العابث الأخير - 4
العابث الأخير
تأليف وكتابة / اوديلا
حساب الكاتبة / @odela277
https://instagram.com/odela277?igshid=MzRlODBiNWFlZA==
تدقيق / tomoyo
تجدونها على موقع / سوردا
** القصة من وحي الخيال **
الفصل الرابع
~~ آرسيس 2 ~~
في مسرح آرسيس
في إحدى الغُرف المُخصصة لطاقمِ التمثيل، كُلٌ من دانيال و اينانا ينتظرِان المُرشِد المسرحي “اركيدو” مع بعض الممثلين،
نظرتْ اينانا الى دانيال، كان غريبًا عندما خرجوا..!
سألتْ: دانيال هل حدث شيء بعد خروجي من مكتبك؟
أجاب: في الحقيقة لقد وصلت إلي تقارير من الطب الشرعي و…،
تردد، ليقول وهو يُخفض صوته: القاتل في الجرائم المتسلسلة، لم يكُن فقط يبتِر الكف الأيمَن لِلضحايا، بل كانَ ياخذُ الكليتان…!!
عمَ الصمتُ المكان …….!
ازدردتْ رِيقها بصعوبة، لتقول: لا أفهم ؟ كيفَ لم يُلاحظوا امرًا بهذه الأهمية من البدايةِ…؟!
قال: حسنًا، ليسَ وكأنهم لم يُلاحظوا، كُل ما في الأمر أن المجرم اعادَ خياطةَ الجُرحِ، بالطبعِ المُحققين لاحظوا ذلك، وعليه أرسلوا الجثث ليتم تشريحها ومعرفة السبب،
ثم أردف وهو يتنهد: انا حقًا لا افهم! ماذا يستفيد من أخذِ الكلية…؟!
قالتْ: ما الذي تقوله..؟
: إنها تجارة………
لكن اينانا لم تُكمل جُملتها فقد أدركتْ حقيقة أنها في قرن لم يَعرِف بعد ما هو
مصطلح “تِجارة الأعضاء”
سألَ: ماذا تقصدين؟
: تِجارة ماذا…؟!
قالتْ: لا، لِم أقصد شيء.
أردفت: وماذا عن المُمثل ريموش، هل هو كذلك، تم أخذْ كليته…؟!
أجاب: أجل.
— أجل!!! كيف هذا؟
— ألم تَقُل إن مُجرِم مسرح آرسيس مختلف عن القاتِل المُتسلسل؟
— لستُ متأكد،
تابع: القاتل المُتسلسل والذي أطلقنا عليه اسم “إكسX” يطعن ضحاياه من الجانب الايمن للرقبة مسببًا مقتلهم، ومن ثُمَ يبتِر الكف الأيمن، هذا ما كنتُ اعرفه،
لكن اليوم عندما وصلتني التقارير تبين، أنه كان يأخذُ “الكِلى”
تابع: أما ريموش صحيح انه قُتِل بنفس الطريقة إلا إنها ليست مُتقنة كما فعلها “إكسX” وكان من الواضِح انه ينسخُ طريقة إكسX.
سألتْ: وماذا عن الكِلى! لا أظن أن بإمكانه فِعلُها بسهولة..!
— صحيح، لذلك اِفترضَ المحقق أنه ربما بعد أن قَتله القاتل في المسرح وجده إكسX وأخذ يُكمِل عمله.
— لقي ريموش مصرعه في المسرح، وتم تقدير وقت الوفاة مِن الساعةِ العاشِرة مساءٍ وحتى الثالثة صباحًا، ووِجِدَ جُثمانه بِحلولِ الثامِنة صباحًا.
قالتْ: أصبح الأمر منطقيًا،
تابعت: من العاشرة حتى الثالثة، إنه وقتٌ أكثر من كافٍ.
تذكرتْ امرًا كان مَكتوب في الأوراق لتقول: ريموش كان مِن المُفترضِ أن يؤدي دور القاتل المُتسلسل؟ اليسَ كذلِك؟
أجابها: أجل، والأمرُ نفسه لِلمُمَثلَين الهاربَين.
تابعتْ: المُمثل الأول هربَ ولم يُعرف السبب، أما المُمثل الثاني فقد تلقى تهديدًا وأخبر الممثل كايل كونه مقربًا منه، وفي اليوم التالي هرب.
قال: ولهذا السبب تمَ الافتراض بأن المُمثِل الأول هرب كذلك بسبب التهديد.
قاطعهم دخول “اركيدو” مع أشخاص آخرين،
كان اركيدو طويل القامة وذو بشرة حنطية وعيونٌ رمادية وشعرٌ بني مُجعد وملامح لطيفة، يبدو في أوائل عقده الثالث
دخلَ خلفه ثلاثة أشخاص،
الأول “كايل” كان متوسط الطولِ وعيناه زرقاء لامعة كالجواهر وشعره الأخضر الطويل المُنسدل كالحرير، كان أجملهم ولا يبدو أنه تجاوز عقده الثاني،
أما الثاني “ناغار”
أمتلكَ شعرًا ابيض مُجعد وعيونٌ حمراء مُشتعِلة وبدا انهُ اصغرهم على الرغمِ من طوله الذي تجاوز حتى اركيدوا
دخلتْ معهم فتاة بشعرٍ أشقر يصل حتى الكتِف وعيونٍ بنية، ملامحها قاسية بعض الشيء ولكن هذا لم يمنع شعبيتها بين النبلاء والعامة على حدٍ سواء.
قال اركيدو: أعتذرُ عن تأخري يا حضرة الماركيز والماركيزة.
ابتسم دانيال له وكأن امر تأخرهم ليسَ بهذه الأهمية،
بعد ان جلسوا بدأ دانيال تحقيقه عن ما حدث في ذلِك اليوم…..
وما أن انهوا كلامهم، حتى ابتسمَ كُلًا من دانيال واينانا ورغم الابتسامة كانتْ ملامح الحزن تعلو وجههما،
كانت قضية سهلة كُل ما في الأمر أنه هناك لغزٌ مفقود ولا يبدوا انه سيتم حله بسهولة.
قبل أسبوعين
في مسرح آرسيس
قال اركيدو وهو ينظُرُ إلى طاقمِ التمثيل: هذا المُمثل الثاني الذي يَهربُ مِن هذا الدور،
نظرَ إلى ريموش ليقول: الآن أنا اعتمدُ عليك، اعلمُ انكَ لن تَخافَ من تأدية الدور.
قالت ليليا: لا أصدق حقًا
أنهما هربا خوفًا من تأدية دور قاتل..!
قال ناغار ببرود: لا أعلمُ، كيف اصبحا مُمثلين؟
قاطعهم ريموش: لا تهتموا بحفنةِ الجبناء، أنا سوف أقوم بتأدية الدور على أكملِ وجه.
قال اركيدو بملامحٍ هادئة: صحيح، ليسَ هنالِكَ أفضلُ مِنكَ لهذا الدورِ.
وعندما ذهب طاقم المُمثلين والمساعدين إلى عملهم نظرَ اركيدو الى كايل: لا تدع أي أحد من زملائك يعرفِ بأمرَ التهديد، نُريد أن نُنهي هذه المسرحية.
أجاب كايل: أعلمُ ذلك، حتى أنا لا أريدُ أن يتأذى صديقي بسبب تهوري في الكلمات.
— أحسنتْ، تستطيع الذهاب إلى عَملكَ الآن.
بعد يومين عند الساعةِ الرابعة
عمتْ الفوضى أرجاءَ المَسرح،
شجارٌ حاد بين طاقم التمثيل وريموش،
قالت ليليا بصوتها العالي من شدةِ الغضبِ: من تظنُ نفسكَ حتى تنصحني في التمثيل، أنتَ حتى لا تجيده أيها الأحمق ال**
تابع ناغار وهو يستشيطُ غضبًا لأنهُ مكبل من قبلِ طاقم العمل: إن لم تغرب من أمامي حالًا سوف أبرحُكَ ضربًا حتى الموت.
سخر ريموش: صبيٌ مثلكَ غير قادر على فِعل أي شيء.
قاطعه كايل: توقف يا ريموش لقد تجاوزت حدكَ حقًا، لذلك من الأفضل أن تذهبَ الأن.
ضحكَ بصوتٍ عالي: لا داعي لأخباري سأذهب واتدربُ وحدي، لن استفيد من مجموعة هواة مِثلِكُم.
صاحت ليليا بعد أن ذهب: من يظنُ نفسه.
نظرت إلى اركيدو لتقول: سيدي ألن تفعل شيءً، إنه يتجاوز حدوده،
تابعتْ: إنه بارعٌ في التمثيل، لكن بأخلاقه هذه من يستطيع العمل معه..؟!
قال أركيدو بأبتسامة لا تناسب الموقف: ألم تقولي الآن أنه لا يجيد التمثيل!
ثُمَ قال: صحيح أنه مزعج، لكنه بارع وهذا ما نحتاجه الآن وخاصة في مِثلِ هذه المسرحية المُهمة.
نظر اركيدو إلى طاقم التمثيل والعاملين الآخرين: اليوم إذهبوا إلى منازلكم، فكروا بما ينقصكم وتدربوا عليه.
— حسنًا.
خرج الجميع ولم يبقى سوى ريموش في المسرح.
في صباح اليوم التالي
الساعة الثامنة صباحًا
أقبلَ اركيدو حاملًا بعض الخُبزِ الحار، له ولطاقم العمل والتمثيل ليستمتعوا بصباحٍ هادئ، لكن لا يبدوا أنه سوف يكون صباحًا هادئًا كما كان يتصور، فالدماء كانت على طولِ الطريق من باب المسرح وفي منتصف المسرح سقط ريموش ميتًا ليكون الضحية الثامنة للقاتل “إكسX”
هذا ما كتبته الصُحف فما الذي حدثَ وراء الكواليس…….؟!
قالتْ اينانا: أي أنه في الليلة التي تم قتله فيها، تشاجر مع جميع طاقم العمل؟
أجابت ليليا: أجل
ترددت لتقول: في الحقيقة أنا من بدأتُ الفضوى لم اتحمل انتقاداته الكثيرة على الرغمِ من صِحتها، صرختُ وصرخ… وبطريقة ما تحولتْ انتقاداته لطاقم التمثيل جميعًا.
قال ناغار: أعتذر أنا أيضًا سببتُ الكثيرَ من الفوضى، وعندما قلتُ إني سوف أضربه لحد الموت، لم أكن أقصِدُها حقًا.
سأل دانيال: لماذا تعتذر؟ لديكَ حجة غياب.
أجابَ: لو أني لم افتعلَ تلك الفوضى وأقول تلكَ الكلمات، ربما ما كان للمجرِم أن يقتله في نفس اليوم، أشعرُ انني ساعدتُ المجرم.
نظرت اينانا إلى ناغار، يبدو في الوهلةِ الاولى مشاكس او حتى متعجرف، لكنه ما زال مراهق، حتى من الواضح أنه لم يتخطى جريمة القتل وما زالَ خائفٌ من المُجرِم،
حَدَثت نفسها قائلة: إنه ملتصق بليليا وكأنها الأمان الوحيد.
همستْ لدانيال: في عيون هذا الصبي الجميع مشتبه بهم عدا ليليا.
إبتسم دانيال ليقول بصوتٍ منخفض: أجل، نحن الرجال هكذا، ماذا نفعل نتمسك بأمرأة واحدة فقط.
شعرتْ اينانا بالحرج لتقول: هذا ليس وقته.
ظهرتْ نافذة المهام فجاءة…؟!
أيتها اللاعبة
هناك تدخل مِن قبل النظام، تم منحكِ مكافأة إضافية..
المكافأة: معلومة مهمة
“هناك قبو مخفي في الغرفة المجاورة، اذهبِ هناك واعثرِ على الدليل”
“من هو مُجرِم مسرح آرسيس….؟!”