ذكريات الخريف - 1
الفصل الأول : المتسول
بعيداً عن الآخرين ، وحيداً يتملق أي شعور ، في مؤخرة عقلي هناك ذكريات أحفورية لقد مضى عليها أكثر من عام لكن لم انسى شيء وما زال الألم يُرافقني.
اعتقدت بأن نظرة امتنان واحدة من أي أحد ، خادمة أو حتى البستاني سأحصل عليها لكن لم أحصل إلا على نظرات ازدراء.
أفرغت حقائبي واحدة تلو الأخرى ، وبدأت أعد للخمسة من خلف الباب بصوتٍ طفولي عالٍ, ربما يأتي أحد ليخبرني أي شيء ، ولماذا انا منعزل في مكانٍ كئيب بعيداً كل البعد عن أحضان والدتي ؟
تداهم من خلف الباب طرقات خافتة ثم فُتح الباب من فتى يُقارب لعمري ، لا ، بل يبدو أكبر مني بعامين، استجاب جسدي سريعاً وصرخت بغرابة
_ من أنت؟!!
أحاط التوتر أنفاسي ، كنت يائساً ومتملقاً لفكرة تم التخلي عني.
أعادني صوتٍ هادئ ونبيل إلى واقعي المرير
_انا ويليام بيرنز ، الوالي المستقبلي لدوقية
دهشت للحظة واحدة ، لم استعد حواسي التي توقفت عن الاستيعاب مما يجري ،كان كل ما يدور في رأسي الصغير متمنياً من كُل دواخلي بأن هجران والدتي وتركي هنا كذبة كبيرة.
_ لست نبيلاً ، طفل غير شرعي ، تخلت والدته عنه.
استرسل كلماته في جفاء تام وكان راضياً جاعلاً مني ابكي ،كنت استنجد وهماً زائفاً في صوتي الثقيل
_ امي لا تتركيني هنا
همسات الخدم جعلتني التفت إلى لا شيء ،
هناك خلف الستارة يوجد مزهرية بالكريستال ، وأيضاً يوجد لوحة فنية كبيرة مليئة بالغربان وحقول جافة ، آه وهناك طفل نبيل فوق رأسي غاضباً.
_انت مجرد لعبة منعزلة ، سألعب بك انا والاخرون كثيراً ، ستندم لأنك أتيت إلى هنا.
تلاطمت كلماته بغيظٍ متقاتل، تعالت نفسهِ الساخطة كالعاصفة التي لا تهدأ .
“أحاط بكل مكان وثغرة في حياتي شؤم لا نجاة منهُ.”
داهمت عقلي كلمات رجل متسول الذي أخبرني عن حياتهِ، وكم فقد من أحباء ، بدأ لي الأمر بأني
ذات ذلك الرجل ، متسولاً للعاطفة، متسولاً لمنزل، متسولاً لأم ، كل شيء بدأ شاحباً في ذلك الوقت.
_ جميعكم اصطفوا بالدور
صاح بأعلى صوتهِ الطفولي مجدداً ، لينزلق البيض فوق رأسي وثيابي ، لم ينظر لي أحد ، طفل غير شرعي لا بأس بضربهِ ، كم توسلت الخادمات حتى يوقف أحد ضرب ويليام لي ،لم يكن هناك مستمع ولا حامياً ، يبدو البالغين كالجدران الفارغة لأنهم يائسين بشأن مساعدة طفل.
قهقهات الأطفال اعتلت في منتصف بكائي ، كرهت أنظارهم المزيفة بالنبل ، كان الأمر لئيماً.