في الصحراء - 2
نعلم ماذا حصل مع الام .. ولكن اين تكون فيروز الآن ؟
فيروز : حسنا .. سئمت من الوقوف هنا ! ، اتمنى الّا القى حدفي هناك .
اكملت فيروزُ الطريق الطويل المظلم في وضح النهار .. فجأةً بدأ صوتٌ خفيفٌ بالعليان حولها رغم ان المكان كان ضيقا ، قلقت فيروز وإذ بها ترى مخلوقا صغيرًا يتجه نحوها ..
فيروز : اوه .. انت كنت من تخرج تلك الأصوات ! وزغةٌ اذن ؟ سأحميكِ ، اقتربي ..
عندما اقتربت الوزغةُ منها لاحظت فيروز انها بطريقةٍ ما .. انها ليست وزغةً عاديه ، فجأةً بدأت الوزغةُ بنفث شيءٍ في وجه فيروز ذو رائحة غريبه .. واذ بفيروز تسقط مغشًا عليها .
بعد بِضع ساعات .. إستيقظت فيروز على ضوء سِراجٍ في يد فتاةٍ ذات عينٍ حادةٍ وشعرٌ حالِك السواد جالسةٌ على صخره ..
فيروز : إبتعد عني ! .. اوه .. انتِ فتاة
الفتاة : نعم .. انا فتاة ، ماللذي قادكِ إلى هنا على أيِّ حال ؟
فيروز : من يعلم .. كنت امشي في النفق إلى أن وصلت إلى هنا .. ثم أُغمى علي-
أمسكت الفتاةُ يد فيروز وركضت إلى نهاية الطريق .. وجدت نهاية الطريق مسدوده ..
الفتاة : من أين أتيتِ !
فيروز : كان الطريق مفتوحًا ، هنالك من سدَّه !
الفتاة : حظكِ سعيدٌ جدا !
فيروز : أعلم ، لو لم يكُن كذلك لم أكُن هنا ، الناس تعرف بعضها بالتحيةِ ومعرفةِ الإسم .. وأنتِ لا هذا ولا ذاك !
الفتاة : إعذريني ، سميني “ثرى” حتى لو كان اسمًا قبيحًا .
فيروز : “ثرى” ؟ اشعر أنهُ-
ثرى : أعلم ان معناهُ التراب .. او ماتحته .
فيروز : لا بأس بهِ حقًا ، على أيِّ ، أسمي فيروز
ثرى : يبدو أن رحلتنا الغريبه في هذا العالم الغريب تبدأُ الآن يافيروز .
بدأت “فيروز” و “ثرى” المشي في الصحراء للوصول إلى المدينه ، في الظلام الحالِك لم يكن هنالك نورٌ إلِّا نورُ سِراج ثرى ولا صوت إلِّا صوت خطوات الفتاتين بصمتٍ ممل ، كام يجب على واحدةٍ منهما أن تبادر وتبدأ الحديث ..
ثرى : فيروز ، ألم يحصل لكِ شيءٌ قبل أن يغمى عليكِ ؟
فيروز : رأيت وزغةً أحببت شكلها .. ما إن حملتها على يدي نفثت في وجهي شيءً غريبًا وغبت عن وعيي .. ودخلت هنا لأنني .. لماذا دخلتُ هنا ؟..
ثرى : أتشبهُ هذه ؟
ظهرت وزغةٌ على كتف ثرى تشبهُ صاحبة الأعين البراقه لكنها مختلفةٌ عنها بشكلٍ مبهم ، أخذتها فيروز ثم وضعتها على كتفها ..
فيروز : هذه الوزغةُ مختلفه .. رغم تشابهِ الإثنتين لكن هذه مختلفه ..
ثرى : سوف أجعل ذلك الدجال قطعتين مع وزغتهِ الغبيه !
ومن دون سابقِ إنذار ظهر حيوانٌ ذو مخالب شبيهٍ بالكلب ولكنه اكبر ، أخرجت “ثرى” سيفها وبدأت بمحاولةِ قتله .
ثرى : فيروز ، إبقي هنا إلى أن أنتهي من هذا المخلوق .. لا تبتعدي أكثر من ذلك !
فيروز : لك-
ثرى : لا وقت لذلك !
تركت “ثرى” “فيروز” خلفها على بُعدٍ بسيط وأكملت قتالها حتى جرحها ذلك المخلوق بمخالبه على كتفها ، تداركت “ثرى” الأمر حتى أنتهت الأمر بطعنةٍ قاضيه .
فيروز : كان ذلك رائعًا ! تستحقين بعض التصفيق !
ثرى : أعلم ، دعينا نكمل الطريق على صمتٍ لعله افضل ..
فيروز : يدكِ !
ثرى : أعلم كذلك .. سنعالجها عندما نجد مكانًا آمنًا .. لا تقلقي على شخصٍ تعرفتي عليه قبل بضع ساعات .
بعد طريقٍ طويل ، وجدت “ثرى” المكان اللذي تبحثُ عنه .. مكانٌ أشبهُ بالفندق قريبٌ من المدينةِ نسبيًا ، حجزت “ثرى” غرفةٌ تسعهما ثم ذهبت إليها برقفةِ فيروز ..
ثرى : فيروز .. هذه-
سقطت ثرى من ذلك النزيف من ذِراعها إضافةً إلى أن حرارتها كانت مرتفعةً كذلك
فيروز : ثرى ! يا إلهي أعنِّي ! حرارتكِ اشبه باللهب !
ثرى : ليس لدي وقت .. حتى لهذه العلل البلهاء ! سأُكمل طريقي يافيروز .. لعلي أجدُ حلًا يعيدكِ إلى عالمك !
وقفت “ثرى” بنيّة التوجهِ إلى المدينه .. ما إن سقطت في الرواق مرةً أُخرى ..
ثرى : مابال هذا الجسد الضعيف !
فيروز : المدينةُ والحلولُ لن يطيرا !
أعادت فيروز ثرى إلى تلك الحجرةِ المضاءةِ بنور سراجها مرةً أُخرى .
ثرى : إن كان الأمر كذلك .. لا تجعلي ذلك السِّراج ينطفئ وإن حلَّ النهار .
فيروز : أبشري ! لكن إبقي مكانكِ !
بدأت فيروز في التفكير وهي جالسةٌ على أرضِ الحجرةِ المضيئةِ بنور ذلك السِّراج .. محدقةً في ثرى ..
فيروز لماذا أنا ؟ أعني هل تساعد كُل من يأتي من ذلك المدخل ؟ أمرها غريبٌ فعلا ، لكنني شعرت بشيءٍ غريب .. رغم غربتها .. أشعرُ وكأنها أختي .. أخت ؟ أشعر أن هذا مألوف .. أين أنا ومن هي ولماذا هي مليئةٌ بالجروحِ عدى اللذي أُصيبت به اليوم ! وما قصةُ ذلك اللذي خرج لنا فجأه ؟ يشبه “نبَّاش القبور” إلى حدِّ وصف جدتي .. جدتي ؟ ماهذه الأشياء المبهمةُ في رأسي ! لا اتذكر شيءً ولا حتى ماذا كنت افعل قبل أن آتي إلى هنا ! من ذلك “الدجال” اللذي كانت تتحدث عنه ؟ ومن هي بذاتها ! وماللذي جعلنا هنا ! نُزُلٌ ومدينةٌ ومخلوقاتٍ غريبةٍ ! هذا كل ما أراه في وسط صحراء !