يَـــــــومٌ سَيِّئ - 0
• قَـصِيرَة.
كَـانَ يَومًا سَيِّئ لِـلغَاية، حتَّى التَقَيتُ بهِ، وزَادَ اليَومَ سُوءًا!
……………………………….
تنهدتُ بِـثقلٍ أترُكُ جَسدي المُتْعَب يأخذُ راحَتهُ على المقعَدِ الوثِير، فِي نَفسِ الوقتِ حرّكتُ يَدي اليُسرى أُزيلُ القِناعَ، والأُخرى وجّهتُها نحوَ الكَعب؛ أخلعه وأُدَلِك قَدميّ.
لَمْ تكذِب آنا عِندما قالت لي أنَّ الحفلةَ لا تُبشِّر بخيرٍ، حَسنًا؛ المكانُ بأكملهِ لا يُبشِّر بخير!
اتِهَامي كَذِبًا، تمزّق حَاشية ثَوبي، وسُقُوط العَصير عليِّ، أليسَ هذا كثيرًا جدًّا لِـأتحمله؟
مَا الّذِي جَعلني آتي إلى هُنا فِي المقامِ الأوَّل؟
ليتَني كُنتُ أستطيعُ الرفضَ. لكنّها دعوةٌ مِنَ الملكة ورغمًا مَا عَلى أنفي هذا؛ يجبُ أن آتي.
دلّكتُ صَدغي بِـتَعب ألتقطُ قِطعةً مِن الحلوى الّتِي تَقَعُ عَلى الطاولةِ القريبَة منّي.
الآن عِندما أعود يجبُ أن أُراجع عملَ التُجّار، كذلك التّقدم فِي بناء الجسر. أحوالَ مَحصول الشّتاء، وأخبارَ مشفى دانيال. حَسنًا؛ لِـنَقل فقط أنَّ لدي مُستندات وأعمال عَديدة.
زفرتُ الهواءَ مجددًا بِـضيقٍ شديد، ألتقطُ قطعة أُخرى مِنَ الحلوى.
اليومُ سيئ، حقًّا سيئ؛
لَمْ أستطع حتّى أن أفرحَ بِميلادِ أبي العَزيز؛ لأنه بعيدٌ عنّي.
ولَمْ أستطع أن أفرحَ بعدَ مَدحِ الملكةِ لي، إذْ سُرعان مَا تمَّ اتهامي كَذِبًا بِـشيءٍ لَمْ أقترفه حتّى، جاعلًا إياي أنسى تِلك البهجة الّتِي بِـالكادِ شَعرتُ بها!
يَا لهُ من حظٍ هذا الّذِي أملِكُه،
إنهُ أشبهُ بِـ_!
استوقفتُ أفكَاري وأدرتُ رأسي بسرعةٍ نحوَ بابِ الشّرفة الّتِي أنا بِها، والّذِي قَدْ تمَّ فتحه!
انتَظرْ، كَلا، تمهل! أنا مُتأكدةٌ مِنْ أنّني أغلَقته، حقًّا فعلت! أمْ أنَّ التّعب جَعلني أتوهم ذلك؟
تجمّدتُ مَكاني فورَ مَعرفة الشّخص الّذِي اقتَحم جلسَتي الخاصَة….. والّتِي تكونُ فِي قصرِ الملكةِ، على أيِّ حال.
بانت مَلامِحهُ مُنزَعجة، والغَضبُ قَدْ طغى على تقَاسيمِ وجهه، خُصلَات شعرهِ المَرفُوعة عَادةً تساقطَ البعضُ
مِنها على جبينهِ، جاعِلًا مِنه فِي مُنتهى الوسَامةِ… كما العادةِ بالطبع.
دخلَ مُنزعِجًا يمسكُ القِناعَ بِـيدهِ، وأكادُ أُقسم أنّني قَدْ سَمِعتُ صوتَ تكسّر القِناعَ فورَ دُخولهِ.
تقدّمَ خطوةً بِـثيابهِ السّوداء، يصفَعُ بابَ الشُرفةِ بِـعُنفٍ قبلَ أن يُغلقهُ بِـالقفلِ خاصته عِدةَ مرّات.
رمى القِناعَ الّذِي كانَ قَدْ تحطمَ بالفعل، يضَعُ يَده عَلى خصرِه، والأُخرى انتقلت إلى جَبهته ترفَعُ شَعره.
كُلُّ هذا ولا زال لَمْ يراني بَعد.
تجمدتُ مكاني ولَمْ أستطع الحراك، ولا حتّى الوقوف والتقاطَ قِناعي ثمَّ الهُروب.
ممسكة بقطعةِ الحَلوى، حقيبتي مَرميةٌ على الأرضِ بِـعشوائية مع كَعبي، ورِدائي الصّوفي لا أعلم حقًّا أين رَميته.
تقدّمَ خطوةً نحوَ الأمام، يرفعُ بصرهُ أخيرًا، لِـيتوقفَ فورًا مكانه ويحل الهُدوء لا أعلم حقًّا أمْ البُرود تقَاسيمَ وجههِ فورَ رؤيتي.
انتَظرْ، كَلا، كَلا، كَلا! أرجوكَ ليسَ أنت! لماذا أنت من بين الجميع؟! لماذا؟!
لماذا زَمِيلي السّابق فِي الأكاديمية، والّذِي انتهت علاقتي معه بشكل سيئ، الدوق كارفورد آرون هوَ الّذِي يراني بِهذا الشّكل والحَال؟!
يبدو أنَّ هذا اليومَ حقًّا سيئ…. إلى آخر حَدّ!
.
.
.
عِندَ التّفكير بِـالأمرِ؛ مَتى بَدأ هَذا؟
شُعورِي بِـالإحراجِ والقلقِ، معَ بعضِ التَوترِ والحَذر فَورَ لُقياهُ، أوْ حتَّى سَمَاع اسمه؟
أوه، أعتقدُ أنَّ الأمرَ بَدأ عِندَ أوَّلِ لقاءٍ لَنَا، عِندما سَقَطت مِنْ عَلى الدّرج وَتَمَسكتُ بهِ، مُسَبِبة سُقوطَه هوَ الأَخر.
أوْ عِندما سَكَبتُ بِـيَدَي هَاتين – عَنْ طَريق الخَطأ – بَعضًا مِنْ الصَمغِ عَلى مِقعَده، وأنا حقًّا، حقًّا، حقًّا لا أُريدُ تَذكرُ مَا حَدَث بَعدَها.
ابتَعلتُ بِـصَمتٍ أُعيدُ الحَلوى إلى الصّحن، بِـحَقِك! أنا لَمْ أشبع مِنها حتّى!
أبعَدتُ نَظَري عَنهُ بِـتَوتر، أُنزِل قَدَميّ مِنْ عَلى المِقعَد لِـأشعر حينَها بِـبرودةِ الأرضِ فِي حِين لا زَال آرون واقِفًا مَكَانه، مُتَّخِذًا مِنْ الصّمت سَبيلاً.
مَهلًا، هوَ لا يُريدُ منّي تَحيّته؟ صَحيح؟،
حَسنًا حَسنًا، لِـنَكن واقِعيين؛ مِن واحِد إلى عَشرَة مَا هوَ احتِمال أن يتَعَرفَ عَلى فَتاةٍ كَانت زَمِيلَة لَهُ فِي الأكَادِيمية قَبلَ سَنَتين؟
بِـالطبعِ صِفـ-!
«أنتِ هُنا».
شَددتُ عَلى ثَوبي بِصَمتٍ لا أُجِيبه، فِي حين أنّه تَنهَد بِـخفةٍ يُبَعثر شَعره قَبلَ أن يَتَقدم ويُرخي جَسَده عَلى المِقعَد أمامي بِكُلِّ هُدُوء.
بِـالطَبعِ مُجَددًا! كَيفَ لَهُ أن يَنسَاني؟!
أليسَ هوَ الّذِي قَدْ أخَذَ يَصرخُ بِـاسمي فِي أرجَاء الأكَادِيمية يومَ التّخرج، مُكَررًا عِبَارَته تِلك عَنْ عَدَم نسيَاني.
لَكَم أمقُت ذَلِك اليوم، إلى أبعَدِ حَدّ، كيفَ لا وقَدْ انفَصلَ والِديّ حِينَها.
والِدَتي الَّتِي ذَهَبت إلى مَنزلِ عَائلتها بعدَ الانفِصَال مُباشرةً، وسُرعانَ مَا تَزَوجت. فِي حين أشغلَ والِدي نَفسهُ بِـالسَفرِ هُنا وهُنَاك، فَقَط لِـيَتَناسى مَا حَدثَ، وأنا…. لَمْ أجد شَخصًا أشتَكي لَه.
وعَلى عَكس الجَميع، الذينَ ذَهَبوا معَ عَائلَتهم فِي يومِ التّخرُج؛ أنا كُنت وَحدي، بِـمُفرَدي فَقط. مُثِيرَة للشَفَقة.
ارتَفَعت أطرَافُ شِفَتي فِي ابتِسَامةٍ صَغيرَة سَاخِرة، أستَذكِرُ بَقيةَ مَا حَدَث.
وَأُمنِيَتي فِي مُرورِ ذَلِكَ اليَوم عَلى خَير لَمْ تَتَحقَق؛ فَـسُرعَانَ مَا جاءَ آرون يَصرُخُ بِـاسمي بَينَ الحُظُور، مُتَوعِدًا بِـعَدَمِ نِسياني، الأمرُ بَدَا كَـتَهديدٍ أوْ مَا شَابه.
وبِـالطَبع مُجددًا! كَيفَ لَهُ أن يَنسى مَنْ أوقَعتهُ فِي العَديد، والعَديد، والعَديد مِن المشَاكِل والمَواقِف الغَبيَة.
تَنهَدتُ بخفةٍ أرفَع رأسِي نَحوَه لِـأجده يَنظُر إليِّ، مَلَامحه هَادِئة، يَضَع قَدَمًا فَوقَ الأُخرى، يشُدُّ يَديه معَ بَعضَها.
بَادلتهُ النَظَرات الهَادِئة قَبلَ أن أُشيحَ بِـبَصَري نحوَ الحَديقَة الّتِي نُطلُّ عَليها، كانَت جَمِيلَة،
لا سِيَما مَع سَواد اللَيل وَالنُجُوم المُتنَاثِرة فِي السَمَاء.
«إذًا، كيفَ حالكِ؟»
أرخَيتُ رأسي عَلى المِقعَد بِـضيقٍ مِن تِلكَ الذِكرى، قَبل أن يُخرجَني صَوته الهَادئ مِن أفكَاري.
«بِـخَيرٍ، أظنُ ذَلِكَ».
عِندَ التّفكير بِـالأمـر مُجددًا؛ هَذه هيَ المَرَة الأولَى الّتِي ألقَاهُ بِها شَخصيًا.
سَبقَ وأن تَقَاطَعت طُرُقنا بِـالفعل، قَبل بِـضعَة أشهُر بَعدَ عودتهِ مِن السَفر، لَكن كانَ الأمرُ أمّا أن يَنتَهي بي بِـالهُروب أوْ الاختِبَاء أو الهُروب…
•
مِن ناحيةٍ أُخرى كبحَ آرون ابتسَامة بِـصعوبة؛ لا يَكاد يُصَدق أنَّ اللِقاءَ الّذِي قَدْ خَطَط لَهُ طَويلًا، طَويلًا جِدًّا قَدْ نَجحَ، أخيرًا!
فِي كُلِّ مَرّة يجِدُها ويَرَآها كانَت تَختفي مِنْ أمَامِه، وهذا مَا حَدثَ فِعلًا قَبلَ قَليل، كانَ يُخَطِط لِـدَعوتِها للحَديثِ فِي هَذه الحَفلة لَكن أمرًا مَا قَدْ حَدثَ وتَسَبب فِي انشغَالهِ عِدَة ثوانٍ وكَمَا هوَ مُتَوقع عادَ ولَمْ يَجِدها.
وبَعدَ بَحثٍ طَويل؛ وجَدها فعلًا، مُمسِكة بِـقطعَةٍ مِن الحلوى، قِناعُها مَرمي عَلى الأرضِ بِعَشوائية معَ كَعبِها، وأمكَنَه كَذَلك مُلاحَظة رِدائها مَرميٌ عَلى طَرفِ الشُّرفة.
بعضٌ مِن خُصَل شَعرِها قَدْ خَرَجت مِن التّسرِيحَةِ المُعَقّدة ووَجنَتيهَا كانَت قَدْ اكتَسَبت بعضًا مِنْ الحُمرَةِ بِسَبب بُـرود الهَواء.
ولَمْ تَخفَ عَليه تِلكَ النَظرَة المُحطَّمة الّتِي اكتَسَحت عَينيهَا.
إنها حُلمه مُنذ الأكَاديمية، لطَالما أرَاد أن يجتِمَعا هَكذا، لكنَّه كانَ مُنشَغلًا بِـأشياءٍ عَدِيدة حينَها.
فَضلًا عَنْ ذَلِكَ؛ إخبَار والِده لَه بِـضَرورَةِ مُغادَرتِه للعاصِمَة بَعد تَخرجِه؛ حتّى يُنجِز العَديدَ مِن الأعمَال المُستَعجلة.
ولَمْ يُسعِفه الوَقت يَومها لِـيودِعَها؛ لهذا صَرَخَ قَبل ذَهابِه بِـاسمها، يَعِدُ نفسَهُ ويُذَكِّرَها ويُخبِرها، يُخبِر إيزابيلا أنَه لَنْ يَنسَاها حَتمًا خِلالَ فَترةِ عَمله.
لَكن لِـنَكُن صَادِقين، كانَ يَملك وقتًا لِـيَنفَرد معَها فِي ذَلِكَ اليَوم، ولِـيُخبِرها بِـحَقيقةِ مَشاعِره، لَكنّه خَشيَ الرَفض مِنها أن يأتِيه، ثُمَّ يَتَعرض للصدّ.
تِلْكَ الفِكرة أرعَبتهُ حقًّا، ولِهَذا فضّل اللجُوءَ لِتلكَ الخُطة.
تَنهدَ بِخفَة ينقُل بَصَره نحوَها، لِـيُلاحظ آنَذاك تَدني بَعض مِنْ حَاشيةِ ثَوبِها نَحوَ الأسفل، بَدَا كَما لو أنّه قَدْ تَمزّق؟
خرجَ صَوتُه أشبَه بِـالهَمسِ معَ الاستغرَاب
«ثَوبكِ..؟»
مُجَددًا؛ أخرج آرون إيزابيلا مِن شُرودِها، لِـتَنتَبه لَهُ بِسُرعة قَبل أن تُخفِض بَصرَها بِـبَعض الخَجل، تُحكِم القَبضَ عَلى ثَوبِها.
«إنّهُ، لَقَد تَمزّق».
إنّه مُجَرد فُستان مِن بينِ العَديد الّتِي تَملِكها هي، لِذا تَمَزقه لَن يُشكّلَ فارِقًا حتّى
«لَكن….»
لَكن.
«لَكِنهُ هَدية مِن والِدي».
أحكمت إيزابيلا القبضَ عَلى ثَوبِها، فِي حِين شَكَّلت الدُموع على عَينَيها طَبَقة رَقِيقة. لا تعلَم حَقًا لِمَ تفَوهَت بِـهذه الكلِمات، تُعاتِبُ مَن بالضَبط بِها؟ أتُعاتِبُ نَفسَها أمْ تُعاتِبه لِـسؤاله؟
صَمَت آرون بِـضيقٍ شَديد، يَلومُ نفسَه مرتَين، الأولَى لِـسؤاله والثَانية لِعَدم ذَهابِه لَهَا فَورَ رؤيَتِها. لِماذا استَمر بِـالمُماطلة والمُرَاقبَة مِنْ بَعيد، لِماذا؟!
عَلى كُلٍّ، تَنَهد بِـثقل يُخرِج ظَرفًا أبيض مِن جَيبِ مِعطَفه.
استَقام يتّجِه نَحوَها يَقطَع تِلكَ المَسَافة القَصِيرة.
سَقطَ ظِلَه عَليها، ويَده الّتي تُمسِك بالظرف امتَدّت لها. فِي حِين كانَت هي لا تَزال مُخفِضة رأسَها بِـضيقٍ وقَهرٍ.
«إيزابيل».
للمَرةِ الثَالِثة؛ صَوتُه الأجش أخرَجها مِن شُرودِها.
رَفَعت إيزابيلا رأسَها بِسُرعة نَحوَه، مُستَغرِبة مِنْ قُربه ذاك، وقَبل أن تَسألَ حتّى لَمَحت تِلكَ الوَرقة لِـتُسارِع بِـأخذِها مِنه، تَلَاه عَودة آرون إلى مَكانِه.
•
ابتَعلتُ بِـخِفة أُقلب الظرفَ بينَ يَديّ بِـقَلق، لا شِعار ولا اسم مِنْ مَنْ هذا؟ و…لِـماذا قَدْ تَمَّ إعطَائي إيّاه؟
فَتحت الظرف بِـهدوء أشعر بِـنَظراته المُستَمرة نحوي، ومَا استَقبَلني كانَت ورَقة بَيضاء، مِن المُفَترضِ أنها كَذلك.
لَونُها قَدْ باتَ رَمادي مُغبِر، مُلَطخَة بِـالحِبر هُنا وهُناك، والكَلام المَشطوب. فضلًا عَنْ ذَلِكَ كانَت مُجَعدة؛ بَدَا الأمر كَما لو أن مَنْ كَتبَ بِها كانَ قَدْ أمسكها وتَفحصَها مرّاتٍ عدة.
أنا حقًّا واثِقة، إنها…
«إنها منْ أبي».
خَرجَ صَوتي خَافِتًا قَبل قَلبي الوَرَقة للجِهة الأُخرى، حيثُ وَجَدت فِيها بِـضعَة أسطر قَصيرة، فَوقَها حِبر لطَّخ تِلك الجِهة، وأسفَلها كَلَام قَليل تمّ مَسحه بِـالحِبر.
تأملتُها في هُدوءٍ، أقرأ ما هوَ مَكتوب، والّذِي لَمْ يتَعدَّ السَطرَ الواحِد
”عَزيزَتي إيزابيل، أعتذِر لِـعَدم تَمَكُني مِن العَودة عَلى الرُغم مِن أنّني قَدْ وعَدتُك بِذلك، أنا حقًّا شَاكِرٌ لكِ عَلى رسَائِلك الجَميلة، كيفَ حالُكِ أخبِريني؟
والِدُكِ الّذِي يُحِبك أكثرَ مما تَتَصَورين“
هَذا…. هُراء،
حقًّا كَذلك. لا يُوجَد تَرابط فِي مَا هوَ مَكتُوب هُنا، إنها فَقَط كَلِمات قَصيرَةٌ، عَشوائية، مُبَعثرة مِنْ والِدي البَعِيد عَنّي، تَجعَلُني…. أشعُرُ بِـحُبه ذاك.
تَساقطت دُمُوعي بِـخِفة عَليها، واحِدَة تِلو الأُخرى.
أنا سَعيدَة، فَلِمَ البُكَاءُ إذًا؟
ضَمَمتُها إلى صَدري بِـخِفة، أنطق بِـبَهجة لم أستَطع إخفَائها:
«شُكرًا لكَ آرون، شُكرًا جَزيلًا».
صَمَت الأخِيرُ لا يُعطِيها ردًّا، كُلّ مَا فَعَله هوَ إبعاد بَصَره بِـضيقٍ بِـسَببِ دُمُوعِها،
لَكن إيزابيلا أمكَنَها مُلَاحَظة احمِرار أُذنية بِـالكَامِل بَعد شُكرِها، فَضلًا عَنْ تَغطِيتهِ لِـوجهه بَعدَ نَظرِها له.
أمرٌ جَعَلها تضحَكُ بِـسَعادة، وصَوتُ ضَحِكَتها الخَفِيفَة الّذي عمَّ المَكان دَفعَ آرون إلى الابتِسَام وسَطَ خَجَله، وهُو يُقنِعُ نَفسَه أن أخذَه لِـهَذه الرِسَالة المُستَعجَلة مِن المُرسِل عِندما وجَده يبحثُ عَنها بَينَ الحظُور، والّتي سَبَبت غِيابَه عَنها لِعدّةِ دقائِق ومِن ثُمَّ حُدُوث مَا حَدَث وإختِفَائها عَن عَينَيه؛ ليسَ بِـالأمرِ السيّئ فِـالنِهَاية.
ضَمَمتُ الرِسَالةَ إلى قَلبي أكثَر، ابتَسِم بِـسَعَادةٍ حَقِيقة مُقَابِل مَنْ أمَامي.
فِي نِهَاية المَطاف؛ لَمْ يَكُن هَذا اليَوم حَقًّا سَيئ.
” احتمال أحد يلاحظ وتجنبًا للشبهات؛ هاي القصة كتبتها على السريع لفعالية بالانستا من حساب صديقتي، واكو بنوتات رادن التكملة لهذا كملتها صدك.
فقلت خل انزلها هنا لأن ليش لا، لهذا إذا واحد طلع شايف القصة من كبل بالانستا فهذيك أنا من حساب صديقتي وشكرًا، وهيه مجرد قصة كتبتها من فعالية على السريع لهذا المستوى مو هذاك الشي ^^“