التوأم - 10
فتح الباب كيفن يرتدي نظارات التخفي خاصته وجلس أمام ذلك الرجل..
نفس الرجل الذي كهربه منذ ايام، يجلس مربوط أمامه.
أبتسم له كيفن “ال أعتقد أني أحتاج لهويتك بعد اآلن..” رمى كيفن له الهوية والبطاقة “ال تقلق، لم أخذ من أموالك أو ما شابه، فقط
تسللت للقصر قليال~” قال واقترب منه وسحبه وصدمه بالحائط “أن أخبرت أحد بكونك قابلتني..صدقني لن ترى لطف مني ابًدا.”
ابعد الرباط من فم الفارس الذي صرخ ا
خوف “سموك!. سأدعي أني لم أرى وجهك ولم اسمع بك!.” ً
أبتسم كيفن ابتسامته المعتادة وتركه “شك ًرا على لطفك.” قال وفك قيده ثم استدار ولوح له.
لهث الفارس ا
ناطق “مجنون!” ً
بمكان آخر..
كان كل من سايا وريوس يسيران مًعا..متخفيان للتأكد من حفظ هويتهما.
“ما رأيك بذلك األشقر؟.” سأل ريوس.
“له شكل ح ّسن.” قالت سايا بينما تسير نحو الكوخ.
“بجدية سايا..” تنهد ريوس ثم أشار لنفسه “أنا اوسم، أليس كذلك؟؟”
ضحكت سايا وركضت “اجتماع مفاجئ!”
“هي!” صرخ ريوس.
ضحكت سايا وجلست واتى البقية لتنطق بعد أن وصل كيفن “أين ذهبت؟”
“اغازل الفتيات.” قال كيفن بثقة.
“كم صفعة تم صفعك؟” سألت ريكا.
“عزيزتي الفتيات يتقاتلون لسماع كلمة مني.” قال والثقة تتعالى من نبرته.
تنهدت سايا وجلس كيفن لتنطق أخته “سنعود للقصر.”
“كم مرة ناقشنا األمر أيتها الطفلة؟” قال مارت بنبرة توضح شّدة انزعاجه مما قالته.
“هذا يكفي، تركتكم تتصرفون كما ترغبون.. واآلن أنا مستعدة لمواجهة أبي وحقيقة كل شيء..” تنهدت سايا “كان من الخاطئ
الهروب واغضاب ابائنا هكذا..لذا..سنعود.”
“ويتم قطع رأسنا، لعلم ِك، انتشر بأنه سيتم قطع رؤوسنا! بالطبع امي من كتبت هذا لكن يشملكم كذلك.” قال مارت.
أجابت سايا “ربما فعلتنا فعلة أبناء مهملين..لكن لن يصل األمر لقطع الرأس، عمتي فقط غاضبة.”
“لكن مع هذا ستعاقبون! انا لن يعاقبوني ألن بابا لن يسمح بهذا.” قالت ريكا.
“سأتدبر األمر.” قالت سايا ونهضت.
نظر لها جيفري “متأكدة؟”
“نعم، لدي خطة، خذنا لقصر ساتو.” قالت.
نهض جيفري وفتح البوابة لينطق ريوس “هل أن ِت متأكدة؟.”
“نعم..للمرة األخيرة.” قالت وسارت بثقة ودخلت البوابة وتبعها البقية.
وقفت أمام القصر، الفرسان توجهت أنظارهم لهم، لكن لم يفعلوا شيء..فقط انحنوا ومرت سايا من جانبهم..
دخلوا القصر، وأتجهت لمكتبة والدها.
فتحت الباب ودخلت..ولحسن حظهم..أو لسوءه، كان كل من جونثان وكارولينا متواجدان مع وليام.
نظر وليام البنته وابنه، وأبناء إخوته يشبك يديه على الطاولة لتنطق سايا بثقة عالية “بابا!”
أجاب وليام بجواب صغير وبسيط على من تناديه “نعم؟”
رغم بساطة كلمته إال أن ثقة سايا كلها تدمرت والخوف بدأ يتسلل لقلبها..
“أعتقد أني غيرت رأ ّي..” استدارت وكانت على وشك الذهاب ليوقفها صوت والدها.
“سايا، كيفن، ريكا، مارت وريوس..” نطق بأسمائهم، واحًدا تلو اآلخر..هذا ما وضع القلق يجد مكانه لقلوبهم، لم يتجرأ فرد منهم
بالنطق..
نطقت كارولينا “اكل القط ألسنتهم~.” ضربت الطاولة لتنكسر “اين كنتم اعزائي الصغار؟!” قالت بنبرة تحاول كتم غضبها.
دفع مارت سايا “خطتك..”
تنهدت سايا وتقدمت “أعلم أن فعلتنا كانت غبية..أعني..أنا نادمة ا!.
حق ولم اقصد فعل أي من هذا..وأنا التي طلـ..” لم تكمل كالمها ً
لتقاطعها ريكا.
“انا طلبت!. هربنا بسبب رغبتي.” قالت ثم قال بعدها مارت هام ًسا.
ا..أنا
“اكرهكم..حسن المسبب والمخطط لكل هذا..لكن هذا ال يعني اني سأتكفل بكل العقاب..” ً
ضحك كيفن ساخ ًرا “نعم، هم المخططين، ال شأن لي بشيء.” قوله هذا جعل الثالثة بجانبه يتجمدون تما ًما.
تنهد وليام “أتظننوني أحمق؟ ا؟
حق لقد رأيت كيفن من تجرأ على الكالم بتلك الطريقة..وأفسد مواعيد الجميع لسبب تافه..ظننتكم اوعى ً
من هذا، سايا وكيفن، لم يتبقى سوى القليل ليوم ميالدكم الثامن عشر، وبعدكم من؟ مارت! انت بالفعل بعدهم بشهر، ثم ريكا، جميعكم
ستدخلون الثامنة عشر، أهذا تصرف أمراء؟ أهذا تصرف أشخاص سيأتي يوم ويستلمون الحكم؟ لو كنتم بالعاشرة من عمركم
عذرتكم..لكن اعماركم ال تعذركم، إلى متى سيتم عذركم؟ إلى أن تدمروا إمبراطورية بسبب أفعال طفولية؟”
“بابا..” نطقت سايا “أعلم أنك غاضب لكن..لدي طلب بسيط!” قالت مسرعة بينما تراجع خطتها في عقلها.
نظر وليام لها لتكمل “إن استطعت..أن أجعل جميع أبناء عماتي واعمامي..مًعا بقرار واحد..نتحد جمي ًعا..ألول مرة..أيمكن أن نفلت
من عقاب فعلتنا هذه؟”
نظر لها وليام باستغراب من طلبها الغريب لتهمس له كارولينا “أعتقد أنه سيكون من الممتع فعل هذا، اعطيها فرصة~”
نطق بعدها جونثان “ربما فكرة جيدة..”
تنهد وليام ووضع يده على جبينه “سنرى إذا..”
ابتسمت سايا..وبالفعل ّمر الوقت..وحان وقت خطة سايا.
“سايتي، هل أن ِت متأكدة؟. ال اضمن ل ِك نجاح هذه الخطة..أشعر أنها..غبية قليال.” قال كيفن ناص ًحا أخته.
ابتسمت سايا بثقة عالية ونطقت “من يحذرني؟ نفسه من أوقعني بهذه المصيبة، ال تقلق اخي..أعرف تما ًما ما يجعل جميع ساتو
يتحدون.” قالت وسارت داخل القاعة..
صعدت على أحد الطاوالت ونظرت لهم جمي ًعا لكنها لم تنطق فو ًرا إلى أن أدركت حالها ونطقت قائلة..
“هل تمنيتم يو ًما شيء أنتم على كامل األستعداد بالتضحية ألجله؟” نطقت سايا ولم يجيبها أحد سوى..
ابن عمها آرثر..المدعو بسيزار..”أتعنين كأمنية تبديل ِك أن ِت وأخا ِك بمن أكثر كفاءة؟”
أمسكت غضبها وابتسمت “قريب من هذا، الشعور باالحتياج لهذا الشيء.. كأنك لن تستطيع العيش بدونه..دعم من حولك لك،
أعني..ألول مرة بحياتي.. أشعر أني مستعدة، مستعدة لمواجهة الحقائق التي تنتظرني، مواجهة عواقب أفعالي، مواجهة ما يهدد
مصير عائلتي…واآلن أنا مستعدة لفعل اي شيء، مستعدة ولن أتراجع مجدًدا..كل ما احتاجه هو دعمكم.”
كالمها ذاك..رغم بساطته إال أنه دخل لقلوب بعضهم، استمعوا لها، الكبار منهم والصغار..الجرأة التي حصلت عليها فجأة..كان هذا
صادم للكل، لكن أرادوا معرفة ما تريده بالضبط.
“هل شعرتم يو ًما باالستعداد للموت من اجل حماية احبائكم؟” كان أحدهم على وشك مقاطعتها لكنها لم تعطي المجال لهذا ناطقة
“سيقول منكم البعض، كيف تحميهم أن لم يحموا انفسهم؟ هذه هي البداية ببساطة!”
“جميعنا نعلم أي نوع من األنواع حارسنا، والوقوف أمامه بمفردي أنا وكيفن ليس بكافي.. نحن بحاجة لكم، بحاجة لثقتكم بنا!” قالت
ليظهر كيفن بسرعته تلك..
صرخ قبل أن تنطق أخته “إذا من معنا؟؟”
سحب أخته من الطاولة ونطق “أن كان الحراس ما يريدونه هو سفك الدماء، لما ال نعطي الفرصة لدان؟؟ هيا يا اعزائي لنجلب
رأسه! كل ما عليكم هو الوثوق بي وبأختي، وكل شيء بعدها سيكون بخير.”
ابتسمت سايا واكملت من بعده “يمكننا بعد هذا العودة لسالمنا السابق! مع أكل بعض الكعك، وشرب الشاي!”
“ويمكن كذلك عدم السماح ألباؤنا بالتحكم بنا كما يشاؤون.” قال كيفن بثقة كاملة مما جعل سايا تتجمد..
نطقت سايا محاولة إصالح الوضع “أوه ا..
حسن األمر فقط..” ً
أصبح صوت الهمسات عالي بالقاعة، لكن لم تكون سلبية، بالعكس..ما كان يريده التوأم تما ًما.
“بدأ الوقت، الذي يمكننا الخروج به عن القوانين! ولن يمكن ألي فرد ايقافنا مًعا، سنتبعكما بأيماء وننتظر خبر قطع رأس دان
والتحرر من سيطرته!”
قا..وعينيها ُصدمت فر ًحا بما تراه.
كانوا ينطقون مًعا، ليس كلهم بالطبع، لكن معظمهم! مما أدهش سايا حً
أكملوا “سيمكننا التحرك براحتنا بدون القوانين الحمقاء التي تعيقنا، وربما سيمكننا استخدام انيابنا مجدًدا لمص الدماء! لذا ال تتراجعا
واكمال، وكل من هنا داع ًما لكم!”
قلقت سايا أكثر وحاولت تهدئة حماسهم ا
خوف من زيادة الوضع سو ًءا. ً
“هل يمكننا التخطيط بشكل ألطف قليال بدون خلف القوانين؟. قد يغضب هذا آباؤنا..” قالت بينما تمسك بيديها لتمسك ناديا ابنة عمتها
بكتفها “ال تقلقي عزيزتي وأكملي.”
نظرت سايا لها ثم لهم “أن األمر فقط فوضوي قليال.. وربما علينا إصالحه اآلن..”
أمسك كيفن بيدها “ال تقلقي سايتي أكملي وقولي..”
قال ثم نطق التوأم مًعا “يمكنكم االعتماد علينا بحمايتكم، في االختبار لن يكون بعائق إلكمال ساتو حكمهم!”
“ثم سيمكننا تدمير غرور دان!” صرخ الجميع مًعا لتتنهد سايا “ال أعتقد أن هناك أحد هنا يفهم قصدي..”
دفعها كيفن لألمام لتسير بينهم “ألول مرة بحياتي أشعر بالثقة بما أقوله..أشعر بالثقة لربما سيكون األمر غير مخيف كما ظننت
للوهلة األولى..أنه يمكنني النجاح وحمايتكم جمي ًعا..أنه يمكنني التقدم لألمام، وعدم الخوف من أن يتم ترك يدي..واعلم أن كل منكم
سينتظرنا بأمل داخله..لربما أستطيع بدأ قصتي الخاصة..أعدكم أن أتى دان بوقت األختبار سأفقده عينه األخرى ألني سأكون مستعدة
له..”
بمكان آخر..كان يراقبهم..من يتكلمون عنه..نطقت تلك الشيطانة المدعوة بكيارا “األمر ينجح! الحماس قد بدأ!”
أبتسم دان ونطق “يالها من مفاجأة صحيح؟ لقد علمت أنه سيأتي يوم كهذا.”
ثم نطقا مًعا “أنها على ثقة تامة بأنها ستنجح وتكون أميرة عالم مصاصي الدماء! لما والدها خائف من المستقبل أن كانت هكذا؟”
ضحكت كيارا وأكمل دان بمفرده “ربما سيكونان مستعدان لرؤية الجانب اآلخر مني..”
نطقت كيارا “اين الجانب الجيد؟؟”
نطقا مًعا مجدًدا “سيكون هو من سيقطع رؤوس الجميع لتحديد المصير!.”
بالعودة للقلعة تلك..
“ألول مرة بحياتنا نكون مستعدين الستقبال ماينتظرنا!” قال جميعهم لتنطق ناديا “ولن يمكن ألحد إيقافنا!”
“حان الوقت لرفع رؤوسنا! واألستعداد ألختبار الحارس!” صرخت سايا لتبعث حما ًسا لقلوب الجميع مع حماسهم الداخلي.
“ال يمكننا الصمت بعد اآلن والوقوف أمام المشاكل واألوامر، حتى لو كانت من آباؤنا! أنه الوقت للوقوف على أقدامنا، فنحن
مستعدين تما ًما!”
أبتسم كيفن وهمس ألخته “أشعر بالحزن على كونهم سيموتون بسببنا.” قال كيفن لتدرك سايا كل شيء واخي ًرا..
نطقت “اتمنى ا
حق أننا مستعدين لكل هذا..” ً
بعد انتهاء هذا..توجه كل من كيفن وسايا لوالدهم الذي كان يمسك رأسه بخيبة أمل.
“اعجبك؟؟ فعلنا ما كان علينا فعله.” قالت سايا وهي ترمي شعرها على كيفن.
“ما كان هذا؟ ال اعترض على التعاون..أو الثقة..لكن تحريض على مخالفة القوانين؟.. أو إهانة اللعين دان؟؟.” قال وليام لكن رغم
غضبه إال أن نبرته كانت هادئة كعادته.
“أال تعد هذه إهانة له كذلك؟” قال كيفن لتدوس سايا على قدمه “لكن بابا!. ال يوجد غير هذا..لكن..عفوت لنا عن فعلتنا..صحيح؟.”
قالت بعينين طالبة.
تعاقبون مع كل أفراد ساتو على التحريض.” قال وليام مما جعل كل من التوأم منصدمان..
“نعم..سامحتكم على هروبكم، واآلن سُ
“مهال أبي!. لم نتفق على هذا!.” قالت سايا معترضة.
“ولم نتفق على تحريض ساتو؟” أبتسم لها وليام رًدا.
“ظلم..” قال كيفن الذي وضع رأسه على كتف أخته ليضحك وليام على حالهما..
“اذهبا لغرفكما أفضل، وفكرا بفعلتكما، لم يتبقى الكثير على حفلة بلوغكم.” قال وليام بعد أن رفع أحد ملفاته.
“نسيت هذا تما ًما! هيا كيفن لدينا الكثير لمناقشته!” قالت وسحبت كيفن وتنهد وليام “هل سأتحملهما إلى أن يبلغ عقليهما؟”