تحت ضوء النجوم - 10
بدأ الماركيز باركر وبيرسي بالارتجاف من الخوف ولم يستطيعوا قول شيء.
نظرت استر الى الحارس وقالت له بينما تأشر الى الجثتين التي امامها: “فالتأخذ هذين الى قصر الماركيز سكوت وترميهم امام القصر. عندما تخرج الماركيزة سكوت احضرها الى القصر لان وصية الصبي الاخيرة كانت عيش امه لذلك لا تؤذيها، بعدها ضعها في السجن وسأفكر بعدها ماذا سأفعل بها لاحقا.”
قال الحارس وهو ينحني بأدب وحزم: “طلباتك اوامر، سموك.”
واشارة الى الشخصين الراكعين امامها: “وانتم!”
جفل الشخصين من صوتها واكملت استر بصوت مهدد: “سوف اترككما تعيشان اليوم لكن ان سمعت عن كلمة خرجت عما حدث هنا ساجعل قبركما بجانبهم! افهمتم؟”
هزوا رؤوسهم بسرعة وخوف وقالت وهي ترجع السيف الى الحرس الذي بجانبها: “واذا سألكم الناس عنهم قولوا أن الابن واهله ذهبوا الى رحلة خارج القارة، اسمعتم جيدا؟”
قالت الماركيز بيرسي بتردد وخوف: “حـ-حسنا…”
استدارة استر الى الباب وقالت وهي تدير رأسها وتبتسم باغاظة وسخرية: “أراكم في المساء!”
خرجت الى الخارج ووجدت الكثير من الخدم في الخارج. لم تقل شيء لانهم لن يجرؤن على فضح اسرار العائلة الامبراطورية.
اكملت مسيرها الى غرفتها وهي تقول بانزعاج وهي تنظر الى يدها المغطاة بدماءهم: “تباً، أن يدي اصبحت دبقة من الدماء. اين مايدي؟”
ركضت الخادمة الى قاعة المأدبة وكانت تنظر حولها بخوف وجسمها لا يتوقف عن الارتجاف، لمحت مايدي ورئيسة الخدم واقفتين تتناقشان عن بعض امور المأدبة.
هلعت لهم بسرعة وعندما وصلت لهم انحنت وضعت يدها على فخذها وهي تحاول اخذ نفسها من الركض والخوف: “انس… انسة… انسة مايدي ساعدينا. الاميرة جن جنونها في قاعة الاجتماعات وقتلت الماركيز سكوت وابنه وهي تناديك بصراخ وغضب والكل يشعر برعب منها ووجهه اصبح مليئ بالدماء بالفعل، ارجوك انقذينا!!!”
انصدمت مايدي من كلام الخادمة ولم تنتظر ثانية واحدة وبدأت بالركض اتجاه قاعة الاجتماعات وهي تمسك فستانها الاسود الطويل وتنزل دموعها بخوف عليها وقلق.
سمعت صوت عالي وسعيد ورائها واستدارت مباشرة: “مايدي! لقد اوجدتك! ساعديني في تغيير ملابسي فسوف نتأخر على المأدبة!”
تجمدت مايدي مكانها وهي تنظر الى ابنتها التي لم تلدها، منغمرة بالدماء وهي تبتسم بسعادة وفرح وتلوح لها من بعيد.
حاولت المشي ببطئ باتجاهها وساقيها لا تحملانها مت القلق، عندما وصلت ركعت على ركبتها ولمست وجهه ابنتها الصغيرة ودموعها تنهمر من على وجنتيها وقلبها تحطم من منظر طفلتها البريئة وماذا حدث لها بسبب الاشخاص الجشعين ومعارك العرش…
وضعت استر يدها على يد مايدي وقالت وهي تهمس لها بحنان ونبرة هادئة: “سوف اجعلك تفتخرين بي يا امي.”
شعرت مايدي بصدمة ونبض قلبها بشدة. عندما سمعت استر نادتها “امي” لأول مرة في حياتها… كان هذه كل ما تريده… كانت اكبر امنياتها سماع كلمة امي من شفاه الفتاة التي وضعت في حجرها منذ نعومة ظافرها… كانت اجمل هبة حصلت عليها في حياتها اجمع… ربتها وجعلتها ابنة واميرة يفتخر بها كل الشعب… لم تتوقع بيوم ان الخط الذي بينها وبين استر سوف ينكسر بيوما ما…
حضنتها مايدي بقوة ودموعها لم تتوقف من الانهمار وهي تقول بفرح وراحة ويتضخم قلبها من الحب: “نعم… نعم ابنتي… لن اسمح باحد أن يؤذيك يا صغيرتي.”
ضحكت استر بخفة وسعادة وهي تربت على رأس مايدي واستمروا في حضن بعضهم لفترة طويلة وكان دفئ الحضن يذكرها بذكرياتها مع ابيها لكنها لم تبكي… حتى نفسها لم تعلم لماذا لم تبكي في تلك اللحظة.
بعد عشرة دقائق من حضنها لاستر استوعبت انهم تأخروا على التجهيز فالساعة هي الرابعة بالضبط! امسكت مايدي اكتاف استر وقالت وهي تنظر لها بق”هل أنتِ متأكدة انك ليس مجروحة؟”
قالت استر وهي تدور حول نفسها لتري مايدي ان جسمها لا يوجد فيه جروح او خدوش: “انظري لا يوجد اي شيء!”
استقامت مايدي من مكانها وحملت استر بين ذراعيها، انصدمت استر ونظرت لها بتفاجئ وحيرة: “ماذا تفعلين؟ فالنتزليني، انا ثقيلة!”
مشت مايدي وهي تمشي بشكل مستقيم وقالت بابتسامة من دون النظر الى استر: “لستِ ثقيلة، وايضاً نحن مستعجلتين يجب ان نصل بسرعة للغرفة.”
نظرت استر حولها ولم تجد اي نباتات حولها فبقت هادئة الى ان وصلوا الى الغرفة.
انزلت مايدي استر على الارض واتجهت الى الحمام لأن جسد استر مليء بالدماء المنتشرة حول وجهها وملابسها فبدأت بتجهيز المياه…
عندما انتهت نادت استر لتأتي اليها بسرعة: “است- اقصد سموك، الحمام جاهز.”
اتت استر الى الحمام وبدأت بنزع قلادتها بينما تنظر الى مايدي: “يمكنك مناداتي باسمي.”
شعرت مايدي بفرح وهي تبتسم لها بسعادة وحلاوة: “حسنا!”
عندما انهوا الحمام اتجهت مايدي الى غرفة الملابس لتختار لها فستان بينما تنشف استر شعرها بالمنشفة.
عندما اتت مايدي كانت ممسكة بفستان اسود قصير وذو اكمام طويلة ورقبة طويلة ويوجد كريستالة سوداء على منطقة الرقبة محاطة بالذهب.
رفعته مايدي وقالت وهي تنظر الى استر: “ما رأيك؟ هل تريدين ان أختار فستان اخر؟”
نظرت استر للفستان وقالت وهي تنظر له: “لا. سوف ارتديه.”
اخذت استر الفستان وبدأت بارتدائه بمساعدة مايدي. عندما انتهوا كل شيء، امسكت مايدي يد استر وجعلتها تجلس لكي ترتب شعرها البني الفاتح، لكن هذه اكثر فقرة تكرهه استر فهي تكره الشعر الطويل والمزعج الذي يحتاج لتصفيف لوقت طويل.
قالت استر بتذمر وهي ترجع ظهرها على الكرسي: “اههه هذه مزعج! لا اريد الشعر الطويل! مايدي احضري المقص!”
قالت مايدي بحزم وهي تمشط شعر استر: ” لا يا سموك، ان الشعر شيء مهم ولا يجب قصه بتهور فهو دليل على انوثتك ورقيك في العالم الاجتماعي.”
استقامت استر من مكانها بانزعاج وفتحت الدرج الذي امامها في طاولة المكياج واخرج المقص وهي تقول: “انه ليس من شأني، ساختنق اذا بقيت اربيه لبقية حياتي.”
امسكت استر شعرها الذي يصل الى ركبتها وقصته الى ان وصل الى رقبتها.
قالت مايدي بحزن وهي تنظر الى الشعر المتناثر على الارض: “اشعر ان ابني الذي ربيته قد تم اخذه مني…”
مايدي هي من كانت تعتني بشعر استر الناعم والجميل منذ ان كانت رضيعه والان تم قصه امام عينها.
تنهدت بتعب واخذت المقص من استر التي اعجبها شعرها بالفعل وجعلتها تجلس: “حسنا ليس هناك خيار اخر يجب ان ارتبه قبل ان تتأخرين على المأدبة.”
يتبع…