المعجزة ٢٠٧ - 5
يمرّ يومان،برفقة ذلك الرجل المجهول
تجلس ايفا صامتةً بلا أي انفعالاتٍ على غير عادتها،تراقب بهدوءٍ ذلك الرجل الغير مبالي
خوفًا من أن يتم تسميمهم،او قتلهم
بينما كان الجميع يجلس خارجًا في الحديقة،كان ذلك الرجل يطبخ،بكل براعة!
تركت ايفا رفاقها لتدخل الى كوخه،اردفت له بهدوء و هي تتكأ على الباب
“يبدو أنكَ ماهر في الطبخ،متى تعلمت؟و من علمك؟”
التفت نحوها ببرودٍ ليجيبها
“هذا ليس من شأنك..”
رفعت كتفها تتظاهر بالعفوية و الجهل فتجيبه
“أسفة!انا فضوليةٌ بحق!إذًا،لا بد انك لم تتردد في إجابتي..عن نوع اللحم اللذي تطبخه!”
نظر اليها بسخريةً و هو يجيبها
“أ تضنين أنني سأقتلكم و اطبخ لحومكم؟”
اصطنعت ايفا ضحكاتها و هي تقول بتوتر
ما اللذي تتحدث عنه!؟مزاحك ثقيل بحق!لكنني استغربت عن سبب عيش رجلٍ وحده و قد اختفى كل رفاقه،و يمتلك هذا الكم من اللحم،أعني ربما قد استقبلت ناسًا غيرنا عدة مرات!”
اجابها بهدوء
“لم اقتلكِ،فأنتِ لا تعيقينني”
توسع بؤبؤها لتقول بتوتر
“أ قتلت بشرًا من قبل؟!”
نظر اليها ببرودٍ ليقول
“انا صيادٌ ماهر،لكنني لا أحب ان يعترض احدهم طريقي”
اقتربت ايفا منه لتمسك ببعض ادوات الطبخ و هي تدردش
“انتَ غريبٌ حقًا،لا تخبرنا بإسمك حتى..و قمت بخيانة القاعدة…تبدو قويًا بالرغم من جسدك النحيل..”
امال برأسه ليجيبها
“سمعت ذلك كثيرًا”
“من أين؟أ لم تعش وحدك لسنوات..؟”
“من القاعدة”
لتقاطع ايفا ذلك الحوار المريب مختطفةً السكين من بين ادوات الطبخ!مصوبةً ضربتها اتجاهه!لتشعر بجسدها يتصلب بأكمله قبل ان تصيبه!!
نظرت اليه بذعرٍ و قد اخذت عينيه اللون الفضي…
ابتسم لأول مرة،ابتسامةً خبيثة..
ليردف لها
“لقد اقفلتِ الباب عند دخولكِ،أ تضنينني غبيًا مثلكِ؟”
حاولت ايفا الحركة بلا جدوى،كأن قوًى غريبة تجمد جسدها و تثقل حركتها
صرخت بعنفٍ و إحتقار
“ما الذي…فعلته بي بحق السماء!؟؟”
ابتسم ليقترب من وجهها و هو يقول
“اوه أ تقصدين عدم قدرتكِ على الحركة؟اخبرتكِ أنني من القاعدة”
تلك القوة…المهيبة…تلك العيون المتوهجة المرعبة…
انه يتحكم بجسد ايفا بكل سهولة
يتحكم…
أ ليست هذه قوةً خارقةً للطبيعة!؟
توسع بؤبؤ ايفا لتردف بنبرةٍ اجتاحها الحقد و البغض
“انت…مئتان و سبعة!!؟؟”
اجابها بإستهزاء
“رائع،يبدو انكِ في غاية الذكاء!”
صرخت ايفا بأعلى نبرتها ملتفتةً نحوّ النافذة
“ساعدوني!!!مئتان و سبعة سيقوم بقتلي!!!”
ليضع سبابته على شفتيها و هو يقول
“لا داعي لكل هذع الجلبة،أنتِ من حاولتِ قتلي…لكن يا ترى…لماذا تحاول وضيعةٌ مثلكِ ان تسلب حياةَ من أنقذها…أ هو الشك لا غير..؟أم انكِ مرسلةٌ من القاعدة؟”
صرخت ايفا بغضب و إنفعال
“انا طردت بسبب القاعدة!!!فكيف اتعاون معهم!؟؟”
حاول ايدوارد فتح الباب في تلك اللحظات،بلا جدوى
تجاهل ذلك الرجل ضربات ايدوارد العنيفة على الباب ليستكمل كلامه مع إيفا
“أردتِ ان تعرفِ من اكون أ ليس كذلك أيتها الشكاكة؟انا عينة التجارب رقم مئتان و سبعة،تجربتي كانت على عقلي،و انا الناجي الوحيد من تلك التجربة”
نطقت ايفا بنبرةٍ راجفة تنكر ما سمعته
“تجارب!؟؟ما الذي تتحدث عنه!؟أ لست هاربًا من القاعدة و متخلفًا عن مسؤولياتك ايها الخائن!!”
تراجع قليلًا ليردف ببرود
“رئيس قسم التجارب،إليوس،لدينا عدوّ مشترك،هل أنا مخطأ؟”
صدمت ايفا لمعرفته بشيءٍ هي لم تنطق به!
كيف عرف أنها التقت بالرئيس؟!
لكن في الوقت نفسه…وضعت تلك الشابة في رأسها علامات استفاهم حول كلمة التجارب…منذ متى و القاعدة العسكرية النبيلة تجري ما يعرف بالتجارب..؟
يبدو الأمل ككذبة لا أكثر
توقفت عن المقاومة و هي تتأمله مصدومة،ليدرف بنبرةٍ هادئة و مستقرة
“جيد،يبدو أنني لم اخطأ،دعينا نتناقش و كفي عن الشك بي و محاولة قتلي،و إلا سأستخدم قواي تلك و افجر عقلكِ الصغير هذا”
أفلتها و في اللحظة ذاتها،تمكن ايدوارد من الدخول و برفقته الجميع
ليشهدو ايفا تقف مصدومةً امام ذلك الرجل،لتقول ايزابيل بتوتر
“سمعناكِ تصرخين بمئتان و سبعة!!”
اجابها مئتان و سبعة بنفسه
“لم تخطئي السمع”
ابعد ياقة قميصه لتشهد ذلك النقش بالقرب من صدره،مثلث مزخرف،يحتوي رقم مئتان و سبعة
استولى الخوف على قلوبهم،ليشير لهم بالجلوس و هو يقول
“أ سنتعاون أم تريدون الموت هنا و الآن؟”
كان ايدوارد سيصرخ في وجهه،إلا ان جاك المذعور شد على معصمه و همس له
“إخرس!”
عقد ايدوارد حاجبيه قامعًا غضبه، ليجلسوا جميعًا…ليتفاوضوا لا غير…و لتتضح الحقيقة
وضع بثقةٍ الساق فوق الأخرى كأنه المنتصر في ساحة أعدائه،ليسرد لهم
“القاعدة،مجرد كذبة و تمويه،لا يوجد ما تسمونه بالقاعدة،و لا يوجد ما تسمونه بالوحوش ايضًا،القاعدة هي مجرد مخبر تجارب،تأخذ الأقوى،الأذكى،الأسرع،و صاحب الميزات الجسدية و الذهنية،و تقوم بتدريبه و اجراء التجارب عليه بحسب المجال الذي يبرع فيه،لتحصل على،تحفةٍ فنية،إنسانٌ يمتلك قدرة!قدرةٌ لا ترونها إلا على الشاشات في منازلكم،يوهمونكم بأنها خيال،لكنها واقع”
اردفت تاليا بتوتر
“أ تعني….بأنك تمتلك واحدة؟”
إلتفت لإيفا التي تملكها الذعر،ليجيب
“إسألوا رفيقتكم،أضن بأنها ستأكد كلامي”
اومأت ايفا بالإيجاب مبحلقةً ناظريها في مكانٍ ما..بلا وجهه
ليتابع حديثه
“تلك التجارب،لا ينجو منها أي احد،قد يموت البعض،هي مجرد تعذيب جسدي بالأصح،فمثلا انا اكتسبت قدرتي عن طريق صعقةٍ دماغية عالية الفولتية،و نجوت بمعجزة،قانون(كل من يدخل للقاعدة لا يخرج منها)هو مجرد تسترٍ على مذبحتهم تلك،لأن من يذهب للقاعدة،قد يموت في إحدى تجاربه الصعبة”
تداركت ايفا الموقف من كلمات مئتان و سبعة،لتصرخ بصدمة
“لحظة!!!أ تعني أن اخي معرض للموت!؟؟؟”
اجابها ببرود
“بالطبع،إذا لم يكن ميتًا من أول تجربةٍ له أساسًا”
اختل توازن ايفا لتسقط على ركبتيها،امسكت ايزابيل بكتفها و هي تصرخ بتوتر
“ايفا!!!”
انهمرت ابدموع من عيني فيكتور و هو يقول
“هذا…غير معقول..وليام…”
صرخ ايدوارد بغضب ينكر فيه حقيقة مأساتهم
“انت تثرثر و تكذب كثيرًا!!وليام لن يموت!!”
اجابه
“انت افضل حالًا منه،العيش مع تلك المخلوقات المهجنة
أفضل من العيش في مخبر تجارب،لقد جربت الأمرين بنفسي”
اندفعت ايفا لتمسك بيد مئتان و سبعة بسرعة و هي ترتعش،لتنطق بنبرةٍ ارتعشت معها و خالطت دموعها الحزينة و الخائفة
“هذا صحيح!!لقد استطعت الهروب!إذا ستستطيع الدخول و إنقاذ اخي!!و سنعيش خارجًا!أعدك بأنني سأقوم بأي شيء!أي شيء لأنقذ اخي من الموت!”
اجابها بلا مبالاة
“و ماذا لو كان ميتًا؟سأصرف مجهودًا و وقتًا لأجل جثة؟أ تضنين الدخول للمخبر سهل؟ما دخلتي إليه كان مقر الرئاسة،لا المخبر نفسه،المخبر تحت الأرض بعمق ثلاثون كيلومترًا”
اردفت ايفا بتوتر
“قلت بأن عدوك هو إليوس!إن كان هو الرئيس…فانا ايضًا اكرهه!لقد غدرني!لذا ببساطة اريد الإنتقام منه!!لا بد أنه آذاك بطريقةٍ ما!دعنا ننتقم سويةً!انا قوية!و انت تملك قدراتٍ و اصدقائي اقوياء!سندخل للمخبر!انت تنتقم من اليوس و انا انقذ أخي!!”
عندما لمح ذلك الرجل الصدق في عيني إيفا لأول مرة،امال برأسه ليسحبها من ذراعها و يساعدها على الوقوف،ليردف ببرود
“إن ساعدتكم في الوصول الى وليام هذا،هل ستساعدونني في كل ما أطلبه منكم!؟”
اردف جاك باكيًا بخوفٍ و يأس
“أقسم بأننا سنفعل!”
عقد مئتان و سبعة حاجبيه و هو يقول
“لنعقد اتفاقًا…سأبقيكم هنا،و سأدربكم على الصمود خارجًا،و ستساعدونني للوصول لهدفي و تنفذون ما أطلبه منكم،و من يخلف الإتفاق،سأقتله بلا تردد”
مدت ايفا يدها الراجفة و هي تريد مصافحته قائلة
“لا بأس…المهم أن ننقذ أخي”
نهض مئتان و سبعة ليغادر الى غرفته تاركًا إيفا بلا مصافحة
اختل توازن جاك ليسقط على ركبتيه منهارًا،اردف بنبرةٍ راجفة
“ما هذا الوضع اللذي نحن فيه..؟”
تنهدت تاليا حيث قالت
“على الأقل…سيسمح لنا بالبقاء”
ركل ايدوارد ساق الكرسي بغضب و هو يلعن حالهم..
نهضت ايفا لتقول و عينيها لا تقابل اعينهم
“يجب…ان ننقذ وليام..”
تنهدت ايزابيل و هي تجيب
“انتِ محقة…”
..
مرّت بضع ايام،اعطاهم مئتان و سبعة بعض الملابس التي تلائم مقاساتهم،و بدأوا يتأقلمون مع ذلك الكوخ
كانت ايفا تراقب الوحش رباعي الأقدام
الذي كان نائما بعمق
اقتربت ايفا ببطئ منه لتسمع صوت مئتان و سبعة
“لوكاس لا يحب الغرباء”
ابتعدت ايفا بتوتر لتلتفت و تجده يقف خلفها حاملًا في يده لحوم الطيور
ليقترب من لوكاس و يضعه امامه،فيمسح على راسه بعطف
قال ايفا بإستهزاء و هي تشهد ذلك الموقف
“أرى انك تعامل لوكاس هذا بلطف اكثر من البشر”
اجابها بلا تردد
“لأنه افضل من البشر”
عقدت حاجبيها و هي تقول
“كيف استطعت ان تروض وحشًا كهذا؟”
اجابها بهدوء
“لوكاس ليس بوحش…لوكاس..خليط بين الذئب و الكلب و بنيته كبنية أسد،انه ضخم”
اردفت ايفا بصدمةٍ و ذهول
“هذا رائع!!!كيف حصل ذلك!؟”
“ربما توالت الأجيال و تغير شكله ليناسب هذا الكوكب الغريب”
اخذت إبفا بإصبعها و هي تنقش على زجاج نافذة الكوخ المليئ بالغبار،لتنطق ريثما ترسم
“تبدو ذكيًا”
“قيل لي هذا كثيرًا،لهذا اجريت التجارب على عقلي”
التفتت إيفا ناحيته مركزةً في حديثهما أكثر،لتسأل
“أ تتحكم بالناس و توقف اجسادهم بمجرد النظر لأعينهم؟!”
“هذا جزء من قدرتي فقط،قدرتي اسوء من ذلك بكثير”
اقتربت منه ايفا لتردف بحماس
“هل تستطيع ان تجعلني أطير؟!”
عقد حاجبيه ليجيبها
“انتِ تثرثرين كثيرًا..”
اردفت ايفا بإنفعال
“هذا لأنني لا اريد العيش برفقة غريب!على الأقل اريد معرفة إسمك!!لا بد انك تمتلك واحدًا!لم اناديك بمئتان و سبعة طوال الوقت ذلك صعب!”
اجابها ببرود و هو ينهض مبتعدًا
“اذا ناديني رقم سبعة…لا حاجة لكِ بمعرفة إسمي،تلك مجرد تفاهات”
عقدت ايفا حاجبيها لتردف بغضب
“تفاهات؟ما خطبك!؟كم انت مزعج!!!اكرهك!”
برود رقم سبعة يثير حنق ايفا دائما
نظرت الى تلك السماء الصافية و هب تحدث نفسها
“لو كان وليام هنا فقط…لإستطاع التحدث بلباقةٍ و معرفة كل ما نريد الوصول اليه…”
عند الغروب،و بطريقةٍ ما،تجمعت الثلوج!!
كأن ذلك الكون بلا قوانين…
تثلج تارةً و يأتي الصيف تارةً اخرى
كان الجميع يتجممد بردًا..
اما رقم سبعة،كان يبحث عن حطب ليشعل مدفأته،لسوء الحظ،يبدو أن الحطب قد نفذ
شعر رقم سبعة بالإستياء،لينهض و يأخذ معطفًا سميكًا و يرتديه،التفت نحوّ إيفا و جاك ليقول
“سأذهب لأحصل على بعض الحطب”
اردف جاك بقلق
“في هذا الجوّ المثلج؟بمفردك؟”
ابرعت ايفا و هي تقول
“سأذهب معك!قلت ستعلمني كيفية الصمود بمفردي،اذا سأتعلم منك اليوم!”
اردف لها ببرود
“البسي حذائكِ و تعالي”
نطقت ايفا بغضب
“أ تضنني طفلةً لأقع في تلك الحيلة!؟كان والدي يأخذ اخي و يتركني في المنزل بعد أن يقول تلك الجملة!”
ضحك جاك بعفويةٍ و هو يقول
“انتِ سهلةُ الخداع!”
اردف رقم سبعةَ بتململ
“لا أفهم عن أي حيلةٍ تتحدثين،أ ستأتين أم لا؟”
توترت لتحضر حذائها و ترتديه
مسرعةً خلفه
صعد على ذلك الذئب الضخم،كما لو كان حصانًا،مد رقم سبعة لها يده الكبيرة و الخشنة
لتمسك بها و تتسلق على ظهر ذلك الذئب
اردف لها
“تمسكِ جيدًا”
اردفت بتعالي
“لم ألمسك!هذا جنون”
انطلق ذلك الذئب بسرعةٍ خيالية!!!لتصرخ ايفا بذعرٍ بعد
اذ كانت ستسقط،فتتمسك بخصره النحيل بأقوى ما لديها و تحتضنه خوفًا!
اردف هو صارخًا وسط هذا الضجيج
“أنتِ!!ستثقبين معدتي بأظافركِ!!”
أرخت عناقها لتردف بإنزعاج
“كان عليك أن تنبهني على الأقل!!”
اردف محاولًا كبت غضبه
“كم انتِ مزعجة…”
وصل هاذان الإثنان الى وجهتهما،نزل رقم سبعة ليبدأ بجمع الحطب،كانت ايفا تراقب،ليمد لها فأسًا و يقول
“هيا…حاولي”
اردفت بهدوء
“حسنا..”
بضربةِ منها ناحية الشجرة،استطاعت قطع ذلك الجذع الكثيف…بضربةٍ واحدةٍ فقط
ليسقط جاعلا الثلج و الغبار يتناثر في كل مكان،سعل هذان الإثنان ليلوح مئتان و سبعة بيده مبعدًا الغبار
نظر اليها بتعجب..و صدمة…
تسائل بنبرةٍ هادئة خالطها الإستغراب
“هل…تدربتِ في معسكرٍ من قبل….؟”
ابتسمت بعفوية لتجيبه
“شكرًا على اطرائك!الكثير يعترف بقوتي الجسدية!”
تنهد قائلا
“لن استطيع أن افهمكِ البتة”
ابتسمت بتفاخرٍ و تعالٍ راميةً ذلك الفأس بعيدها ناطقة
“أنا لا أخاف شيئًا!البتة!!!”
خطت عدة خطواتٍ لتشعر بدغدغةٍ عند قدمها
أردف رقم سبعة
“انتِ…يوجد دودة أرض عند قدمكِ”
صرخت ايفا بذعرٍ و خوف!!!بأعلى صوتها!
ذعرت الطيور لصرختها و طارت بعيدًا
و فزع حيوان مئتان و سبعة،لوكاس!
ليركض بسرعته الخيالية بعيدًا!
ركض رقم سبعة ليصفر بطريقةٍ غريبة كما لو كان يناديه
ليصرخ بأعلى صوته
“لوكاس!!!!!!تعال الى هنااا!!”
لكنه لم يستجب إليه
استمر بمحاولة التصفير بلا جدوى…
التفت نحو ايفا المصدومة من تبعات ذلك الموقف السريع..
نطقت بنبرةٍ منخفضة
“واو…ضننت أنك تتحكم به تحكمًا كاملًا”
صرخ في وجهها و هو يثور غضبًا
“انظري ماذا فعلتِ بنا!!!كيف سنعود للمنزل الآن!!؟بصراخكِ عديم الجدوى اخفتِ لوكاس!!!أ تعلمين كم نبعد عن الكوخ!؟”
صرخت إيفا بغضب ترد عليه
“انا اخاف الحشرات!!!!”
صرخ في وجهها بعنف و بنبرةٍ اعلىو هو يندفع بإتجاهِها
“ليس شأني أنكِ بهذا الضعف!!؟؟”
صدمت ايفا لإنفعاله…و تملكها الندم و الخوف
لتردف بنبرةٍ هادئة و قد اخفضت ناظريها الى الأرض
“أسفة…سأجد حلًا…”
تنهد بإنزعاجٍ ليبتعد عنها،و هو يصرخ
“لوكاس!!اين انت بحق السماء!!؟”
نظرت ايفا من حولها،لتجد شجرةً عالية
انطلقت ناحيتها لتبدأ بتسلقها بلا أي تردد،و بسرعة
حتى وصلت الى قمتها!كانت تبعد ٧ امتارٍ عن الأرض!
رفع مئتان و سبعة رأسه الى الأعلى و هو مصدومٌ من جنون إيفا،بلكاد يستطيع رؤيتها لإرتفاعها الشاهق
نظرت باحثةً عنه،لتلمحه يستلقي عند بحيرةٍ متجمدة!!
حاولت تقليد تصفير مئتان و سبعة،تصفيرٌ متقطع،كما فعل تماما
لكن مع ارتفاعها،دوى صدى صفيرها الى لوكاس!و استطاع سماعها!
ليأتي ناحيتهم بأسرع ما لديه،و يرتمي فوق رقم سبعة،مسح هو بإمتنان على رأسه و هو يقول
“لوكاس…يجب أن تعتاد على صراخ تلك المجنونة”
نزلت ايفا ببطئ نحو الأرض
“آمل أن هذا كافٍ لأن تقبل اعتذاري”
قالتها و هي تنظر صوب تلك الثلوج في الأرض
اتجه لوكاس ناحية إيفا ليمسح فروَه الناعم بها،لمع محجريها مبتسمةً بحماس لتبدأ المسح على رأسه
يبدو بأنه احبها
نهض رقم سبعة و هو يشاهد ذلك المنظر…
و شيءٌ في داخله قد تحرك
ليقترب منها و يضع معطفه على كتفها!!
رفعت ناظريها و قد لمع محجريها،تنظر في وجهه ميّت المشاعر
ليشيح بحدقتيه كما لو حاول اخفاء نظراته عنها
“ماثيو…”
قالها بنبرةٍ خافته و تكاد تسمع
صدمت ايفها لتصرخ بإنفعالٍ و حماس
“ماذا؟!”
قال بنبرةٍ أعلى بقليل من سابقتها
“إسمي…ماثيو…ماثيو سيبيتيان”
اعتلت الإبتسامة ملامح ايفا لتحاوط كتفه بإحدى ذراعيها
لتردف بحماس
“سررت بمعرفتك يا ماثيو!!!أ تعرف إسمي؟!أنت تناديني ب(انتِ)كثيرًا”
اردف بهدوء
“إيفيلين ليودوس…ابعدي يدكِ”
قالت بتعجب
“كيف تعرف إسمي كاملًا….؟!”
نظر اليها ببرود و هو يجيب
“لدي طُرقي..”
ابتسمت ايفا متجاهلةً كلماته الغريبة
لتصعد على ظهر لوكاس و تردف بحماس
“لنعد للمنزل يا ماثيو!”
صعد برفقتها بهدوء..
و انطلقا..الى المنزل..و معهما الحطب..
و الرضا يسود بينهما