الخاسرة - 1
⋆ ˚。⋆୨♡୧⋆ ˚。⋆
ضوضاء تصدر من قاعة الرئيسية للقصر الملكي، همسات السيدات الخافتة تصدر من افواههن المخفية وراء مروحياتهن..
اصوات قهقهات الانسات بعد كل مغازلة من شاب وسيم
ضحكات السادة بعد كل نقاش سياسي ينتهي بنكتة لإغلاق الافواه التي تبصق ثرثرة لا تعنيهم.
صوت كؤوس العصائر وهي تصطدم ببعضها في نقطة معينة
صدى صوت الاحذية وهي تتمايل تزامناً مع الحان الموسيقى
“حفلة مبهرجة تضم اكبر تجمع لضعفاء النفوس”
“حفنة من الحثالة يتفاخرون بين بعضهم البعض بثرواتهم المزعومة”
“حمقاوات عديمات العقل يبعن كرامتهن لأجل المتعة”
“اراهن ان سبب مجيء السيدات هو نشر القيل والقال!
حسنا، ماذا اتوقع من الارستقراطيين؟”
تقدم منها احد الخدم يمسك بيده اليمنى صحن ممتلئ بكؤوس النبيذ
اشارت له بيدها معلنتا عن رفضها فتراجع الخادم تلقائيّاً
“متى سيفهمون ان النبيذ شراب مضر؟
عيناها الباردتان لا تفارق النبلاء، شعرت بقشعريرة ب- عمودها الفقري..
‘اكره التجمعات، اكره التجمعات، اكره التجمعات’
بدأت تتلوها كالصلاة، تتمنى ان تهرب بأي وسيلة ممكنة كان يبغضها انها تتنفس نفس الهواء معهم!!
“هذا مزعج”
{ايفيلينا ماكميليان}
ابنة دوق ولدت بملعقة ذهبية بفمها، بشعرها الاسود المتموج كَبحر هائج في ليلة قمراء.
الياقوت البارد الذي كان بين جفونها، ورفرفة رموشها لن تمل من تأملهما
كانت موضوع حسد الانسات الشابات وغيرتهن، كان جمالها هذا يجلب الكثير من الذباب حولها.
ولدت لتكون فوق الجميع، رغم الثرثرة وكمية الشائعات فهي تبقى ثابتة صامدة وهذا ما اثار غضب اعداءها
من المعروف عنها، منذ ظهورها الاجتماعي الاول، لم ترقص مع رجل قط عدا والدها واخوتها!
هذا الشيء يصنع الشائعات المتعطشة لسقوطها!
“اتعلمين سبب ان الاميرة ايفيلينا ترفض طلبات الرقص من الرجال؟”
“لا، ماهو؟”
“ان لديها عشيقاً!!، من المؤكد انها لاتريد ان ترقص الا مع من خطف قلبها”
“ياللهول!!، ربما يكون خادم او من العامة!!، لكان رقصت معه منذ وقت طويل!!”
وانتشرت هذه الشائعة كالنار في الهشيم، حتى بدء الناس بتحريفها، وخلق شائعات مستندة عليها
“الاميرة عقيمة لذا ترفض طلبات الزواج!”
“من المؤكد ستتم خطبتها لبارون منخفض المكانة للتخلص منها!!”
ولكن المضحك بالامر المعنيه بالاشاعة لا تلقي بالا ابدا، الى ان تندثر كالرمال كغيرها…
★★★
‘مجددا، لما انا مضطرة للبقاء هنا’
كان صخب الموسيقى يتردد صداه لجميع زوايا القصر الملكي
لازال مُنظم الحفلة في طريقه الي هنا، سيكون من غير اللائق الخروج قبل حضور الملكة!!
اظهار الابتسامة اللطيفة لكل من هب ودب، انه لامر متعب!!
“حضرة الاميرة”
التفتت للصوت الذكوري الغير معروف
كان شاباً طويل القامة ونحيف بعض الشيء، ومن الحكم من ملامحه ولون شعره وعينيه البنيتان، انه احد افراد عائلات الجنوب الغربي للمملكة…
انحناءة بسيطة لتعبر على الاحترام
لم تكن بحاجة للتعريف عن نفسها نظراً انه يعلم مسبقاً
تكلم الشاب بتوتر:
“ا.انا سيبار ويرنس، وريث دوقية ويرنس”
تحركت عيني ايفيلينا لمعاينته.
قربت يدها اليمنى لذقنها لتبدأ بالتفكير..
متجاهلة الشاب امامها
‘(ويرنس)، انها اصغر بكثير بأن تكون دوقية، اتذكر ان الفقر بدأ بالانتشار عندهم.’
ونظرت اليه بنظرة إشمئزاز، ليجفل منها الشاب
‘اتقصد ان هذا الشاب يتقرب مني لتسول المال؟’
‘انتظري إيف، انتي لا تحكمين بناءاً على الافكار الاولية’
ردت اخيرا بعد صمت طويل بعدما انتشر الشيب في شعر النبيل المتغطرس
“تشرفت بمعرفتك ايها الدوق الصغير”
حاولت ان تكون نبرة صوتها الطف بكثير من افكارها السوداوية
ابتسم الشاب لا ارادياً وافصح عن طلبه اخيراً:
“لو لم تمانعي اميرتي ان تشرفيني بهذه الرقصة”
تأكد سيبار انها ستقبل، أي فتاة سترفض طلب من شاب وسيم مثله، وابن دوق فوقها!! وتأكد من مغازلتها لانه يعلم ان هذا يثير الانسات
تشكلت ابتسامة خبيثة واسعة على قسمات وجهه
“طلبك مرفوض”
تشابكت ذراعيها تحت صدرها بينما تعطي اجابتها التي كانت كالطنين بأذن سيبار
ابتلع لعابة ببطء شديد، وظهرت علامات وجهه الشاحب
“ل.لكن انستي ل.ل.ماذا؟!”
رفعت كفة يدها اليمنى اعتراضاً
“هل تجادلني يا حضرة الدوق الصغير؟”
واقتربت منه خطوتين لتهمس بصوت لا يسمعه احد الا هو:
“اتظن انك ستغويني بهذه الطريقة وبهذا الكلام الاحمق يا ايها الدوق؟، جدياً تعابير وجهك تفضحك يا صاح”
اتسعت عيناه، كيف بحق الجحيم اخطأ؟ لقد حاك خطته بأحترافية لكي لايشك به احد!
‘تبا لهذه ***، لقد اُفسدت خطتي بأقل من عشر دقائق!’
‘اذا لم ارتبط بها، اقصد بأموالها، ستسقط الدوقية!’
ابتسمت ايفيلينا ابسامة ساخرة وهي تراقب تغيير تعابير وجهه
‘اراهن انه يلعنني وبشدة!’ ( ‾́ ◡ ‾́ )
ابتعدت منه لتخلق مساحة آمنة بينها وبينه وانحنت بأدب
“استميحك عذرا يا حضرة الدوق الصغير، انا ذاهبة الان”
التفتت للمغادرة وتركت الشاب المصاب بالشلل
“ايتها الحمقاء!!، اتظنين انك ستصبحين مثيرة اذا بقيتي تتصرفي بتغطرس؟، انتِ مجرد عاهرة تريدين اهتمام الرجال بكِ وغيرة المراهقات!!”
مد اصبع السبابة مواجهاً ظهرها
شهق من في القاعة بصدمة، كان يمكنك سماع صوت همسات الفتيات المتعجرفة عنها!!
اصبح الصمت سيد المكان، لم يكن يسمع سوى هسهسات اميرات النميمة!!
“لا اعتقد انك والدي لكي تتدخل بشؤوني،الدوق الصغير؟”
ادارت رأسها ببطء لتواجهه، كانت تُعامل الناس بلطف حتى اعداءها كانت تظهر لهم الود، لكن هذه حالة شاذة
سخر منها، اهانها امام الملأ! انه في مشكلة حتماً
ايفيلينا كرهت من استهزأ بمبادئها..
“نظراً ب-أنك نبيل من الجنوب سأتغاطى عن تصرفك الرديء، من المؤكد انك لا تعلم عقوبة اهانة احد افراد الدوقيات الاربع”
اظهرت المودة بكلماتها التي تحمل معنى خبيث
قلبت الامور لمصلحتها، واكتسبت اعجاب الجميع بهذا الاداء المذهل، تمثيل كهذا يستحق جائزة!!
وغادرت مبتعدة عنه بدون انحناء وأدب،شخص كهذا لايستحق الاحترام!
مع كل حركة يرفرف فستانها
سُحر الجميع باللون الاسود الُمزرق، كان اللؤلؤ ينتشر فوقه، كان كرذاذ مطر على النافدة بعد يوم غائم، وجوهرة بسيطة تزين ماتحت رقبتها
ابتسمت بخفة، وتوجهت لمكانها المفضل…
الشرفة!!
دخلت واغلقت الباب وراءها واقتربت.
وضعت مرفقها على الشرفة وسندت خدها على كف يدها…
“ما اروع السماء”
كانت رياح الربيع الباردة، تَطبع شعوراً حلواً بالنسبة اليها، كانت ك-لمسة حنونة يقسم صاحبها على الحب الأبدي.
تمايل شعرها بإتجاه هِجرة الرياح.
سَحَرها ضوء القمر بِكل مرة..
“اشعر أحيانا بأن ضوء القمر يناديني, وانا اريد إجابته”
تغيرت ملامحها عندما سمعت احد يرد عليها قائلا:
“وهل تتحدثين ب-لغة القمر يا ترى؟”
التفتت بسرعة لتكتشف مصدر الصوت لتصرخ قائلة:
“كيف دخلت الى هنا؟!”
⋅˚₊‧ ୨୧ ‧₊˚ ⋅