التوأم - 13
قبل سنين عديدة، بعد خطف مارك.
كان مستلقي على الأرض..ينظر لذلك السقف المتسخ “الا ينظفون هذا المكان؟” سأل نفسه ليلاحظ الطفلة التي جلست بجانبه.
كان لون شعرها أليس الأزرق بينما عينيها بنفس اللون أو مقارب له، شعرها لم يكن بذلك الطول، ترتدي بعض الملابس الخفيفة التي فقط تساعد على ستر جسدها لكن كان من الواضح أن جسدها أعتاد على برودة المكان وكان مملوء بالجروح.
“ما اسمكِ مجددًا؟” سأل مارك بعد أن وجه نظره لها.
ضحكت الطفلة “إيلاين! إيلاينن، تذكره أيها الغريب!”
“لستُ غريب! أنا مارك آدامز، وما هذا الأسم الغبي؟ بالطبع لن اتذكره!” قال مارك بعد أن نهض.
تنهدت الصغيرة ونهضت معه “الستَ خائفًا من المكان؟. بالعادة الذين يأتون جدد يرتعبون خوفًا!”
“لما قد أخاف؟؟ أستطيع قتلهم كلهم بسهولة!” قال بثقة عالية لتضحك الطفلة بينما نطق مارك “كثيرة الضحك..مزعج..”
ابتسمت الفتاة وسارت “أتعلم؟. لم أعرف شعور الخطف حقًا لهذا لم ابالي كثيرًا، يُقال أنه منذ ولادتي خُطفت، لهذا لا أتذكر عائلتي أو ما شابه.”
“كم عمركِ الآن؟.” سأل مارك بينما يسيران معًا.
“أحد عشر!” قالت متحمسة.
“أكبر مني؟. أنا بالعاشرة من عمري، على أية حال..لم تحاولي الهرب؟” سأل مجددًا.
“لم أحاول..كنت أعلم أن العقاب لمن يحاولون الهرب عقاب شنيع..لهذا كنت دائمًا خائفة من هذا..خفتُ أن يكون مصيري كمصيرهم كلهم..لهذا..تقبلت مكاني هنا.” قالت إيلاين.
فكر مارك ليسأل “ماذا حدث لهم؟”
“لا أعلم حقًا..كل مرة نسمع صرخاتهم المخيفة تلك..التي تطلب النجدة.. بعضهم نجا من الموت بعقابًا كقطع أحد أعضاء الجسد..لكن بعضهم لم ينجو.” قالت وهي ترتجف.
أومأ مارك ونظر للأطفال..ليسأل مجددًا “ما الذي تستفيده هذه العصابة من خطفنا؟”
“ليست مجرد عصابة! أنها منظمة كبيرة جدًا! سؤالك جيد نوعًا ما..يتم أجبارنا أحيانًا على السرقة وبيع الممنوعات، وكذلك يتم تقسيمنا لأعداد وكل منا له وقت معين.”
“وقت؟.”
“نعم، وقت معين يمتد لسنين إلى أن يتم قتل الطفل أو تحويله لفرد من المنظمة، لا أعلم كيف يتم الأمر حقًا..لكن أعلم أن الذي يُقتل ينتهي الأمر به يبيع اعضائه، البعض خائف من هذا المصير..والبعض الآخر استسلم وترك الأمر يسير…اغلب من هنا يتمنى الموت على الضرب الذي يتم ضربنا يوميًا..احيانًا..لا ينتهي الأمر بضربنا أن خلفنا شيء أو لم نستطع السرقة أو بيع أي شيء..يتم حرمنا من الطعام على حسب نوع عقابنا.”
أومأ مارك ومازال يتفحص الموجودين “إذا على المرء عدم خلف أوامرهم..”
“أحيانًا يتم ضربنا بدون سبب..لكن نعم اغلب المرات بسبب أخطاء بسيطة.” قالت إيلاين.
سار مارك وتبعته إلى أن وقف أمام طفلين دخلا للمكان، كانا فتى اسمر اللون، شعر اسود اللون، يحيط عينيه برباط اسود اللون.
يصحبه فتى من الواضح أنه يصغره بعدة سنين، له كذلك شعر اسود وبعض الخصلات الحمراء، يظهر قرون الشيطان خاصته وذيله، له عينان حمراء اللون.
كان من الواضح أنهما عائدان من احد المهام المطلوبة منهم من التعب على محياهم.
نطق مارك معرفًا عن نفسه”أنا مارك! جديد هنا، وانتما؟.”
أبتسم الفتى الأصغر سنًا ناطقًا “أنا ادعى يوري! وهذا أخي الكبير كاي، تشرفت بك مارك!”
“منذ متى انتما هنا؟ وكم عمركما؟؟” كان من الواضح أن مارك فضولي حقًا.
أبتسم يوري وأجاب “مرت ثلاث سنين ربما؟. لا أعلم حقًا، أنا بالعاشرة من عمري، واخي الثالثة عشر.”
أومأ مارك برأسه وبقى عندهم..مرت ساعات وسمع قصص مختلفة عن هذا المكان..إلى أن أتى رجل وسحبه.
“لعلمك أستطيع السير.” قال مارك.
لم يجبه الرجل لكن رماه عند مجموعة أطفال يقفون بشكل منتظم..وقف بجانبهم والرجل وزع عليهم بعض الممنوعات.
“عليكم بيع كل هذا، أقل واحد منكم بيعًا سأتعامل معه بنفسي.” قال وغادر.
نظر لهم مارك يتساءل، أتى فتى طويل قليلًا، لم يكن يبدو كرجل بالغ..كان بعمر المراهقة لكن ما ميزه عن الأطفال الموجودين شكله الأنيق والنظيف، بدا وكأنه أحد المسؤولين.
“أنا اياتو أبن رئيس هذه المنظمة، سأتأكد من عملكم هذا، أي شخص يخطأ لن يتم العفو عنه، لا تحاولوا الهرب، صدقوني سيكون العقاب شنيع.” قال وأشار للحارس عند الباب لفتحه.
بالفعل، استطاع مارك بيع بعض الأشياء، لحسن حظه، كان هناك من أقل منه بيعًا..استمر هذا لأيام وكل مرة كان ينجو مارك من العقاب.
بأحد الأيام كان مارك جالسًا معه إيلاين والأخوان كاي ويوري.
نطق مارك “اشتقت لطعام اخي، لما لا نجرب الهرب فقط؟ أن كانت لدينا خطة عبقرية لن يمكنهم امساكنا ومعاقبتنا.”
“مارك..هذا غير مجدي، حاول العديد فعل هذا، لا أريد أن يتعرض احدنا للخطر بسبب خطة ستفشل بالنهاية..” قال كاي.
“أوافق كاي، أن هذا خطر حقًا..حتى أن حاولنا الهروب عند بيع شيء أو وقت السرقة لا نفع من الأمر..بالنهاية سنكون تحت المراقبة.” قالت إيلاين.
تنهد يوري “نحن عالقين بهذا المكان..”
فكر مارك ورفع رأسه.
استمر الحال هكذا..يومًا كان عليهم بيع بعض الأمور الممنوعة، ويومًا يُجبرون على السرقة.
تلك المدة الطويلة كان مارك قد تعذب بها.. ليس وحده، كل الأطفال المتواجدين..ضربوهم بدون رحمة..قتلوا الكثير منهم.. الكثير والكثير..يومًا عن يوم زادوا عددًا.. لكن لا فائدة..لا يوجد من يوقف هذه المنظمة القذرة.
مرت ثلاث سنوات..
همس مارك ذو الثالثة عشر لكاي “لا تقلق، خطتي لن تفشل ابدًا، سأهرب ثم سأجلب المساعدة، حسنًا؟.”
“لا تفعل مارك..لا نريد خسارة شخص آخر..” قال كاي.
“لا تقلق لا تقلق، سيكون كل شيء على ما يرام.” قال مبتسمًا.
بالفعل..كان وقت السرقة..كان من الواضح أنه على مقربة من سرقة من شخص..إلى أن ركض بعيدًا عن المكان..مظهرًا جناحين يملؤهما السواد، ومن الواضح أنهما كبرا خلال هذه السنين..وحاول التحليق بهما..
لسوء الحظ..امسك المدعو اياتو به.. اعاده لمكان المنظمة قائلًا “مارك آدامز..ألم يخبرك أحد أن لمن يحاول الهروب عقاب شنيع؟.”
“توقف!!.” صرخ كاي “أنا من طلبت منه فعل هذا..لا تقتله رجائًا..”
أبتسم اياتو “اوه حقًا؟~ مثير للأهتمام! يوجد العديد من يتعاون ضدنا.. إذا..سأتأكد أنه لن يستطيع الهرب مجددًا..” قال وأظهر سكينًا وقطع جناح مارك بدون تردد أو رحمة..رغم محاولة الجناحين بالفرار من قبضته..
سمع كل من كان موجود صوت صرخة مارك المؤلمة..ظهره كان ينزف بشدة..جناحيه القاها على الأرض..ثم..سقط مارك على الأرض وهو يلهث..يحاول ادراك ما حدث..
“ضمدوه، لن يموت بهذه السهولة، لم يُعذب بما فيه الكفاية.” قال اياتو بنبرة خبيثة.. ثم سار باتجاه كاي..
“لأتأكد أنكَ لن تجرؤ على التدخل بأذيتي لأحد الأطفال..أو محاولة تحريضهم.. عَليّ أن اتأكد من شيء واحد فقط، لا تقلق، ستنسى الألم سريعًا.” قال وأمسك بمقص تاركًا السكين..
بطريقة ما..قطع لسان المسكين..الذي لم يكن له ذنب من البداية..
مر الوقت مجددًا..مارك حُرم من جناحيه..لم يستطع تحقيق حلم طفولته بالطيران..
وكاي؟. حُرم من الكلام تمامًا..حتى الأكل كان صعب عليه بالبداية..ومؤلم..لكن اعتاد بالنهاية..
لم يحب يوري ما حدث لأخيه..لكن لم يكره مارك..يعلم كم أن مارك يشتاق للحرية، كما هو وأخيه اشتاقوا لها.. لكن بالنهاية..هذا مصيرهم.. البقاء بهذا المكان المشؤوم..
إيلاين كانت عاجزة..لم تستطع تخفيف جروحهم عنهم..لم تستطع فعل شيء..كانت فقط تحاول مساعدتهم على تحمل الألم..لكن لا فائدة..
مرت سنتين، والأمر نفسه..تعذيب، قتل..سرقة..بيع..لم يتغير شيء..لكن بتلك الأثناء بدأت بعض المشاعر بين كل من مارك وإيلاين بالتطور قليلًا.
إلى أن أتى ذلك اليوم..
عندما أعلن الرئيس عن أسماء الذين حان وقتهم..
وأحد تلك الأسماء..كان إيلاين..
أجبروها على الدخول..لم تكن تريد هذا..بكت..توسلت..لا أحد يستمع، ما يهمهم هو الحصول على المال بعد بيع أعضائها..
حاول مارك منعهم صارخًا “دعوها! هذا غير عادل..لقد كانت جيدة طوال الوقت!. أي نوع من الأشخاص أنتم..” حاول منعهم..ومنعهم..لا فائدة..إلى أن أخذ سكينًا موجود على تلك الطاولة..حاول طعن أحد الموجودين..لسوء حظه..امسك ذو الشعر الأزرق بيده..
اياتو أبن كوستاس..امسك بيد مارك..وجه السكينة له..ثم..وجهها على عينه اليسرى..بعدها..لم يعلم ما حدث..فقط سمع صرخات تلك المسكينة بأسمه..وأغمى عليه..
أستيقظ بعد ساعات..وجد نفسه مستلقيا على أحد أسرة المشفى..لم يكن وقتها يرى بكلتا عينيه..فقط واحدة..والأخرى..غطوها له بضمادة..
“ماذا حدث؟.” سأل مارك.
أبتسم يوري “نجحنا بالهروب..ساعدتنا هذه الفتاة..” قال مشيرًا على فتاة بشعر أسود اللون..لها مظهر شيطاني..خصلة بيضاء..كانت نسخة طبق الأصل عن مارك..لولا كونها فتاة.
“إستيرا!.” صرخ مارك اسم تلك الفتاة.
“اعتذر..تأخرت..” قالت إستيرا منزلة رأسها..
نهض مارك من سريره وحضنها “لا بأس..لا بأس..كل شيء بخير الآن..كم طفل انقذتم؟؟. ماذا حدث للمنظمة؟.”
اتضح أنهم أنقذوا عدد كبير من الأطفال..لكن للأسف لم تصل السلطات لتلك المنظمة أختفت وكأنها لم توجد يومًا..
“ماذا عن إيلاين؟. لم اراها..أهي بغرفة أخرى؟.”
نظر يوري لأخيه بحزن ثم لمارك “لقد..”
مع الأسف..كان هذا صادم لمارك..صادم حقًا..لم تمر دقائق..وفُتحت الباب..
دخل كارلوس..ركض لأخيه..حضنه بقوة وهو يبكي “أعتذر أخي..لم احميك..لم اجدك..خلال خمس سنوات..اعتذر..أنا أسوء اخ..”
كانت الصدمة تملؤ مارك..لكنه تنهد بتقبل..ثم حضن اخيه ناطقًا “لا تقول هذا أخي..كنت أنا السبب بالنهاية..على أية حال..هل جلبت لي الكعك؟. اشتقت لكعكاتك.”
بالعودة للحاضر.
“أنه طفل بالنهاية ليس بتلك القوة، اخوته الكبار ربما اقوى، أتعلم؟ لـ..” لم يكمل مارك كلامها ليقاطعه حضور رجل ذو لون شعر غريب..بين الوان الأزرق..مع شارب خفيف، يمسك عصى ليقف أمام مارك.
“كوستاس إذا..” نطق مارك بعد أن تغيرت ملامحه..وهو يوجهها لذلك الرجل..
همس كيفن لأخيه “رئيس المنظمة؟.”
“نعم.. أقذر رجل قد تجده.. حقير بطريقته الخاصة..حقير لدرجة استعمال الأطفال الصغار لجلب المال له..” كانت نبرة مارك قاسية جدًا وحادة..فالحقد واضح على محياه..عندما رأى كيفن حال أخاه..لم يتعرف عليه..ليس نفسه مارك المعتاد، الساخر، النرجسي..شخص آخر، يملؤه الحقد لمن دمر نصف حياته..يقف الآن أمامه..
نطق كوستاس “مارك آدامز..مر وقت طويل حقًا.” بينما كان يوجه كلامه لمارك ظهر رجل بجانبه، من مظهره بدا وكأنه بالعشرين من عمره..بالأحرى، عمرًا مقارب لعمر مارك.
له شعر ازرق فاتح.. طويل يصل لكتفه..عينين بنفسجية مُحمرة.
أرتسمت ابتسامة على محيا هذا الرجل، لم يبادله مارك الأبتسامة، اكتفى بنطق اسمه”اياتو..”
ضحك المدعو بأياتو “تبدو أكبر الآن مارك، هل كبر عقلك كما كبر جسدك؟ ام مازلت كالسابق؟”
ضحك مارك “المعذرة، بالطبع الآن أنا اذكى منك ومن والدك العجوز.”
شّد اياتو على قبضته “لا تجرؤ على إهانة الرئيس..”
أوقفه والده قائلًا “لما جلبت معك أمير اولوريا؟”
“يقدمني فداء.” أجاب كيفن.
ضحك مارك “أخي كان مُصر على المجيء، لو علم أن قبيحين مثلكما هنا لأنسحب.”
نظر له كيفن نظرة غريبة وهمس “أنت من أجبرتني على المجيء..”
ضرب مارك ظهر كيفن “أخي الصغير، لا تقلق، سيكون من السهل التخلص منهم.”
وجه كيفن نظره لهم “هذا واضح..”
قبل أن ينطق مارك بحرف آخر أمتدت الظلال كالسكاكين المرمية عليهم..كان الأمر على مارك وكيفن سهل تخطيها، لكن عددها كان يزداد..ليصرخ مارك “كوستاس! هل انت جبان لدرجة أنك تدع ابنك يبدأ القتال بدون أخبارنا؟؟”
ضحك كوستاس “مما قد أخاف؟ من طفل مثلك خسر كل شيء؟”
كلماته لم تزعج مارك حقًا..أبتسم له فقط وهو يتجنب الظلال التي أحدثت جرح خفيف على ساقه..لم يبالي لذلك الجرح حقًا فكانت الجروح تملؤ جسده بالفعل.
بالنسبة كيفن، لم يكن من الصعب عليه الهرب من تلك الظلال لسرعته الخارقة، لكن مع كل هذا استطاع اياتو إحداث جرح بسيط على وجهه.
ذلك الجرح البسيط اختفى بعد لحظات..إلى أن نطق كيفن “لا ينوي المدعو باياتو فقط طعننا..الظلال خاصته مملوءة بالسم.”
أبتسم مارك “إذا ننتهي منهم بسرعة؟”
ضحك اياتو “كأني سأسمح بهذا..” بالفعل توقفت الظلال واختفى اياتو.. ظهر مجددًا خلف مارك..قبل أن يدخل الخنجر بظهر مارك اوقفه كيفن بيديه بصعوبة..يديه التي سرعان ما بدأت تنزف من قوة الخنجر عليها..
أبتسم اياتو وتراجع للوراء بثواني قليلة “يبدو لي أن الأمير له سرعة غير طبيعية حقًا، ربما هذا سبب اختيار الحارس لك، أتعلم شيء؟ لا يهمني أمرك، أن أردت العيش دع هذا الشيطان الحقير واذهب.”
ضحك كيفن “هذا الشيطان أخي، رغم إني لا أطيقه لكن لن أحب فكرة أن أخسر أحد اخوتي من غريب أطوار مثلك.”
“ياللهي~ أخي الصغير مُهتم حقًا.” قال مارك مما جعله يستفز كيفن قليلًا بنبرته تلك..
ضحك كوستاس وجلس على كرسيًا ظهر من العدم واضعًا يده على خده “لا بأس اياتو، اجلب هذا الأمير الصغير معك، أن قتلته سيكون بيع اعضائه أفضل من البقية، لاسيما تلك العينين، ولو فقد وعيه قبل الموت ربما سيدفع وليام ساتو المليارات لأعادة ابنه الصغير.”
وجه مارك لكوستاس نظره ناطقًا “لا تحاول، زوج امي لديه أربع أبناء آخرين، لن يهتم بفقدان واحد منهم، ربما ابنته لكان اهتم أكثر.”
“مارك..أخرس.” نطق كيفن ليضحك مارك “الحقيقة تُقال.”
امتدت يد مارك لخلف ظهره ساحبًا منجله ثم وجهه لأياتو “أي نوع من القتالات تفضل؟ عن نفسي أحب القتال بالأسلحة، القوة مملة.”
أبتسم اياتو وحول خنجره الى سيف ضخم.. “لن أمانع إذا.” تراجع كيفن قليلًا مع يديه المليئة بالدماء..
بالفعل تلك الدماء جَفَّت بوقت قصير والجرح اِلتَأمَ ولم يأخذ وقت حتى..لم يركز أحد بهذا سوى المدعو كوستاس..
بالعودة لمارك واياتو.. بدأ القتال قفزهما تجاه بعضهما البعض..منجل مارك الذي وجهه الى اياتو قام بصدهُ عن الوصول إليه بواسطة سيفه.
بالفعل حاول اياتو كسر المنجل من القاعدة الخاصة به..
كان هذا شبه مستحيل، كان أقسى من الفولاذ..
بقي الاثنان يحاولان ولو إحداث جرح واحد للآخر..
تارة يضرب مارك ويخطئ بضربته قاطعًا الأشجار..
وتارة أخرى يتكرر الأمر عند اياتو..
لكن هذا لا يعني أنهما لم يصيبا بعض ابدًا، كان من الواضح أنهما استطاعا تجنب بعضهما البعض بصعوبة، حيث الجروح على جسدهم واضحة وحديثة..والوقت يمُر..وبدأ كلاهما بالتعب..
لهث مارك ونطق بنبرة ساخرة “هل تعبت أياتو؟. لعلمك.. أستطيع الاستمرار بهذا إلى الأبد..”
ضحك الآخر الذي يستجمع تنفسه “الأمر ينطبق عَليّ كذلك..أو ربما ليس للأبد.. إلى أن أقطع رأسك القبيح هذا.”
ارتسمت ابتسامة على وجه مارك “مازلت تغار من وسامتي؟ يالك من مسكين.”
“لا تقلق، لا يوجد شيء بكَ يدعو للغيرة.”
ابتسم مارك واستند على منجله “كنت تكرهني لأن إيلاين أحبتني أنا~”
تنهد كيفن من حماقة الموضوع الذي طرحه مارك..بينما سمع صوت ضحكات الآخر ناطقًا “لم تحبك يومًا.”
قبل أن يجيب مارك لاحظ تلك التي سارت نحوهم..فتاة بشعر أليس الأزرق، يصل شعرها إلى خصرها، عينين بنفس لون شعرها، ترتدي العديد من المجوهرات مع ملابس سوداء اللون.
كان ظهورها غريب قليلًا..لكن بدا مارك وكأنه يعرفها إلى أن نطق “إيلاين؟.”
“إيلاين..” نطق كيفن بينما يوجه نظره لها..هالتها لم تكن مريحة لكيفن ابدًا..كان هناك شيء غريب..
تراجع اياتو ليقف بجانب والده مجددًا..وتلك المدعوة بإيلاين تقدمت باتجاه مارك.
لم يتحرك مارك، بقي ساكنًا بمكانه..اقتربت منه وارتسمت ابتسامة على وجهها..