إنتقام وائل - 1
كانت ليلة هادئة في قرية الزيزفون الصغيرة، حيث كانت السماء تضيء بنجومها المتلألئة والقمر ينير الطرقات. وائل، شاب في العشرين من عمره، كان يجلس مع عائلته حول مائدة العشاء، يتبادلون الأحاديث والضحكات. كان والده، عبد الرحمن، رجلاً قوياً يعتز بأسرته، ووالدته، ليلى، كانت امرأة طيبة القلب تهتم بأدق تفاصيل حياة أبنائها. أما أخته الصغيرة، ياسمين، فكانت زهرة المنزل، تعطيه حياة وألواناً.
في منتصف الليل، وبينما كان وائل في فراشه، استيقظ فجأة على صوت صرخات مرعبة تقطع سكون الليل. قفز من سريره واندفع نحو النافذة. كانت القرية غارقة في الفوضى، ألسنة اللهب تتصاعد من المنازل، وصرخات الرعب تملأ الأجواء. وحوش ضخمة بشعة ذات عيون متوهجة وأنياب حادة، تهاجم كل شيء. تلك الوحوش لم تكن إلا تينكو، مخلوقات خرافية لا تعرف الرحمة.
ركض وائل نحو غرفة والديه، لكنه وجدهم ممددين على الأرض، غارقين في دمائهم. لم يصدق عينيه، كانت والدته ميتة ووالده يصارع أنفاسه الأخيرة. قبل أن يلفظ والده أنفاسه الأخيرة، همس في أذن وائل: “اهرب، احمي نفسك وابحث عن الانتقام”. لم يكن هناك وقت للحزن، فاندفع وائل خارج المنزل بحثاً عن أخته الصغيرة، لكن كل ما وجده هو بقايا منزل محترق وصمت قاتل.
وقف وائل وسط القرية، مذهولاً، يشاهد دمار منزله وعائلته وأهل قريته. شعور العجز واليأس كان يملأ قلبه، لكنه في تلك اللحظة، قرر أن ينتقم. عاهد نفسه أن يقضي على كل تينكو يواجهه، وألا يرتاح حتى يرى دماءهم تملأ الأرض.