رماد الأمل - 2
الفصل الثاني
تحركنا لعدة ساعات دون أن يتكلم معي ذلك العم ، والعربة كانت شبه ممتلئة لذا كان من الصعب الحركة داخلها ، أسندت ظهري الى العربة و غفوت قليلا .
أيقظني العم و قبل أن أفيق بشكل كامل وجدته يحملني و ينزلني من العربة ، فترنحت قليلا محاولة التوازن ، أعطاني العم قطعتين من الخبز ثم انخفض و أشار الى طريق طويل بينما يقول اذهبي من هناك و انعطفي يمينا بعد البناء الأحمر الكبير ، ستجدين هناك دار أيتام قد يستطيعون مساعدتك ، تتذكرين قواعد ماما السبع صحيح ؟
– أجل
ممتاز هيا اذهبي انا لا استطيع التأخر
– ما اسمك أيها العم
– اىرح خزًاسمي كومبو
هل يمكنني طرح سؤال أخير ؟
أومأ برأسه موافقا بينما يصعد العربة فتقدمت قليلا بينما أطلق بصري على وسم العبودية على رقبته و سالته :
– ماذا يعني أن أمي فارقت الحياة ؟
– يعني أنها توفيت ، لم تعد موجودة
– مثلي ؟ أنا أيضا لست موجودة ، هل هي في مكان مظلم ؟ هل يمكننا إخراجها ؟
– كلا هذا مختلف ، انت موجودة ، هي ميتة ، جسدها تحت التراب و روحها في السماء ، لا يمكن إخراجها
– لم افهم ، هل ….
– لا وقت لدي لاجيب أسئلتك الكثيرة ، انا اخاطر بحياتي هنا .
قال ذلك ثم تحرك بعربته وتركني في حيرتي ، الشمس بدأت تغرب و عدد الناس حولي يقل ، رحت أمشي في الطريق الذي أشار اليه العم كومبو بينما أتناول الخبز و أتذكر قواعد أمي السبعة
1. لا تتبعي الغرباء أو تتحدثي معهم
2. لا تؤذي أحدا
3 ساعدي الضعفاء
.4 لا تكذبي مالم يكن هناك خطر على حياتك
5. لا تسرقي مهما كان الوضع
6. لا تخبري أي أحد من أين أتيت و ما هويتك
7. تذكري أن دماء محارب تجري في عروقك
اوه فهمت الآن ما معنى دماء محارب ، لقد كانت أمي محاربة .
صار الظلام حالكا فما عدت قادرة على تحديد ألوان المباني ، وجميعها كبيرة بالنسبة لي ، فاخترت أضخم مبنى و انعطفت من عنده يمينا ، كان المكان ضيقا مقارنة ببقية الشوارع و كان هادئ مثل ركني ، تقدمت بضع خطوات فاستقبلتني رائحة نتنة ، ما
هذا المكان … فجأة وجدت شيء اسود يهبط من فوقي ولا اذكر ما حدث بعدها .
استيقظت في غرفة كبيرة الحجم و حولي ستة اولاد بمثل عمري تقريبًا ، كانوا جميعهم يبكون و يصرخون الا واحد كان يجلس و يتأمل الوجوه الباكية ، اقتربت منه و سألته : أين نحن !؟
– لا ادري .
– كيف اتينا الى هنا !؟
– هل انت حمقاء !! تم اختطافكم بالطبع
– ماذا يعني هذا
– الا تعرفين ما معنى ان يتم اختطافك !!
– كلا اشرح لي
– حمقاء
– همممم
– ذلك يعني انك لن تعودي الى المنزل مجددًا ( صرخ )
– لا املك منزلًا
– انتي مثلي اذًا
– ماذا تقصد
– لا شيء
– هاه !!!!
– قلت لا شيء ابتعدي عني.
و قبل ان اطرح المزيد من الأسئلة دخل علينا رجل ضخم البنية و صرخ : ” اخرسوا ” بصوت عال لدرجة ان أبداننا الصغيرة انتفضت و باتت ترتجف من شدة الرعب، نظر الينا بدونية و بات كل منا يحاول ابتلاع صوت بكاءه وقف الرجل باستقامة و جال ببصره علينا جميعًا ثم بدأ تابع له هزيل يتحدث : أهلًا بكم في مؤسستنا العسكرية ، انا جاڤين ، و قذا سيدكم بلودر .
تسآءلت في نفسي ، سيد !؟ هل هذا يعني اننا عبيد ، امي و اخي لطالما تحدثا عن السيد تيتان ، لا اريد ان اتعب مثل امي و اخي . تابع جاڤين قائلًا :
– من الان فصاعدًا انتم لا تملكون أباء ولا أمهات ، و ليس لديكم بيوت تعودون اليها ، فهمتم !
كان ذلك العم مخطئًا لذا اردت مساعدته فقلت : انت مخطئ ايها العم جاڤين ، انا لدي أم .
نظر الجميع الي نظرك تفاجؤ ثم اقترب مني جاڤين و رفعني من سترتي قبل ان يلصق وجهه في وجهي و يسأل بغضب :
– ماذا قلت للتو ؟
– انا لدي ام ، اخبرني أخي انها توفيت ، لكنني سأعود اليها عندما يتبعني أخي و سنعيش في بيت جميل نحن الثلاثة .
نظر جاڤين الى سيد بلودر الذي كان ينظر الي مباشرة بطريقة غير مريحة قبل أن يقول : أحيكي على شجاعتك حقًا ، لكنك غبية .
ثم وجه كلامه الى جاڤين سائلًا : هل انهيتم التحقيق مع الجواسيس ؟
– اجل يا سيدي
– احضر لي احدهم
فتركني و ذهب راكضًا خارج الغرفة و عاد بعد دقائق مع ثلاثة اشخاص يجر اثنين منهما الثالث ، ثم جعلاه يجثو على ركبتيه أمام بلودر الذي حمل سيفه و هوى به على رقبة الرجل متجاهلًا توسلاته بالرحمة ، فاستحال البلاط الى اللون الأحمر و اصبح الرجل قطعتين ، جسد مفصول عن الرأس ،
نظر إلي بلودر بنفس التعبير دون ان يرف له جفن قائلًا : هذا معنى ان يموت شخص ما ، لا يمكنه العودة .
بدأت بالارتجاف و تكورت على نفسي ممسكة برأسي بينما دموعي تنهمر ، فما لبثت ان تخيلت وجه أمي بدلًا عن وجه الرجل بتت أرى الشخص المقتول أمامي أمي و رحت أهز رأسي يمنة و يسرك بينما أصرخ : كلا كلا أمي ليست هكذا أمي جميلة أمي أمي أمي بخير أمييي … إهئ أمييي أمي ليست أمي ليست أمي ليست ، ثم اختنقت بدموعي و فقدت وعيي .