اللهب القرمزي - 7
..
الماء هو عنصر صعب للتحكم رغم سهولة تعلمه ،
تشكيل شكل لائق قد يكون صعباً ،
رفعت يدي و حاولت تشكيل الماء
حاولت جعله بشكل كرة صغيرة
اغلقت عيوني لكي اركز على الشكل،
بعد خمس دقائق من المحاوله اخيرا أصبحت قادراً على تشكيل كرة صغيره من الماء
ابتسمت بشكل خفيف ،
“رائع !، سألغي الشكل و احاول من جديد”
ألغيت الشكل بالفعل و حاولت تشكيل فراشه
و نجحت بالفعل،
لم يعد الأمر صعباً لتشكيله ،
توقفت عن هذا و نهضت من مكاني قليلاً ،
“هاه.. هذا بالفعل يرهقني جسدياً بشكل مقرف”
“لقد تحسنت ،”
جفلت من مكاني و استدرت ،
“لِمَ انت هنا من جديد رايلان ؟”
هل انتقل آنياً إلى هنا مجدداً؟
إلى اي مدى هو كسول..
“همم ، اريد خصلة من شعرك !”
“هاه ؟ اعد ما قلته من جديد”
“اريد خصلة من شعرك !”
“هل انت مجنون؟”
مرت خمس شهور منذ مجيئي إلى هنا و في كل مره يأتي رايلان يزعجني بطلبات غير معقوله و هذهِ المره يطلب مني خصلة من شعري؟
“ارجوك فقط كنت معقولاً بطلباتك هاه …كم تريد؟”
” لا اريد الكثير فقط أعطني كمية معقوله”
احضرت المقص و قصصت جزئاً صغيراً من شعري،
“خذه”
اخذ شعري و مرر يده اليسرى فجأة
فتح كف يده و كان فيه قطعه صغيرة من الحلوى
“..؟”
“خذ هذهِ الحلوى ،”
مرت خمس شهور وهو ما يزال يعطيني حلوى ..
“انت تعرف انني لست طفلاً”
أخذت الحلوى من يده،
رايلان هز رأسه ،
“عمرك فقط ٢٥ انت صغير للغايه”
“هاه .. فقط اخرج”
“أين الطفل الذي أحضرته قبل خمس اشهر و كان هادئاً~”
“اخرج.. “
“حسناً حسنا~”
اختفى رايلان امامي،
و لا تزال كرات المانا تحوم حول المكان الذي اختفى فيه رايلان ..
هل هو بسبب انه تنين ؟ تلك الكرات تحوم حوله بكثره ،
جلست على السرير و نظرت إلى النافذة ..
“إلى اي مدى ينوي حبسي في هذهِ الغرفه ؟”
لا يهم اي رفاهية قد احصل عليها ،
طالما انني محبوس فأنا اشعر باختناق شديد..
توقفت عن التفكير كثيراً و نظرت حولي
كانت هناك صحيفة موضوعه على حافة السرير، تتكلم عن اخبار إمبراطورية غيوريل..
هل يجب ان ألقي نظرة عليها ؟
أمسكت الصحيفه و فتحتها و اول ما ظهر لي
هو كان وجه اخي التوأم ، اخي الموهوب و المحبوب في اي مكان يذهب اليه ،
“لماذا صورته هنا ..؟”
تنهدت و قرأت المحتوى ،
{خبر غير مسبوق!}
{احد من عامة الشعب اصبح قائد الفرسان الإمبراطوري بعدما نجح في أكاديمية الفرسان بالمركز الاول بالمستوى الإمبراطوري ، ارثر انه قائد الفرسان الجديد}
{التاريخ يسجل هذا ! انه اصغر قائد للفرسان الإمبراطوري}
{عمره فقط ٢٥ و حقق هالة السيف بالفعل ! انه عبقري}
تنفست الصعداء ، و ابتسمت قليلاً
“حققت حلمك بعد كل شيء هذا متوقع من اخي !”
حل الصمت في الغرفه لعدة ثواني
“..”
“لا بد انه نسى امري اليس كذلك؟
سيعيش حياته بشكل جيد حتماً”
وضعت الصحيفة على الطاوله و بدأت أكمل التمرين حول الأساسيات ،
“كما هو بدأ يتعايش مع حياته الجديده ، فأنا أيضا يجب ان أتعايش مع حياتي هنا”
***********
دخل رايلان غرفته و خصلات الشعر لا تزال بيديه ،
وضعها فوق المكتب و بدأ بربط شعره الطويل
وهو مبتسم بشكل خفيف،
“أتسأل ما إذا كان بأمكاني اكتشاف شيء ~”
و بعد مرور القليل من الوقت جلس رايلان على الكرسي و جعل خصلات الشعر تطفو بسحره ،
“همهم~”
فجأة رايلان توقف عن الحركه و بدأ يحدق بالشعر ،
“مهلاً هناك شيء غريب –
الشعر فقد بريقه الخاص او بالأحرى اصبح باهتاً ؟”
رايلان امسك ذقنه، وهو في حيرة من أمره،
-كيف فقد بريقه؟ هل من الطبيعي ان يصبح الشعر باهتاً هكذا ؟-
اقرب رايلان خصلات الشعر اكثر،
“همم ، هل يجب ان اجرب هذا ؟”
امسك رايلان خصلات الشعر و ضخ القليل من المانا إلى داخل الشعر ،
بدأ الشعر يستعيد حيويته و لونه،
اصبح يتألق مجدداً بلون قرمزي جميل ،
اتسعت عيون رايلان بسبب هذا الموقف الغير متوقع ،
“يا إلهي- هل هذا ممكن حتى ؟، جربت الأمر كمزحه ولكن في هذا الوضع حالياً فهو ..”
-هل هذا ممكن حتى ؟ يبدو و كأنه …
ابتسم رايلان و بدأ يضحك ،
“هاها هذا حقاً جعلني أبدو غبياً ،..
طوال ال ٥٠٠ سنين التي عشتها تلك اول مرة أرى شيئا كهذا”
—بدل من ان يكون الجسد هو وعاء المانا بل بالعكس ان المانا هي وعاء جسده—
“كنت أتسائل ما إذا تنيناً بسبب نقاوة المانا خاصته ولكن هذا غير ممكن التنانين تتعرف على بعضها البعض بالفطرة”
انخفضت عينيه إلى خصلات الشعر،
و لعدة ثواني مع التحديق ،الشعر اصبح رماداً و اختفى بين يديه ،
رايلان اغلق كف يده بقوة
“هاها لم اعد انصدم حتى ،
قرأت كل الكتب متعلقه بأي عرق منقرض او موجود منذ القدم ولكن لم اعرف اي شيء عنه،”
..
دخل ليوجين إلى الغرفة و حدق برايلان لعدة ثواني
“..”
“ما الأمر مع هذهِ الابتسامه المريبة؟”
“هاها لو تعرف ماذا رأيت تواً ~”
“لمَ ربطت شعرك؟ هل جننت مرة أخرى ؟”
فك رايلان ربطة شعره و عدل على جلسته،
“دعك من هذا ، لماذا انت هنا ؟”
“مظهرك قد جعلني أنسى لماذا أنا أتيت إلى هنا احم .. على اي حال هناك مجموعة من الفرسان من امبراطورية لوريليان،”
“لماذا اتى مجموعة من البشر إلى هنا ؟”
“من يعرف ؟ انهم يطالبون برؤيتك،”
“ادخلهم”
“هل انت متأكد ؟”
“و لِمَ لا ؟، اريد معرفة كيف واتتهم الجرئه على القدوم إلى هنا”
“حسناً سوف أناديهم الى هنا”
مرت خمس دقايق و دخلت مجموعة من الفرسان إلى هنا ،
عاد ليوجين إلى الداخل بعدما غلق الباب و وقف بجانب رايلان
قائد الفرقه تقدم إلى الأمام قليلاً و أحنى رأسه و يده على صدره ،
“نحيي سيد البرج ، رايلان ليونيل، اعرف عن نفسي أنا شيلارد قائد هذهِ المجموعة”
قال رايلان و بنبرة ساخرة ،
“اذن ، لماذا اتت مجموعة من الفرسان إلى هنا ، يقتحمون أراضي البرج بكل وقاحه ؟”
توتر شيلارد و بدأ يتصبب عرقاً بارداً ،
“نحن هنا من اجل العثور على ليغن،
القاتل المتسلسل ليغن”
ضحك رايلان بصوت خافت و جلس رجلاً على رجل ،
“اذن انتم اقتحمتم أراضي البرج لأجل هذا ؟ ليغن ميت لذا عودو أدراجكم “
شيلارد ابتلع ريقه و حاول ان يثبت شامخاً،
“ولكن سيدي ! هذا انتهاك واضح للعقد كيف لك ان تقتل بشري حتى لو كان قاتلاً؟”
تنهد رايلان و بدأ بفرك شعره،
“هل انتم اغبياء ؟ هو من اقتحم أراضي البرج و بشكل صارخ اخترق العقد و طلب بكل وقاحة الدخول إلى البرج”
ارتفعت زوايا شفتي رايلان قليلاً ،
“و أيضاً هذا يعتبر دفاعاً عن النفس ، ليغن حاول قتل تلميذي”
تنهد ليوجين و غطى عينيه بيده و فركهما قليلاً ، و تمتم لنفسه
“هل قررت ان تعلن الامر بهذا الشكل ؟ احمق “
اندهشو الفرسان و يحاولون إخفاء دهشتهم عما سمعوه للتو ، و بدأو يتهامسون فيما بينهم ،
“تلميذ ؟ الم يكن سيد البرج يرفض التلاميذ بشكل قاطع”
“هذا الذي أقوله ، كيف سيكون شكله ؟”
“هل تتوقعون ان يكون تنيناً ؟”
شيلارد كح بصوت عالي و اسكت الفرسان ..
“أرجو المعذره .. هل قلت تلميذ ..؟”
صوت شيلارد كان يرتجف ،
“ولكن الست انت من ادخله البرج !؟”
“هاهاها أنا فقط أدخلته لأن تلميذي حساس قليلاً تجاهي لذا احضرت بشرياً ليرافقه ولكن لسوء الحظ كان قاتلاً”
وقف شيلارد عاجزاً عن الرد ،
“اذن .. هل حقاً ليست كذبة عندما قلت انه لديك تلميذ ؟”
“ياللأسف أتعتقد انني اكذب ؟ هل تريد مني مناداته كي تصدقني ؟”
شيلارد أومأ برأسه ،
“أعتذاراتي و لكن إذا كان ممكناً ،..”
“ليوجين اذهب و نادي الفتى،”
احنى ليوجين رأسه قليلاً ،
“حاضر،”
خرج ليوجين من الغرفة و اغلق الباب خلفه ،
بقى رايلان و الفرسان في الغرفة ،
كان رايلان مبتسماً و يحدق بهم بهدوء ،
كانت الغرفة هادئه و لا احد يصدر اي صوت ،
“….”
“…”
******
اتكأت على السرير و محاولاً التعود على عنصر الماء ..
لماذا عنصر الماء معقد هكذا ،؟
هاه .. حدقت بالسقف قليلاً
فتح شخص ما الباب،
رفعت رأسي و رأيت ليوجين هو من فتح الباب ،
“هاه؟”
“انهض و غير ملابسك ،هذا الوغد قد فعل شيء عديم الفائدة حقاً”
“ماذا حدث ،؟”
“سأشرح لك لاحقاً انت فقط غير ملابسك حالاً”
****
بعد ١٠ دقائق فتح ليوجين الباب و كان خلفه رين ،
و وقفو بجانب رايلان بهدوء،
ما بالهم واقفين هكذا ..؟
“اذن هل صدقتم الان ؟”
نهض رايلان و وضع يده على كتفي و سحبني إليه ،
“انه تلميذي”
قالها بنبرة متعجرفة و وقحة للغايه ،
صحيح ان ليوجين قد شرح لي انه قرر إعلان وجودي بالبرج هكذا و لكن اليس الموقف غريباً ؟
“اذن في النهاية كان الامر حقيقياً ..”
بدأ الجنود يتهامسون فيما بينهم ،
“هذا مستحيل ،..”
“لم أتوقع ان اشهد هذا بعيناي ! انت تعرف ان سيد البرج لم يتخذ اي تلاميذ أبدا”
“ولكن بطريقة ما تلميذه يبدو مميزاً ، الا تتفقون؟”
“حسناً انت محق يحيط به شيء غريب يجعلني لا ابعد عيناي عنه ، مظهره شيء ثاني حقاً”
——
بالرغم من انهم يتهامسون ولكن مازلت استطيع سماعهم ، حاسة السمع عندي قوية بشكل ملحوظ ،
وضعت يدي خلف ظهري ،
أتمنى انهم لم يلاحظو الارتجاف في يدي، فأنا اخاف من التجمعات الناس ..
اقترب رايلان مني و همس بأذني ،
“هل انت خائف ؟”
اومأت برأسي ،
في النهايه فقط رايلان يلاحظ تصرفاتي الجسديه،
أومأت برأسي فقط ، و لم ارد عليه
ابتعد رايلان عني ،
“اذن هل أرضيتم فضولكم ؟”
رد شيلارد بصوت هادئ،
“احم ، نعم يا سيد البرج ، سأبلغ كل شيء للأمبراطور”
انحنى قليلاً و أصبحت غرفة رايلان صامتة ،
…
تقدم ليوجين بسرعة و امسك ياقة رايلان بقوة وبدأ بمعاتبته ،
“هل انت مجنون ؟؟؟ هذا الفتى لم يتقن اي شيء بعد ! لماذا قررت الإعلان عنه بهذهِ الطريقة ؟؟”
اه.. يبدو غاضباً و لكن رغم هذا ان رايلان يبدو هادئاً ،
“اليس من الافضل جعلهم مشغولين ؟ سينسون امر الحرب إذا افتعلت الفوضى هكذا ؟”
“أيها المجنون أولست تدرك ان هذا الفتى لا يزال ضعيفاً !؟”
تمتم رايلان ببضع كلمات ،
“سنتين فقط~”
“هاه ؟”
“سنتين فقط ستكون كافية لجعله لائقاً~”
“..”
ليوجين اصبح عاجزاً عن الرد و افلت ياقة رايلان،
حدق به و عيونه مليئه بالاشمئزاز مما قاله رايلان ،
“أتدري ماذا، افعل ما تريد هاه ،”
أعتقد أن يوجين هو الشخص الوحيد الذي يعامل رايلان بهذه الطريقة الوقحة،..
“هاها لا تقلق سأجعله لائقاً للغايه ، رين يجب ان تتجهز حتماً،”
“سأتحمل اي شيء بطريقة ما ..”
———————————————————