المعجزة ٢٠٧ - 13
لقد رحل…
رحل روكي..و ترك وليام بمفرده..
اخذ ادراجه يعود من حيث جاء،حتى وصل الى الفتحة في السقف
كان يحاول النزول بهدوء عن طريق التمسك بحواف السقف دون إحداث جلبة
إلا أن الحظ لم يحالفه!
لتنزلق كلتا يديه و يسقط!!
لا،لم يسقط أرضًا
بل بين ذراعي ذلك الرجل الضخم و المخيف…
المساعد لويس!!!
نظر وليام اليه مستوعبًا ما حصل..
إذ به يرسم إبتسامةً في ملامحه و هو يقول
“هل كنت تنتظرني يا سيدي؟”
أنزله المساعد ليأخذ بكفه الكبيرة و يبعثر شعره بعفوية!
امال برأسه و هو يقول
“وليام ليودوس…أبليت حسنًا!!”
حسنا…
يجب ان نعود ادراجنا..حيث عثر المساعد لويس على وليام و هو يسرق السجلات!
ففي اليوم التالي مباشرة
إستدعى المساعد لويس وليام
دخل اليه في غرفته الكبيرة و الضخمة و الفاخرة
كان يتربع على كرسيه
نطق حينها لويس
“سأعلن حكم إعدام مئتان و ثلاثة”
ذعر وليام ليتمتم بنبرته الراجفة
“م..ماذا!؟؟سيدي!كيف عرفت..بأمر مئتان و ثلاثة!؟”
رفع بساقه ليضعها فوق الأخرى،تلاعب بتلك الكرة الزجاجية الموضوعة للزينة على طاولته و هو يجيبه
“لأنني انا من أرسلت له رسالة من شخص يعرفه،و اخبرته بأن السجلات في القبو،لذا،لا احد يعلم بأمر السجلات غيره،أنت مجرد وسيط أرسله بنفسك،لن اعاقبك..سأجعلك تلميذي..إن نفذت ما سأطلبه منك الآن”
إقترب وليام منه ليضع بكفه على تلك الطاولة،كأنه ينظر لبصيص الأمل الذي سيجمعه بأخته
تسائل
“ما هو!؟أطلب ما تشاء!”
ابتسم المساعد لويس على غير عادته،إذ نطق بثقةٍ واضعًا تلك الكرة جانبًا
“ستساعد مئتان و ثلاثة على الهروب!!”
إتسعت حدقتا وليام تعجبًا،ليميل برأسه جاهلًا لهذا الطلب
اومأ المساعد بالإيجاب و هو يأكد ما سمعته أذنا وليام
“لماذا…؟”
نطق بصدمة،لوح المساعد بكفه و هو يقول
“إنه الناجي الوحيد من دفعة مئتان و سبعة،و لا أريد منه أن يبقى على قيد الحياة،أيضًا…أريد استخدامه كطعم لأعثر على مئتان و سبعة”
جلس وليام بالكرسي المقابل لمكتبه و قد خارت قواه،تسائل مجددا
“لماذا تقوم بذلك..؟و لماذا يريد الجميع هنا أن يعيد مئتان و سبعة للمخبر؟!أ هو قوي لتلك الدرجة؟”
إستهزأ و هو يجيب
“قوي؟!يا رجل،لقد أجريت التجارب عليه بنفسي و أشرفت عليه،بالطبع هو أقوى مني حتى”
صدم وليام ليردف بإنفعال
“و لماذا تريد الوصول إليه!؟”
وجه بإبهامه نحو رقبته و هو يشير بقطعها دلالة على(القتل)
نطق ببرود ملامحه
“اريد التخلص منه للأبد،و مئتان و ثلاثة،سيكون وسيلتنا للعثور عليه،و أيضا..وسيلتك للعثور على اختك التوأم،انا اعلم بأمرها”
اردف وليام بصدمة
“كيف تعلم بأمر ايفا!؟هل هي مع مئتان و سبعة!؟”
“لست متأكدًا،لكنها خطة الرئيس منذ البداية،استطاع استدراجها و الإيقاع بها و رميها خارجًة و معها اكبر عدد من الشباب كي يستطيعوا البقاء على قيد الحياة و يكونوا وسيلته للعثور على مئتان و سبعة!”
شد وليام على بنطاله و هو يصرّ على اسنانه بعنف،تمتم بغضب
“اللعنة..”
نهض المساعد و هو يقول
“لا بأس،سنعثر عليهم حتمًا،و نتعاون انا و أنت،لقد رأيت سجله بنفسك”
تسائل وليام و و هو ينظر في عيني المساعد بتشكيك
“و هل…تلك السجلات الحقيقية..؟”
إبتسم إبتسامةً جانبية تسودها الثقة و هو يجيبُه
“أحمق،من يترك سجلات مهمةٍ كهذه في القبو،تلك السجلات من صنعي أنا”
“و ما حالة مئتان و سبعة في السجل الأصلي..؟ميت..؟!”
“بل حي”
صدم وليام لمعلوماته و دهائه…
بالرغم من أن ما سيقوم به هو خيانة روكي…
لكن…
إن كان ذلك سيوصله لأخته..
فهو لم يتردد في ذلك ولو للحظة!
على الجانب الآخر…
يوجد الهدف الذي سيوصل لويس الى ماثيو..
روكي!
كان يمشي في تلك العابة الكثيفة بتباطؤ و تعب..
وضع بكفه على جذع شجرةٍ غليضة
مسح عليها و الإبتسامة تعلو ملامحه..
كأنه يشهد النعيم..
ليلمح بشيء يتحرك على يده..
إنها ذبابة لا أكثر
لكنها كانت كفيلة بجعل روكي يرتعب!!
صرخ مرتعدًا و هو يحرك بيده،إذ طارت بسهولة
تنفس بسرعةٍ لشدة خوفه،نطق بصوتٍ مسموع
“لم..أشهد شيئًا كهذا في حياتي…!”
تنهد ناهضًا،و هو يكمل مسيره،لكن هذه المرة،بحذرٍ اكبر
يلتفت يمينًا و يسارًا،و هو يتفحص طريقه
“كيف نجى هؤلاء المجانين..؟”
تسائل بشأن ماثيو و الباقيين
لتلمح عينيه…الخلاص!!
فاكهة!
اخذ يركض نحوها ليتنشلها من الشجيرة،بدأ بشمها و تفحصها
“درست عن هذا الشيء…اضن بأنه…دراق!!”
كان متحمسًا لتذوقها!
حتى لمحها مأكولة…
تمعن جيدًا بين الشجيرات…
حتى شهدت عينيه ذلك الشيء العملاق!!
يبدو كالوحش!!
بمخالب مرعبةً و طويلة،و جلدٌ خشنٌ أسود،و عينين تعود لحيوانٍ مفترس…و بعض الريش..؟!
أصدر صوتًا كان مزيجًا بين التصفير و الزأير
مما جعل صراخ روكي المذعور يعلوّ على صوته!!
أخذ يجري بعيدًا بأسرع ما لديه!ليس و كأنه كان متعبًا قبل قليل و يتضور جوعًا!
كان ذلك الشيء الغريب يجري خلفه!
يبدو بأنه ينوي افتراسه بالفعل!
صرخ روكي بعلوّ صوته
“بحقك!!!أكلت من فاكهتي و تريد أكلي الآن!؟أتركني ارجوك!!!”
إنزلق خطأً في إحدى المنحنيات!!
حتى سقط في مستنقعٍ متسخ و مليء بالطين!
لسوء حظه،نزل ذلك الوحش خلفه!
تعالت صرخات روكي أكثر!!
تمسك بحافة الحفرة و صعدة بسرعة!!
إستمرّ بالهروب بعيدًا و خوفه يقوده
حتى شعر بعد مدةٍ من الزمن بأنه في أمان و قد اضاعه..
إنهار ساقطًا على ركبتيه تعبًا
“لطالما كنت فاشلًا فب الإختبارات الجسدية…”
قالها و هو ينهت بسرعة و العرق يتصبب من جبينه
إضطر للنوم في العراء…
و هو يحدق في النجوم بينما يفكر..
كيف سيصل لإبنة عمه و ماثيو..
في اليوم الذي يليه
اخذ روكي يمشي حتى إنتهى بطريقٍ لا يقوده للغابة بتاتًا…
فجئة،يبدة بأنه إنتقل الى مكانٍ مليئٍ بالثلوج!
كما لو كان..بعالمٍ آخر
بالرغم من الإنهاك الذي سيطر عليه،و عينيه التي بالكاد يستطيع فتحهما
مدّ يده بالثلج مذهولًا و هو يتمتم
“هذا العالم عجيب بحق…”
و من بين الثلوج و الرؤية الضبابية،إستطاعت عينيه أن تلمح،بشر!!!
بشر يأتون في طريقه!
يبدو بأنهما إثنان..
لوح بيديه و هو يصرخ
“هوي!من تكونان!؟”
ضيق عينيه و امسك بنظارته ليتمعن النظر
إنهما…
يحملان سلاحًا…
رجلان،و زيّهما…لحظة…!؟
هذه ملابس المطاردين!
الذي يعملون خارج مخابر التجارب!و يقتلون من يهرب او يعيدون العينات القيمة!
لكن في حالة روكي..فهو ليس إلا بعينةٍ سيتم التخلص منها!!!
إتسع بؤبؤه إذ اخذ يركض بعيدًا بذعر
لكن،تعثرت ساقه بالثلوج الكثيفة،و سقط أرضًا
حاول البحث عن سلاحٍ في حوزته بسرعة،بلا جدوى فلا شيء يحمله سوى بعض السجلات و الأجهزة غير القيمة!
صرخ بعلو صوته
“أغربا عن وجهي!لا ينقصني إلا مطاردين!”
صرخ احد الرجلين
“مئتان و ثلاثة!؟لقد عثرنا عليه!!!”
اللعنة..لقد كان هدفهم منذ البداية!
اغمض روكي عينيه مستسلمًا للموت
كعادته…
لكن هذه المرة،بنفسٍ راضية شهدت العالم الواسع..
أطلق أحد الرجلين الرصاص عليه!
لكن…
سرعان ما روكي تجنب تلك الضربات!!
و أصابت ساقه لا غير
بدأ يصرخ من الألم!
و هو يشد بيده على ساقه…
سأل ذاتها و الدموع تراكمت في عينيه..
لماذا قد أرغب بالعيش…؟
لماذا أستمر بالمقاومة..؟
لماذا..؟
وضع روكي برأسه الدافئ على تلك الثلوج الباردة
و هو يتلفض انفاسه بصعوبة
رؤيةٌ ضبابية…
آخر ما إستطاع رؤيته…
هو هذان المطاردان…
الذان تعرضا لطلق نار!!
و ماتا بالفعل امام عينيه!!!!
لكن…
من..الفاعل!؟
..
وضع فيكتور بمسدسه في تلك الثلوج الكثيفة،ليقترب من الجثة التي اطاح بها،إلتفت لتالها و هو يشير لها
بذراعه صراخًا
“لقد أسقطتي أحدهما،احسنتي يا حلوتي”
إقترب تاليا و هي تتأمل بتلك الجثتين..
المطاردان..
التفت نحو فيكتور و هي تقول
“تمنيت ألا أصل لتلك المرحلة…”
نهض فيكتور واضعًا ذلك الحطب على كتفه و هو يقول
“لنعد،سيغضب ماثيو إن تأخرنا”
التفتت تاليا نحو جثمان ذلك الشاب الأسمر المغطى بالثلوج..
اقتربت منه و هي تنبه فيكتور
“هناك شخص آخر!”
وصلت عنده و هي في أتم استعدادها لتقتله!
لكن..إنه ينزف!
تلك الدماء غطت الثلوج..
إنحنت لمستواه لتمعن النظر في ملامحه..
التفتت لتصرخ كي يتمكن فيكتور من سماعها
“إنه حيّ،و يتنفس!هل اقتله؟”
اقترب فيكتور بدوره
نطق و هو يمسك بساقه التي تنزف
“لا اعتقد بأنه من المطاردين..هل نتصل بماثيو؟”
امالت تاليا برأسها متعجبة،اخرجت جهازًا صغير الحجم و هي تقول
“و كيف نستخدم اختراع ماثيو الغريب هذا؟”
اخذه من بين يديها و هو يتفحضه،حتى عثر على زرّ صغير
ضغط عليه و نطق
“ماثيو،هل تسمعني؟”
اجابه عبر الجهاز
“رائع،أجدت إستخدام جهاز التواصل بسرعة”
“إنني ذكي بالفطرة!”
قالها متفاخرًا و الإبتسامة تعلو وجهه،ضربته تاليا بخفةٍ على كتفه بغضب لتختطف الجهاز من بين يديه
“هذا ليس وقت المزاح!ماثيو،هناك شاب خارج الحاجز،لا يبدو بأنه من المطاردين،إنه مصاب”
“أبعد ملابسه قليلًا،هل يمتلك نفس العلامة التي أمتلكها أنا؟”
ابعد فيكتور بتلك العبائة،و ياللعجب!إنه يمتلكها بالفعل!مئتان و ثلاثة!
نطقت تاليا
“مئتان و ثلاثة،هل نحضره معنا؟”
سكت ماثيو للحظات..
حتى أجاب
“أحضروه…إنهُ شخص أعرفه بالفعل”
اخذ فيكتور بذلك الشاب المصاب على كتفه،التفت نحو تاليا و هو يقول
“إصابةٌ طفيفةٌ كهذه لا يمكن أن تقتله”
امالت تاليا برأسها جاهلةً لما سيحدث
و في هذا البرد القارص..
بعد مدةٍ طويلة،إستطاع هذان الإثنان الوصول الى المنزل..
دخلت تاليا خالعةً حذائها الطويل
“لقد عُدنا!”
صرخت بصوتٍ مرتفع،ركضت باحثةً عن ماثيو،حتى وجدته في المطبخ..يضع إحدى أدويته في فمه..
التفت نحوها و قد اعتلته نظراتٌ غريبة…
نظراتٌ لا تحمل في طياتها السعادة او الشوق…و إنما…يبدو…
متوترًا..او خائفًا..
يخفي توتره بصمته فقط..
اخذ بخطواتٍ متباطئة..حتى شهده أخيرًا…
نطق بهدوء
“روكي مارلو…آخر من كنت أتوقع لقائه..”
أشار لإيفا التي كانت تجلس على الأريكة بلا مبالاة
نهضت لتضع بجسده على كتفها بسهولة،حتى وضعته على إحدى الكراسي،و قد ساعدها إيدوارد في ربط قدميه و ساقيه
تسائل إيدوارد
“إن كنت تعرفه..لماذا نقوم بربطه؟!”
ابتسم ماثيو على غير عادته،لم تكن إبتسامةً عفوية..
بل تحمل في طياتها الكره و المكر…
و هو يجيب
“ببساطة…لأنني أعرفه جيدًا…”
بدأ ماثيو بمعالجة ساقه بسهولة..
التفت ماثيو لكل من يجلس بالغرفة..تسائل حينها
“هل…أستطيع التحدث معه على انفراد..؟”
كان طلبه صعبٌ قليلًا،إلا أنهم نفذوا رغبته بسبب إنفاقهم معه لا غير
إنتهى ماثيو من معالجته…و تركه..ليستريح قليلًا…
بعد مدةً من الزمن..
فتح مئتان و ثلاثة عينيه..او بالأصح..روكي مارلو
نظر حوله…
مكان يبدو كالمخبر…لكنه مرتبٌ بشكل منزل..
رؤيةٌ ضبابية..
حاول النهوض،إذ بجسده المشدودٌ بتلك الحبال المتينة
وضحت رؤيته و إستوعب..
تسلل الخوف الى قلبه و هو يتسائل
“هل عدت إلى المخبر!؟”
نظر من حوله نظرةً خاطفة و بسرعة
حتى لمحت عينيه…
ذلك الرجل الذي يجلب امامه مباشرةً،يتربع على كرسيه،و تعلو وجهه نظراتُ باردةٌ كالصقيع
صرخ روكي بإنفعال و هو يقول
“من أنت أيها اللعين!؟”
امال ماثيو برأسه و هو يقول
“هل أبدو لك كشخصٍ يعمل في المخبر..؟”
ركز جيدًا في أثاث تلك الغرفة،لا،بالفعل ذلك المكان منزلٌ حقيقي!
تسائل متوترًا و هو يحاول الفرار بحركاتِ جسده من تلك الحبال
“و إذًا!؟أ تقصد أننا لا نزال في الخارج!؟”
اومأ ماثيو بالإيجاب
صرخ روكي في وجهه بغضبٍ جم
“أفلتني و اللعنة عليك!!من تكون لتفعل كل ذلك بي!؟لماذا أختطفتني بحق السماء!؟”
وضع ماثيو الساق فوق الاخرى و قد اعتلت ملامحه نظراتٌ…مرعبة…
بملامحه الحادة و المخيفة،ينظر إليه لا غير،و لم يجبه بحرفٍ حتى
توقف روكي عن المقاومة..و تامل وجه ذلك الرجل المخيف…
تلك الملامح…
مألوفة….
سرعان ما تذكر نظراتٍ مشابهة..
توسع بؤبؤه و الرعب يجتاح مشاعره
نطق بنبرةٍ راجفة تخللها التوتر
“تلك الملامح….هل…أنت…ماثيو سيبيستيان..؟”
هو لم ينطق بشيء،كشف عن علامة التجارب الخاصة به و هو يقول
“كيف حالك يا مئتان و ثلاثة،روكي…روكي مارلو”
مشاعر متضاربة…
الشخص الذي مات في ذهن الجميع
يجلس امامه حيًا يرزق..
تناسى كل شيء و هو يتسائل
“أين ماريا؟”
تنهد ماثيو كمن يحاول إخراج همومه المجتمعة في
صدره
نهض يفك وثاقه ببطئ و هو يقول
“بحقك…أ لا تتذكر سوى ماريا؟”
“هذا لأنها أغلى ما أملك”
نهض ماثيو بعد إنتهائه و هو يقول
“كيف إستطعت الهروب؟و بعد كل تلك السنوات..؟”
نطق بهدوء و هو يمسح على يده التي تركت الحبال اثرها عليه
“لدينا الكثير لنتحدث بشأنه…أنا ابحث عن أحدهم”
تسائل ماثيو
“و من تعرف غيري هنا..؟”
تعجب و هو يقول
“ماذا…؟”
تجاهل سؤالها فاتحًا الباب و هو يقول
“سنناقش ذلك لاحقًا”
كان الجميع يتوق للتحدث إليه!
رجل جاء من المخبر!
و يبدو كحليف!
اخذ ماثيو روكي لغرفة الجلوس حيث إجتمعوا،و أول ما نظر إليه روكي…
كانت إيفا!
توسع بؤبؤه بصدمة و تعجب!
نطق بنبرةٍ مسموعة و هو يشير بسبابته نحوها
“وليام!؟؟”
إرتعد الجميع فور سماعهم لذلك الإسم!!
نهضت إيفا بإنفعال و هي تتسائل و قد إجتاحت ملامحها الإستغراب
“هل قلت لتوك…وليام!؟”
إلتفت لماثيو و هو يقول
“لولا جسدها الأنثوي و شعرها الطويل كنت سأجزم بأنها وليام!”
إقتربت إيفا و الإنفعال يسيطر عليها،أمسكت بكتفه و هو تقول بنبرةٍ راجفة
“أنت تقصد أخي!؟أخي التوأم وليام!؟أين هو!؟ماذا تعرف عنه!!؟؟”
امال روكي برأسه و ليطفي بإبتسامةٍ طفيفة..
“إنه حيّ يرزق،لقد ساعدني على الهرب..”
نطق ماثيو بإندهاش
“رائع،يبدو بأنه نجى بأعجوبة”
دمعت عينا إيفا،ليصدم الجميع
أخفضت برأسها و هي تتمتم
“و أخيرًا..إطمأن قلبي…”
أمسكت تاليا بخدي إيفا،لتسحبها لأحضانها بسرعة..
مسحت على رأسها بعطف و هدوء..
قال جاك و هو يتأمل بروكي
“انت رجل صالح!تلك أفضل أخبار وصلتنا منذ خروجنا!”
لوح بيده و هو يقول
“لا شكر على واجب”
سكت بضع ثوانٍ ليقول
“انت!إيفا!اخبرني وليام أن أقول لكِ…ماذا قال…؟”
بحلق ناظريه في السقف و هو يحاول التذكر،بدو كمن تذكر شيئًا،اشار بسبابته لها و هو يقول
“قال بأنه آسف إن جرحكِ يومًا!و أنه يتوق لرؤيتكِ!!..ربما..”
ابتسمت إيفا لتومئ بالإيجاب و هي تجيبه
“يجب أن ننقذه…”
تسائل إيدوارد حينها مقاطعًا تلك اللحظات
“إن كان وليام يتوق لرؤية إيفا،لماذا لم يأتي برفقتك؟”
اجابه روكي بتردد
“قال…بأنه يريد التدريب في المخبر…ليعتمد على نفسه..و يستطيع إنقاذ إيفا…لأصدقكم القول،صديقكم هذا غبي،كنت استطيع حمايته و الهرب سويًا”
إستهزأ فيكتور و هو يقول
“حماية؟يا رجل عثرت عليك تتلفظ أنفاسك الأخيرة بين الثلوج..”
“هذا لأنني لا أحمل سلاحًا!!”
اجابه بإنفعال و هو يلوح غاضبًا
إلتفت نحو ماثيو و هو يقول
“يا رجل،أنا لا اعرف كل هؤلاء،أعني ذلك القصير لا يشبه لوكاس على الإطلاق!أين الجميع!؟”
اشارت إيزابيل الى النافذة و هي تقول
“لوكاس يجلس خارجًا،إن دخل،سيخرب الأثاث”
تعجب روكي لكلماتها،إلتفت نحو ماثيو و هو يتسائل بتبجح
“ما خطب تلك المختلة؟!”
سكت روكي فور رؤيته لوجه ماثيو…
كانت الملامح التي تعتلي ماثيو،ملامح ميتة…ميتةً بالفعل…
كل ما بدى على ناظريه كان الفراغ..البرود..
إلتفت و هو يتجه إلى باب الخروج،فتح الباب و هو يقول
“إتبعني…يجب أن نتحدث قليلًا”
خرج هذان الإثنان،جلس ماثيو على خشبةٍ بجانب حيوانه المهجن،لوكاس…
نظر روكي بتعجبٍ لماثيو و هو يمسح على رأس ما يسميه ب(لوكاس)
نطق بهدوء روكي
“ضننت بأنك تقصد لوكاس فعلًا…”
إتكأ روكي على شجرةٍ و هو يتأمل ذلك الغروب،نطق حينها بنبرةٍ مسموعة
“هل…هذا ما هربتم لأجله..؟”
“احيانًا…يدفعك الفضول في لحظةٍ تجعلك تندم لبقية حياتك…”
التفت نحوه و هو يتذمر
“لما الندم؟!يا رجل لقد حظيت بأفضل حياةٍ داخل المخبر و خارجه!انت الآن تملك منزلًا،و حياةً رائعة،و تملك_”
“لقد ماتوا جميعًا…”
ثلاث كلمات،قاطعت حديث روكي،كانت كفيلةً بجعله يصمت و هو يحدق في الفراغ…
إلتفت نحوه…
و هو ينظر في عينيه..
النظرة نفسها….
عقد روكي حاجبيه و قد تسابقت دموعه الى وجنتيه…
تجمعت تلك الشرايين في عينيه
صر على أسنانه حقدًا…
“ماذا…تقصد!؟”
“في عاصفةٍ ثلجية،ماتت ماريا،ثم مات ريو و لوكاس…و عندما استيقضت،كنت وحدي…”
بحركةٍ سريعة،ضرب روكي ذلك الجذع بقبضته حتى إرتج لقوة ضربته
تعالت صرخاته
“لا تمازحني!!إستيقضت و وجدتهم أموات!؟ما هذه القصة السخيفة!؟أ لست أنت من قتلتهم!؟”
توسع بؤبؤ ماثيو…بنظراتِ حقدٍ و كراهية
برح مكانه و قد إستقام..نطق بنبرةٍ هادئة تخفي خلفها صراعًا و غضبًا
“لماذا…قد أقوم انا بقتلهم..؟”
“لأنك أنت من قمت بقتل أريان!!!منذ نعومة أظافرك!!لست سوى مجرم وضيع!!”
تراجع ماثيو بضع خطواتٍ و قد توالت تلك الذكرى في رأسه…
نطق بنبرةٍ إرتعشت
“أريان…قتل نفس_”
قاطعه روكي مقتربًا بخطواتٍ عاجلِة و عنيفة!
جهر في وجهه بإستياء و الدموع تنصب على خديه
“كنتُ برفقتكم!!!كنت اختبأ!!سمعت كل شيء!كنت أعلم بكل شيء منذ البداية!!كالمشاهد في تلك المسرحية البائسة!!!كنت أنتظر منك أن تعترف بفعلتك!!و على ماذا حصلت جراء صبري!؟لا شيء!! العار و الخذلان لا أكثر!!”
عجز ماثيو عن النطق…
كأن العالم تجمد عنده…
بلا أي مشاعر أو رد فعل أو حراك…
كان يشاهد ذلك الرجل الذي إنهار أمامه مستذكرًا ماضيه…
تشبث روكي بكتفي ماثيو بكامل قواه
رجّه و هو يجزع في وجهه باكيًا
“لماذا!؟لماذا تستمر في قتل كل من أحب!؟لماذا تأخذ مني كل ما أريد!؟”
شيءٌ إستيقض فيه…
كأن شعلةً لمعت في قلب ذلك الرجل الفارغ
صرخ ماثيو و قد جزع
“لم أقتلهم!أخبرتك بأنني لم أقتلهم!!!قام المساعد لويس اللعين بقتلهم!و حين جاء دوري…تركني!!تركني دون أن يمسني بأذًى!!!و هذا ما زاد بأسي!!!عشت عشر سنواتٍ بمفردي!!!أ تضنني إستمتعت طوال تلك العشر سنوات!؟؟أ تضنني كنت أسرح و أمرح!؟أ تضنني كنت سعيدًا بالنوم في العراء و تذكر رؤية أصدقائي يموتون أمام عيني في كل ثانية!؟”
سكت روكي و قد أفلت ماثيو بتباطؤ…
تمتم بإستغراب
“ل..لويس..؟”
جهر ماثيو بصراخه
“أجل!!لويس بشحمه و لحمه!هو من دمر حياتي!و أنا متأكد!!بأن ما قام به كان بأمرٍ من الرئيس….أعرف بأن كل ما حصل من البداية هو خطأي!ليتني لم أقتنع بفكرة الهروب أساسًا!!”
انهى ماثيو عتابه على نفسه،كان ينهت تعبًا لشدة صرخاته…
اخفض روكي رأسه و يرتجف باكيًا..
تحدث روكي و تصابحه نبرة اليأس
“ليس…لي مكانٌ الآن…”
رفع ماثيو براسه و هو ينظر إلى ذلك الرجل اليائس،تسائل بنبرةٍ خافته صُحبت ببحةٍ خفيفة
“م…ماذا؟”
“لم أعيش مع قاتل صديقي…أساسًا…كنت أرغب بلقاء إبنة عمي ماريا…لكن…يبدو بأن الأوان قد فات….”
مد ماثيو بكفه لروكي و هو يقول
“يمكننا أن نتعاون…أحتاج لرفقة…عدد هائل…لأنفذ خطتي..”
“خطتك..؟”
“ستعرف فيما بعد،أهدف للأنتقام…سآخذ بثأرهم جميعًا…و ماريا أيضًا”
مسح روكي بدموعه و هو يقول
“حسنًا عندما علمت بأن حيوانك يدعى لوكاس…ضننت بأنك جننت..لكنني بعد سماعك الآن أصبحت متأكدًا من ذلك..”
تنهد ماثيو بإنزعاج مبعدًا كفه و هو يقول
“سأساعدهم على إنقاذ وليام،و سيسعادونني على تحقيق هدفي،و أنت…ماذا تريد؟”
سكت روكي بضعَ ثوانٍ لتتلاعب الرياح في خصلات شعره الحمراء
ضيق عينيه البنيتين و هو يقول
“اريد….أن اعيش في الخارج هنا…بسلام…”
قال ماثيو بنبرةٍ هادئة و هو يحدق في تلك الغيوم المتراكمة
“لا سلام حتى نقضي على القاعدة نهائيًا…”
إلتفت روكي بصدمةٍ نحوه و هو يصرخ
“أخبرتك بانك مجنون!لم أواجه أي رجلٍ من القاعدة!!”
“انا سأفعل،لا أحتاج إليك،كل ما أريده هو أن تساعدني في بعض إختراعاتي،أ لستَ تصلح الأجهزة في المخبر؟”
“كيف عرفت!؟”
“لدي طرقي…و الآن ما قولك..؟ستساعدني،و بعد إنتصاري،ستعيش أنت الحياة التي ترغب بها،و إن فشلت،فستعيش أيضًا كما ترغب،خذ هذا المنزل بأكمله لك،ما قولك؟”
حياةٌ هادئة…
هذا…كل ما يطمح إليه شخصٌ عاش حياته في البؤس و الشقاء…
وضع بكفه على كتف ماثيو،و هو يقول
“سأتخلى عنك بسهولة،و لم أشارك في أي حرب”
ابعد ماثيو بكفه بإشمئزاز و هو يجيبه
“لا بأس،لا أطيق وجهك العفن”
عقد حاجبيه بإنزعاج و هو يتذمر
“منذ متى و أنت تتكلم هكذا!؟”
“منذ أن عرفت إيفا”
إلتفت ماثيو و هو يعود ادراجه لذك المنزل،و قد إتبعه روكي بلا تردد
و هاقد أصبح هناك فرد جديد….
روكي مارلو،الرجل الذي سيساعد مئتان و سبعة على خلق معجزته من العدم!