فريتز الأولى - 1
[[ الفصل األول ]]
هاك
منذ فترة ليست ببعيده كانت مملكة فريتز الواقعه جنوبي الغابات الخمس وبعد بحر تورنيس تنعم برخاء شديد بفضل موقعها االستراتيجي حيث توسطت اكبر
ثالث ممالك عرفها التاريخ الى االن ، االمر الذي ادى الى استقطاب العديد من االشخاص المهمين واالثرياء
لالستثمار في اراضيها و عرض بضاعاتهم المختلفه في
أسواقها .
كانت االمطار تنهمر بغزارة شديده على حقول المزارعين البسطاء ومن بين تلك القرى كانت قرية ( سيروف ) االكثر حظا بينهم وذلك عائد لقربها الشديد من العاصمة
( جينوم ) _ مدينة الملك _ حيث كان النبالء و االثرياء عادة ما يتجهون للميناء الكبير مرورا بقريتهم فيحصلون
منهم نقودا وفيره .
كان في تلك القرية ساحة كبيرة دائرية الشكل يتوسطها بئر قديم متهالك غطي بابه بألواح خشبيه وعلى اطراف
هذه الساحه يقبع فندق ( شارديمون ) الكبير الذي كان وجهة لزائري ” جينوم ” و
بعض التجار القادمين لالستراحه بضعه ايام قبل اكمال
رحلتهم .
ومن بين االمطار المنهمره والعواصف اخذت ضربات قويه
تدق باب الفندق طَق .. طَق ..طَق
كان طرقا قويا ومتتابعا استعجلت تلك الطرقات العجوز
( ديمتري ) ليسير بسرعة متجها للباب ، قال وهو يمسك المقبض بيده بارزه العروق : مهال ..مهال !! ستحطم الباب
يا هذا .
فتح العجوز الباب وقد ارتسمت على وجهه مالمح انزعاج اخذ يرمق الشاب الذي وقف بردائه االسود المبتل
وقلنسوته التي غطت رأسه بالكامل بنظرات فاحصة و
ناقدة ، وحالما انتهى تنهد بعمق قائال : _ هيا ادخل بسرعة !! سكت العجوز قليال بعد ان استقر الشاب امامه ثم اكمل : لقد اغلقت الباب الن مياة المطر ستتسرب الى الداخل وتبلل المكان وهذا الباب ال يطبق
اال عندما اشد القفل جيدا …
اومأ الشاب برأسه موافقا على كالم العجوز واطرافه ترتجف من شدة البرد فسارع بنزع ردائه االسود المبتل الذي غطى جميع جسده والذي بدوره بلل ارضيه الفندق الخشبيه ،اخذ يجول ببصره في ارجاء الفندق البسيط وتأمل جدرانه المطلية بلون الخشب المحروق و الطاوالت
الدائرية المرصوفة في الردهه ثم لمح در ًجا مهترئا قليال
في الزاوية االخرى يؤدي الى الطابق الثاني حيث غرف الفندق االخرى . الحظ الشاب العجوز الذي تمسمر في مكانه كالصنم واخذ يحدق به بعيون اشبه بالسهام
لحدتها فارتبك الشاب و تمتم قائال :
ارجو المعذره هل اجد عندك غرفة شاغره للمبيت ؟
تنحنح العجوز واشاح بنظره قائال : نعم نعم .. ثم صرخ
بصوته االجش
_ توم !! تعال بسرعه
ثوا ٍن قليلة واذ بفتى صغير يبلغ العاشرة من عمره يسرع
نازال من الطابق الثاني بخطوات كبيرة حتى استقر امام
مالك الفندق
_ انا هنا سيدي ماذا تريد مني ؟
_ خذ هذا السيد واره الغرف المتوفره لدينا االن واحرص على ان تريه جميع الغرف و اسأله ان كان يحتاج اي امر
اخر . القى العجوز اوامره ثم استدار مبتعدا .
التفت الصبي الصغير الى الشاب واخذ يحدق تارة بقامته المهيبة بتعجب و تارة اخرى يسترق النظر لسيفه االسود المعلق بخاصرته النحيفة ، لم يحاول الشاب اخفاء
ضحكته التي انسلت بهدوء وهو ينظر لمالمح الصبي المتقدة لكن رئيس الفندق قاطع دهشته بصراخه المزعج
الذي دوى قائال : ما الذي تفعله عندك !! الم تسمع ما قلته قبل قليل
..هيا اسرع ال وقت لبالهتك االن . انتفض الفتى بسرعة قائال : حاضر سيدي ، ارجوك
اتبعني ايها السيد المحترم .. وصعد به العال . وقف العجوز في الردهة مبتسما مع نفسه يفكر بهذا الضيف الذي بدا انه شخص غني مقتدر وكيف انه
سيجعله يدفع نقودا ضعف ما جمعه االسبوع الفائت .
مكث هذا الشاب ليلته تلك في احدى الغرف المتواضعه ولم يستطع النوم البته بقي يجول ذهابا وايابا متمتما
بصوت بائس : ماذا علي ان افعل االن ياترى ؟؟ هل انتظره ! ذلك االحمق ( جيراد ) . وبعد ان استسلم لالرق الذي اصابه تناول رداءة الملقى على حافة الكرسي و اسرع نازال الى ردهة الفندق ليحتسي بعضا من القهوة
الساخنه لعلها تصفي ذهنه قليال .
_ أهذا انت ايها الشاب ؟ قال العجوز ديمتري بينما يمسح الطاولة االخيرة بشريطه مهترئة ، كانت الردهة فارغة
تماما لم يكن احد مستيقظ في تلك الساعة سواه . _ نعم ، اعتذر يبدو انني لم انتبه لتأخر الوقت تمتم العجوز بهدوء على غير عادته
” ال بأس ، ما الذي جاء بك االن ” مرر الشاب ( هاك ) يده من خالل شعره االسود الناعم محاوال التخلص من الصداع قائال : هل يمكنني ان
احتسي كوبا من القهوة من فضلك ؟ _ ال بأس ..اجلس سأعده لك حاال
_ شكرا لك اخذ العجوز يحدق بهاك من خلف الطاولة الكبيرة اثناء اعداده لكوب القهوة ذاك ، يسترق النظر من بعيد كصياد ينتظر فريسته بعيون مدققه فضولية ، سمح هاك لذلك العجوز بالتحديق كما يشاء لبعض الوقت و تظاهر بأنه يقرأ
الجريدة امامه …
_ الى متى ستحدق بي هكذا ايها العجوز ؟ لململ العجوز نفسه قائال وقد عادت نبرة صوته الخشنة
بالظهور :
_ لم اكن احدق بك !! لكنك تمتلك عينان غريبة ياهذا ،
انها اول مرة في سنوات عمري السبعين ارى مثلها.
_ اهذا بسبب لونها االحمر ؟ سار العجوز بكوب القهوة نحو الطاوله وتمتم قائال : نعم لم
ارى شخصا بعيون كهذه من قبل !
ارتشف هاك بعضا من القهوة وعبر عن اعجابة بمهارة العجوز في اعدادها ثم قال كلماته بغموض ” من الجيد
انك لم ترها من قبل اعتقد بأنك محظوظ ايها العجوز ” .. برم ديمتري شفتيه ولم يفهم ما كان يقصده هاك بقوله ولم يكلف نفسه بالسؤال ابدا فسحب الكرسي المقابل
وجلس مسندا رأسه بكفه بصمت . ادار هاك فنجان القهوة بيده وقال : سأغادر غدا صباحا لذا سأعطيك هذه _ مد هاك يده الى جيب قميصه واخرج
منها قطعة ذهبيه _ حملق العجوز ديمتري بدهشه وقفز من كرسيه بسرعه
..
_ ألن تأخذها ؟ _ قال هاك _ فغر العجوز فاه بدهشه … لم يحلم قط برؤية قطعة ذهبية فكيف اذا اصبحت ملكه هكذا بكل بساطه !! ” هذ..هذا
كثير جدااا يمكنك شراء هذا الفندق بأكمله بهذه القطعه ” اطلق هاك ضحكتة اللطيفه ثم قال : انت عجوز طيب..كما
ان عليك اصالح الباب بأسرع وقت اليس كذلك .
***
المؤلف : KILLO
حساب المؤلف انستا : jxjsx.0
” شكرا لقراءة الفصل االول من روايتي “