أسطورة الفتاة الوحش - 9
القليل من الضوء
Miroko
مر حوالي أسبوع على رحيلي من القرية، ذلك المكان الذي كان ملاذي الوحيد، طردت منه كما طرد أعدائنا وكأنني لم أعش هناك يوما، لاأظن أني أستطيع تخطي ذلك اليوم، تلك المرأة التي ربتني كما لو كنت اختها بل أكثر وعلمتني كيف أدافع عن نفسي، أغدقت علي بحنان كان قد ذهب مع ذاكرتي المنسية. صدمة ذلك الانفجار الذي جعلني أطير بعيدا، وألام رأسي التي لاأزال أحس بها بين الفينة والآخرى، كل ذلك كان شيئا _رغم فظاعته_إستطعت تحمله، لكني وقفت عاجزة غن تخطي مرآها، رأيت يدها المقطوعة دفاعا عني على بعد أمتار من الانفجار، وفي الجهة الاخرى كانت ممزقة الى أشلاء متناثرةهنا وهناك لأنها عندما دفعتني وقفت فوقها، في البداية كنت أظنه لغم لكن اللغم ينفجر فور أن ترفع قدمك.كانت قنبلةمتطورة إلى حد ما لكني لم أعرف إسمها في لقطة كانت أسرع من صوت الإنفجار رأيتها تبتسم إبتسامتها المعهودة، تحركت شفتاها بهمهمة لم أستطع سماعها، ولم أكن بحاجة لذلك فدفء كلماتها كان وقعه مختلفا….. دافئ لكنه كان مؤلما لدرجة الإحتراق
إستقيظت في تلك الليلة وهي أول ليلة ابيتها خارج القرية ولا أبالغ ان قلت أنها أطولها وأسوءها، بكيت بصوت عالي لدرجة أن الحيوانات المجودة هناك خافت من الاقتراب مني، بعدها بقيت أتقلب يمينا وشمالا لعل النوم يزورني فلم يكن هناك جدوى من ذلك .استمر الأسبوع على هذا الحال، وكل يوم تأتي لي صورتها فالمنام فلاأقوى على كبح دموعي، وينتهي بي الأمر بعدم النوم. مر الأسبوع وتخطيت تلك المرحلة رويدا رويدا وبدأت أتخلص من أرقي، فما الفائدة على كل حال؟هي لن تعود حتى لو احترقت عيناي اوبكيت دما، علي فقط المضي كما قيل لي، ذهبت الى الملجأ الذي كنت قد عشت فيه مع زاك وجين سابقا قصد لقاء جين على الأقل فزاك قد رحل عندما لازلت هناك، لكني وجدته فارغا ومهجورا فسألت احد السكان وغطيت رأسي حتى لايعرفوني
“المعذرة سيدي هل تعلم اين ذهب الأطفال الذي كانو يعيشون هنا”
” اه تقصدين أطفال الملجأ البعض يقول أنهم تفرقو بعد أن بلغو ال13، فمنهم من غادر وحده ومنهم من تجمع وأنشأ فريقا جديدا… ماذا كان إسمه…. -الحماة – هكذا كان”
“هكذا اذا شكرا لك”
إبتسمت له بنية طيبة لكن سرعان ماتغيرت ملامح وجهه ولم أدرك السبب إلى أن أدركت أن ميراي اللعينة قد غيرت لون شعري أمام ناظريه وجعلته أبيضا، قطب الرجل حاجبيه وأخذ نفسا مجهزا نفسه للنداء.
“شعر أبيض… وأعين بلون النار تتوسطهن نجمة…. توقعت أنكي الوحش عندما تكلمت معي بغموض مخفية حقيقتك…. أيها الناس أنظرو هنا…. إنها الوحش التي حذرنا الجنود منها….لنقتلها الآن قبل أن تتحول وتدمرنا جميعا”
صرخ ذلك الرجل وسمع جميع من كان هناك كلامه وبدأو برمي الحجارة علي، لكنه لم يتوقف عليها فقد، فقد ألقو علي كل ماكان في يدهم، تجاهلت كل هذا كالعادة ومشيت بخطوات ثابتة وبنظرات باردة، مع هذا فقد كنت اكذب عندما قلت بأني سأكون بخير لم أستطع الإستقرار في اي مكان حتى عندما اتعب انام خارجا او تحت الأشجار أو في الكهوف، إستطعت التأقلم مع الحيوانات أفضل من البشر- ضحكة مكتومة-… يالسخرية…أولئك البشر لايعترفون بشيء إسمه التغيير.. فور أن يمسكو شيئا سيئا عنك.. لن يتركوك…. كما حكت لي كاكي فقد مر على الحادث سبع سنوات… في هذه المدة قد مات الذين شهدو الحادث… لكن حقدهم لم يمت يوما، لم تكن لي حيلة في ذلك الوقت، ليس ذنبي أنه تم توريثي هذه القوة وأنا لازلت في ذلك العمر،بقيت أركض حتا إبتعدت كثيرا ولم أعد أعرف أين أنا حتى لكنني إستمررت في طريقي علي ألقا فرجا..
-الحدود الفاصلة بين أراكي وهيروشي-
-عام 2004-
بطريقة ما قد علمت أين وصلت، وقد ذكر لي بعض الطيبون أنني يجب أن أستأجر قاربا للوصول إلى المحطة التالية وبينما أنا أتمشى وأراقب جمال فصل الخريف الذي حل،ومنظر الآوراق البرتقالية تسقط ببطئ لتشكل جبلا مع إخوانها، وأولئك الفتية الذين يقفزون عليها دون خوف من أن يتأذو، تذكرت الماضي فقدمت إلى أيام السلام التي عشتها، لكن الدمع توقف عند العين ولم ينزل، والحزن ذهب مع أوراق الخريف التي سقطت وتفتت بأقدام الناس، وعدت نفسي أني لن أكون ضعيفة بعد الآن،وبدل الإنتقام قررت أني سأثبت نفسي لهم وأني لست كما يظنون، مضيت بإصرار جعل قلبي يرفرف مثل تلك الطيور التي أحب تأملها وسط الطريق،وبينما أنا أمشي إنطفأ الضوء في عيني ولم أعد أشعر بشيء، لكنني سمعت صوت طلقة، هل أطلقو النار علي…. فتحت عيني ببطئ لأرى سقفا أعتم من الظلمة نفسها.. أيقضتني قطرات الماء التي تساقطت على وجهي من ذلك السطح المظلم… نهضت لأني كنت متكئة على أرض صلبة كالحديد ولاحظت أن ثوبي تمزق من جهة كتفي لكني لم أكن مصابة، وقفت واذا بي أرى قضبان حديدة كنت قد رأيتها قبلا..
“ماهذا…. رأسي سينفجر….. لكن أين أنا؟”
” يبدو أن الوحش قد استيقظت”
“هذا الزي…. أنتم من الشرطة الملكية…. لماذا اتيتم بي الى هنا وايضا كيف عرفتم مكاني”
” كما ترين انت في المكان الذي تنتمين اليه مع بقية الوحوش لقد وشى بكي احد سكان القري التي ذهبت لها… لم يكن هذا امرا صعبا..”
جزت ميروكو على أسنانها – بغضب شديد- وتقدمت بسرعة نحو تلك القضبان، أمسكتها بقوة وصرخت بسخط
” ستدفعون الثمن اعدكم بهذا….انا لن أسامحكم ابدا…. أنتم لاتعرفون مع من تلعبون… ”
ضحك حراس الزنزانة من تهديداتها وهي خلف القضبان وأجابها أحدهم ببرود وهو يقرأ كتابا..
” لديك عزم جيد…. لكن قبل الوصول لنا عليك الإهتمام بما ورائك”
“ماذا….. مالذي تقصده؟ ”
رفعت حاجبها بتسائل فهي لم تشعر بأي احد معها لكنها استدارت لتجد مجموعة من رجال في العشرينيات يبدو عليهم القوة فإبتلعت ريقها الجاف بينما كانو يتحدثون عنها، لكنها لم تظهر الخوف لهم
” انظرو هناك ضيفة جديدة …..حسنا ياأنسة….مارأيك ان نلعب قليلا..نحن لم نعارك احدا منذ زمن”
رعشت إحدى عيناها من الغضب، فهي تتقبل كل شيء إلا الإستهانة بقوتها.فرقعت أصابعها وإبتسمت لهم بثقة وتكلمت بكل برود
” يالكم من حمقى….إنكم تعبثون مع الشخص الخطأ ”
وفي غضون خمس دقائق كانت ميروكو قد اطاحت بهم جميعا، مما جعلت الحراس يفتحون أفواههم وخصوصا ذلك الشخص البارد الذي كان يقرأ الكتاب، بعد أن إنتهت منهم مددت أطرافها بنشاط
” لستم سيئين ابدا..هذا جيد أشعر بالنشاط… لم أضرب هكذا منذ زمن”
” انتي لاتشبهين الفتيات ابدا!!.. أيعقل أن تكوني عنيفة لهذا الحد”
–
“عفوا…ماذا قلت.. أنتم من أراد أن يعبث معي في البداية”
“أنتي غير معقولة… جعلته خطأنا في النهاية”
“لأنه كذلك… هل لك شك في هذا! ”
” النقاش معكي مزعج جدا… ابقي هادئة ودعينا ننام”
” مهلا أريد سؤالكم عن بعض الأشياء.. ”
“وهل تظنين أني سأجيبك”
“ستجيبني… متأكدة من هذا”
ابتسمت له وهي تفرقع أصابعها ففهم الأمر وإرتعش قليلا
“هذا لايصدق… من كان يظن أنه سيتم تهديدي من قبل فتاة صغيرة في آخر عمري”
“حسنا إذا… من الواضح أنكم لستم عاديين… فما حكياتكم؟ ”
” سؤال مباشر هذا مبتذل…. حسنا نحن تجارب فاشلة لزرع الطاقات..فبعد حادثة ميراي.. وماحدث لك…. تحمس العلماء الملكيون..وبدأو بجمع الأطفال في كل مكان وزرعو فيهم أمصال إستخرجوهاا من النيازك… فمنهم من لم يتحملها ومات ومنهم من تحملها وكبر هنا لأنه لم يسيطر عليها بعد ”
” وماذا عن الذي سيطر عليها… ”
” يجبرونه على العمل تحت إمرة الملك… سواءا كجاسوس أو حارس شخصي… أو كشرطي…. أما نحن فقد نجح الزرع لكن التحكم فشل ولهذا تم حبسنا هنا بحجة حماية أمن البلاد.. لكنهم خائفون منا… ”
“فهمت… ذكرت الحادثة… أتعرفني؟”
” ومن لايعرفك.. كوني حبست هنا لايعني أني لست على إطلاع.. كما أنني أتذكرك قليلا… عندما كنتي أميرة صغيرة”
” هل كنت أميرة؟….”
“فهمت..لقد فقدت ذكرياتك قبل ذلك اليوم…. نعم في وقت ما كنت أول أميرة لهيروم… ”
كان سيكمل قص ماكانت تتوق ميروكو لسماعه لولا أن قاطعهم صوت تذمر إمرأة ذات شعر بنفسجي وأعين بيضاء نادرة تبدو في الثلاثين أوأقل، وقد تثائبت ومدت ذراعيها بتعب
” ياإلهي انتم تثرثرون كثيرا لا أستطيع النوم …….مهلا هل هذه جديدة… أشعر أني إلتقيتك من قبل”
“ألم تتعرفي عليها… إنها حاملة ميراي”
فتحت فمها من الصدمة وحمقلت عيناها فأسرعت وإقتربت من ميروكو وظلت تحدق في عينيها
“أجل لاشك في ذلك… أنتي إبنتهما”
“لديك أعين نادرة… ”
” لأنني كفيفة…. فقدت بصري بسبب تجاربهم… لكنني أرى روحكي بوضوح….إنها دافئة وباردة في نفس الوقت…. لكنكي تملكين بعض من السواد… لديك الكثير من التراكمات في قلبك أليس كذلك”
لمعت عيناها وإرتعش صوتها فقد قالت كل شيء لكنها إبتسمت لها واومأت
“أجل… لكنني سأتخطى كل شيء”
“حسنا…في العادة نحن نتنمر على السجناء الجدد… لكننا إرتحنا لك… أنا برين… وهذه جيسيكا…. هذا كين انه لا يتحدث مطلقا و بين انه طيب رغم شكله الضخم والمخيف”
” اذا ميروكو مالذي احضرك إلى هنا…. ”
” هذه حكاية طويلة”
سردت ميروكو كل ماحدث معها فجأة بدأت جيسيكا ومن معها بالبكاء
” كم عمرك ”
” سأدخل ال14 قريبا”
شهقت جيسيكا وإمتلأت عيناها بالدموع فقفزت لها وعانقتها بقوة أما عن ميروكو فقد تجمدت من الصدمة
“انتي صغيرة جدا….لاأصدق ان هذه الروح الجميلة قد يتم تعذيبها لهذا الحد ”
“أنتم أيضا لاتستحقون مايحدث لكم”
” تبا…لماذا انا ابكي… انت ايضا بين”
” اخرس برين… البكاء للضعفاء”
“انظر لنفسك أولا”
” انتم حساسون جدا…على اي حال…لماذا لم تفكرو في الهر… ”
قفز برين فور نحو ميروكو وسد فمها كي لاتكمل كلامها ويسمعها الحراس، إستدار أحدهم بسبب الجلبة فإبتسم له بريم وهو يربت على رأس ميروكو
“أسفون على إزعاجكم…. هيا ميروكو سنكمل لعبة الورق هناك”
“حاضر.. متأكدة من أني سأهزمك هذه المرة”
عندما وصلو وجلسو في زاوية ابعد احكم بين الذي كان معروفتَا أنه يفقد أعصابه بسهولة قضته وضرب ميروكو على رأسها، صرخت بصوت منخفض وأمسكت رأسها من الألم ووجهت نظرات ساخطة لبين
“مالذي فعلته!!”
“لأنكي غبية!…..كيف تتكلمين بتهور هكذا! ”
” بغض النظر عن أنك محق…. سأدفنك هنا إن أعدتها مجددا”
نظر لملامحها المخيفة،وقهقه بصوت مرتفع
“لوهله تذكرت أختي فقد كانت دائما تتكلم بتهور مثلك… وكنت أضربها بنفس الطريقة…. على كل حال أسف إذا ألمتك”
“ألمتني!؟… أبدا!!…”
ربت برين على كتفيها وقال
“هيا شباب… لنعد لموضوعنا”
“حسنا إذا….. مارأيكم بالهروب؟”
“أتحسبين الأمر سهلا…. حاولنا عدة مرات لكن بلافائدة”
“من أين كنتم تفرون؟ …. ”
“المرة الوحيدة التي حاولنا فيها… كانت قبل أن يضعو هذا الجهاز… فجر بين القضبان بكل حماقة وحاولنا الخروج لكن الحراس إزدادو بطريقة مجنونة لذا استسلمنا”
وضعت جيسيكا رأسها على الحائط تسمع لحوارهم وتتأمل أرواحهم فجأة تكلمت…
“لافائدة ميروكو…. لقد إستسلمنا منذ زمن… شكرا على أي حال”
” لايهم كل هذا مادمتم بشرا فمن حقكم العيش ان قمنا بوضع خطة جيدة سنستطيع الخروج جميعا ثقو بي… كما أنني أعرف الطرقات هنا”
” في الواقع جربنا العديد من الخطط لكنها باءت بالفشل من الأفضل ان تستسلمي”
انتفضت ميروكو بغضب وصرخت بصوت خافت
” مالذي يعنيه هذا هل انتم سعداء بهذه الحياة!؟ ”
تقدمت جيسيكا نحو ميروكو ووضعت يديها فوق كتفيها ورسمت على وجهها تعبيرا يوحي بخوف رهيب
” لسنا كذلك لكن انتي لم تري كيف يتم عقابنا انا انا افضل ان اموت هنا على ان اتعذب”
أجابتها ميروكو بكل برود وقد عانقتها عندما أحست بخوفها
” ادرك هذا فقذ كنت هنا قبل 6 سنوات لكن حالفني الحظ وخرجت لذا……. لابد من المخاطرة”
قهقه كل من برين وبين واقتربا منهما ليشكلا حلقة فإنضم لهم كين وتكلم برين
“ليس باليد حيلة اظن اننا سنضع ثقتنا بفتاة صغيرة ان فشلت…. فأدفنك هنا ”
“كما قلت سابقا… أعرف هذا المكان جيدا لذا لاتقلقو بالمناسبة ماهي قواكم”
” استطيع ان اصنع اي شيء من التراب….. رغم أنني لاأرى إلا أنني اتقن هذا ”
“أستطيع التفجير..”
” استطيع ان انوم اي احد لمدة ساعة بمجرد لمسي له…لكني اذا اطلت اللمس فسيموت ”
” هذا جيد وانا استطيع ان اخرج شعاعا من يدي لكنه يدمر كل شيئ اذا وجهت يدي الى اي جسم وفعلتها لذا انا لا استخدمها كثيرا ”
” هذا مخيف… أي أن طاقتك أقرب لطاقة بين….. اذن ماهي الخطة”
” حسنا اولا سأدمر اجهزة كبح القوة المربوطة بكم…. من الواضع أنهم لم يربطوها بنظام الأمن….. وثانيا نحفر انا وبين مخرجا تحت الأرض ثالثا ستصنع لنا جيسكا عربة سريعة للهروب وانت يابرين نوم كل من يقف في طريقنا ستبدأ بعد ثلاثة ايام عملية الهروب هل انتم موافقون”
” بالتأكيد”
” حسنا انا موافق”
” لاتبدو خطة سيئة انا معكم ”
أومئ كين بالموافقة فنظرت إليه ميروكو بحملقة خفيفة وسألته
“ماذا عنك كين… ألا تملك قوة”
أومئ وكأنه يقول لا بل أملكها لكنه بدا غريبا لها فقد ظنته أصما فبدأت تتكلم معه بلغة اشارة تعلمتها فبدأ الجميع بالضحك
“ماهذا ميرو…”
” انه ليس أصما”
” لكن لماذا لايتكلم…”
“إذا تكلم… فتتلاشين للأبد”
اتسعت عيناها من الصدمة والتفتت ايه وبدل أن تبعتد وتخاف منه ربتت على رأسه قائلة
“فهمت كل شيئ….. عبئ إمتلاك قوة كهذه لم يكن سهلا عليك… لابأس عليك….. سنجد حلا”
ابتسم كين واومئ لها بالرضى وبعدها دمرت ميروكو الأجهزة المربوطة بهم بكل سرية، بدأو بالحفر تحت الأرض في زواية بعيدة عن زاوية نظر الحراس وبفضل قوتهم توغلو في العمق في وقت قصير، بعدها وصلو لمكان أشبه بكهف مغلق وقد كان واسعا جدا
فبدأ كل من ميروكو وبين يحفران طريقا للخروج وهذا بإستعمال طاقتيهما لصنع مخرج لذلك الكهف وكانت جيسكا ايضا تعمل على العربة اخذ منها هذا وقتا وجهدا كبيرا، استمر الحفر لأكثر من ثلاثة أيام وسبب عدم اكتشاف الحراس للأمر هو أن الإنفجارات كانت تأتيهم على شكل هزات أرضية فلم يشكو في الأمر، في الطرف الآخر كان كل من بين وميروكو يلهثان بسبب إستهلاكهم لمعظم قوتهم
“بدأت افقد الأمل نحن نحفر منذ ساعات ولم نصل الى المخرج وايضا طاقتي بدأت تنفذ ”
“كف عن التذمر متأكدة بأنا قريبون من المخرج”
”
” اسمعي….. لماذا تفعلين كل هذا كان بإمكانكي استعمالي طاقتكي والهروب وحدك اي احد كان ليفعل هكذا”
” لأني مثلكم…. في الماضي لم ارى ضوء الشمس… لدرجة أني لم أعد مدركة كم كان عمري او كم من السنين مضو….. لكن حالفني الحظ وخرجت اريدكم ان تشعرو بشعوري عندما خرجت في ذلك الوقت لذا سأجعلكم ترون مارأيته خارجا”
فجأة لاحظ بين أن كلتا يداها ترتعشان بسبب الإستعمال المفرط فذهب نحوها
” هيي ميروكو هل انتي بخير…. يداك ترتعشان”
” لابأس أنا بخير لنكمل….. سأضع كل ماتبقى لي في هذه الضربة…. ساعدني”
” بالتأكيد”
اطلقت طاقتها الأخيرة وساعدها بين لتظهر فتحة كبيرة مؤدية للمخرج مباشرة، وقد كانت السماء مظلمة لهذا صعبت الرؤية
“م..ميروكو هل هذا المخرج”
” اجل لقد نجحنا هيا لنخبر البقية…. ”
وبفرح واخبرت البقية كانت جيسكا قد انتهت من صنع العربة وفجأة رأهم أحد الحراس
” هي انتم مالذي تفعلونه”
بعدما ضغط على زر الإنذار لكن برين أسرع نحوه ووضع يده على كتفة وقال
“تأخرت كثيرا…. أحلاما سعيدة أيها الغبي… ”
“هيا لننطلق”
صرخت ميروكو واسرعت العربة المتينة نحو الحفرة وقد كان كين من يقودها، تكلمت جيسيكا بنبرة حسرو
“مع أنني لاأرها إلا أنني فخورة… ارجو ان تستحق تعبي”
” هي انتم توقفووو…سيكون عقابكم اقسى لو امسكنا بكم”
نزلت ميركو مع برين وبين من العربة، كانت تهاجم بينما برين لايبذل اي جهدا فقط بلمسة يطيحهم ارضا ولكن سرعان مالحق بنا بعضهم وبدأت قوى ميروكو تنهار أما بين فكان يقتل دون تردد
” اسفة لقد نفذت قواي لاأستطيع الوقوف على قدمي”
” لا تقلقي سأساعدك هيا سأحملكي على ظهري”
ركض بين بسرعة كبيرة لكي يستطيع اللحقا بالعربة، أنهي بين امر كل الحراس الموجودين فلم يعد هناك أحد منهم
” أنت سريع”
” حسنا بفضل بعض التدريبات استطعت استخدام قوتي في السرعة ”
وركبو في العربة وبعد مدة بدأ اتضح لهم المخرج وعندما خرجو دهشو من المنظر فهم الآن احرار ويرون النور لأول مرة ومن دون حتى ان يدروكو بدأت دموعهم تسيل لاحظت ميروكو الأمر لقد كانت سعيدة لأجلهم، أما جيسيكا فالبرغم من أنها لاترى لكنها أحست بنفس شعورهم، بعد أن ابتعدو بشكل كامل عن السجن توقفت العربة
“لم اتخيل يوما بأني سأخرج من هناك أنا شاكرة لكي ميروكو”
همت جيسيكا فورا بعناق ميروكو بقوة وقد أجهشت بالبكاء كالطفل الرضيع، ولم يتوقف الآمر عندها فقط فقد إستمرو بالبكاء وكأنهم ولدو من جديد
” لم نكن لننجح لولا وجودك شكرا لكي”
” لابأس…اتبعت فقط أصوات قلبي…. اذن مالذي ستفعلونه بعد أن خرجتم “
” حسنا سنقوم نحن الأربعة بإكتشاف اسرار عالم هيروم وماذا يمكننا ان نفعل فيه”
“وأيضا نبحث عن علاج لعين جيسيكا”
“فلتأتي معنا ميروكو”
أسفة مضطرة للرفض… لدي اهداف كثيرة لكن ارجو لقائكم مجددا في رحلتي هذه”
” حسنا وداعا نراكي قريبا”
ودعتهم ميروكو وأكملت طريقها نحو محطتها الأول وهي مدينة أراكي التي سمعت بعض الحراس يتكلمون عنها، وقد علمت أمها يجب أن تمر بها أولا وبأرض الثلج لكي تستطيع الوصول لهيروم أين كان مقر منظمة”الحماة”
Mirokko
.
لم اكن اتوقع باني سألتقي اشخاصا مثلي اوربما اسوء حالا مني حبسو في كهف بعيد فقط لإمتلاكم قوى لايستطيعون التحكم بها لو لم يأتي لي زاك في ذلك الوقت لكنت معهم لم انسى نظرتهم للسماء عندما خرجو من الكهف حقا ان تكون حرا لهو امر رائع اقسم بأني سأخلص الناس من ذاك الحاكم اللعين