ليال ماطرة - 1
الفصل الاول ، في ممرات المشفى.
غرفه موحشة، أصوات لا تتوقف، أحدهم يخبرني أن أفعلها، كنت واقفها كالأحمق و أنا أحمل سكينا، أنظر إلى وجهها و هي تبكي و تخبرني ان كل شيء سيكون على ما يرام، تبدوا كالحمقاء و هي تحاول أن تهدء من روعي، هل كانت على حق؟ أو، هل كان قرار صائب؟ أنا مجرد فتى أرغمت على أن أرى ذلك المشهد أمامي، لم أكن املك خيار آخر، كان يجب على احدهم فعلها، لم يكن أنا، بل هم من أجبروني على هذا.
… : حسنا هارو يمكنك الذهاب الآن.
أنا هارو، فتى أرغمت على البقاء في هذا المشفى، حسنا، هذا المكان ليس أول مكان أذهب إليه، لقد تم نقلي من مكان إلى أخر بسبب حالتي المزريه….لا أعلم إن كانت حالتي سيئة إلى هذا الحد، ف لا أحد يعلم مالذي حدث لي بعد، فقط أنا….. و هم.
لقد أدركت أمرا في فترة مكوثي في هذا المكان، حسنا… جميعهم مجانين. المكان هنا ليس سيء حقا، انه باهت بعض الشيء، و يبعث الهدوء و السكينة، ولكنه مزعج قليلا، فالإضاءة قوية، و الممرضين في جميع انحاء المشفى ولكن اغرب ما في الامر هو، شركائي في الغرفه، إنهم مريبين حقا، أحدهم يحمل دمية على شكل دب و يتمسك بها طوال الوقت، مالذي يجري هنا؟؟!
-في منتصف اليل-
يستيقط هارو في وقت متاخر من اليل بسبب صوت المطر الذي ياتي من الخارج، يشعر بالانزعاج الشديد ف يترك سريره و يذهب ليمشي قليلا في ممرات المشفى
صادف هارو أحدهم و هو يمشي، توقف قليلا ثم بدأ بالإقتراب
قال هارو : هي أنت
… : لا تقترب !!!
قال هارو بصوت منخفض : أنا حقا لم اكذب حين قلت أن جميع الذين هنا مجانين.
هارو : حسنا حسنا، لن أقترب ، أنا لست مهتما
يقترب الفتى من هارو من الخلف بهدوء، و يمسك بيده بقوه
… : مجانين؟ أتظنني مجنونا؟
تبا، لقد أوقعت نفسي في مشكلة أخرى..
هارو : أعتذر، لم أقصدك أنت
… : أتظنني أحمقا؟؟!
هارو : حسنا، أيا يكن فقط دعني أذهب، ولكن، ما أسمك يا فتى
… : مارك، أسمي مارك
هارو : حسنا، مارك ، أستمع جيدا، أنا لا اريد الوقوع في مشكله معك، حسنا؟ سأذهب الان.
يبعد هارو يدي مارك عنه و يذهب إلى غرفته، يلاحظ هارو بأن مارك يمشي في نفس الأتجاه.
لماذا يتبعني هذا الأحمق؟
هارو : لماذا تتبعني؟
مارك : أنا لا أتبعك، نحن في نفس الغرفة
لحظة هل هذا…
هارو : هل أنت، صاحب الدمية؟
مارك : لا تنادني ب “صاحب الدمية” ولكن، نعم، هذا صحيح.
لا أعلم كيف لم انتبه منذ البداية..
هارو : حسنا، أيا يكن، فالنذهب
كان هارو يمشي إلى الغرفه برفقة مارك، و فجاءة، خرج أحدى الممرضين لتفقد المكان، امسك مارك بيد هارو و ركض بسرعه للاختباء
مارك : كان ذلك وشيكا
هارو : لقد أخفتني، لم سحبت يدي من دون سابق انذار؟
مارك : أصمت، هل اردت أن يتم الامساك بنا؟
هارو :حسنا حسنا، لنعد الآن
مارك : مهلا
هارو : ؟؟
مارك : من هذه؟
فتاة ذات شعر قصير، عينان تائهتان، تمشي بهدوء تام، لم يستطع هارو و مارك التحرك من شدةِ الخوف، بدت و كأنها جسد بلا روح، تمشي من تلقاء نفسها، صوت المطر يزداد أكثر و أكثر، و ثم، يقترب مارك بهدوء محاولا التحدث اليها.
قال مارك بصوتٍ منخفض : ما أسمكِ يا فتاة؟
ردت الفتاة: أنا…اسمي لورين.
مارك : أنا ادعى مارك، و هذا هارو
هارو : كيف تعرف أسمي؟
مارك : أصمت هذا ليس الوقت المناسب للجدال
يقترب مارك منها أكثر و يسألها : لورين ،كم عمركِ؟
لورين : عمري خمس سنوات..
ماذا؟ خمس سنوات؟ تبدو اكبر بكثير، هل تسخر منا؟
يقف مارك و هارو و يحدقان ببعضهم البعض و هم مذهولين، يحاولان معرفه أن كانت هذه مجرد مزحة سخيفه أم لا.
يقترب هارو و يسألها بإستغراب : هل انتِ جادة؟
لورين : لماذا، هل أبدو كاذبه؟
هارو : أجل
مارك : هارو ! لماذا تتحدث معها هكذا؟
هارو : لقد قلت الحقيقه، كيف لفتاة بحجمها أن تكون مجرد فتاة صغيرة؟
مارك : أنت حقا مزعج، أعتذر، لورين.
لورين : لا بأس..
هارو : أيا يكن، سأذهب اولا، مارك.
مارك : مهلا أنتظر
يتجاهل هارو مارك و يذهب للغرفة
لم أكذب حين قلت أنهم مجانين، خمس سنوات؟ هل هي جادة حقا؟ لا بد أنها مجرد مجنونة.
-في صباح اليوم التالي-
أستيقظ هارو بسبب صوت الممرضة و هي تحاول إيقاظة
قال هارو بصوت متعب : ما الأمر؟
قالت الممرضة بصوتٍ مرتفع : صباح الخير! يجب عليك أن تستيقظ الآن، فقد حان وقت الإفطار
ينهض هارو من مكانه، و يلاحظ أن مارك قد أستيقظ بالفعل.
في هذه الأثناء، كان مارك يتناول طعامه، و فجاءة، وجد لورين تقف بعيدا، نهض مارك من مكانه ليلقي التحية
مارك : لورين!
ردت الفتاة بإستغراب : لورين؟
مارك : أجل، كيف حالكِ؟
الفتاة : هل تتحدث معي؟
مارك : نعم؟ التيقنا البارحة في منتصف اليل
ايميليا : ولكني كنت نائمة.. و ايضا، اسمي ايميليا..
مارك : ولكنكِ اخبرتنا ان اسمكِ هو لورين، و ان عمركِ هو خمس سنوات، مع انكِ تبدين في الخامسة عشر من عمركِ أو أكبر..
تقف ايميليا من دون أن تنطق بحرف، و ثم يظهر هارو
هارو: لقد أستيقظت بالفعل، مارك.
مارك : صباح الخير
يتلفت هارو و يلاحظ ايميليا
هارو : اليست هذه لورين؟
تقول ايميليا بغضب : أخبرتكم بالفعل! أسمي إيميليا و ليس لورين!!! لورين شخص آخر!!
ما المشكله التي أوقعت نفسي بها الان؟
يقول مارك و هو يحاول أن يهدءها : حسنا، إيميليا، أنا اسف، فالتهدئي قليلا
تنهدت إيميليا و قالت : سأشرح الأمر لاحقا، فقط لا تخبروا أحدا.
قال هارو بسخرية : مالذي يجري هنا؟ أيجب علي ان أتحدث مع مجموعة من المجانين؟ أيا يكن، سأذهب الآن.
قالت إيميليا و هي على وشك الإنفجار : اتظنني سأدعك تذهب بهذه السهولة؟
أمسكت إيميليا بمعصم هارو بأحكام
قال مارك و هو يحاول ان يهدء من روعهما : ما خطبكم؟ أن الامر لا يستحق كل هذا، هارو، إيميليا، لا يوجد داعٍ للشجار.
قالت إيميليا بصوتٍ مرتفع : لا تتدخل أنت!!
يبعد هارو يدي إيميليا و يقول : لا تلمسيني بيدك القذرة، تبا، لم يجب علي التعامل مع هذه الطفلة، اسمعي يا فتاة، أنا لست في مزاج يسمح لي بالشجار، أفهمتِ؟ و الآن، دعوني و شأني، ساذهب الان.
يذهب هارو بعيدا و إيميليا تنادي بأسمه ولكن يقوم هارو بتجاهلها، بعد هذا يذهب هارو إلى غرفته و يجد الممرضة و هي تنتظره.
تقول الممرضة بأبتسامة : صباح الخير هارو! لقد حان موعد زيارتك للطبيبة اليوم.
قال هارو بانزعاج : ماذا؟ بهذه السرعة؟ أيجب علي زياراتها اليوم؟
الممرضة : نعم!
هارو : حسنا، لنذهب.
يذهب هارو إلى غرفة الطبيبة برفقة الممرضة و هو يشعر بالنعاس الشديد و الأرهاق، و حين وصل، دقت الممرضة الباب .
الطبيبة : تفضلا بالدخول.
الممرضة : حسنا، سأترككما على أنفراد.
تقول الطبيبة بصوتٍ مريح : تفضل بالجلوس.
يجلس هارو و هو ينظر إلى الطبيبة، على أمل أن تنتهي الزيارة بسرعة.
من دون اي مقدمات، قال هارو : أظن بأنني مصاب بالأرق.
الطبيبة : حقا؟ و مالذي يجعلك تظن ذلك؟
تحدث هارو مع الطبيبة بخصوص هذا الأمر، و تحدثوا بخصوص حالة هارو النفسية، و لحسن الحظ، يبدوا و أن حالته هادئة و مستقرة في الوقت الحالي، ولكن، كان هارو على حق بشان اصابته بالأرق، ف لهذا السبب وصفت له الطبيبة المزيد من الأدوية لأخذها.
-في منتصف اليل-
لم يستطع هارو النوم بسبب الارق الذي يعاني منه، فنهض من سريره للمشي قليلا، و فجاءة صادف أحدهم، شعر هارو بالفضول فأقترب أكثر، و أتضح أنها إيميليا وقفت إيميليا دون حراك و لم تتحدث أليه، شعر هارو بالأنزعاج، ولكن، فهم هارو أن إيميليا تمشي و هي نائمة. أراد هارو تجاهلها ولكنها أمسكت بيده و لم تدعه يذهب.
هارو : و ماذا الآن، هل ستقفين هكذا و أنتِ نائمة؟ دائما أقع في المشاكل، أيجب علي أخذكِ إلى غرفتكِ؟ أنا لا أعلم أين هي أساسا…حسنا، لنجلس.
أمسك هارو إيميليا بهدوء و جلسوا على كرسي الحديقة دون الحديث، على أمل أن تستيقظ إيميليا.
قال هارو محدثا نفسه : حتى أثناء نومك، تسببين المتاعب، لماذا يجب علي أن اهتم بكِ؟، فقط لهذه المرة سأفعل هذا، انتِ مدينةٌ لي.
مر الوقت، و إيميليا لا تزال نائمة، لم يعرف هارو مالذي يجب عليه فعله، و فجاءة، كانت احدى الممرضات تقوم بتفتيش القسم، و رأت إيميليا و هارو، قالت مذهولة : مالذي تفعلانه؟! يجب عليكما العودة إلى السرير !
قال هارو : لقد كانت تمشي أثناء نومها، اعيديها إلى غرفتها.
الممرضة : عد إلى غرفتك ايضا، حسنا؟
غادر هارو دون قول أي شيء، أراد فقط أن يحظى ببعض الوقت بمفرده، ولكن يبدو أن إيميليا قد أفسدت الأمر.