المعجزة ٢٠٧ - 15
فتح ذلك الشاب عينيه…
هلع رافعًا جسده من على تلك الطاولة!
فقد كان غارقًا في كوابيسه..
كوابيس الماضي…
يبدو بأنه نام على تلك الطاولة الخشبية أثناء عمله..
تعالى شخير من ينام على فراشه!روكي!
بعد موافقة روكي على مساعدة ماثيو،قرر بأنه سينام في غرفة ماثيو،فلا غرفة له!
كان روكي يغط في نوم عميق،و لعابه يسيل على فراشه..
عقد ماثيو حاجبيه بإشمئزاز و هو يشاهد فراشه يصبح قذرًا..
نهض بصعوبةٍ و الألم يسيطر على جسده
خرج من تلك الغرفة و قد.أشرقت الشمس لتوها،و جلس خارجًا
اخرج تلك السيجارة من جيبه،و أشعلها!
لا يدخن ماثيو البتة،لكنه يأمل أن هذا ما سيخلصه من ماضيه…
تربع على ذلك العشب الرطب،و قد ذابت الثلوج بالفعل..
تأمل ذلك الغسق،بعينين ناعستين..
حتى توالت على مسامعه صرخات إيفا الغاضبة،و
ايدوارد!
كان هذان الإثنان يتدربان سويًا!
تعجب ماثيو لأمرهما،لماذا سهر هذان الإثنان…أ كل هذا فقط لأجل ان يصبحا أكثر قوة..؟
تفاهة،هذا ما ضنه ماثيو
كانت ايفا تقاتل ايدوارد،ملاكمة!
كانا متساويان بالقوة!
سرعتهما المخيفة…
بالكاد تستطيع رؤية ذلك القتال!لكن بالنسبة لماثيو،رؤية تحركاتهما كان أمرًا سهلًا
بحركةٍ سريعة!قفزت إيفا في الهواء و أطاحت إيدوارد بركلةٍ في رأسه!
توقفت،مدت يدها لتساعده على النهوض
لكنه دفعها بغضبٍ جم،و تركها…
وضعت بكلتا يديها على خاصرتها و نظرات الخيبة تعتليها
“إيدوارد،يجب أن تتقبلت خسارتك يا رجل..”
يتأمل ماثيو ذلك الوحش،و بطريقةٍ ما،تعلو وجهه ملامح الدهشة..
هو يحب طريقة قتالها بالفعل!
لحظة….يحب؟!
تلك الكلمة كان وقعها جديدًا عليه…تعجب لنفسه…
و سأل ذاته و هو يحدق في شعرها المتطاير مع الرياح
“ما…هو الحب..؟”
التفتت إيفا نحو ماثيو و قد صدمت بوجوده،يجلس بعيدًا و هو يدخن تلك السيجارة
اقتربت منه لتجلس بجانبه و التعب تملكها
نطقت هي بتسارع و هي تنهت تعبًا
“لماذا تدخن بحق الجحيم؟!”
مدرت يدها بسرعة خاطفة لتأخذ بتلك السيجارة،إلا أنه تجنبها و ابعد يده بسهولة،كأنه يتوقع كل تحركاتها
نطق ماثيو و هو يسعل
“هذا..ليس من شأنكِ..”
عقدت بحاجبيها لتتكأ على تلك الشجرة
رمى ماثيو بتلك السيجارة بعيدًا،اخذ ينظر لملابسها الرثة و المتعبة
تسائل حينها
“أضن…بأن ثيابكِ أصبحت اوسع..”
تعجبت ايفا،ركزت في نفسها،و اكتشفت ان كلامه صحيح بالفعل
نطقت و هو تقهقه بسخرية
“يبدو بأنني أصبحت رشيقةً بالفعل!”
تنهد ماثيو بهدوءٍ ليمسك بقماشة قميصها
“أ لا تملكين غيرها،إنها متعبةٌ بالفعل”
“من أين آتي بغيرها أساسًا..؟..ليت كان برفقتنا بعض المال،نستطيع الدخول به الى احدى المدن،و شراء الملابس و الطعام”
“انا املك المال بالفعل،لكنني لم استعمل منه إلا القليل”
توسع بؤبؤ إيفا،صرخت بحماس
“من أين لك به!؟”
“قبل هروبي،اخذت القليل…”
“القليل..؟كم!؟”
“مليون دولار”
ذعرت إيفا صراخةً بصخب صوتها
“مليون دولار!؟؟؟القليل؟؟!!!يا رجل لا بد أنك جننت!!نستطيع شراء بيت في المدينة بنصف هذا المال!كيف حملت هذا المبلغ الضخم معك!؟”
“لم أكن أنا من يحمله،بل أحد الهاربين معي،لم افكر بالمال بقدره أساسًا”
تنهدت ايفا وهي تتسائل
“و لما لم تصرفه؟”
“لم احتج الكثير من المدينة،صرفت ما احتاجه لأشتري الأدوية”
ابتسمت ايفا للحظاتٍ و هي تقول
“المدينة….اشتقت لأجواء المدن بالفعل..”
تأمل ماثيو في ملامحها الحالمة لبضع ثوانٍ،حتى نطق
“سآخذكِ…”
التفتت و التعجب يعلوّ ملامحها،اردفت بتوتر
“انت تذكر آخر مرةٍ حاولنا الذهاب؟!لقد أفسدتُ كل شيء!”
امال ماثيو برأسه و هو يقول
“لا،بل سنذهب،تحتاجين لملابس جديدة بالفعل”
وضعت ايفا بكفها على كتف ماثيو و هي تقول
“يا رجل!!يبدو ذلك رائعا!!”
نهض ماثيو و هو يعزم على اخذ ايفا برفقته على غير العادة!
اخذت ايفا بسلاحها،و اخفته تحت عبائتها
و فعل ماثيو المثل،كان جاك يجلس على تلك الأريكة ظهرًا و برفقته روكي!
يبدو بأن روكي انسجم مع الجميع بسهولة
نطق جاك و هو يمسك بجهاز تحكم شاشة
“ستشهد ما لم تشهده في حياتك!إحدى اختراعات ماثيو!التلفاز!!!”
فتح ذلك التلفاز و قد ظهرت احدة القنوات،صرخ روكي
بذهول كأنه يشهده لأول مرةٍ في حياته
“ما هذا!؟؟؟”
ارتدى ماثيو حذائه و في الآن ذاته،اخذ بحذاء إيفا و رماه امامها و هو يجيب روكي
“هذا شيء قد حرمت منه في المخبر”
ضحك روكي كالأبله و هو يتأمل ذلك التلفاز،التفت نحو فيكتور مشيرًا بيده و هو يصرخ
“احضر لنا شيئًا لنأكله!هل توجد فتيات جميلات على ما تسمونه بالتلفاز؟!”
ابتسم فيكتور و هو يحمل بين يديه العصير،جلس برفقتهم و الحماس يعتريه و هو يقول
“انت محق،يجي ان نعقم اعيننا بين الحين و الآخر..”
عقدت ايفا حاجبيها بإنزعاج،التفتت نحو ماثيو و هي تتذمر
“يبدو أن صديقك روكي متخلف تمامًا كفيكتور”
فتح ماثيو الباب و هو يستعد للخروج،لينطق بنبرةٍ هادئة
“انا و روكي لسنا بأصدقاء”
صرخ روكي بصخب
“اوه هذا صحيح!لن اصبح صديقًا لدودة الكتب ابن سيبيستيان اللعين!”
تجاهله ماثيو و قد غادر بالفعل،تبعته ايفا..
اخذت ايفا تمشي خلفه،تسائلت بهدوء
“لماذا…لا نذهب برفقة لوكاس؟”
“لا..سنثير الشكوك..اساسا سنذهب لمدينةٍ قريبة،لن نذهب لمدينتكِ”
“بالطبع لن نفعل،لا نريد الإحتكاك بالقاعدة الرئيسية”
“تقصدين المخبر صفر؟”
“أيًا يكن…”
قالها و هو يمشي بسرعة،بينما تتبعه ايفا بتباطؤ..
اخذ يبطئ من حركته قليلًا حتى اصبح بنفس مستواها
نطق بهدوء
“لم…ازر المدينة…منذ دهر..”
التفتت نحوه و هي تقول
“في المخبر،أ كانوا يمنعوكم من رؤية الخارج؟!أعني..يبدو روكي مغرمً ببعض العشب الميت و غروب السماء”
اجابها
“اجل،هم يمنعوننا من كل شيء تقريبًا”
لمحت ايفا المدينة،و قد تلألأ محجريها،اخذت تهرول نحوها!
توقفت امام الحاجز و هي تقول
“كيف سندخل؟!”
اشار لها ماثيو بفتحةٍ في منتصف الحاجز الحديدي،ظهرت علامات التعجب في ملامحها لوجود فتحةٍ كهذه و لا احد يهتم بها..
لكن من يهتم!هذه فرصةٌ للدخول!
دخل هذان الإثنان،لتلك المدينة الصغيرة،تعالت اصوات السيارات،و ازدحمت الأسواق!
تأملت ايفا ذلك المنظر..ابتسمت و هي تقول
“اشتقت لهذه الأجواء..”
اقترب ماثيو و هو يحدق في مخبز!
رائحة الخبز جذبته بسهولة،اقتربت ايفا منه لترسم الضحكات على وجهها و هي تتأمل ذلك الشاب الجائع
“أ يجب أن نشتري كعكةً صغيرة؟”
التفت نحوها و هو يجيب بتردد
“هل…تحتوي سكر..؟”
“بالطبع هي كذلك،لهذا هي لذيذة!”
اخفض برأسه نحو الارض و هو يفتش في جيوبه
نطق بهدوء
“لم..احضر دواء السكر”
تعجبت ايفا لأمره و هي تقول
“أ تعاني من السكر؟!”
“اجل..”
دفعته ايفا من امام ذلك المحل بصعوبةٍ و هي تقول
“لا يا رجل!لم تضع تلك الحلويات في فمك!لا ينقصني سوى ان تفقد وعيك هنا و احملك للبيت من جديد”
“ابعدي يدكِ!لستُ مصرًا على تناولها!”
“و إذًا لماذا تقاومني!؟اكمل طريقك أيهاللعين!”
عقد ماثيو حاجبيه مكملًا مسيره
دخلا الى محلات الأسواق الشعبية،انطلقت ايفا كالمجنونة و السعادة تغمرها!
تبعها ماثيو بتباطؤ و هو يتذمر
“ابقي بالقرب مني!ستضيعين!”
“انظر!أ لا تضن أن هذا سيناسب ايدوارد!؟”
كانت ايفا تحمل بين يديها حذاء طفل حديث الولادة و هي تنطق بتلك الكلمات!
تعجب ماثيو و هو يجيب
“كيف…؟”
ابتسمت و ملامح الخبث تعتليها ت هي تقول
“لأنه قزم كالأطفال!!”
ضحكت ايفا بشدةٍ و هي تسخر منه!
و بطريقةٍ ما،ابتسم ماثيو…يبدو بأنه كان يضحك بهدوء!
تناست ايفا امر نكتتها التافهة و حدقت بماثيو و الهذول
يعتريها!
امالت برأسها بعفويةٍ و هي تتأمله
كمن…جُذب لتلك الملامح النقية..
اشترى هذان الإثنان العديد من الملابس
حتى ان ايفا كانت تختار لماثيو،بالرغم من أنه رفض ذلك،إلا انها اجزمت بحاجته للثياب
اخذ هذان الإثنان و هما يريدان الخروج من المدينة
سردت ايفا و هي تمشي بجانب ماثيو
“كنت انا من يشتري الثياب لي و لتوأمي وليام!كنا نرتدي الثياب ذاتها!طوال الوقت كنت ارتدي ثياب الرجال،تلك اول مرةٍ في حياتي اقوم بشراء شيء يخص النساء..غير زيّ المدرسي طبعا!أ تستطيع تصديق انني قمت بشراء فستان لتوي؟!”
اجابها ماثيو و هو يرتب عبائته التي اصبح شكلها مبعثرًا بسبب الزِحام
“لم ارى في حياتي فتاةً ترتدي فستانًا،لذا لا اعرف عما تتكلمين!”
عقدت ايفا حاجبيها بإستغراب و هي تقول
“هذا جنون!!أ لم تكن هناك نساء في المخبر!”
“جميعنا نرتدي الثياب ذاتها،لكنني لم اشهد ما تسمينه بالفستان”
“إذًا سأكون انا اول من تراها ترتدي فستانًا؟!”
“لنقل ذلك..”
“اضنه سيبدو أجمل على ايزابيل”
التفت نحوها و قد توقف عن الحراك،توقفت ايفا بدورها بعد ما سبقته ببضع خطوات
التفتت نحوه و هي تهمهم متسائلةً عن سبب توقفه
نظر في عينيها و هو يشد على تلك الأكياس بين يديه،نطق بهدوء و قد تلاعب النسيم في خصلات شعره
“أضن…بأنكِ اجمل فتاةٍ في هذا العالم”
توسع بؤبؤ ايفا صدمةً للحظات،ليتلوها إحمرار خديها الشديد!
اخذت تضع عينيها صوب محجريه الفضيان،الذان لمعا على غير عادته!
وضعت بكلتا يديها خلف ظهرها،لتبتسم بهدوءٍ و هي تقول بنبرةٍ إعتلاها الخجل
“تلك اول مرةٍ…يقول احدهم لي..شيئًا كهذا!”
قاطع تلك اللحظة الساحرة بالنسبة لماثيو اربع رجال!
انهم حرس المخبر!!!
اشار لإيفا بيده بالتراجع،صدمت ايفا من تغير ملامح وجهه الحالمة الى الجادة!
التفتت خلفها لتلمحهم!!
استطاعوا مشاهدة ملامحها..
صرخ احدهم
“تلك ابنة ليودوس!امسكوا بها!!”
توسع بؤبؤ ايفا لتتراجع،بسرعةٍ خاطفة و بدون تردد امتشق ماثيو سهمه و وجهه نحوهم!
اطلق بسهمه نحو احد الرجال ليصيبه في منتصف رأسه تماما!!
هلع رفاقه ليركزوا بانظارهم نحو ماثيو…
نطق احد الرجال و هو يرتجف
“وجهه مألوف بحق…يبدو كالرئيس سيبيستيان..”
صرخ له الآخر
“قد يكون مئتان و سبعة!لنمسك به!!
تعالت صرخات الناس حول تلك الجثة
صرخ ماثيو لإيفا
“لنهرب!”
ركضت ايفا خلف ماثيو بين الحشود!
لتبدأ تلك المطاردة و يلاحقهما ثلاث رجال!!
اثناء هروبهم،وصلا الى مفترق طرق،اشار ماثيو الى ايفا و هو يقول
“اسلكي ذلك الطريق!”
ذهبت ايفا بالفعل بالإتجاه الآخر،قام ماثيو بتلك الحركة ضنًا منه انهم يريدونه بمفرده،لسوء حظه،لاحقه إثنان..و الثالث ذهب خلف إيفا!
اخذ ماثيو منعطفًا اثناء جريه و دخل في إحدى الأزقة المهجورة،ليتوقف عن الجري..
وصل هذان الإثنان..
طريق مسدود،لا يقف في نهايته سوى مئتان و سبعة
يحمل في يده ذلك السهم الذي تحول الى سيف بضغطة زر!
اخذ بسيفه ليلوّح به،بخطواتٍ ثابتة…نظراتٌ ميتة…نطق لهذان الرجلان
“أ تضنون أن بإمكانكم إعادتي للمخبر؟”
صرخ احدهما
“لا تغتر بنفسك!”
لمعت عينا ذلك الوحش المرعب..
لينطق بهدوء و ثبات
“لنرى من سيتوسل لحياته”
بسرعةٍ خاطفة!!
اخذ يركض نحوه!كانت سرعته تقشعر لها الأبدان،بالكاد استطاعا رؤيته و هو ينتقل من مكان لآخر
اخذ بهجومه نحو احدهما!
ليلوح بسيفه و يقطع بجسده لنصفين!!!
بكل سهولة!
توسع بؤبؤ ذلك الذي معه بخوف،تراجع حتى نهاية الزقاق الضيق،ليسقط بجسده المرتعش على اكياس النفايات..
لوح ماثيو بسيفه و هو ينثر تلك الدماء بعيدًا عنه
التفت نحو ذلك الرجل الذي تسلل الرعب لقلبه
ابتسم ماثيو…
ابتسامةً خبيثة
اخذ يمشي ببطئ و هو يستهزأ
“ما هذا…أ تشعر بالخوف…؟ياللعار…”
ارتجفت كلتا يدي ذلك الرجل،لكنه عقد حاجبيه تحديًا و الدموع تغمر عينيه،ليوجه بسيفه نحو ماثيو!
توقف ماثيو للحظات امامه،ليرفع بسيفه و هو يتمتم
“الوداع…”
ليقطع برأسه بلا رحمة!!
امال ماثيو برأسه و ترنح جسده…
تعالت ضحكاته في ذلك الزقاق الضيق،ليضع بكفه الملطخ بالدماء على عينيه
تعالت قهقهته…
مسح تلك الدماء بملابسه بلا مبالاة…
صوت أنين في ذلك الزقاق الضيق…
التفت ماثيو ليلمح في نهاية الزقاق..
طفلٌ صغير..يحمل لعبته بين يديه…و قد شهد ذلك المنظر الفضيع…
تراكمت الدموع في عينيه،صرخ ذلك الطفل بذعرٍ و قد تراجع للخلف
توسع بؤبؤ ماثيو لذلك المشهد…
نطق بنبرته الهادئة
“لا داعي للخوف…لقد قتلتهم_”
قاطعه ذلك الصغير صارخًا و هو يشير بسبابته نحوّه
“وحش!!!”
اقشعر جسد ماثيو…فور ادراكه…ان ذلك الصغير..خائف منه لا أكثر..
تراجع ذلك الصغير و اخذ يهرب بعيدًا….
تاركًا ماثيو…متصلبًا بلا حراك…
ضيق عينيه و هو ينظر لكفه الملطخ بالدماء..
ليرفع بشعره من علا وجهه و قد قلبت ملامح في ثوانٍ!!لملامح جادة،زفر ماثيو ليعيد بسيفه لمكانه
اخذ بطريقه يركض و قد سيطر عليه القلق بنظراتٍ باردة…
ايفا!
هذا كل ما كان يفكر بيه!
اخذ يهرول و الرعب يتسلل لقلبه الميت!
بحث في كل مكانٍ تقريبا…
حتى تبدى اليأس في نظراته…
توقف خارج المدينة و قد اخذ الشمس تغادر تلك السماء و الغروب يرسم الوانه..
لحظاتٌ حتى سمع بصوتها!!
“ماثيو!!!”
التفت خلفه ليلمحها،كانت افضل حالًا منه بالفعل،يبدو بأنها لم تشتبك في قتال ضد مطاردها!
ترك كل ما في يديه!!
اخذ يركض ناحيتها بإنفعال
و بدورها،فعلت المثل!
ارتمت في أحضانه…
مسح على رأسها بكفه الراجف و هو يتلعثم
“إ…إيف!!هل انتِ على ما يرام!؟لم يمسوكِ بأذًى أ ليس كذلك؟!!”
ابتعدت و هي تشاهد كل تلك الدماء التي تغطيه
اردفت بنبرةٍ المرتعشة لخوفها
“انا بخير…هل…انت مصاب؟!!”
“هذا ليس بِدَمي!”
ابتسمت و الدموع تراكمت في محجريها..
امالت برأسها و هو تنطق
“كنت قلقة!!”
دفنت رأسها في صدره و هي تبكي
مسح على شعرها المبعثر…
و هو يختبر لأول مرة…
ذلك الشعور الدافئ…
احتضن يد ايفا الدافئة بيديه الباردتين
ابتسمت و هي تقول
“أ كنت قلقًا عليّ لتلك الدرجة..؟”
سكت لبضع ثوانٍ و هو يجمع معلوماته…
نظر في عينيها و قد اومأ بالإيجاب،رد بهدوءٍ و هو يمسك بكفها
“كل ما فكرت فيه…هو انتِ..”
وضعت ايفا بكفها على كتفه بعنف
امالت برأسها و هي تقول
“يبدو بأنك تحبني كثيرًا!”
نظر ماثيو الى تلك السماء العالية…
اخذ نفسًا عميقًا و قد حبس في نفسه تساؤلات عدّة
و كان اكبرها…
ما هو الحب…؟