صديق الشرير - 1
“صديق الشرير”
الفصل الأول:
العنوان : غريبٌ في عالم آخر¹
*****
————–
نظر إليه بعيون محتقِنَةٍ بالدماء لم يستطعْ أحدٌ أنْ يعرفَ إنْ كان هذا بسبب الغضب أم لأنه فقط أرادَ البكاء.
أمسك سيفه بقوه كاد سيفُهُ أنْ يخترقَ جسد الشخص الذي يقف فوقه.
“داين لماذا أنتَ…”
تمتم بضعفٍ
“لماذا خنتَني؟!…ألمْ نكنْ أصدقاء..”
كان صوتُه المرتعش يحمِلُ كُّلاً منْ مشاعر الألم و الحزن و الغضب و الكراهية.
نظر إليه داين ببرودٍ وتحدث
“أصدقاء.. ههههه…لا تُضحكني أنا لم أكنْ ابدًا صديقًا لشخص مثلِك”
ارتعشت يداه التي تُمسِك بالسيف في كلمات صديقه الباردة
“داين… أرجوك.. ل-لا اريد قتلك… لنُعِد كُلَّ شيء كما كان… أرجوك”
لمْ يُرد قتله…لم يُرد قتل صديقه الوحيد…لم يرد قتل الشخصَ الوحيد الذي يملكه في هذا العالم، الشخص الذي وقف دائمًا إلى جانبه، الشخص الذي فهِم معاناته ولم يشمئز منه بسبب جنسه المختلط.
بعد كلّ ما فعله له كيف يمكنه قتله..؟!
لاحظ داين شروده قام بإغلاق وفتح راحة يده عدةَ مراتٍ عندها ظهرت سكين صغيرة فيها.
“بفتت!…نعود كما كنَّا؟! لا تضحكني أنت من دمر كل شيء كيف تتوقع منَّا أن نعود!”
“داي_ أه”
حاول التحدث و التبرير ولكن تمَّ لفُّ يدٍ حول جسده في محاوله تثبيته و كانت سكين صديقه في اليد الأخرى قد اخترقت قلبه بالفعل.
ما جاء بعدها كانت آخرَ كلماتٍ باردة سمعها من صديقه
“مخلوقٌ مثيرٌ للشفقة مثلكَ لا يستحق هذه الحياة”
ابتسم بمرارة بالنسبة له كان هذا هو آخر عناق دافئ من صديقه وآخر كلمات بارده سمعها كانت تعني “أنت لا تستحق كل هذا”
لم يستطع أن يكرهه كيف يكره شخص مراعي مثله ؟
كان هذا هو آخر ما فكر فيه قبل أن يغلق عينه للابد.
“اهه”
خرج صوت غريب من شفاه داين بدأت تعابير وجهه الباردة تنهار ببطء وكأنها لم تكن موجودة من قبل
بأيادي مرتعشة قام بإخراج السكين من جثة صديقه ومعانقته..
“إنه بارد..”
تمتم بضعف
لم يعد جسدُ صديقه دافئ مثلما كان من قبل إنه بارد وشاحب….الآن وبعد أن أغلق صديقه عيناه لم يستطع التمسك بذلك الوجه البارد و الغير مبالي الذي كان يتصنعه حل محله وجهه المنهار و المتألم احتقنت عيناه بالدماء بدأ سأل دافئ يخرج منهما عندما نظر إلى جثة صديقه.
“لقد اغلقها”
لقد أغلق عيناه إلى الأبد الآن لن يستطيع أن يفتحهما مرة أخرى ستظل هكذا إلى الأبد الآن وبعد أن أغلق عينه لن يستطع التحدث معه مجددًا لن يستطيع خوض مشاجرات معه مجددًا…لن يتدرب معه مجددًا..لن يأكل معه مجددًا…لن يناديه صديقي مجددًا…
“اهغغ”
خرجت صرخة ألم منه بعد كل تلك الأفكار التي جابت مخيلته
‘هل كان علي أن أوافق على طلبه؟ هل كان علينا الهرب و البدء من جديد؟’
ولكن إلى متي سيستمر هروبهما قبل أن يتم القبض عليهما ؟ ربما يوم ثلاث ايام أم ربما أسبوع؟!
فبعد كل شيء كان صديقه هو الشرير… الشخص الذي كاد يقود الجنسين الي الدمار الشخص الذي نشبت بسببه حرب دامية بين الجنسين البشري و الفلينس و التي دامت إلى ثلاث سنوات كاملة و الذى جعلهما يجتمعان معا و يكونوا جيش واحد لمحاربته.
إذا كيف كان بإمكانه الهرب..؟
‘كان علي أن أحصل عليها…’
كان عليه أن يحصل على جثة صديقه لم يكن ليسمح لأي شخص بوضع يده القذرة على صديقه او محاولة إيذائه
كان يعلم أنه إن قام أحد بقتل صديقه فسيقومون بقطع رأسه وتعليقها على أبواب المملكة و يكتبوا شيء مثل
“لكل من يتجرأ على العبث مع البشر أو الفلينس”
كان متأكد من أنهم سيقومون بهذا في محاولة لتهدئة العامة و لاعلامهم أن الحرب انتهت .
لذلك وافق على خيانة صديقه وقتله مقابل الحصول علي جثته أيضا لم يعترض كلا الجنسين على هذا بما أنه مات فلا شيء مهم بعد هذا…
“يالي من مثير للشفقة….كل ما استطيع فعله لصديقي الوحيد هو إعطائه دفن لائق…”
تمتم بصوت يرتجف بينما استلقي بجانب جثة صديقة أراد الجلوس هناك لساعات لا لشهور ربما لسنين أراد التحدث معه أكثر وان يخبره بما يشعر أراد قضاء باقي عمره بجانب صديقه لم يكن مستعدا بعد لمفارقة صديقه الوحيد
كان يعلم أن هذا غباء وأنه لا يستطيع فعل هذا
‘إن لم يستطع الحصول على حياه لائقة فهو علي الاقل سيعطيه دفن لائق’
كان صديقة شخص رائع مات في ساحة المعركة لذلك كان يستحق أن يدفن مثل الفرسان الشجعان
كانت هذه هي الفكرة الوحيدة التي تدور في ذهنه في تلك اللحظة…
———-
“اللع** ما هذا الهراء لما كان عليه أن يحصل علي نهاية بهذا السوء”
كاد رايلين أن يرمي هاتفه وهو يلعن
كانت هذه هي المرة الثالثة التي يعيد فيها قرأه روايه “سياف ديكونل”
وفي كل مرة يقرأ فيها نهاية شريرة المفضل كان يشعر بغضب لا نهائي
كيف لا يغضب وقد كان شريرة المفضل شخص قاد اثنان من اقوي الأجناس في العالم الي حرب عظمة بذكائه فقط
والآن انت تخبرني أنه قد تم قتل شريري المفضل بسبب خيانه من صديقه الاحمق..؟!
“يا رجل لم يكن عليك قتله أو الهرب معه كل ما عليك فعله هو أن تدعه يكمل خطته لتدمير العالم!”
أعني لقد قاد اثنان من اقوي الأجناس الي حرب عظمة لثلاث سنوات فقط لو استمرت هذه الحرب لبضعه سنين اخري لكان العالم قد تدمر بالفعل!
“لا يمكنني أن الوم صديق الشرير فبعد كل شيء كان البطل هو من تلاعب بعقله”
“يا رجل لا اعرف حتي لماذا استمر في قراءة هذه الرواية انا ذاهب للنوم فبعد كل شيء غدا هو السبت!”
كان هذا هو الشيء الوحيد الذي استطاع أن يبهجه بعد قرائته لتلك النهاية المخيبة للامال
وبتلك الأفكار اغمض عينيه علي أمل النوم ليوم كامل!
_______
___
_
سقطت أشعة الشمس الباهتة علي شعرة القرمزي اللامع ارتعش حاجبه عند ملامسة اشعة الشمس الدافئة لوجهه
شعر أن هناك شيء غريب علي عكس الايام الماضية لم يزعجة صوت اطفال جيرانه و يرغمة علي الاستيقاظ بدلاً من ذلك كانت أشعة الشمس الدافئة…
‘هممم…هل ربما استمعوا لشكواي و أخيرًا’
كان اليوم هو عطلة نهاية الأسبوع قضي ليلة البارحة كلها في قراءة روايته المفضلة ولم يرد أن يستيقظ مبكرا في يوم عطلته!!
كان يوم السبت هو افضل يوم في الاسبوع خصوصاً لطالب مشغول مثله في اخر سنه له في الجامعة لانه بالطبع كان يوم عطلة… كان يستغله كله في النوم للحصول علي طاقة لإكمال باقي ايام الاسبوع المرهقة و المرهقة
لذلك قام بتحذير اطفال جيرانه المزعجين حتي لا يكونوا صاخبين و يوقظوه في النهاية…
حسنا لقد بدي الأمر كترجي أكثر من تحذير…
احم..
من يهتم أن استطاع النوم فلا شيء آخر مهم
وبما أنه يعلم اطفال جيرانه جيدا فقد علم أنهم لم يستمعوا لكلامه مهما حدث لذلك قام بإغلاق كل نافذة و فتحت باب في شقتة الصغيرة حتي لا تصل إليه صرخات الاطفال المزعجة
‘من الغريب حقًا أن تتسلل أشعة الشمس للداخل رغم تأكدي من إغلاق النوافذ جيدًا’
لم يكن يملك رفاهية إمتلاك ستائر رغم ذلك فقد تاكد من أنه أغلق النافذة جيدا بالبطانيه فبعد كل شيء كان في فصل الصيف ولم يكن بحاجة إليها
‘من كان يعتقد أن أشعة الشمس تستطيع اختراق بطانية ثقيله’
حسنا كان هناك احتمال لسقوط البطانية أيضا لكنه لم يفكر كثيرا وقرر النهوض لتحريك السرير بعيدا عن النافذة و النوم مجددا
“اهغغغ”
خرجت صرخه مؤلمة من فمه
بعد محاولته النهوض شعر و كان سكيناً طعنه في خصرة وكأنها كانت تنتظر فجأة غزت رائحة كريهه انفه بدت أشبه برائحة الحديد تحديدا كانت رائحة دماء
صعق عندما نظر إلي يده اليسرى التي لمست خصره كانت كلها مغطاه بالدماء كان السائل الاحمر الدافئ يقطر منها ليس هذا فقط كان هناك جرح كبير علي خصرة الأيمن امتلأ السرير بالدماء شعر بألم شديد مكان الجرح
“سحقا..! هل لهذا كانوا هادئين؟.. هل قرر أولائك الأطفال المجانين أخيراً قتلي؟!…ربما لاني مت لذلك لا استطيع سماع صوت اي شخص!!”
صرخ بإحباط وألم واضح علي صوته
“لحظه….هل يستطيع الميت الشعور بالألم…؟؟”
تلك اللحظات البسيطة من تقلب المشاعر جعلته ينسي ألمه لبرهه
“اه؟!”
عندما نظر مجددا لمكان الجرح شعر وكأن حجمه قد تقلص..
رمش بعينيه عده مرات لم يعرف حقا إذا كان الجرح قد تقلص ام لا لانه حتي وإن كان هناك تغير فيه فلم يكن ذلك التغير الذي سيلاحظه رايلين
“اغغغغ”
خرجت صرخه مؤلمة من فمه
بدأ تنفسه يصبح اثقل واخذ جسده يسخن و يتعرق بشده ضغط علي أسنانه بقوه شعر وكأن آلاف السكاكين تطعن جسدة آلاف السكاكين المنصهره تحديد في مكان جرحة، استمر علي هذه الحال لبضعة دقائق حتي يهدأ الألم اخيرا
“ههه”
أخذ نفس عميق في محاولة لتهدئة انفاسة المطربة بعد هذه الجلسة من العذاب لم يستطع التمييز إذا كان علي قيد الحياة حقا ام لا،
“…!!”
والمثير للدهشة عندما نظر إلي جرحه وجده أنه التأم تقريبا ولم يبقي منه سوى ندبه بطول ٤سم تقريبا حاول لمسها ليستشعر ما إذا كان الجرح سيؤلمه ام لا ولكن عندما لمسها لم يشعر باى شيء بدا الأمر وكأنه كان يلمس لندبه خلفها جرحه منذ حوالي بضع سنين وليس دقائق…
كان الأمر مخيف و رائع في نفس الوقت حتي أنه نسي للحظه أن يفكر في كيفية وصول هذا الجرح لجسده وبدأ يتسأل أن كانت الندبة ستختفي أيضاً ام لا
لم يوقظه من شروده الي صداع خفيف في رأسه ربما كانت هذه هي أحدي الآثار الجانبية لفقدانه الكثير من الدماء، شارع في إبعاد شعره الاحمر الطويل الملتصق في وجهه اثار تعرقه الشديد…
“انتظر..! شعرا احمر طويل..؟!”
شعر بالذعر منذ متي وهو يمتلك شعر طويل.!!..لا منذ متي وهو يمتلك شعر احمر حتي..؟!
قفز من السرير بسرعة واتجه نحو اقرب مرآة وجدها أمامه
هناك وقف أمامه مراهق ببشرة شاحبه ومتعبه ذو شعر أحمر قرمزي طويل يغطي عيناه السوداء الداكنه رمش عده مرات شعر أن عقله فارغ لم يعد يستطيع التمييز ما إذا كان الشخص الذي يقف أمامه هو حقا انعكاسه ام لا بدأ في مس المرآة مرارا وتكرارا لعل و عسي أن يتغير شكله فجأة ويعود لطبيعته بدل هذا الهراء
“هل ربما هذا بسبب الدماء..؟ نعم يجب أن يكون هكذا “
نعم كان متاكد لابد أن هناك بعض الدماء تطاير في عينه مما جعله يري شعرة باللون الاحمر القرمزى
بهذه الفكرة بدأ في فرك عينيه بأكمام قميصه الابيض المتسخ
“….”
لم يتغير شيء
لم يتغير لون شعره او يصبح اقصر لم يزداد طوله أو تختفي الندبه من علي جسده كان كل شيء كما هو..
عندها فقط استطاع أن يلاحظ الن الغرفة التي كان فيها لم تكن غرفته منذ متي حتي و هو يمتلك مرآة في غرفته لا منذ متي وكان سريره يقع بجانب النافذة…
أو لماذا كانت الغرفة نظيفه و مرتبه لهذه الدرجة؟!
“نعم إنه حلم.. بالتأكيد يجب أن يكون”
ابتسم بعصابيه ضغط علي شفتيه و اتجه ناحيه السرير و استلقي عليه علي أمل أن يستيقظ و يضحك علي هذا الحلم الغريب
‘هل سأستطيع تذكر هذا الحلم الغريب عندما استيقظ ام لا
حسنا انا دائماً انسي الاحلام ‘
رغم ذلك كان هذا هو الحلم الاكثر وضوحاً و إيلامًا الذى رآه في حياته لذلك أعتقد أنه سيتذكره.
مرت 10 دقائق….15…30…45 دقيقة
مر ما يقارب الساعه لكنه لم يستطع النوم أو الاستيقاظ بسبب رائحة الدماء الكريهه التي تملأ الغرفة
“الـ*** !.. سأصاب بالجنون لماذا لا استيقظ من هذا الحلم الغريب؟!!”
بدأ في الصراخ بجنون
لم يكن يعرف اين هو و لماذا هو هنا ولماذا كان في جسد شخص غريب لا يعرفه حتي…
*****
حساب التلجرام للكاتب: . Kiara
المدقق :