روح القلادة الغامضة - 11
الفصل الحادي عشر: النسيان
تردد صوت الكلمات في عقل كايروس، كلمات بدت وكأنها حلم غامض ينساب بين الظلال:
“إلى متى ستبقى هكذا؟”
“متى ستتمكن من التفكير بنفسك بدلًا من الآخرين؟”
حاول كايروس فتح عينيه بصعوبة، جسده ثقيل ووعيه غائم.
“لقد فعلت كل هذا لأجعلك تنهي الأمر برمته…”
“هذه المرة… ستكون أنت من ينهي الوضع، وليس أنا.”
ضوء أبيض قوي اخترق الظلام الذي يلف ذهنه، يكاد يرى شخصًا يدير ظهره له. ابتسم الشخص وقال بصوت واضح:
“استرجع قوتك الكاملة… لا تجعلني أنتظرك أكثر.”
ثم تلاشى كل شيء.
عودة الوعي
“كايروس… كايروس…”
فتح كايروس عينيه ببطء، متألمًا من شدة الضوء الذي اخترق الغرفة. كان الصوت واضحًا، لكنه لم يستطع التعرف عليه على الفور. سمع صوتًا آخر يدخل الغرفة:
“هل ما زال نائمًا؟”
فكر كايروس: “صوت مألوف… لكنه بعيد… من يكون؟”
“أجل، لا يزال فاقدًا للوعي.”
حاول كايروس أن يرفع رأسه، ولكن الألم في كلتا يديه منعه. وقبل أن يدرك ما يحدث، شعر بضربة قوية على وجهه.
“استيقظ أيها الأحمق!”
فتح كايروس عينيه دفعة واحدة، يصرخ من الألم:
“آآه! ما الذي تفعلينه؟!”
ضحكت كانرول ضحكة ساخرة وقالت:
“ها! أخبرتك أنه سيستيقظ بهذه الطريقة!”
صرخت كارا بغضب:
“هل فقدت عقلكِ؟! حالته ازدادت سوءًا الآن!”
كايروس، وهو يضغط على وجنته المتورمة، نظر إلى المدربة وقال:
“حقًا لم يكن عليكِ أن تضربي بهذه القوة…”
ابتسمت كانرول بخبث وقالت:
“لو كنتُ ألطف، لما استيقظت.”
ثم توقفت فجأة ونظرت إليه بتمعن. عينيه كانتا مختلفتين، شعره بدا أكثر احمرارًا من المعتاد، والعلامة على جسده أثارت شكوكها.
“من تكون بحق الجحيم؟!” سألت كانرول بصوت بارد، مفعم بالغضب.
ظهور سورياك
ابتسم كايروس، لكن الابتسامة لم تكن طبيعية، بل كانت مليئة بالخبث. قال بصوت مختلف قليلاً:
“هاهاها، لم أتوقع أن تميزي الفرق. مثير للاهتمام.”
خطت كانرول خطوة نحو كايروس، أو من كان يحتل جسده.
“أجبني… من أنت؟ وماذا تريد؟”
“أنا سورياك، وأنا هنا لأحقق غايتي.”
نظر إليها بابتسامة مرعبة وأكمل:
“أما كايروس… فلا تقلقي بشأنه. أنا فقط أساعده في تجاوز المواقف الصعبة.”
ردت كانرول بغضب:
“كفاك هراءً! ماذا فعلت به؟!”
لكن قبل أن تتمكن من التحرك، بدأت العلامة التي على جسد كايروس تتلاشى، وعاد وعيه تدريجيًا. سقط جسده على الأرض بينما اختفى سورياك تمامًا.
الحقيقة المرعبة
عندما استيقظ كايروس مرة أخرى، وجد كانرول بجانبه، وجهها مليء بالغضب.
“هل استخدمت شفرات أشورا؟” سألت بحدة.
“أجل، كنت مضطرًا…”
قاطعت كانرول حديثه:
“ألم أحذرك من استخدامها؟! هذه التقنية ليست مجرد هجوم… إنها لعنة. عندما تستخدمها، تفقد هويتك وتنسى شخصًا مهمًا بالنسبة لك.”
صُدم كايروس. تذكر لينا، لكنه لم يستطع تذكر أي شيء عن شقيقها. شعر بالذنب يغمره.
“هل تسبب لي غضبي في أن أنسى أحدهم؟”
قبل أن يتمكن من الإجابة، طرقت كارا الباب.
“كايروس، القائد كاين يريد التحدث معك.”
اللقاء مع شارل
ذهب كايروس وكانرول لمقابلة كاين، حيث عرفه على شخص جديد:
“كايروس، هذا شارل. سيكون جزءًا من فريقك.”
ابتسم شارل ابتسامة خفيفة وقال:
“تشرفت بمعرفتك.”
لكن في حديثهم، اكتشف كايروس أن شارل كان الشخص الذي اهتم بلينا وشقيقها. وعندما حاول كايروس أن يتذكر الشقيق، لم يستطع. بدأ يشعر بالذنب والقلق يتصاعد داخله.
“لقد تسبب غضبي في نسيان الجميع لشقيق لينا… كيف يمكنني إصلاح هذا؟”
يتبع….