المعجزة ٢٠٧ - 4
مرّ اسبوعٌ كامل….
اسبوعٌ من العذاب المتواصل!
لا ملجأ،لا منام،لا مأكل صالح
لكن لحسن الحظ،وجد هاؤلاء الشباب بعض الفاكهة اللتي لم يتسمم ايدوارد بعد تحربتها!
فهو حقل تجارب..
يجلسون جميعًا في حلقةٍ و هم يأكلونها،و تكون ايفا قد انهت طعامها بسرعة!
كلا،بل اخفته كعادتها،فهي تخزن الطعام و لا تأكل شيئًا،في حال احتاج احدهم شيئًا ليؤكل
نهضت بجسدها الذي اصبح نحيلًا اكثر من السابق بثلاث مرات،و بشرتها الشاحبة،كجثةٍ تلاشى جمالها
ابتسمت بيأس و هي تقول
“لنكمِل مسيرنا!”
يمشون في تلك الغابة..
بلا وجهة!
و ايفا تفكر في نفسها…
و الذنب يأكلها قبل جوعها..
كل ما تقوم به،فقط لإسكات الاصوات في رأسها اللتي تلومها على ما حصل..
توقفت عند نهرٍ لتقول لهم
“اريد ان اقضي حاجتي!!”
تركتهم بتلك الحجة،لتجلس هناك بمفردها و هي تغسل ساقها،ذلك الجرح لم يتعافى بعد،بالكاد تسطيع الوقوف على ساقها
لتأخذها نوبة سعال شديد جعلت رؤيتها تتلاشى..
لتلمح كيانًا بين الاشجار،فيتلاشى ذلك الكيان بصرعة البرق!
همست ايفا لذاتها بخوف
“هل..بدأت اهلوس!!؟”
صفعت نفسها و هي تحاول استجماع ذاتها،لتوبخ نفسها
“تماسكِ!حياتهم تعتمد عليكِ!!ورطتيهم بنفسكِ!يجب ان تتحملي ذلك العبئ بنفسكِ!”
نهضت و قد تسللت اشعة الشمس بين اوراق الاشجار الكثيفة،لتنير دربها،ابتسمت و هي تقول
“استطيع النجاة!”
خرجت اليهم و هي تتظاهر بأنها بكامل حيوتها
لتشُق طريقها و هي تسبقهم!
ليختَل توازنها و تترنح!!
ليس بسبب دوارها الشديد!
بل لان جسدًا ثقيلًا قد سقط عليها!
انه..الوحش ذاته!
الوحش رباعي الاقدام!
بالكاد استطاعت ايفا سماع صرخات رفاقها
لكن..ذلك الوحش
ابتعد..
بعد سماعه لصوتٍ خشن و عنيف و هو يصرخ
“لوكاس،ابتعد”
ابتعد ذلك الوحش بالفعل و وقف جانبًا يطيع اوامر سيده
انطلقت ايزابيل لتعانق ايفا اللتي تكاد ان تفقد وعيها بين ذراعيها،لتصرخ
“ايفا!ما خطبكِ!؟لا تموتِ يا فتاة!!”
تقدم..بكيانه الضخم و طوله المُهيب..
رجُلٌ يرتدي عبائةً تخفي شكله،حضوره فقط..دب الرعب في قلوب كل من شهده
تلاعب ذلك الهواء بقلنسوته ليتدلى شعره الاسود الفاحم من بين القُماش
اقترب من ايفا اللتي بدت في حالٍ يرثى لها،انخفض حتى مستواها،لتشد ايزابيل عليها و هي مرعوبة،تصرخ بنبرةٍ ارتجفت بعدوانية
“لا تلمسها!”
ركض ايدوارد و هو يحمل عصًا في يده بإتجاهه،ليردف
ذلك الرجل المريب بنبرةٍ سيطر عليها الهدوء
“انياب لوكاس ذات سمٍ بطيء المفعول،يقتل من يصيبه بعد اربعةً عشر يومًا،و تلك الفتاة تعاني منذ سبع ايام”
تعجب الجميع،فلا احد يعلم ما مرّت به ايفا
امسك بساق ايفا ليصدم الجميع بوجود جرحٍ اخفتهُ تحت جواربها الطويلة
ضغط على جرحها ببساطة،ليخرج ذلك الناب دون نزيف!
كمُحترف!
استطاعت ايفا بضعف سمعها و بصرها ان تلمح شيئًا من ملامحه،لحيةٌ ربما..؟و شعرٌ اسود متوسط الطول..بشرةٌ شاحبة..
و عينين…فضيتيين…؟
ربما…؟
تلاشت رؤيتها لتتحول للظلام..فاقدةً الوعي
ازداد خوف ايزابيل لتصرخ في وجهه
“لقد قمت بقتلها!!!ما الذي فعلته!؟”
صرخ جاك و في عينيه الدموع و هو يشد على ذراع ايفا
“ايفا!!!افتحي عينيكِ!!”
التفت ذلك الرجل مزيلًا تلك القلنسوة،و قد بانت ملامحه بالكامل،كان يعقد حاجبيه انزعاجًا من صراخهم!
اردف ببرود
“انها على قيد الحياة،يبدو بأنها جائعة لا غير”
تمسكت تاليا بكتف ذلك الرجل بقوة و هي تتوسل
“ارجوك!انقذنا!نحن تائهون لأكثر من اسبوع!كل ما نريده هو مسكن و بعض الطعام!!”
ابعد يدها بعنف و هو يتذمر
“لا تلمسيني يا أنثى!”
توسعت عينيها لتردف بغضب
“ما خطبك!؟كلبك اللعين هو ما تسبب بفاجعتنا!”
اجابها بتبلد
“اولًا،هذا ليس كلبًا،ثانيًا،تلك الفتاة ستموت،أ تريدون انقاذها؟”
صرخ فيكتور و التوتر هز نبرته
“ارجوك!افعل ما بوسعك لإنقاذها!و اعدك بأننا سنرد لك جميلك هذا!”
تنهد كمن ينتابه الملل!
ليحملها بين ذراعيه و هو يقول
“سأساعدكم لأجلها فقط لأنها ستموت،اتبعوني اذا..”
و في اثناء الطريق،بعد أن قطعوا مسافةً طويلة،تسائل
“اذا…لماذا هربتم؟”
تعجبت ايزابيل لتقول
“نحن لم نهرب،بل تم نفيُنا!”
توقف بضع ثوانٍ ليقول
“نفيُتم…؟ما الذي اقدمتم على فعله..؟”
اجابه ايدوارد بغضب
“تلك الحمقاء اللتي بين يديك كانت تحاول الهروب”
ضربت تاليا ايدوارد بغضب على ذراعه و هي تعاتبه
“كلا!بل حاولت حماية وليام!”
اجابها ايدوارد بتململ
“أيًا يكُن..”
سأل لمرةٍ اخرى و هو ينظر لجاك بعينيه الميتتين المخيفة
“توقفوا عن اللف و الدوران،ما اريد الوصول اليه…هل تتعاونون مع القاعدة….؟”
توقف جاك و قد اجتاحه الخوف،ماذا لو نفى ذلك و اكتشف ان ذلك الرجل من القاعدة و اقدم على قتلهم..؟
و ماذا لو أكد كلامه ليكتشف بأنه ضد القاعدة و يقتُلهم..؟
بعد التفكير المُطول…شخصٌ مثله..يعيش خارجًا بتلك الملابس..و يروض وحشًا..لا يبدو كمن يتعاون مع القاعدة
لينفي كلامه بقوله
“برأيك لما تم نفيُنا؟ليس لنا علاقةٌ معهم،ربما يقومون
ببعض الافعال الجيدة في حماية بلادنا،لكننا خارج تلك البلاد،و لا مجال لعودتنا..”
اعتلته نظراتٌ حاقدة،بعينين بلا بريق،كجثةٍ متحركة…
تنهد و هو يقول
“رُبما..انت..محق..”
وصل حيث وجهته..انه كوخ بسيط،بحجم متوسط،مصنوع من خشب الصنوبر الذي بدأ بالإهتراء
تزاخمت الغيوم في السماء،و تلاعب الهواء العليل في شعره،التفت لهاؤلاء الفريق ليقول لهم
“ستُمطر”
ضحك ايدوارد ليستهزء بقوله
“تمطر في الصيف؟هل جُننت؟”
لحظاتٌ من كلمات ايدوارد ليهطِل المطر بغزارة،ادخلهم للكوخ و ايدوارد ينظر لذلك الرجل بصدمة…
كيف لشخصٍ مثله ان يتوقع الطقس بتلك الدقة؟
كان الكوخ مضاءٌ بشمعة،و في حالةٍ فوضًى كبيرة،الكثير من قطع الحديد المنثورةِ ارضًا،و بعض الاوراق المبعثرة على طاولةٍ كبيرة
وضع ذلك الرجل ايفا على فراشه،و اخرج من صندوقٍ مملوء بالبخار بعض اللحم،ليبدأ بتقطيع ذلك اللحم المجمد،و يضعه في القدر و يغليه
ابتسم جاك و هم يتسنشق رائحه الحم المطبوخ و هو يتمتم
“اشتقت لحساء جدتي!”
التفت ذلك الرجل لجاك و هو ينطق بطريقةٍ متقطعة و بطيئة
“كيف..هي الحياة…في الداخل..؟”
تعجب جاك و هو يقول
“ماذا تقصد؟”
اجابه و هو يشير بيده بحركةٍ دائرية
“داخل المدينة،كيف…هي الحياة؟”
تعجب جاك لسؤاله،لينطق فيكتور بصدمة
“انت!!؟أ لم تكن في المدينة اساسا؟!”
اجابه
“لا..”
تعجب الجميع لكلماته..هل ولد ذلك الرجُل خارجًا..؟
جَهُز الحساء!ليقاطع ذلك الحديث و يأخذ منه في اناءٍ خشبي و يضعه بين يدي ايزابيل،ليردف لها
“لا اضنها…تستطيع ان تأكل بمفردها”
اومأت ايزابيل بالإيجاب و هي تخطو ناحية ايفا،لتبدأ بإطعامها بلا تردد!
بضع دقائق،لتفتح ايفا عينيها و تبتسم،لتردف بهدوء
“هل نحن…في المنزل…؟”
اومأت ايزابيل نافية،لتجيبها
“لقد تم انقاذنا يا ايفا”
نهضت ايفا بعصوبةٍ بمساعدة جاك و تاليا،لتتكأ على الحائط،اخذ ذلك الرجل كرسيًا ليجلس امام فراش ايفا،تأملها ببرود
استطاعت ايفا هذه المرة،ان تشهد ملامح بوضوح،عينيهِ فضيتان بالفعل،ناعسةٌ و محاطةٌ بالسواد
لديه لحيةٌ لكنها لحيةٌ ليست بذلكالطول،كأنه قد حلقها للتو،اما شعره فقد كان متوسط الطول فعلا،او اقصر من ذلك بقليل
كان جسده نحيلًا،كشخص لا يأكل البتة!
اتكأ على الكرسي و هو يتسائل
“هل..انتِ بخير؟”
اجابته ايفا بتردد
“ن..نعم..”
سكتت بضع ثوانٍ و هي تتأمله،لتتسائل
“من..تكون؟”
اجابها بهدوء
“و هل تضنينني احمق لأعرف نفسي و انا لا اعرف من انتم؟ربما قد انقذتكم من الموت لكن ذلك لم يكن بدافع
المشاعر البشرية،كل ما في الامر انني احاول اصلاح خطأ لوكاس”
تعجبت لتنظر من النافذة،انه ذلك الوحش رباعي الاقدام،لتردف له
“أ تدرب الوحوش؟”
اومأ نافيًا و هو يقول
” انه ليس بوحش،انه لوكاس”
شعرت ايفا بالإستفزاز من اجوبته غير المنطقية و نظراته الباردة
لتلتفت لجاك و هي تقول
” متى سنرحل؟”
صدمت بجاك الذي يأكل من القدر لشدة جوعه،ليشير لها بالسكوت بإصبعه و هو يأكل
انزعجت ايفا من الوضع الغريب،لتقول لذلك الرجل
“اذا تريد معرفة من نكون؟لسنا من الهاربين،تم نفيُنا،كنا نعيش في المدينة،و قرروا اخذ اخي للقاعدة،و تطوعت لاكون بدلًا عنه،و اشترط الرئيس اللعين شرطًا سخيفًا علي،و حين نفذته،نكث بعهده لي و رماني خارجًا برفقة رفاقي الذين لا ذنب لهم!”
تنهد بإنزعاجٍ ليفرك رأسه بعفوية و هو يقول
“تعاقدتِ…مع الرئيس..؟”
اومأت بالايجاب
تسائل ايدوارد
“ايهالعجوز،هل ولدت خارجًا؟!”
اومأ نافيًا
تعجبت ايفا لتضيف
“هل يعقل…انك هربت برفقة مِئتان و سبعة!؟؟”
توسع بؤبؤه لثوانٍ،لكنه عاد لرشده،ليجيبها
“اجل،انا احد الهاربين مع ذلك الرجل”
صدم الجميع لكلماته!حتى ان جاك اختنق بذلك الحساء في اللحظة ذاتها،لتصرخ ايزابيل بغضب
“اشرب الماء!”
اومأ نافيا ليتوقف عن السعال بصعوبة
اردفت تاليا بتوتر
“اذا…اين ذلك الرجل…٢٠٧؟”
اجابها بلا تردد
“لقد مات،بالأصح،لقد مات جميع من هربوا معه،انا الناجي الوحيد”
صعق الجميع…كيف..لمجموعةٍ كبيرة ان تموت و يبقى منها شخص هزيلٌ ضعيفٌ مثله؟!
لتردف ايفا بتوتر
“ألم…يكن عدد الهاربون كبير؟!”
تعجب ليردف بهدوء مسيطرًا على ملامحه
“كلا..بل اربعة،اربعةٌ اطفال فقط لا غير”
صرخ ايدوارد بصدمة
“اطفال!؟؟”
شدت ايفا على تلك المُلائة المهترءة في فراشها،لتردف بتوتر
“و لماذا…قد يقوم اطفال بالهروب..؟”
نظرات البرود في عينيه،بدت تحمل قصةً مأساوية خلف ذلك السؤال…
إلا انه اخفض عينيه للأرض و هو يتمتم
“هل ستبقون هنا أم ماذا..؟”
اردف فيكتور بتوتر
“في الواقع…لا مكان نذهب اليه كما تعلم..”
عقد حاجبيه حيث اردف بإنزعاج
“أ تقصد انكم جميعًا..تريدون البقاء هنا!؟”
اومأت ايزابيل بالايجاب لسؤاله،ليتنهد و هو يقول
“افعلوا ما تشائون..اساسا انا اسكن وحدي..لكن..مهما يحصل…لا تعبثوا بأشيائي ابدًا!”
نهض ذلك الرجل و هو يترجل بعيدًا،لغرفةٍ اخرى،لتصرخ ايفا محاولةً لفت إنتباهه
“ما اسمك!؟”
التفت نحوها ليجيب بلا مبالاة
“لا اضن ان ذلك من شأنكِ”
ذهب بعيدًا تاركا هاؤلاء الشباب في تحيُر..
امسكت ايزابيل بيد ايفا لتُعاتبها قائلة
“كيف لكِ ان تخفي امر جرحِكِ عنّا!؟”
اردفت ايفا بتوتر
“هذا…لانني خفت..ان اكون عبئًا عليكم…و قد اصبحت كذلك بالفعل..”
اجابها ايدوارد بإنفعال
“لو اخبرتنا منذ البداية لما اصبحتِ عبئًا!”
عقدت ابفا حاجبيها لتجيبه
“حصل ذلك بسببك اساسا و بسبب قلة انتباهِك!ايضًا لماذا جئتم الى هنا!؟لا اريد البقاء!أ لم تروا ذلك الرجل المخيف؟يرفض اخبارنا بإسمه حتى!”
اجابها جاك بينما يتناول الحساء من القدر
“اضن بأنه شخصٌ جيد”
عقد فيكتور حاجبيها و هو يقول
“توقف!ستُنهي الطعام!ابقِ لنا القليل!!”
ابتسم جاك بتوتر و هو يعتذر،ليترك القدر و يجلس ارضًا بجانب رفاقه
حينها،ضيقت ايفا عينيها و هي تقول
“بحق…أ لا تشعرون بأنه مريب ولو قليلا؟لقد نجى من حادثة مئتان و سبعة!!هذا يعني انه خان بلاده!ماذا لو هاننا نحن ايضًا!؟و ايضًا لماذا هو الوحيد على قيد الحياة!؟و كيف هرب و هو طفل!؟”
ايدت تاليا ايفا و هي تقول
“مُحقة..لا ازال استصعب استيعاب بأن مجموعة اطفال استطاعوا الهروب من القاعدة،و ايضًا،لماذا قد يفكرون بالهروب و ترك مسؤلياتهم!؟”
تنهد فيكتور و هو يقول
“ما باليد حيلة!و إن كام ذلك الرجل مريبًا!وجدنا مكانًا ننام فيه!و طعامٌ و مياه نظيفة!و لا مزيد من الحشرات المريبة،دعونا نرتاح لليوم و نفكر فبما سنفعل في وقت لاحق”
اجابته ايزابيل
“انت محق،سأذهب لأسأله ان كان يمتلك اغطيةً لننام”
نهضت ايزابيل و ذهبت ناحية ذلك الرجل اللذي كان يجلس في احدى الغرف
فتحت باب احدى الغرف،لتجد كميةً مهولة من الآلات!آلاتٌ لم تشهدها البشرية حتى!خطت بضع خطواتٍ داخل تلك الغرفة بدافع الفضول
لتمسك بإحدى الآلات و تتفحصها
“من سمح لكِ بالعبث بأشيائي؟”
التفتت ابزابيل مذعورةً بعد سماع ذلك الصوت،انه الرجل الغامض!
اردفت حديثها بنبرةٍ راجفة
“أسفة…كنت ابحث عنك و قادني فضولي الى هنا!انا حقًا اسفة!”
تنهد ذلك الرجل متململًا حيث اشار بإبهامه لها بالخروج،لتقف خارجةً على عَجَل،حيث قالت له
“نريد بعض الأغطية!”
“لدي..واحد فقط،عدى فراشي”
“لا بأس،ان كان كبيرًا سنتشاركه!”
اعطاها غطائًا كبير الحجم
لتذهب عند رفاقها و تفرشه ارضًا،حيث قالت
“هيا،اعتبروه فرشةً مريحة”
ارتمى جاك بجسده ليبتسم و هو يقول
“ذلك افضل من العشب بالتأكيد!”
استلقى هاؤلاء الرفاق بجانب بعضهم،لتنعم اعُنهم بالراحة بعد هلاكٍ دام لمدةٍ طويلة…
كانت ايفا تتأمل سقف الكوخ الخشبي،و هي في صراعٍ مع ذاتها
و خوف من ذلك الرجل المجهول..
و تساؤلاتٍ كثيرة…حول احوال اخيها…هل هو مرتاح؟هل هو افضل حالًا منها..؟
ليقطع سلسلة افكارها تاليا و هي تتسائل هامسةً كي لا توقض من غَفى
“ايفا…هل تضنين ان اهلنا قد اشتاقوا الينا؟”
ضيقت ايفا عينيها و هي تجيب هامسةً بدورها
“اضن ان والد باكو و فيكتور هو من سيشعر بالحنين لاولاده فقط،و والدة ايزابيل..و عمكِ..”
ابتسمت لترد عليها
“لا اضن ان عمي سيهتم فعلًا”
اجابت ايفا بدورها مستهزءة
“لا بد ان والدي يفكر في ولده الوحيد وليام الآن..لا اضنه سيهتم لامري..”
اقتربت تاليا لتحاوط ايفا بيديها و تقول
“لا تحتاجين لوالدكِ…نحن معكِ دائما..”
امسكت ايفا بيديها بعد ما لاحظت انها قد غطت في نومها بالفعل
لتذرف دموع الألم و الندم…
مبللةً وسادتها بتلك الدموع الساخنة
و هي تتمنى الموت مع كلِ دمعة…
ليتسلل لبالها فكرةٌ في منتصف هذا اليأس..
..
الرجل المجهول: