جميل بشكل مأساوي - 2
بسم الله
Aron’s POV :
لم أجد الباب مغلقًا بالكامل، ففتحتُه بحذر. تناولتُ سلاحي المُرخص بِحذر، و وضعته خلف ظهري لتفادي أيّ مفاجأة.
زيّنت جدران الممر لوحاتٌ جدارية دافئة، تُظهر رجلاً ذا شعرٍ أبيض وتجاعيدٍ تزين وجهه. ظهر في بعض الصور محتضنًا فتاةً ذات عينين خضراوين لامعتين، يقبّلها من وجنتها أو تُجلس على فخذه رغم كبرها.
شعرتُ بدفءٍ ينبعث من تلك الصور، ابتسامةٌ ارتسمت على شفتيّ ربما بسبب تلك العيون الخضراء البراقة.
استكشفتُ المنزل، مُتوجّهًا نحو غرفةٍ هادئة تُضفي ألوانها شعورًا بالسكينة. كانت الغرفة خشبية، تنبعث منها بعض البرودة. راحَتْ عيناي تبحثان عن أيّ شيء قد يُساعدني في التحقيق.
صوتٌ أنثويٌ هادئ، لم يكن مرتفعًا أو منخفضًا، نَدا من خلفي: “من أنت؟”.
التفتُّ لأرى صاحبة الصوت، فإذا هي نفسُ المرأة التي قابلتُها في مركز الشرطة! لم أستغربْ ذلك، فقد طلبتُ عنوانها مسبقًا. لكن ما أثار دهشتي هو اختفاء تلك البهجة التي كانت تلمع في عينيها.
فقد ظننتُهما كمصباحين يُنيران أيّ ليلة، لكنّ الظلام قد خيّم عليهما وسرق بهجتهما.
كانت تنظر إليّ كما لو أن النار في عينيها قد غُمرت بماءٍ بارد،
تحرك عينيها ببطء ، وكأنهما ثقيلتان لا تشعران بشيء.
بينما نظراتي غارقةٌ في عينيها، كأنّها جوهرتان من الفستق الأخضر،
اقتربتُ منها بخطواتٍ حذرة، كمن يقتربُ من هيكلٍ مقدّس،
وقلتُ لها: “عفوًا يا آنسة، أنا محققٌ من قسم الجرائمِ الخطيرة.”
مددتُ يدي لمصافحتها، مُتوقّعًا لمسةً دافئةً كشعاعِ الشمسِ في فصلِ الربيع،لكنّها أبقت يدها مُتدليةً إلى جانبها، كأنّها تمثالٌ من الرخامِ البارد.
” هل مرت إجازتك بشكلٍ جيد؟، سيد آرون روفيري.” تحدثت بنبرة باردة ، فتاةُ الفُستق تملؤها هالة من السكون و ترفض مصافحتي
” نعم ” قُلت بإبتسامةٍ يتضح انها مصتنعة..للأسف لا أُجيد التمثيل.
End pov
ابتعدت عنه ببطء، كأنّ كل خطوة كانت تُمزّق روحها. لم تنبس ببنت شفة، لكنّ عينيها روَت حكاية أعمق من الكلمات. حكاية ألمٍ وفقدانٍ وخيبة أمل. سقطت دموعها على الأرض كقطرات من المطر، تاركةً وراءها ندوبًا من الحزن على وجنتيها. همسَتْ بِصوتٍ خافتٍ، مُتقطّعٍ، كأنّ الكلمات قد خانتها: “إذن، بينما كنتَ تُملأ الدنيا ضحكًا، كنتُ أنا أغرق في بحرٍ من الدموع؟ بينما كنتَ تُسعد الجميع بِسَعادتك، كنتُ أنا أبكي على قبرِ والدي، أبحثُ عن الحقيقة في عالمٍ قاسٍ وظالم؟”.
ارتجفتْ شفتاها، وحاولتْ عبثًا كبتَ شهقاتِها. لكنّ الحزن كان أقوى منها، ففاضَ من أعماقِ قلبها، مُمزّقًا كلّ حواجزِ الصبرِ والقوة، لتقول:”لقد ظننتُ أنّكَ ستُساعدني، أنّكَ ستُنصفني، لكنّكَ خذلتني..حتى وإن كنت افضل محقق ستضع نفسك في المقدمة .”
بِصوتٍ هادئٍ مُتزنٍ، لكنّ فيهِ بحةً خفيفةً تُشيرُ إلى غضبهِ المكبوت قال:”أُدركُ تمامًا صعوبةَ موقفكِ يا آنسة،
لكنّ كوني (جيد) لا يعني بالضرورة أن أكون سعيدًا.”
” أن تكون جيدًا افضل بكثير من أن تكون تعيسًا ” قالت بحزم
هزّتْ كلماتها شفتيه بسخرية لا إرادية. حاولتْ جاهدةً إلقاءَ اللومِ عليه لموتِ والدها. دون أن تُدركَ شيئًا عن معاناته في هذه الحياة..لذا قال ساخرًا: ” إذا كان هذا يُشعركِ بتحسن.. فأنا سأتفق معكِ، بمنطقك الضئيل.”
” ضئيل؟ ” نطقت متسألة عن مقصده، و الغريب انها لم تغضب من إهانته لتفكيرها.
غاصتْ نظراتُهُ في الارضية قبلَ أنْ يُطلقَ العنانَ لِسيّلٍ منْ الكلماتِ اللاذعةِ: “تُخيّلينَ حياةَ الآخرين وكأنّها مسرحية هزلية خالية من أيّ صعوبة أو ألم. حديثُكِ يُنكرُ وجودَ المعاناةِ في هذا العالمِ القاتمِ، وتُصرّينَ على أنّني السبب في موته. هذهِ أفكار ساذجة لا تعكس حقيقةَ الحياة البائسة ولا تُعبر عن تفكير ناضج، بلْ هي هذيان شخصٍ فقدَ صوابهُ.”
” ومن قال انني شخص عاقل ؟” قالت بينما تعدل شعرها الكستنائي
” لا أحد ، فقدتِ صبرك و أمامك الكثير لتعودي لحياتك كـشخصٍ سليم ..وقد تبقين عالقة في بؤسك”.
” أليس عليك مواساتي ؟” غمغمت في كلامها عاقِدةً حاجبيها
هزّ آرون رأسه نافيًا، مُطلقًا سراحَ خصلاتِ شعرهِ التي كانت مُمسكةً بينَ أصابعهِ. نطقَ بِصوتٍ هادئٍ مُتزنٍ: “أتفهم رغبتكِ في سماع كلماتٍ تُؤكّدُ لكِ أنّ كلّ شيءٍ سيكون بخير، وأنّ الحياةَ ستعودُ لمسارها الطبيعيّ، لكنّ الحقيقةَ المُرّةَ هي أنّ الزمنَ لا يُمكنُ إرجاعه، وأنّ الماضيَ لن يُمكنُ تغييره. لا أُريدُ أن أُخدّعَكِ بِكلماتٍ جوفاءٍ لا تُقدّمُ ولا تُؤخّر، ولا أُريدُ أن أُؤكّدَ لكِ أنّ جراحكِ ستُشفى تمامًا، لأنّ آثارَها ستبقى محفورةً في روحكِ إلى الأبد”.
توقف عن الحديث واقترب خطوة نحو مارتينا وأكمل بإبتسامة خلابة:”
لكنّني سأكونُ بجانبكِ، سأُقدّمُ لكِ يدَ العونِ، وسأُساعدَكِ على المضيّ قدمًا، خطوةً بخطوة. سأكونُ مُستمعًا صبورًا لِقصّتكِ، وسأُضمّدُ جراحكِ بِجهودي المُخلصة، لذلك أخبريني بكلّ ما تُخبّئهُ ذاكرتكِ المُثقلة”
شعرت مارتينا بِارتباكٍ شديد يُخيم على مشاعرها المُضطربةِ. ففي ثانية واحدة، وجهتْ اللومَ إلى آرون، والآنَ ينظرُ إليها بِابتسامةٍ خفيفةٍ تُثيرُ بِداخلها شعورًا بالحرج. لم تجدْ ما تقولهُ، فأُصيبتْ بِبلبلةٍ منْ أفكارها.
أخيرًا، نطقتْ بِصوتٍ خافت مُتقطع: “ماذا تريدُ أنْ تعرفَ أكثرَ منْ ذلكَ يا سيّد آرون؟ لقد أخبرتُهم بكلّ ما أعرفهُ.”
بينما كانتْ تمسح عينيها بِيدها المُرهقةِ، لم تتمكنْ منْ إخفاءِ شعورها بِالارتباكِ.
” من الواضح انكِ لم تتناولي شيئًا، دعينا نذهب لمكانٍ قريب “
” حسنًا “
*
ستيلو | مطعم
” كنت غاضبة منه،او ادعيت الغضب بسبب تأخره “
ردت على تساؤله عن ما حدث بالتفصيل..
اكملت بينما تمضغ طعامها ” هو تأخر بالعودة لذلك قلقت، هو لا يبقى بعيدًا عني لأكثر من ٣ أشهر ، لكن في أخ-” بدون سابق إنذار بدأت بالضحك بشكلٍ هستيري ، مما اقلق آرون
قال :” لماذا تضحكين !!”
صمتت قليلًا و قوست فمها ثم قالت ” لقد كنت على وشك أن أقول (أخر مرة) و ألمني قولها لانها حقًا المرة الاخيرة له..و لي بالتأكيد”
أراد ان ينطق بشيءٍ يزيح حزنها،و لو قليلًا ..لكنها نطقت قبله و قالت :
“حين عاد الى المنزل كان يبدوا مهمومًا، كان يجلس في غرفته كثيرًا و كانت حُجرتهُ تغرق ببطءٍ في الظلام.في احد الأيام ذهبت لرؤيته ..لاحظت شيئًا..”
ظنًا منه انها ستقول شيئًا يساعد القضية قال بلهفة ” ماذا لاحظتِ!! قد يساعدني في شيء”
ابتسمت بخفوت و ردت :
“الأشياء”
عقد حاجبيه و قال متسائلًا ” الاشياء؟!”
اكملت ردًا عليه:
“نعم الأشياء،أشكال الأشياء في غُرفته تفقد تعريفها، وكانت أشعة الشمس التي بالكاد تلمس حافة النافذة تضيء جسده قليلًا، كان يجلّسُ مقابل النافذة يَلفُ جسده بِوشاحٍ من الصوف ، كان ينظر متأمِلًا اللاشيء،وعكست عيناه إما الحزن العميق أو الهدوء البارد. كان لديه اعيُن زرقاء سماوية، لكن في ذلك اليوم تحولت الى لون صباحات الشتاء الشاحبة..و مع ذلك،لم تكن نظراته تجاهي باردة،أبدًا “
وضع ارون كفيه اسفل ذقنه،يسند مِرفَقيه على منضدة الطعام و قال :”
لم يكن رجُلًا صغير الملامح، كان من الصعب تحديد عمره لأن الحياة تركت بصمة عميقة على وجهه ، أخبرت خريطة التجاعيد على وجهه عن الرحلة الأكثر روعة..أخبرت خطوط عينه عن الضحك و الإبتسامات الدافئة والمودة..أخبرت جبهته عن مخاوف الماضي والمخاوف الحالية.
في صوركم الحائطية أستطعت رؤية أن له أعيُن مبتسمة حين ينظر اليكِ ..لا تفكري فقط بإنه ميت ، تذكري انه كان الأفضل في عالمك و ربما سببًا لبهجتك”
“شكرًا لك سيد آرون..بالرغم من إنعدام المعرفة بينكما الا ان كلامك صحيح، أبي هو كل ما امتلكته في حياتي ” حبست دموعها،قد تبدو كلماته عادية لكنها مرت كالبلسم على جراحِها .
” أنتِ تملكين والدًا يحبك جدًا و يبدوا انه شخصٌ جيد،هذا ما استنتجته من حديثك..فأنتِ تحبينه كثيرًا”
“حتى و إن كان شخصًا سيء،سأحبه” قالت بثقة لترى آرون يبتسم..بسخط
” ماذا بك؟ هل من المستحيل أن أحبه بسوءه؟هل هناك من يكره والده فقط لإنه سيء؟” سألت اغبى سؤال..بالطبع من وجهة نظر آرون
حمحم و قال :” ليست كل المساوئ متساوية،يوجد السيء الشرير الذي لن يرف له جفن حتى و ان كان طفله الوحيد سيموت ، حتى انه قد يكون سبب موته.
حينها فقط ..ستتعلمين كُره من يسمى بالأب “
” ربما؟ من يعلم، كل ما استطيع قوله بأنني لم اخض هذه التجربة،لذلك ليس لي الحق بالحكم على الاخرين،لكن بالنسبة لي سأحبه بالتأكيد”
” الأهم الان،قلتِ انه ترك لكِ رسالة..هل يمكنني رؤيتها؟” تحدث مُغيرًا الموضوع يعود لحديثهم الأساسي لانه يعلم انها لن تفهم ، هو يأمل بإيجاد اي خيط يدل على المجرم بدلًا من هذا الحديث
” هنا ” نطقت بينما تخرجها من جيبها، مجعدة قليلًا
قام بفتح الرسالة و قرأ محتواها
وكانت :
.-.. .- -. -.
1, 18, 15, 14
الادعاء بإنكِ مستاءة مني يجعلني أضحك.
على أي حال الكتاب الثاني عشر على الرف يحكي عن رجل أبحر في البحار. إنها قصة شجاعة ومغامرة، تشبه إلى حد كبير مشروع NGT XGTUXWT. لطالما تساءلتُ عن ليفيات الأعماق ومغامراتهم في المجهول. إنها حقاً روح المغامرة. هل تتذكرين عندما رأينا تلك الشمس الساطعة تسطع فوق المحيط؟ لقد ذكرتني بمغامراتنا معًا.
عمومًا انا ذاهب،أذهبِ إلى ذكرياتك إذا افتقدتني،أوجديني
لكن لإيجادي عليكِ إيجاد من قام بدفن كنزك.
الجاسوس مستقر في الاعلى هو الذي سيجد من دفن كنزك.
إنه نجم يخترق الليل,
عاصفة تهيج قوة المحيط.
اسمه، رقصة كونية، مشهد سماوي.
ابحثوا عنه وستجدون نوراً هادياً.
أنا أحبك.
/ … # — .– –
*
سألها
“ماذا يقصد بجاسوس و كنز مدفون؟”
“أبي يشاهد الكثير من وثائقيات التحقيق التي يتحدثون فيها عن الجواسيس، يستمتع بها،اما بخصوص الكنز فأنا ادعوه كنزي و غالبًا الكنوز تكون مخفية و مدفونة في مكانٍ ما و عليك ان تجدها ،و هذا ما حدث معي”
” ماذا تقصدين ب«هذا حدث معي»؟”
أخذت منديلًا من على المِنضدة..مسحت فمها برفق و نهضت من مكانها تسحب حقيبتها،ثم قالت :” عليك اكتشاف ما اقصد بنفسك،انه شيء عائلي ولا علاقة له بوفاته ..اذا كنت مُصِرًا لمعرفة المعنى،أجتهد قليلًا “
” صبرًا،إلى أين تذهبين؟”
قالت :
“تَخَلِّيت عن الليلة، قد أُناضل غدًا أو بعد غد.. لا أدري اسيأخُذ الاستسلام دهرًا مني أم أقل، لكنني أعرف شيئًا واحِدًا و هو أن ما بداخلي يحتاج الى أن يستريح.. نعم إنها استراحة محارب ، قد أكون أخدع نفسي ..رغبةً بالحفاظ على أغلى ما أملك في هذا الجسد ، الجزء الحي بداخلي..قلبي الذي دُفن أسفل حطام أحلامي”
انهت حديثها و غادرت المطعم مع نظرات آرون ، الذي أُنهك بالفعل من طرح الاسئلة، انها تعقد الامور عليه..يحاول ان يتفهم موقفها.
لاحظ آرون انها ابقت رسالة والدها معه،الذي لا يشبهها ابدًا،بدايةً من تلك الأعين الخضراء ..
تمتم لنفسه ” ما بال تلك الرموز؟ هل يقوم بتزيين الرسالة؟”
*
في اليوم التالي/ السادسة صباحًا
كانت أشعة الشمس باردة ..و لم يزعجها الضوء اثناء نومها،لأنها لم تغمض عينيها قط ..بقيت شاردة في أفكارها،رأسها يؤلمها لأنها لم تنم ولو قليلًا.
بينما في الطرف الأخر كان آرون قد أستيقظ منذ نصف ساعة مستعدًا للعودة الى عمله بشكلٍ رسمي ، يحمل طاقة عجيبة يود ان يفرغها في عمله،الذي اشتاق إليه كثيرًا.
بعد أن وصل آرون الى مركز الشرطة وجد صديقه يضحك بصخب مما اثار رغبته الشديدة في ازعاجه
” الوسيم،الذكي،الرائع ، و المذهل آرون قد عاد إليكم، لن تشعروا بالملل بعد الان”
” عاد المتغطرس،ستبدأ حرب القط و الفأر مع المدير” قال ماثياس يزفر بتعب من التفكير بِما سيحدث بعد قليل
قهقه آرون يقترب من صديقه واضعًا ذراعه على كتفه و قال:
” عليك الاعتياد عزيزي ماثياس، أنا لن اخضع له مهما حدث، حتى و إن كلفني الموت”
” الهذه الدرجة تمقتني؟” نطق المعني بينما يعدل ياقته
التفت آرون نحو الصوت الذي كان يتردد في اذنه كصوت الذباب، قال بنبرةٍ تدل على الانزعاج و نظراته امتلئت بالحقد :
” نعم،انا اكرهك بشدة،اكره وجودك معي هنا و اكره رؤيتك تأخذ انفاسك معي بنفس المكان، هذا مقزز” .
” لا أهتم بمشاعرك،عليك احترام مديرك “
ابتسم آرون بسخرية و قال :” اذا لم تكن مهتمًا لم يكن عليك السؤال، يا مديري”
ضيق المدير عيناه و سيطر الغضب عليه و قال :
” بدلًا من التصرف كالرجل الشهم اذهب و قُم بعملك،أيها الاحمق “
” انا اعمل لانها وظيفتي و لقمة عيشي لكنك لا تعمل لأنها وظيفتك بل تعمل لمكاسبٍ أخرى ..هل ستخبرنا عنها؟ “
” يكفي ! آرون اذهب و انظر الى ملف القضية ، سيدي المدير دامبيير رجاءً اذهب الى مكتبك و توقف عن استفزازه فأنت اكثر من يعلم عَمَّا بينكما” تدخل ماثياس يوقف حربهم التي ستكون نهايتها خطرًا على صديقه، على الاقل يوقفها مؤقتًا
قال المدير بتجهم :” كان عليك ان تدعه يخبرنا عَمَّا يعرفه”
” صدقني إنه ليس في صالحك، اذهب اذا سمحت ! ” رد ماثياس على مديره الذي يمقته ايضًا مثل آرون
تحرك مدير القسم يأخذ خطواته نحو مكتبه، بينما آرون يتلوا صلواته بإن يختنق في مكتبه كالفأر ولا يرى وجهه مرةً اخرى
” يا رفاق ما هو الموضوع الذي لن يكون بصالحه ؟ ” تحدث رفيقهم ثيو
” شيء اسوء من غناءك يا رفيقي ” قال آرون يُشير بكلامه ان لا شأن لك بالموضوع ليتفهم ثيو الوضع ولا يتدخل في أمورهم
سُحِب آرون من ياقته الى غرفة ماثياس الزجاجية و اغلق الباب خلفه و قال :
” هل أنت معتوه؟ توقف عن جلب المشاكل لنفسك ! انت كالمغناطيس يا آرون لا تجلب لنفسك سوى المساوئ و كل ما يُعرضك للخطر ! هل تريد ان يتم ازالتك من مهنتك؟”
” أسف ، أعلم انك تقلق من ان يتم طردي، لكن لا تقلق ذلك المخلوق العجيب لا يستطيع طردي بسهولة “
” آرون..هل تظن ان قلقي يتمحور حول طردك فقط؟ أنت أكثر من يعلم إنه مجرد أداة ، ولا شيء يمكنه ايقافهم..حتى قتلك أسهل من اي شيء في العالم “
صرخ ماثياس في وجه آرون يستغل عازل الصوت في مكتبه و يعبر عن استياءه من تصرفات صديقه ، ليشعر آرون بالأسف و يمسك يد ماثياس التي بقيت على ياقته و يقول :
” أسف، لن يحدث ذلك مرةً اخرى “
احتضن آرون صديقه يُخمد غضب الأخر قليلًا
” حسنًا ابتعد ايها الاحمق النرجسي ” قال مبعدًا آرون ليرى ابتسامةً تعلوا وجهه الغبي،كما يظن
” دعنا نتفقد ملف قضية الغابة” توجه يجلس مكان ماثياس لينظر الأخر بسخرية، أعني المكتب مكتب ماثياس فكيف له الجلوس بمكانه ؟ سيمررها هذه المرة – ككل مرة –
بعد ساعة من النظر الى ملف القضية سمع كلاهما صوت ثلاث طرقات على الباب الزجاجي ، ليرى آرون شخصًا لم يتوقع رؤيته
“تفضلي بالدخول” قال ماثياس بصوتٍ مرتفع لتتجاوب معه و تدخل الى الغرفة و تقول :
” صباح الخير، سيد ماثياس”
” صباح الخير انسة مارتينا ..هل تودين السؤال عن شيء؟” اجاب ماثياس متناسيًا ما حدث اليوم الماضي
” اود الإطلاع على القضية ” قالت تجلس على الكرسي المقابل للمكتب
ليرد آرون ” لم يحدث تطور في قضية والدك،لازلنا نعمل”
ابتسمت بينما تعقد يديها معًا و قالت:” أقصد انني اود الاطلاع عليها بصفتي محامية”
فتح آرون فمه لانه لم يظن ابدًا انها محامية،فهو يكرههم بشدة كونهم مزعجين و الكثير منهم يستخدمون طُرقًا قذرة
قال ماثياس:” لكن الضحية والدك”
“المادة الأولى يقصد بمهنة المحاماة في هذا النظام الترافع عن الغير أمام المحاكم وديوان المظالم ، واللجان المُشَكلة بموجب الأنظمة والأوامر والقرارات لنظر القضايا الداخلة في اختصاصها، ومزاولة الاستشارات الشرعية والنظامية.
ويسمى من يزاول هذه المهنة محاميًا، ويحق لكل شخص أن يترافع عن نفسه .”
تحدثت بنفسٍ واحد تُشدد على جملتها الاخيرة بينما توجه نظرها نحو آرون الذي بدوره شعر بالغرابة من نظراتها، لا يملك أعين ملونة مثل ماثياس او مثلها فلماذا تنظر اليه هكذا؟ انها مجرد أعين بُنية و وجه به بعض الاشياء
تنازل ماثياس عن الجدال معها و قال:”كما تريدين،سأضع لكِ ما وجد في الملف”
حمحم آرون و قال :” حاليًا كل ما استطعنا معرفته أنها قضية لقاتل متسلسل، ماثياس اخبر النائب أن القضية ستصبح سرية “
“حسنًا،سأذهب الان و اتحدث مع المدير لأخرج الى النائب ” قال بينما يفتح باب المكتب ليغادر المكان تارِكًا آرون و المحامية .
بعد ربع ساعة محاوِلاً كسر ذلك الهدوء المليء بالتوتر قال:” هل تراجعتي عن الاستسلام؟”
بلعت ريقها و نظرت إلى عينيه و قالت:”نعم،أود لقلبي أن يتبلل،أن يغرق في الماء و يعود جديدًا لا تشوبه شائبة، لذلك عليّ إيجاد الحقيقة لانقذ قلبي من الحقد و الغضب”
أبتسم آرون يُسعد بقوة وقوفها وحدها،قال:” سعيدٌ لسماع هذا،اذًا هل لاحظتي شيئًا من خلال الصور؟”
” لا ” قالت بتشاؤم و شعر ببعض البرود في حديثها
” لاحظتُ ان المكان نظيف جدًا بالنسبة لمكانٍ حدثت فيه جريمة..” وضع اصبعه على جبهته متحسسًا إياها بينما يفكر، ليخطر بعقله شيءٌ واحد !
” ماذا لو ان القاتل يخدعنا فحسب ! إنه يشوش علينا ليجعلنا نظن أن الجريمة نُفذت في الغابة!”
رفعت مارتينا حاجبها تنظر اليه و قالت تكمل حديثه:” ماذا لو أن الجريمة حدثت في مكانٍ مختلف عن مكان الجثة! بكل بساطة لأنه ينفذ جرائمه في مكانٍ واحد و يقوم بنقلهم”
“صحيح قد يفعل هذا،كونه قاتل متسلسل يُسهل عليه تنفيذ الجريمة في مكانه لأن بهذه الطريقة لا حاجة له لتنظيف المكان” نهض آرون من مكانه يغادر المكتب لتلحق به مارتينا
و تقول :
” الى اين تذهب ! سأذهب معك”
” سأذهب الى مكانٍ ليس له صلة بالقضية، و لا يمكنك أن تأتي فأنتِ مجرد محامية !” سارع بالخروج دون أن يسمع ردًا منها و ذهب الى سيارته يشغل المُحرك و يجري اتصالًا في تلك الاثناء
” ماثياس أرسِل فريقًا الى الغابة و أخبرهم أن يأتوا مع تيمبو بإدواته اللازمة ” أغلق الهاتف بدون انتظار رده ، يعلم انه سيسمع الكثير من التذمر
بدأ بالتحرك الى وجهته و اخذ اللاسلكي بيده اليمنى يضغط مطولًا على أحد الأزرار بينما يده الاخرى تموضعت على المِقوَد و بدأ حديثه للطرف الأخر قائِلًا :
” ف.ب ألف و اربعمئة معك المحقق آرون،أجِب !” أنهى حديثه و رفع إصبعه عن الزِرار
أتاه الرد من الطرف الأخر قائِلًا :” معك ف.ب ألف و أربعمئة، تفضل سيد آرون”
قرب اللاسلكي من فمه و وضع إصبعه على الزرار و قال” قُم بفحص سجلات المرور قرب الغابة السوداء والشوارع المجاورة له..ايضًا ابحث عن خلفية الضحية أود معرفة كل شيءٍ عنه أُريد معرفة سلالته!،و تفقد سجل المرور الخاص به..يمكنك توزيع المهام لأنني احتاج المعلومات بسرعة، إنتهى. “
أنهى حديثه و وضع اللاسلكي على المقعد المجاور يُفكر بكل شيءٍ رأه في الصور التي التقطها الفريق الجنائي .
بعد عشرون دقيقة تمكن أخيرًا من الوصول إلى وجهته و بدأ بالسير الى حيث يوجد البئر الذي وجدت بداخله الجُثث
ليتلقى اتصالاً على هاتفه و يُجيب : ” قُل يا ثيو،أبهرني !”
“الإبنة،هي في الحقيقة ليست ابنته”
*
2661
السلام عليكم جميعًا
الرسالة الموجودة في هذا الفصل هي رسالة كُتبت باللغة الانجليزية لكن لأنه ليس بإستطاعة الجميع فهم اللغة سأقوم بوضعها هنا:
.-.. .- -. -.
1, 18, 15, 14
Acting like you’re upset makes me laugh
Anyway, the 12th book on the shelf is about a man who sailed the seas. It’s a tale of courage and adventure, much like the NGT XGTUXWT project. I’ve often wondered about the leviathans of the deep and their ventures into the unknown. It’s a truly venturous spirit. Remember when we saw that bright sun shining over the ocean? It reminded me of our adventures together.
Anyway, I’m going, go to your memories. If you miss me, find me.
But to find me, you’ll have to find whoever buried your treasure.
The spy lodged above will find who buried your treasure.
He is a star that pierces the night
A tempest that stirs the ocean’s might.
His name, a cosmic dance, a celestial sight.
Seek him, and you’ll find a guiding light
/ … # — .– –