اللهب القرمزي - 12
“لقد مر أسبوعان بسرعة”
كان رايلان جالسًا على مكتبه وهو ينظر إلى الأوراق التي تطفو حوله ببطء،
“أليس من الأفضل التركيز على الأوراق بدلاً من إضاعة وقتك في عد الأيام؟”
قالها ليوجين بنبرة هادئة كان يراقب رايلان بعينين حذره ،
تنهد رايلان، ثم ضحك بصوت منخفض بينما كان يمسك بإحدى الأوراق التي كانت تدور حوله ،
كانت عينيه تلمعان بشيء من السخرية
“أوغاد لوريليان…”
“الشتم لن يفيدك أيضًا”
ليوجين اقترب خطوة ليلقي نظرة على الورقة
ابتسم رايلان وهو يناول الورقة إلى ليوجين
“انظر بنفسك ، الإمبراطور أظهر ذكاءً حقًا”
ليوجين أخذ الورقة، وعيناه مسحتا الكلمات بسرعة ، تغيرت ملامح وجهه ببطء، وبدا القلق يرتسم على جبهته،
“هذا… لا يمكن أن يكون صحيحًا”
ليوجين رفع رأسه و بدأ ينظر إلى رايلان بشكل مباشر،
“أليس هذا مثيرًا للاهتمام؟”
ابتسم رايلان ابتسامة خبيثة، وعيونه تراقب ردة فعل ليوجين
ليوجين عبس و هو ينظر إلى الورقة بهدوء
“نيتهم واضحة ، لوريليان تدرك جيدًا أنها ستخسر”
“بالضبط”
بدأ رايلان بأعادة الأوراق إلى دورانها حوله
“إنها مجرد حرب مظاهر، لوريليان ليست لديها نية للفوز ولا تريد الخسارة أيضًا ، لكنهم يريدون إظهار لغيوريل أن برج ليونيل سيدعمهم إنه بمثابة تهديد للإمبراطوريات الأخرى”
ليوجين وقف هادئًا للحظة
“إذن، ما قرارك؟”
أدار رايلان الورقة في يده وألقى بها على الطاولة
“ببساطة… سأتجاهلهم ، بعد شهر سيتوقفون عن الحرب بأنفسهم”
ليوجين أومأ برأسه،وفي عينيه ارتياح واضح
“هذا جيد لن نضيع وقتنا على تحركات بلا فائدة”
رايلان أوقف دوران الأوراق حوله و بحركة خفيفه من يديه رتب الأوراق فوق مكتبه ،
رايلان وضع رأسه على المكتب و بدأ يتثاءب بهدوء ،
“إذا كنت ستنام فأذهب إلى غرفتك و ليس هنا ،”
“أنا فقط أشعر بالملل ، لن أنام الان ~”
“هاه ..”
“هل تظن أن الفتى سيبلي جيدًا ؟”
“هل تظنه طفلًا ؟ سيكون بخير”
“ولكنني قلق انه اول تلميذٍ لي~”
“سخافه”
نظر رايلان إلى ليوجين و كانت عيناه تلمع بلونها البنفسجي المميز كانت هناك شرارات تضيف لمعان مميز إلى عينيه التي كأنها تدرك كل شيء ،حالما ليوجين نظر اليه بتعبيرات غير مفهومه بسبب هذا التحديق الغير متوقع ، أرتفعت زوايا شفتي رايلان قليلًا
“أنا معلمه على اي حال ، يحق لي أن أقلق عليه ~”
“هاهـ..”
ليوجين بدأ بترتيب الأوراق و جلس على الأريكة،
“هذا سخيف ، سأنهي بقية الأعمال..”
“أبذل جهدك ~”
قالها بنبرة ساخرة ،
عم الصمت لمده عشر دقائق و في منتصف الهدوء ، اندفع رئيس الخدم كايل مسرعًا إلى الداخل و كانت الصدمة مرتسمه على وجهه ، و بدى كأنه يحاول التقاط أنفاسه بسبب ركضه
وقف ليوجين فور دخول كايل ،
“ما هذهِ الوقاحه…أين أخلاقك!”
رايلان اوقف ليوجين بإشارة من يده ،
“لماذا هذهِ الفوضى ؟”
كان كايل يلهث بشدة و كانت انفاسه تتقطع ،
كان يحاول التقاط أنفاسه لعدة ثواني ، ثم وقف مستقيمًا
“أعتذر على احداث هذهِ الجلبة و لكن .. تم إرسال رسالة غير متوقعه إلى هنا..”
“همم ؟ إقترب”
كايل اقترب بهدوء حتى وصل أمامه و مرر الرسالة إلى رايلان ،
“إنها رسالة من مملكه الغيلان ..”
اعتلت الصدمة ملامح رايلان و جلس بشكل صحيح و فتح الرساله بهدوء ،
ليوجين ذهب مسرعًا إلى خلف رايلان ،
“رايلان إن هذا !!”
“إنها حقًا رساله من مملكه الغيلان”
“هل تظن إن ملك الغيلان في وضع صعب؟”
“ليس حقًا ~”
“…،”
“انهم يطلبون التعاون مع برج ليونيل ،”
رايلان رمى الرساله فوق مكتبه بقوة،
ليوجين اندفع إلى الأمام قليلًا ،
“هذا مستحيل ، مالذي سيستفيد منه ملك الغيلان ؟!!”
“أن هدفه غير معروف ولكن هذا سيجعل موازين القوة تنقلب … بفتت”
“مهلًا .. لا تقل لي انك ستقبل مقترحه ؟؟”
“ليس و كأن لهم اليد عليا ، مملكه الغيلان ، إنها مملكه مستقله لا تنتمي إلى أي إمبراطورية ،”
“ولكن ملك الغيلان شخص تحركاته غير متوقعه ! ألن يكون من المتوقع ان يكون هدفه هو تدمير برج ليونيل ؟”
“هذا محال ، ويليام هذا الوغد ، يعرف ما يفعل إنه يخطط لشيء ما حتمًا”
“ولكن رغم هذا هل ستقبل التعاون مع مملكه الغيلان ؟”
“بالطبع ، سأرسل لهم ردًا”
رايلان كتب ردًا على عجل و أعطاه إلى ليوجين ،
“أرسلها له”
“هاه … حقًا أنا لا استطيع فعل شيء بسبب قراراتك المفاجئه”
*******
{أمام بوابة دخول جينيا}
مر أسبوعان بسرعة ،
لم استطع رؤية سيدريك مجددًا ، كنت أود سؤاله أكثر ، ولكن لا بأس قد اكتشفت خلال هذهِ الأسبوعين أن الحرب لن تدوم طويلًا
ريتا اقتربت مني من الخلف ،
“أتمنى أن نكون على اتصال ولكنّ ياللأسف نحن تجار لذا يمكن ان تكون هذهِ آخر مره أراك فيها”
عربتهم في البوابه الثانيه ، كونهم تجار فهم يتلقون معاملة لائقه هنا ،
“يمكن ان نلتقي مجددًا ، من يعرف”
“أنت محق ،”
ريتا ابتسمت
شيون نادها و أدارت ظهرها لي و ذهبت إلى شيون ،
توقفت للحظه و نظرت الي ، لوحت بيدها ،
“إلى اللقاء!”
أومأت برأسي فقط…
اجتمعوا كلهم و دخلو جينيا بسلام ،
أنا كنت واقفاً في طابور طويل كي ادخل جينيا ، لا بد انه بسبب الحرب اصبح الأمن أكثر…
ولكن هناك اشخاص يحدقون بي ..
لا بد انه بسبب شعري؟
سمعتهم يهمسون فيما بينهم ،
“إلا يعرف ما تشتهر به مملكه جينيا ؟”
“انه غبي ، حالما يتعرض للتنمر قليلًا سوف يغادر المملكه فورًا”
“هاها اجل بالفعل ،”
———
كانت مملكة جينيا معروفة بسمعتها المظلمة في تجارة العبيد،
حيث ازدهرت هذه التجارة على نطاق واسع حتى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من هويتها
ورغم هذا الظل الثقيل … كانت جينيا تشتهر بجمال مناطقها الخلابه وبوجود أكاديمية مرموقة عززت من شهرتها،
إلا أن هذه المملكة كانت تحمل في داخلها كراهية عميقة تجاه الأعراق غير البشرية ، مما أضفى جوًا من العنصرية الصارخة التي باتت جزءًا من نسيج المجتمع
ولأن جينيا كانت تعتنق هذه العنصرية بلا تردد
لم يأتي اي زوار من الأعراق الأخرى إلى جينيا،
——————
لا يحبون الزوار من الأعراق الأخرى ، لهذا لا يزورهم احد إلا إذا كان لسبب تجاري او سياسي ،
بعد انتظار عدة دقائق اتى دوري ،
و اقتربوا مني حارسين ،
“اوه~ كن حذرًا بالداخل”
تقدم احدهم فجأة ،
“أعطني هويتك نريد التحقق منها،”
“حسنًا”
أخرجتُ شعار البرج و أعطيتها له،
عندما رأى الشعار ،
وجهه اصبح شاحبًا قليلًا و بدأ ينظر اليه من الخلف أيضًا،
“أنت من برج ليونيل ؟؟!”
“اجل”
“ما سبب…زيارتك ؟”
“اه أردت زيارة احد معارفي”
“اه أنا أرى ،”
الحارس تنفس صعداء و ادخلني بهدوء،
أعاد الشعار لي ،
“إلى أين تود الذهاب،”
“إلى العاصمة”
أشار بيده إلى عربة عشوائيه بالداخل ،
“يمكنك استخدام هذهِ العربة ، سيستغرق الوصول اليها ثلاث ايام”
“شكرًا لك”
أومأت برأسي و ذهبت إلى العربة،
—
“مالذي يفعله احد أعضاء برج ليونيل هنا ؟”
“هل هو حقًا لن يفعل شيء؟”
“ليست لدينا سلطة لإيقاف احد أعضاء البرج”
“هاه ، أتمنى لو اني قادر على الاستقاله”
—
اقتربت من أحد العربات و كان سائق العربه يطعم الأحصنة ،
رفع رأسه و نظر الي ،
“أتود الذهاب إلى العاصمه ؟”
أومأت برأسي بهدوء
“نعم”
“أتود الانتظار قليلًا ؟ الأحصنة تأكل حاليًا”
اقتربت منه و وقفت بجانبه…
“لا مانع لدي”
يبدو ودودًا جدًا،
“هل أتيت إلى هنا بسبب المهرجان ؟”
“مهرجان ؟ لم أكن أعرف،”
“أنا أرى ، أصبح عدد الزوار أكثر بسبب المهرجان الذي يقيمه ولي العهد ،”
“متى سيقام ؟”
“بعد اسبوع سيقام المهرجان ، لابد أن العاصمه فوضوية قليلًا الان ”
“…”
نظرت إلى الأحصنة ،
و شعرت بمشاعر غريبة ،
هل هو بسبب أنني هنا ؟ أزور موطني الذي ولدت به ؟ أم هو بسبب أنني سأزور ذلك الرجل ؟
أشعر بالثقل في قلبي،
“كنت أفكر بالأمر قليلًا، ولكن لهجتك تشبه سكان العاصمه …”
ارتبكت قليلًا بسبب هذا الكلام ،
عقدت ذراعي و نظرت اليه بهدوء قائلًا
“لابد أنك تتخيل ، أنا لستُ بشريًا كيف أولد هناك؟”
“إنك محق بالفعل هاهـ ، لابد أنني متعب قليلًا”
“اه – كم سعر التوصيل ؟”
“سيكون ب٥ فضه،”
“هذا غالٍ قليلًا …”
“إذا كنت تود فيمكن جعل الرحله جماعيه ،”
“لا لا بأس ، أُفضل أن اكون وحيدًا ،”
“همم ؟ حسنًا لا بأس”
من المستحيل ان أتحرك في المجموعات !
تعبت من المجموعات بالفعل !
—————————————————————————