العابث الأخير - 5
العابث الأخير
تأليف وكتابة / اوديلا
حساب الكاتبة / @odela277
https://instagram.com/odela277?igshid=MzRlODBiNWFlZA==
تدقيق / tomoyo
تجدونها على موقع / سوردا
** القصة من وحي الخيال **
الفصل الخامس
~~ آرسيس 3 ~~
في الغُرفةِ ذاتها وبعدَ خُروجِ طاقم التمثيل بطلبٍ من دانيال، جلسَ كُلًا من دانيال واينانا يتناقشان،
قالتْ: مِن الواضحِ إنه القاتل، لكن ما الدليل؟
قال: أجل، إنَهُ حتى لا يُخفي نظرة الكُره.
اقترحتْ وهي تخفضُ صوتها: ما رأيكَ أن نتجول في أنحاء المكان؟
قال: هيا.
في الغرفة المجاورة،
تجولتْ أنظارها في انحاء المكان، لقد كانت غُرفة بسيطة تحتوي مرآة واحدة وثلاث مقاعد ومكتبة صغيرة، هذه الغُرفة هي مُلك لاركيدو، ولكن، كان ريموش يستخدُمها كثيرًا، للتدربِ على التمثيلِ وحده،
قالتْ بصوتٍ منخفضٍ هادئ: في الاوراق التي اعطيتني اياها، كانَ هو اكثرهم ريبة بسبب الحادث قبل سنتين، اليس كذلك؟
أجابها: أجل
تسألتْ: هل حدث في هذه الغرفة؟
قالتْ هذا بعد أن وجدتْ مساحة مخفية خلف المكتبة تحتوي سُلم يقودهما نحو الأسفل
— أجل.
تابعَ دانيال: طفلٌ صغير، لم يتجاوزَ الخامسة من عمره بعد، توفي بعد أن تمَ حبسه بالخطأ لأكثر من ثلاث ساعات في احدى الغرف، وقبل اسبوع من موت ريموش ذهب بنفسه واعترف بأنه هو من أغلق الغرفة بالمفتاح بسبب إزعاج الطفل .
قالت اينانا: ريموش لم يكُن يعلم انه توجد مساحة مخفية تؤدي الى قبو خلف المكتبة، والطفل لانه تمَ تركه بمفرده علِمَ بوجود هذه المساحة، واختبأ فيها، ربما أراد مفاجأة والده
أكمل عنها دانيال: وعندما عاد ريموش ولم يجد الطفل، ظن ان أحدهم أخرجه في حين أن الطفل كان مختبئًا، وخرج بعد ان اغلق الباب مرة آخرى.
بينما تَدفقتْ الكلمات مِن شفتيه المرتَعشتين، تسللتْ دمعة من عينيه،
نظرتْ اليه اينانا، شعرت بالحزن كذلك، مجرد التفكير بأن هُناكَ طفل صغير يعاني من مشاكل في القلب، أن يموت وحيدًا من الخوف في هذا المكان الضيق، جعلها تَشعُر بالقشعريرة،
نظرتْ حولها كانت غُرفَة القبو المخفية صغيرة بعض الشيء وليس فيها إلا مَكتب وصورة لطفلٍ صغير معلقة على الجِدار، اقتربَ دانيال من المكتب، ولم يجد فيها إلا اشياء تخص الممثلين والمسرحيات، اما اينانا أقتربت من اللوحة متسائلة عن نوع الدليل الذي ذُكِر في نافذة اللعب، و ما إن وضعت يديها على اللوحة حتى ظهرت نافذة اللعب فجأة..!
احسنتِ ايتها اللاعبة لقد وصلتِ الى الدليلِ، السكين التي استخدمها القاتل موجودة داخل إطار هذه الصورة من الجهةِ اليُسرى…..!
ظهرتْ نافذة اللعب مرة أخرى،
مكافأة إضافية من قبل النِظام/ تمَ منحُكِ المهارة الخاصة الآن
ملاحظة / جميع الابطال في هذه اللعبة يمتلِكون مهارات خاصة بهم،
سوفَ يتم منحكِ إحدى هذه المهارات الآن.
“المهارة المَمنُوحة؛ هي التنقل في الزمن ومشاهدة الأحداث فقط دون تدخل..
“عدد مرات الاستخدام / 3 فقط”
“هل تريدين استخدامها الآن؟”
“نعم”
*
*
قبل سنتين،
الحادثة الأولى،
وقفَ ريموش بملامح باهتة أثر خبر وفاة الطفل،
تركَ التجمُع، وذهبَ إلى المسرح الخارجي، جلسَ على أرضية المسرح واضعًا كلتا يديه على رأسِه، كانتْ اينانا تشاهده في هذه اللحظة لتُحدِث نفسها: حسنًا أنه يشعر بالندم، حتى وأن لم يكن يقصد، فلابد أن الأمر مروع عند التفكير ، أنه ربما لو لم يقفل عليه الباب منذُ البداية لما حدث كُل هذا…..!
تنقلتْ اينانا مرة أخرى بعد مدة من موت الطفل، وعند النظرة الأولى ربما تظن أن ريموش قد تجاوز الأمر، لكن ما أن يمتلِك وقت فراغ حتى يجلس في المسرح الخارجي وحيدًا ينظُرُ إلى اللاشيء،
قالتْ: الندم، هذا ما يَشعرُ به، شعورٌ خانِق وكأن صخرة سقطَتْ على صدرِك، تضغطُ عليك، تَمنَعُكَ حتى من التنفُس، تنسى قليلًا وتضحك فتهاجمُكَ الذكريات لتدمرَ السعادة اللحظية وتبقى تعيش في دوامة،
ماذا لو ………….؟!
لكن في هذه المشاهد لم يكُن ريموش وحده من يعاني، هُناكَ ذلكَ الأب الذي لم يبحث في المساحة المخفية مِن الغُرفةِ،
“اركيدو” والد الطفل المتوفي، ملامحه مجهدة، وجسده يبدو هزيل وكأن الروح قد غادرتْ الجسد……!
انتقلتْ اينانا مرةً أُخرى، هذه المرة في يوم الحادِث،
الساعة التاسعة مساءً، في إحدى المقاهي، كان اركيدو جالسًا يحتسي القهوة، جلس بجانبه رَجُل يُغطي وجهه بالعباءة التي يرتديها، لا يمُكن تحديد حتى جنسه،
سأل هذا الرجُل اركيدو: لما العبوس يا صاح؟
تابع: هل هُناكَ ما يُثقل كاهلِك؟ أخبرني، رُبما استطيع مُساعدتك!
نظر إليه اركيدو ليقول: تبدو كقاتِل..!
قال الآخر: لما لا، هل هذا سيء؟!
أصابت القُشعريرة اينانا من كلام الرجل الغريب المُتنكِر،
قال اركيدو: هل انتَ مجنون!
ثم أردفَ ساخرًا: ماذا اقول؟ انا هو المجنون…..!
تابع: أتعلم، أنا أعملُ يدًا بيد مع قاتل طفلي، سنتين وانا اتعذب لأني ظننتُ أنني من قتلته…! والآن يأتي ويقول أنا من اغلقَ الباب….؟!
قال بوهن: عجزتُ عن الكلام وقتها وبعدها تصرفتْ وكأنه لم يقُل شيئًا، لكن داخلي يشتعل.
قالَ الرجلُ الغريب: أتعلمُ أن القاتل المُتسلسل يطعن رقبة الضحايا بجرحٍ عميق مسببًا مقتلهم ويبترُ الكف التي يستخدمُوها، حتى الآن كُل ضحاياه يستخدمون اليد اليُمنى.
قالتْ اينانا: إذًا لم يكُن الأمر انه يبترُ الكف اليمنى فقط..!
ثُمَ سألت: هل هذا الشخص هو “أكسX “
سأل اركيدو: إذًا ماذا هل تُخبرني أن أقتله؟!
— أليس هذا ما كنتَ تفكر فيه وإلا لما أرسلتْ رسائل التهديد للمُمثلين السابقين..؟!
قالها وهو يقف مُستعدًا للمُغادرة.
وقفَ “إكسX” بجانب اينانا، فزعتْ بعض الشيء لتقول: ماذا هل يراني؟!
قاطع تفكيرها وقُوف اركيدو،
تبعته إلى الخارج، وصلوا المسرح وأخافتها حقيقة، أن “إكسX” ما زال خلفهم،
دخلَ اركيدو المسرح الداخلي و أخذَ سكينًا حادة من إحدى الغُرف واتجه إلى المسرح ونظر ناحية ريموش الذي كان يتدرب،
توقف ريموش ونظرَ نحوه، عمَ الصمتُ المكان، لم يتفوه أي منهُما بكلِمة، لكن العيون حكتْ الكثير، حزن، ألم، إحباط، غضب والندم، تحولتْ أنظار ريموش إلى السكين، شعرَ بالخوف، ارتجفتْ أطرافه ليقول في نفسه: هل سأموت وحيدًا أيضًا، مثل ذلِكَ الطفل…!
وبحركة سريعة تم طعن ريموش من قبل اركيدو، اخترقتْ السكين رقبة ريموش بوحشية وعلى أثرها سقط جُثة هامدة وبعدها تم بتر كفه الأيسر….؟!
تفاجأت اينانا وتراجعت للخلف خوفًا من أن يراها أحدهم،
قال مِن خلفِها: لا تخافي، لن يراكِ أحد،
ارتجف جسد اينانا أكثر وقد تيقنتْ من أن القاتل المُتسلسل “إكس” يراها: أنه يراني حقًا…!
في المقابل، وقف “اركيدو” مُمسكًا السكين بيده وكان من الواضحِ أنه مُتجه نحو المساحة المخفية في غُرفته،
بينما تحركَ الرجل مِن خلفها نحو الضحية ليُشرحهُ ويأخذُ الكلية، لم تستطع اينانا أن تنظرَ أكثر،
— هل ستهربين؟
سألها إكس وهو في طور تشريح الجُثة،
لم تُجب بل تراجعت فقط، وضغطت على إنهاء مهارة السفر عبر الزمن،
وفي هذه الأثناء قال: إذًا حظًا موفقًا أيتها اللاعبة…..!
*
*
لم تتفاجأ اينانا كثيرًا من كلامه فقد قرأت في إعدادات اللُعبة، أنه قد تتداخل قصتك مع لاعبين آخرين،
— اينانا..؟!
ناداها دانيال، نظرت اينانا له لتقول: دانيال، السكين هنا لكن لا اعلم كيف أُخرجها بدون إفساد الصورة.
أقتربَ مِنها، تفحص الصورة بيده،
— أنا سأُخرجها.
نظرَ كُلًا من دانيال و اينانا إلى مصدرِ الصوتْ،
كانَ اركيدو واقفًا في بداية المدخل، أقتربَ وأخرجَ السكين مِن الإطارِ بسهولة وسلمها لدانيال وهو يقول: أجل، أنا من قتلته،
تابعَ بسخرية: لن أنسى أبدًا ملامحه عندما قتلته، نظرات الأسف والندم، الأحمق نظرَ إلي وكأنه حزين لأنه جعلني مُجرم..
قالَ جُملتِه الأخيرة والدموع تتساقطُ من عينه، ومع تلك الدموع اختفت نظرات الكراهية التي كان يتسلح بها.
فهو في الواقع لم يكره ريموش بل كره نفسه الضعيفة التي لم تتقبل حتى الموت، اتعبه الندم وبحثَ عن شخص يُلقي اللوم عليه،
قال: ظننتُ أن نار قلبي قد تنطفئ إن قتلته.
قالتْ اينانا: لن تستطيع أبدًا إطفاءَ النارِ بالأوكسجين.
— صحيح.
انتهتْ هذه القضية وتمَ القبض على اركيدو، خيم الحُزن على طاقم العمل، كان اركيدو صديقهم قبل أن يكون رئيسهم.
“تهانينا، ايتها اللاعبة للنجاحِ في المهمة الثالثة”
“انتقلتِ إلى المستوى الثالث”
“سوف يتم منحكِ المكافأة قريبا”
”
في طريق العودة، داخل عرَبة الماركيز، سألتْ اينانا: هل تأثرت أعمالك بقضية المسرح؟
استغرب دانيال من السؤال: حسنًا، أجل وخاصة أن الإمبراطور حددَ عقوبة في حالة فشلي..!
سألها: لكن لِما السؤال؟
أجابتْ: لا شيء فقط كُنتُ أُفكِر في بعضِ الأمُور.
— اينانا كيفَ عرفتي ان السكين كانتْ هُناك؟
أجابتْ: أنا وانتْ وحتى المُحققين، كُنا نشكُ مُنذُ البداية، بأنه القاتل، لكن لم يكُن هُناكَ دليل، وعندما شَعرتُ أنه قادِم، تأكدتُ أن الدليل لابدَ أن يكون هُنا ولا يوجد مكان مناسب غيرَ إطار صورةَ أبنه.
— لكنه غير شائع، من كان سيفكر في إطار الصورة؟
— أنتَ على حق، لقد كُنتُ محظوظة.
حدثتْ نفسها: لا أستطيع أخبارك أن نافذة اللعب هي مِن أخبرتني..!
قال دانيال: يا له مِن صُداع، انتهت قضية مسرح آرسيس، لكننا لم نقبضُ على القاتل المُتسلسل، و ما زلتُ لا افهم لما يأخذُ الكلى..؟!
قالتْ: ربما ليسَ هُناكَ سبب، أنه قاتلٌ مجنون.
*
*
“تم تسجيل الخروج من اللُعبة”
“حفظ التقدم”
خلعتْ سارة نظارتْ الواقع الأفتراضي، لتقول: آسفة دانيال لا يبدو أنكَ سوف تعرف من هو القاتِل المُتسلسل، أنه مُجرد إعداد من قبل النظام، مُنذُ البداية علمتُ أن قضية القاتِل المُتسلسل ليستْ مهمة في حد ذاتها بل هُناكَ فكرة أخرى،
تابعتْ وهي تقرأ القصة الكاملة الخاصة في المستوى الثاني: أجل كما توقعت، الراوي أيان قال: أن دانيال لم يستطع العثُور على الدليل و بسبب ذلك تمت معاقبته مِن قبل الإمبراطور، كان العقاب هو التدخل في تجارة دانيال مما تسببَ في خسائر له.
قالتْ: لأفكر بطريقة مُختلفة، ماذا لو لم يكُن دانيال مشتبه به في قتل اينانا بل كان ضحية أيضًا…!
— ربما اينانا أكتشفتْ أمرًا ما وتم القبض عليها مِن قِبل أعداء دانيال مما أدى إلى مقتلِها…؟!
— العدو الحالي لدانيال هو….الإمبراطور‼️