1
الفصل الاول : انا انسى كثيرا … انا اعني كثير
في سماء ناهر، يوم يمتاز بالغيوم، تهطل بعض قطرات المطر. طفل صغير يقطع الشارع ليحضر كرتَه التي سقطت في الجانب الآخر. وفجأة، تأتي سيارة بيضاء، تصدم الطفل، ليسقط على الأرض ميتًا.
في عيادة الدكتورة دونا، التي تبلغ من العمر 59 عامًا، تجلس على الكرسي، وأمامها رجل يرتدي معطفًا أسود، بلحية خفيفة وشعر طويل.
“حسنًا، زين، هل يمكنني معرفة سبب مجيئك اليوم؟” تسأل.
أجاب زين بكلمات سريعة: “أنا أعاني من فقدان الذاكرة.”
تقاطعه الدكتورة في آخر جملة قائلة: “للمرة الخامسة هذا الأسبوع، زين! ليس لديك أي مرض أو عرض يسبب لك النسيان. أنت فقط تعاني من قلة النوم. ربما يجدر بك الذهاب لتمتد على الفراش قليلاً.”
يجيب زين بسرعة وتوتر، بنبرة صوت عالية: “دونا، لقد عدت إلى المنزل عشر مرات، وفي كل مرة يكون السبب أني نسيت شيئًا. وعندما أعود، أنسى لماذا عدت أصلًا. وبالكاد أستطيع أن أغمض جفوني في الليل!”
تضع دونا يدها على جبهتها وتتنهد. “ماذا فعلت بالحبوب المنومة التي أعطيتها لك؟”
يجيب زين: “إنها لا تعمل.”
ترد دونا: “بالطبع، إنها لا تعمل. زين، يجب عليك الذهاب إلى مصحة نفسية قبل أن تمسك فأسًا وتقسم رأس أحدهم.”
“دونا…”
تقاطعه قائلة: “الدكتورة دونا.”
يكمل زين: “ألا يمكنك أن تعيدي إجراء الفحص من جديد؟”
تجيب دونا: “اسمع، زين، تحتاج إلى عناية من طبيب نفسي. لدي صديقة تعمل كطبيبة نفسية، هذا هو رقم الحجز مرفقًا بالعنوان.”
تعطي الدكتورة البطاقة لزين. يخرج زين من العيادة، وهو ينظر إلى البطاقة، ويمد يده إلى جيبه ليخرج هاتفه، لكنه يكتشف أنه نسيه في العيادة.
بعد يوم، يجلس زين في غرفة الانتظار، وهو ينظر إلى الساعة. بعد دقائق، تنادي الفتاة التي تجلس في مكتب الاستقبال: “زين… زين.”
يجيب زين: “نعم!!”
ينهض من على الكرسي ويدخل إلى غرفة العلاج. يجلس على الأريكة، وتجلس أمامه المعالجة النفسية.
تسأله: “مرحبًا، أنا اليا. هل يمكنك أن تعرفني عليك؟”
يجيب زين: “أنا زين، أبلغ من العمر 26 عامًا، وحالتي الاجتماعية أرمل. مشكلتي هي النسيان وقلة النوم.”
تقول الدكتورة اليا: “مكتوب هنا أنك لم تنم منذ ثلاثة أيام، وحتى الحبوب المنومة لم تنفع معك.”
يبدأ زين بشرح حالته وكيف أنها تزداد سوءًا كل يوم.
تقول الدكتورة: “إذن زين، كيف تشعر بعد هذه الجلسة؟”
يرد زين: “لا أشعر بشيء.”
يعود زين إلى المنزل الذي كان في حالة يرثى لها: كتب مبعثرة على الأرض، فراش غير مرتب، العديد من الأدوية المهدئة في كل أرجاء المنزل، وعلب الخمر المتراكمة على الطاولة.
يجلس زين على الأريكة، يأخذ كأس عصير، ويضع فيه أربع حبات منومة، ثم يشربه دفعة واحدة. وبعد دقائق، يبدأ زين بالتفكير: “لماذا فعلت ذلك؟ هل كان يمكنني تجنب كل هذا؟ هل كان بإمكاني…؟”
يغط في النوم على الكنبة.
خلال نومه، يحلم بمشهد مأساوي: فأس ترتد على رأس امرأة وتشقها نصفين، وسيارة بيضاء مقدمتها مغطاة بالدم، وصوت امرأة مكسور يقول: “أنت من فعل هذا، أنت من قتلت ابني!!!!”
بعدها يظهر مشهد لقبر في الغابة، وتتصاعد صرخات طفل صغير بقوة.
يستيقظ زين مرعوبًا من الكابوس، وهو يلهث. ثم يمسك رأسه ويطلق صرخة كبيرة تكاد أن تكسر الكأس الذي على الطاولة.
نهاية الفصل الاول