تـَبَـادُل عـَكـسـي. - 1
جَسدي يصرُخ مِن الألم لكنني أجبِر نَفسي على البَقاء واعيًا فَهذا ليس الوقت المُناسب للشعور بالألم! يجب أن
أصِل إليه كُنت في حاجة ماسة إلى حظي للوقوف بجانبي هذه المرة فقط!… لكن رؤيتي تتلاشى و بدأت أشعر
بنفسي أغرق في هاوية اللاوعي و العالم من حَولي يختفي ببطء في الظلام…
» »»»»»»»
الأربعاء 8:15 صباحً ا
في مَدرَسة للمَرحَلة المُتَوَسِطة ، داخِل حُجرة الأساتِذة هُناكَ حَيثُ وَقَفَ اثنَين مِن المُدَرسين يُدَردِشان ، لَكِن
صَمتٌ حَل المَكان حين دَخول شَخص بِوَجه عابِس، حينَها تَكَلم ذَلِكَ المُتَكِأ عَلى المَكتَب مُتَحَدِثَا للَذي دَخَل
بإستِهزاء :
” تكاد تقتلني بِوَجهِكَ العَبوس هَذا كُل صَباح ، أبتَسِم لِمَرة واحِدة يا رَجُل ”
تَعَكَر وَجه ذَلِك الشَخص أكثَر مِما كان، ثُم نَطَق كَلِماتِه بِحِدة :
” كَيفَ تُريدُني أن ابتَسِم و أنا لا أعرِفُ ما الذي ينتَظِرُني في كُل مرّة أدخُل فيها ذَلِكَ الصَف الفَظيع؟!! ”
لَكِن الآخَر رَد عَلَيه بِسؤال أيضًا قائلًا :
” و لِمَ تَجمَع الصَف بِأكمَلِه ؟ قُل من البِداية أنَه ذَلِك ال ) كيبا ( . ”
كيبا؟ مَن هو كيبا؟
أنَهُ طالِب في المَرحَلة الأولى مِن المُتَوَسِطة و هو مُنذُ بِدايَة هَذا العام الدِراسي يَقوم بِفِعل المَقالِب في الأستاذ
›جيفري‹ و إزعاجِه طِوال الوَقت و حين ذَكَر ذَلك الأستاذ أسم › كيبا ‹ أمام ›جيفري‹ إِسْتَشَاطَ غَضَبًا و بَدَأ
بالتَذَمُر بِغَضَب :
” نَعَم ذَلك الشَقي لا يَتَوَقَفُ عَن إزعاجي أبَدًا مُنذ بِدايَة هَذا العام!!
ما يَستَفِزُني أكثَر أن مَنزِلَهُ بِجَانِب مَنزِلي و الأصوات المُزعِجَة لا تَهدأ هُناكَ أبَدًا كَيف يَستَطيع والِداهُ تَحَمُلهُ ؟؟!
”
كَون › كيبا ‹ لا يَفعَل ما يَفعَله مع شَخص آخر غَير › جيفري ‹ فَلا بُد أنَه فَعَل شَيء له ليَحقِد عَلَيه
هَذا هو السؤال الذي طَرَحَه مَن بَدأ هَذا الحَديث
عَدَل › جيفري ‹ وَقفَتَه و أخَذ يُهَمهِم و يُراجِع ذاكِرَتَه
هي لَحَظَات ثم تغيرت مَلامِحَه كَأنَه حَ قًا تَذَكَر السَبَب فَصَمَت لِوَهلَة ثُم أردَف قائِلًا :
” قَبل سَنة مِن الآن كان دائِمًا ما يَلعَب بِجِوار واجِهة مَنزِلي و كَثيرًا ما تَقَع اشيائَه فيه و كُنت لا أعيدُها له ، و
مَرة كُنت غاضِبًا و ما زادَ غَضَبي كَسرُه لِزجاج مَنزِلي لِذا فَقَدت أعصابي و صَرَخت في وَجهِه.. و أظن أنَني
ضَرَبتُه أيضَ اًً… ”
ملامِح الدَهشة عَلَت وجوه الواقِفَين أمامَ ه
ضِحكَة مَكتومة تَلتَها جُملة قالَها الآخَر بِسُخرية:
” أنا لا ألومُه فَأنتَ تَستَحِق ما يَفعَلُه بِكَ حقًا~ ”
هالة حارِقة خَرجَت مِنه عند سَماعِه تِلك الكَلِمات كان كالبالون الذي يَنتَظِر دَبوسًا يُفَجِرُه ، أما الآخَر عاد
للضَحِك بَينَما ذَلِك الذي كان واقِفًا طِوال الوَقت كَالمَزهَرية يُحَرِك فَقَط عَينَيه بَين الذي يَقِف أمامَه و زميله الذي
خَلفَه بِلا كَلام ، حَاوَل إسكات زَميلِه لَكن الأوان فات فَالبالون انفَجَر بِالفِعل
” الذَنب ذَنبي لأنَني تَحَدَثت مَع حُثالة مِثلِكُم نَحن لَسنا أصدِقاءًا حتى!!! ”
بِمُجرد أن أنهى جُملَتَه هَذه استَدار و رَحل لَم يَكتَفي بِما قال بَل أخَذ يُتَمتِم وهو يَبتَعِد .
استدار الشخص الآخر لزميله و تكلم بإنزعاج:
” هل أنتَ أحمَق؟! تَعلَم أنَه حاد الطِباع و يَصعُب التَعامُل مَعَه لَم يَكن عَلَيكَ إغضابُه! ”
اكتفى الآخر بالصمت و في وجهه نظرة سخيفة.
~’~’~’~’~
تَوَقَف جيفري بعد خروجِه و كان مُنزَعِجًا جِدًا لَيس فَقَط بِسَبَب ما قيل له بَل لأنه فَقَد أعصابَه مَرة أخرى و هو
يَكرَه نَفسَه حين يَكون بِذَلِك الحال
بَينَما كان سارِحًا يُفَكِر سَمِع صَوت أحَد الأساتِذة يُناديه
” أستاذ › جيف ‹ المُدير يُريدُك في مَكتَبه ”
تَبَدَلَت مَلامِحُه وعادَت لِحالَة الاِنزِعاج مُجَددًا
][ جيف؟ كَم مَرة عَلَيَ أن أقول انَه جيفري! ][
هَذا ما كان يُزعِجُه على الدَوام ، يُحاوِل عَدَم مُخالَطَة الآخَرين و فقط التَعامُل مَعَهُم بِرَسمية بَدَل اتِخاذِهم
كأصدِقاء ، لَكِنَه دائِمًا ما يَجِد نَفسَه مَحَط اهتِمام أو مُضايَقات زُمَلائِه في العَمَل و مُديرِه كَذَلِك رُغم أنَه كَثيرًا ما
يَكون فَظا و عَصَبيًا.
~’~’~’~’~’~
في مكتب المدير هُناك حَيث يَقبَع رَجُل عَلى كُرسي المَكتَب تَحَدَث مَع الواقِف أمامَه قائِلًا :
” تَم إعلامي أن ›كارتر‹ تعرض للإصابة و جُروحه خَطيرة و لَن تُمَكِنَه من أن يَأتي وَ يَقوم بِواجِبه كَأستاذ و
“مُساعِد المُدير” لِفَترة لَيسَت مَعلومة حال يًا لِذا اختَرتُك لِتَحِل مَحَله خِلال فَترَة غيابِه إلى أن يَتَعافى ”
رد جيفري بإنزعاج:
” و لِماذا أنا على وَجِه التَحديد؟؟، هُناك الكَثير مِن الأساتِذة غَيري ، كَما أنَني سأضطَر لِتَحَمُل المَزيد مِن
المَسؤوليات ، و ه ذا ما لا أريدُه ”
” لَكن هَذه تُعَد تَرقية ، ألستَ سَعيدًا بِهَذا؟ ، إضافَة إلى ذَلِك أنا لَم أخترك بِدون سَبَب فَأنتَ أستاذ جَيد و مُناسِب ”
أخَذ جيفري يُفَكِر بَينه و بَين نَفسِه ، فَقَد كان هَذا العَرض جَيدً ا لَكنَه يَشعُر بالتَرَدُد ، بَعدَها حَسَم قَرارَه و أردَف
قائِلًا:
” حَسَنًا ، حسنًا ، موافِق ، و الآن وَداعً ا ”
استَدار و كان عَلى وَشَك الخُروج لَكن الآخر ناداهُ موقِفًا إياه :
” تَمَهل أنا لَم أكمِل كَلامي بَعد ، هُناك سِجِلات مُهِمة تَقريبًا 56 سِجِل لَم يُنجِزها ›كارت ر‹ سَتَجِدُها عَلى مَكَتبِه ،
قُم بإنهائِها اليَوم لأنَني أحتاجُها غَدً ا ›جيفي‹ ”
” ما هَذا؟!، لَدَي الكَثير مِن الحصص اليَوم كَيف سأنتَهي مِن كُل هَذا ؟! سَأكون مُرهَقًا و بِالكاد أستَطيع المَشي
إلى المَنزِل !! ، أيضًا لا تَقل ›جيفي‹ نَحن لَسنا أصدِقاء، سأتَراجَع عن موافقتي أن كَرَرتَها !! ”
” و ماذا في ذَلِك نَحن زُمَلاء عَمَل ، و بِالمُناسَبة أنا المُدير هُنا لَن يُفيد تَهديدُك فَهَذا أمر ”
” تشه ، كَونُنا رِفاق عَمَل لا يَعني أنَنا أصدِقاء و كَونُك المُدير لا يَعني أن بإمكانك فعل ما تشاء، و للمَرة المِليَون
لا أحِب أن يَتَلاعَب أحَد بِإسمي! ”
” لا عَلَيك ، لا عَلَيك ، المُهِم يُشَرِفُني أن تَكون مُساعِدي ، لا تَنسى إنهاء تِلك السِجِلات ”
أنهى جُملَتَه بإبتِسامَة مُسَفِزة لِذلِك الذي وَقف أمامَه و كانَت تَتَطايَر شَرارات من نَظَرات الاشمِئزاز الَتي عَلَت
وَجهَه.
~’~’~’~’~’~
رَن الجَرس مُعلِنًا انتِهاء الحِصَة الأخَيرة و مَعَه اليَوم الدِراسي
داخِل الشُعبة الثالِثة للمَرحَلة الأولى مِن المُتَوَسِطة
حَيث كان هُناك فتَى تَملَئ وَجهُه الضِمادات نَائِمًا عَلى مِقعَدِه الدِراسي عِند الزاوية في نِهاية الصَف
عِندَما اسَتيقَظ تَفاجأ مِن خُلو المكان مِن الطُلاب بَعدَها تَذَكَر أنَه أخَذ غَفوة خِلال الدَرس الأخير و مِن المؤَكَد أن
اليَوم الدِراسي قَد انتَهى.
~’~’~’~’~’~
في تِلك الأثناء كان جيفري قَد أنهى عَمَله مُتَأخِرًا و كان مرهقًا كَما تَوَقَع
ذَلِك لَم يَمنَعه مِن تَذَكُر أن مُسَبِب حالَتِه هَذه يَرتاح الآن في مَنزِله بَينَما هو هُنا قَد انهَكه التَعب ، اتكأ على
كُرسيه واضِعًا يَدَيه خَلف رَأسِه و أخَذ يُتَمتِم
” لَن يُحدِث تَأخُري هَذا أي فَرق فَعَلى أيَة حَال لا أحَد يَنتَظِر عَودَتي لِلمَنزِل ”
~’~’~’~’~’~
أغلَق جيف ري باب المَكتَب و تَوَجَه مُباشَرةّ ليَنزِل الدَرَج
أما في الجِهة المُقابِلة كان الفَتى كيبا يَركُض صارِحًا و خائِفًا مِن أنه قَد يَبقى مَحبوسًا في المَدرَسة إن لَم يَكن
هُناك أحَد هُنا ، و قَد كاد يَصطَدِم ب جيفري لَولا أنَه تَوَقَف مَفزوعًا من ظُهورِه المفاجئ أمامه
” ما خَطبُك لماذا تَركض و تَصرُخ هَكَذا كَالمَجانين ؟ ، و أيضا ما الَذي تَفعَله هُنا أيُها الشَقي ألَيس مِن المُفتَرض
أن تَكون في مَنزِلك الآن ؟؟ ”
هَذا ما قالَه جيفري مُستَغرِبًا مِن وجود كيبا هُنا في هَذا الوَقت ، لَكِن كيبا لم يَكن يُريد أن يَقول انَه كان خائِ فًا لِذا
رَد بإسلوبه المُعتاد مُسي ئًا ل جيفري
” هذا لَيس مِن شأنك أيها العجوز المتكبر! ”
تِلك الكَلِمات مُجَدَدًا تُرمى عَلَيه مِن لِسان هَذا الطِفل المُشاغِب كَما يُسميه ، جَعَلَته يَنفَعِل هُنا أيضً ا
” لَستُ عَجوزًا أيُها الوَقِح!!! ”
هَذه المُشاجَرة الَتي تَحصُل مِرارًا و تِكرارًا لَم تَكن طَويلة هَذه المَرة فَقَد قَطَعها اهتِزار قَوي هَز أرض المَدرَسة
تِلك الهَزة لم تَدُم إلا ثَوانِ مَعدودة بعد انتهائها صرخ كيبا قائلًا :
” ما الَذي حَدَث هَل بَدأ الفَضائيون بِمُهاجَمَتِنا ؟؟!!! ”
” لا تَكُن أحمَق أنَها هَزة أرضية ، أو رُبما شَيء ما يَحدُث في الخارِج ، لنَخ رج و ن تَأكد ”
إندَفَع جيفري ليَنزِل الدَرَج ناويًا الخُروج للتَأكُد مِما حَدَث فَذَهَب كيبا خَلفه
لَم يَكن كيبا الأحمَق الوَحيد هُنا فَقَد كان ذَلِك تَصَرفا أحمَق و مُتَهَور من كِلاهُما أقدَم عليه جيفري أولًا.
بَعد تَجَول دام لِعِدَة دَقائِق حَول المَدرَسة لَم يَجِدوا شَيئًا ، كان كيبا مُختَبِئًا خَلف جيفري مُتَمَسِكًا بِيَدِه لَكِن جيفري
تَحَرَك و دَفَعَه عنه قائِلًا بِإنزِعاج:
” لا تَلتَصِق بي هَكَذا!، لا يوجَد شَيء، رُبَما كانَت هَزة أرضية عادية أو أننا كنا نَتَوَهَم فقط. ”
ما هي إلا لَحظة حَتى صَرخ كيبا مُجَدَدًا يُشير بِإصبَعِه للإمام:
” لَكِن ماذا عَن ذَلِك الضَوء الأزرَق هُناك! ”
نَظر جيفري إلى الاتِجاه الَذي أشار كيبا لَه فَلَمَح الضَوء الَذي قَصَدَه
” أوه…مَعَك حَق ، لَكِن ما مَصدرُه؟ ”
كُل ما فَكَر فيه كيبا أثناء ذَلِك أن عَلَيه التَقَدُم لِمَعرِفة ما هو حَتى لا يَقول جيفري عَنه أنَه جَبان
إندَفَع للإمام مُحَدِثًا جيفري:
” سَأذهَب أنا لأرى ما هو أن كُنتَ خائِفًا ”
” لا تَكُن مُتَهوِ را يا فَتى! ”
ذَلِك لم يَنفَع فَقَد ذَهب كيبا حَقًا لم يَكُن لِ جيفري حَل سِوى الذَهاب خَلفَه
وَصَل جيفري و وَجَد كيبا جالِسًا على الأرض و أمامه جَوهَرة زَرقاء اللَون و كان شَكلُها عَلى شَكل قَلب
تَحَدَث كيبا بِحَماس و كُل ما بإعتقاده أن هذه الجَوهَرة قد تكون سَبَب الهَزة الأرضية و هي تَخُص الكائنات
الفَضائية و رُبما وَقَعَت مِنهُ م
أما الآخَر بَقي يُحَدِق بِه بِصَمت ثُم تَحَدث بِسُخرية:
” تَوَقَف عَن مُشاهَدة الأفلام يَبدو أنَها أثَرت عَلى عَقلِك ، و أيضَا لا تَلمِس الجَوهَرة لِنَترُكها مَكانَها و نَدَع
الشُرطة تَتَصَرَف ”
عِندَما فَتَح جيفري عَينَيه بَعد إنهاء تَحذيرِه ذاك وَجَد كيبا يُحَدق بِه بِنَظرَة خُبث ثُم مَد يَدَه إلى الجَ وهَرة و لَمَسها
بِإصبَعِ ه
رغم دراية جيفري أن استماع كيبا لتحذيراته مستحيل إلا أنه ينفعل في كل مرة لا يستجيب فيها لما يقول
” أخبَرتُك ألا تلمِسَها متى سَتَتوَقَف عَن فِعل عَكس ما أقول!!! ”
لم يَكُن كيبا يَكتَرث لما يَقوله جيفري و كُل ما فَعَله هو قَلب عَينَيه و مَد لِسانَه ثُم أردَف قائِلًا:
” أنتَ تُبالِغ ، أُنظُر لَمَستُها و لَم يَحدُث شَيء ”
مُجَرَد أن أنهى جُملَتَه تِلك و هو يَستَدير ناحيَة الجَوهَرة صُدِم من تَحَرُكِها ثُم أرتِفاعٓها للأعلى فَجأةَ تراجع للخَلف
مُندَهِشًا مِما حَدَث و جيفري كذلك تصنم مكانه
ما زاد دَهشتهما أن الجَوهَرة أظهَرت نُسخة أخرى مِنها ثُم انطَلَق ضَوء قَوي جدًا كاد يَقذِفُهما بَعيدًا و انتَشر
مُضيئًا المَكان كُله
ف تَح جيفري عينيه و وَجَد نفسه مُلقى عَلى الأرض و كان رَأسُه يُؤلِمُه جِدًا حَتى أنَه تساءَل عِن ما حَدث له ،
نَظَر أمامه فَرأى كيبا مُمسِكًا رَأسه مُتألمًا أيضًا و حين ألتقت أعينهما تبدلت ملامحهما إلى إنزعاج
وَقف كِلاهُما وَجَهًا لِوَجِه و بَدأ كيبا بالصراخ عَلى جيفري
” كَيف أتيتُ إلى هُنا؟؟! و ما الَذي فَعَلتَه لي أيُها العَجوز رأسي يؤلِمُني بِشِدة!! ”
” كَم مَرة عليَّ أن أقول لَك لا تَنعَتَني بالعَجوز أيُها الوَقِح!!
و أيضً ا أنا أساسًا لا أعلَم لِماذا أنا هُنا! ”
~ صَمت مِن كِلا الطَرَفَين ~
قَطَعَه جيفري بعد أن استَدار قائلًا:
” الافضَل أن أعود لِلمَنزِل بَدَل النِقاش التافِه مَعَك ”
و غادَر قائلًا ل كيبا أن يَعود هو أيضًا لِمَنزِله فَاللَيل سَيَحُل قَريبًا.
~’~’~’~’~’~
دَخل جيفري مَنزِله و بَقي واقِفًا أمام الباب كان يَشعُر بِشُعور آخَر غَير الاِنزِعاج كَأنَه نَسي أمرًا ما
ما هي إلا لَحظة حَتى انقَطَعَت الكَهرَباء عنِدَها أدرَك أن هَذا هو الأمر الَذي نَسيَه فَهو لَم يَدفَع فاتورة الكَهرَباء
هَذا الشَهر.
~’~’~’~’~’~
في ذَلِك الوَقت وَصَل كيبا لمنزله أخذ يُحاوِل تَرتيب أنفاسِه فَقَد قَطَع طَريق العَودة رَكضًا
دَخل المَنزِل و اغلَق الباب و عِندَما استَدار اندَفَعَت ناحيَته يَد تُمسِكُه مِن شَعرِه
تِلك اليَد تَعود لِشَخص لَم يَعُد يَعرِف معنى لِلرَحمة كان غاضبًا جدًا ، صَرَخ في وجهِه بينَما يَشُد شَعرِه
” لماذا أنت مُتأخِر؟! أين كُنتَ تَتَسَكَع كُل هَذا الوَقت هاه؟؟!! ”
كان كيبا مُدرِكًا ماذا بإمكان الواقف أمامه أن يفعل لِذا كان مُضطرًا لِلكَذِب
” لَقَد كانَت لَدَينا حِصَص إضافية هَذا هو السبب… ”
لم يُفلِح هَذا فَقَد قام بِتَكذيبِه و زاد الشَد عَلى شَعرِه مُجبِرًا إياه عَلى قَول الحَقيقة
لَكِن كيبا استَطاع أبعاد تلك اليد عَن شَعرِه و دفعه ثُم اندَفَع راكِضًا نحو الدَرَج
صَعَد و تَوَقَف في مُنتَصَفه و صَرخ عَلى ذَلِك الشَخص:
” لَستُ دُميَتَك لِتُفَرِغ غَضَبَك بي أيُها القَذر! ما ذَنبي أن كُنتَ مَنحوسًا و لا تَقبَل بِك أي فتاة!!! ”
بَعد إطلاقِه تِلك الكَلِمات أنتَبَه أنَه زاد الطين بِلة
أسرَع بِالصُعود للأعلى مُتجهًا لِغُرفَتِه مُغلِقًا الباب بِسُرعة
و الآخَر أصبَح يَطرُق الباب بِقوة يَأمُره بالخُروج
بَينما هو سَقَط جالِسًا عَلى الأرض مِن الخَوف مَع مَزيج مِن القَلَق
” رائِع سأبقى بِلا عَشاء هَذه اللَيلة أيضًا…،أكرَه حَياتي هَذه!- ”
في الجِهة الأخرى جيفري جالس عَلى سَريرِه مُمسٌكًا قَدَمه
التي اصطَدَمَت بِالسَرير عِندَما كان يَبحَث عَن هاتِفِه في الظَلام
” لو أنني أخذت الهاتف معي لما حدث هذا!!
كم اكره حظي و حياتي هذه ”
بَينما خَلَد الجَميع لِلنَوم هُناك مَن كان متحمسًا لِلغَد و هُناك مَن يَتَمنى أن لا يأتي.
~’~’~’~’~’~
أشرَقت شَمس الصَباح مُعلِنَة بِداية يَوم جَديد
لكن بِداية هَذا اليَوم لم تَكُن هادئَة بالنِسبة للجَميع
دَوَت صَرخَتان في الحَي كأنَهُما صَرخة واحِدة
الأولى كانَت مِن مَنزل جيفري و الأخرى مِن مَنزل كيبا
• •••••••