجأة؟ “
تنهدت سارا.
” حسناً لقد عالجته بقدرتي لكنه يملك بنية جسدية ضعيفة لذلك سيحتاج لبضعة أيام للراحة، ثم إن حالته الجسدية ليست بذلك السوء ليبصق الدماء فجأة.. “
صمتت قليلاً وأضافت.
” أظن أن الأمر له علاقة بروحه.. “
ضيق ليام عيناه قليلاً.
” روحه؟ “
وقفت سارا وتوجهت إلى حيث كان جسدي مستلقياً، حسناً الأمر فقط كان غريباً أن أرى نفسي مستلقياً هناك.
توقفت سارا بجانب السرير ولمست براحة يدها مكان قلبي، بدا وكأنها تسحب شيئاً ما ثم..
توهجت كرة ضوء صغيرة باللون الأبيض ثم فجأة بدأ الضوء يهتز وظهرت شرارات صغيرة حول كرة الضوء، بدا مثل تصدع في الضوء.
كان ذلك الضوء روحي.
أرجعت سارا الضوء إلى جسدي.
” إن روحه متضررة لذلك أظن أنها السبب في فقدانه لوعيه، إنه وضع خطير. إن استمر على هذا المنوال فقد لا ينتهي الأمر فقط بفقدانه للوعي.. “
بدا أن ريو يفكر في شئ ما بينما تحدث ليام.
” هل هنالك طريقة لعلاجه؟ “
” لم أجرب ذلك من قبل لكن يمكنني المحاولة. على أي حال سينجح الأمر فقط إن كان مستيقظاً وهو الآن.. “
نظرت إلى جسدي بتردد.
كان ريو على وشك قول شئ ما عندما أحسست فجأة بالدوار وكأن شئ ما ينتشلني بعيداً.
اختفى مكتب سارا من أمامي ورجع وعيي إلى جسدي.
أمسكت رأسي ونظرت إلى نفسي، رجعت عيناي رماديتان ولكن..
تصبب الدم من عيناي، لهذا لم أرد استخدام عيناي.
مسحت الدم من على وجهي وتوجهت إلى غرفتي، ارتميت على السرير ونظرت إلى السقف الأبيض المرفوع.
إذاً روحي متضررة..
حسناً هذا طبيعي بعد تنقلها لأربع مرات بين عالمين مختلفين في يوم واحد.
إذاً لدي جسدين في عالمين مختلفين وروح واحدة متضررة، ماذا أفعل الآن..
قالت سارا أنها ستحاول علاجي ولكن قبل ذلك علي العودة إلى ذلك العالم.
حسناً..
نهضت من على السرير وغيرت ملابسي استعداداً للخروج، إن كان علي البحث في مكان ما فيجب أن أبدأ بالطريق الذي سلكته أثناء عودتي وقتها، ربما قد أجد شيئاً ما هناك.
نظرت إلى هاتفي، كانت الساعة السابعة صباحاً، لدي محاضرة في التاسعة والنصف، لا زال لدي بعض الوقت.
أدخلت الهاتف في جيب معطفي وتوجهت نحو الباب. استقبلتني رياح باردة وارتعش جسدي لذا شددت المعطف حولي.
كانت الغيوم الكثيفة تغطي السماء وكان الجو شديد البرودة، تخطيت سيارتي المركونة في الفناء وبدأت بالسير.
***
[ مكتب سارا ]
جلست سارا على مكتبها الذي تكدس بالكتب المختلفة، كانت تقرأ كتاباً عن الأرواح المختلفة والقدرات المتعلقة بها.
” ليس هذا.. ولا هذا.. لا ليس هذا أيضاً “
أخذت تمرر عينيها على عناوين الموضوعات في الكتاب لكنها لم تجد ما كانت تبحث عنه.
تنهدت بتعب ووضعت الكتاب بعيداً.
مر يوم ونصف منذ فقد هذا الشخص وعيه.
نهضت سارا من مكتبها ووقفت بجانب السرير الذي يرقد عليه جاي.
في أول لقاء لها مع هذا الشخص الذي كان كارثياً بالنسبة لأول لقاء عندما أحضره ألبيرو إليها.
كان فاقداً للوعي ومغطاً بالدماء، عالجت جراحه لكنه كان مغطاً بندوب أخرى أيضاً.
رغم كونه فاقداً للوعي وفي حالة جسدية سيئة إلا أنه امتلك حضوراً مهيباً، كان لديها هذا الشعور منذ أول مرة رأته.
هالة غامضة ومألوفة بشكل غريب كانت تحيط بهذا الشخص، أحست وكأنها تعرفه منذ وقت طويل..
أخذت سارا تنظر إلى الشخص الراقد أمامها.
لسبب ما عند رؤيتها له، زاوية من قلبها آلمتها دون أن تدرك واجتاحتها رغبة في إنقاذه بأي طريقة.
فجأة طرق أحدهم الباب بخفة وبرز رأس صغير من خلف الباب.
ابتسمت سارا للصغير.
سأل جيمي بينما يتقدم ناحيتها.
” ألم يستيقظ الأخ جاي بعد؟ “
أجابت سارا وهي تنظر إلى الشخص الراقد أمامها.
” لا ليس بعد.. “
حدق جيمي في وجه جاي النائم، كان لديه وجه شاحب وعيون متعبة.
لقد عرفه هذا الشخص في أول لقاء لهما، أنقذه وكان لطيفاً معه بشكل غريب، كما امتلك هالة لطيفة وموثوقة.
علم جيمي أنه لا يجب عليه الوثوق بالغرباء هكذا، لكن جيمي قرر الوثوق بهذا الشخص أمامه.
ففي النهاية الشخص الذي يحب الأطفال لا يمكن أن يكون سيئًا..!
سأل جيمي بتردد.
” هل.. سيكون الأخ جاي بخير..؟ “
ربتت سارا على رأس الصغير.
” سأفعل ما بوسعي لجعله كذلك “
كانت الشمس على وشك الغروب وتلونت السماء بلون برتقالي دافئ.
وقف ريو في ساحة التدريب وأخذ يلوح سيفه.
كانت الساحة فارغة من سواه وأخذ يؤرجح سيفه في الهواء، كان الأمر وكأنه كان يقطع خصماً افتراضياً.
أخذ نفساً عميقاً وشدد قبضته حول سيفه وواصل التلويح.
[ ماذا علي أن أفعل مع طلب ضم ذلك الشخص الغريب إلى النقابة؟ كقائد النقابة علي التفكير ملياً في الأمر. لكن مهما فكرت في ذلك، الأمر فقط غريب ضمه هكذا فقط.. ]
هو لم يكن يعرف ذلك الشخص بعد ولا يعلم إن كان سيكون مفيداً حتى، لا يعرف عن قدراته ولا مؤهلاته.
كما أن ريو كان لديه انطباع أولي سيء عن جاي، هو لا يعرف هذا الشخص بعد لكن كانت لديه فكرة وهي أنه لا ولن يتوافق مع هذا الشخص أبداً.
ماذا كان اسمه مجدداً..؟ لقد سمع جيمي يناديه باسم جاي..
” جاي إذاً.. فقط انتظر، سأجعلك تعاني من اختبار دخول صعب ولن تجرؤ على التفكير في دخول نقابة مرة أخرى “
قطع الهواء أمامه بدقة ما جعل الهواء المحيط يهتز بشكل غامض.
-في هذه الأثناء في عالم آخر-
ارتعش جسد جاي بشكل غامض وكان لديه فجأة شعور سيء حيال شيء ما، لكنه قرر تجاهل ذلك الشعور وواصل طريقه.
لم تكن لديه فكرة عما ينتظره في العالم الآخر.
مرت ثلاثة أيام منذ أن استيقظت في هذا العالم، لكنني لم أجد أي دليل يقودني إلى معرفة سبب انتقالي المفاجئ إلى ذلك العالم أو أي شيء متعلق بذلك.
تنهدت وأخذت أنظر إلى الثلج المتساقط بالخارج من نافذة غرفة المعلمين.
لم أجد الراحة في غرفتي المظلمة لذا فضلت القدوم إلى الجامعة.
مشيت عبر الغرفة إلى مكتبي.
أوراق الاختبار المصححة اصطفت على جانب المكتب والكتب المساعدة على الجانب الآخر، مكتب بسيط ومرتب.
أمسكت بحقيبتي ومعطفي الأسود وخرجت من الغرفة.
كانت ممرات الجامعة باردة بينما تجمع الطلاب حول أنفسهم طلباً للدفئ.
استوقفني بعض الطلاب في الممر للسؤال عن مسألة ما، كانت فترة الاختبارات قريبة وكانت من عادة الطلاب هنا مقابلة كل معلم وبروفيسور قبل الاختبار للاستفسار والسؤال عن نمط الاختبار أو الحصول على تلميح عنه.
من الأساس لم تكن مادة الرياضيات شيئاً يمكنك النجاح فيها بمجرد الحصول على تلميح، وثم بعد مواجهة هذا الموقف كل يوم لا أظن أن هنالك معلم سيظل يقع بالخدع الطفولية للطلاب.
لكنني مع ذلك أجبت بصدق على جميع أسئلتهم وتجنبت الحديث والكشف عن أي شئ بقول شئ مثل:
” هل هو مهم..؟ همم نعم بالتأكيد كل شئ مهم “
” حسناً من يعلم.. ربما قد يكون موجودًا بالفعل، هذا السؤال… “
” لا أهمية له..؟ من أخبركم بهذه المعلومة الخاطئة! لا يمكنكم تفويت شئ في هذه الوحدة بالذات، معظم الأسئلة منها..! “
” لا.. عليكم بالتحضير جيداً، لن أتهاون بأمر الدرجات هذه المرة “
بالطبع كل هذا كان هراء لأنني لم أعمل على أوراق الاختبارات حتى، حسناً كنت أفكر في وضع كل تلك الأسئلة التي لم يسألوني عنها أو التفكير في أسئلة مفخخة ومخادعة….
حسناً لنفكر في هذا لاحقاً، ففي الوقت الحالي هنالك شيء آخر علي إيجاد حل له.
توجهت إلى الطريق الذي سلكته ذلك اليوم، كانت الثلوج مكدسة على جوانب الطريق.
سرت في هذا الطريق مراراً خلال اليومين الماضيين لكنني لم أجد أي شيء.
كنت غارقاً في أفكاري حين سمعت مواءاً ضعيفاً.
نظرت حولي لأجد هرة صغيرة ذات فراء أبيض، كانت ترتجف من البرد وواصلت المواء بصوت ضعيف.
أمسكت بالقطة الصغيرة واحتضنتها لتدفئتها.
كانت ترتدي طوقاً أزرقاً وبالمنتصف كتب اسم ( سنو ) بخط صغير.
” إذاً اسمك هو سنو.. “
مياو
كانت مثل كرة فراء صغيرة وناعمة.
الآن كيف أبحث عن مالكها..؟
إنها لا تزال صغيرة لذا لن تكون قد ابتعدت كثيراً ثم إنها تثلج حتى، أتمنى أن يلاحظوا اختفائها بسرعة.
انتظرت قليلاً بينما احتضنها داخل معطفي الثقيل. كان جسدها قد توقف عن الارتجاف وأخذت تنظر حولها بعينيها الزرقاء الكبيرة.
رؤيتها هكذا ذكرتني بألباسترو ببغائي الأزرق، من المفترض أن ألبيرو يعتني به مع بقية حيواناته الأليفة المخيفة..
أتمنى ألا يتحول ألباسترو إلى ببغاء مخيف فقط..
دون إدراك مني، كنت ابتسم.
” آه.. معلمي.. “
التفت إلى صاحب الصوت، كان فتى في حوالي الثامنة أو التاسعة عشر.
شعر بني مبعثر وعيون زرقاء هادئة.
” كارسين.. هل أنت بخير؟ “
كان يلهث بشدة، أظنه أتى راكضاً..
” معلمي.. هل.. هل بأي فرصة رأيت قطة بيضاء هنا؟ “
” اوه.. “
أخرجت الهرة من داخل معطفي.
مياو
” هل تقصد هذا الصغير؟ “
أشرقت تعابير الفتى بوضوح.
” سنو..! “
أمسك الهرة الصغيرة بين يديه ولفها بوشاح سميك.
” أين ذهبت يا سنو؟ ألم أخبرك أن تستمع إلي وتجلس في المنزل بهدوء.. لماذا خرجت هكذا؟ “
مياو
” أنا ممتن لك يا معلمي على إيجادك لسنو شكراً لك حقاً “
أومأت مع ابتسامة.
” لا بأس أنا ممتن أنني استطعت المساعدة “
كان هذا الفتى واحد من الطلاب الذين حضروا صفوفي، حسناً تذكرته لأنه واحد من أكثر الطلاب الذين يستوقفونني بعد انتهاء عملي.
حسناً سمعت أنه يريد أن يصبح روائي لكن والده ليس موافقاً..
” بالمناسبة ماذا تفعل هنا يا معلمي؟ إنها تثلج لكنك لا تزال تفضل السير ألن تمرض هكذا؟ “
ابتسمت متفادياً سؤاله.
” سمعت أنك تريد أن تصبح روائياً، هل تكتب شيئاً ما في الوقت الحالي؟ “
أمسكت بحقيبتي من على الثلج وتابعت السير.
تبعني كارسين بخطوات كبيرة ليلحق بي.
” أنا أفكر في واحدة في الوقت الحالي “
” همم.. هل تمانع إن أريتني إياها بعد انتهائك منها؟ أنا قارئ جيد “
ابتسم الفتى بإشراق.
” هل حقاً ستقرأها يا معلمي؟ ستقرأ كتابي حقاً؟ “
بدا متحمسًا جداً، أظنه لم يجد من يشاركه الاهتمام بكتابه.
ابتسمت وربت على رأسه، أظنها أصبحت عادة لي.
” بالطبع سأقرأها فأنا أحب القراءة حقاً “
” إذاً تطلع إليها يا معلمي، سأجعلها ممتعة حقاً “
كنا نسير معاً تحت الثلج المتساقط، كانت لحظات دافئة.
لكن..
فجأة أحسست برأسي ثقيلاً واهتزت رؤيتي بعنف، عاودني ذلك الشعور المشؤوم.
انهار جسدي فجأة كما لو أن الأرض تحت قدماي قد اختفت.
” ها؟ معلمي..؟ هل أنت بخير؟؟ “
أسرع كارسين بدعم جسدي المنهار، كانت رؤيتي تصبح ضبابية أكثر وأكثر.
” معلمي.. أنفك ينزف..! “
ابتسمت بخفوت.
“كارسين.. لا تخبر أحداً “
” ماذا؟ معلمي.. معلميي! “
كنت قد فقدت الوعي بالفعل.