تحت ضوء النجوم - 4
★الفصل الرابع★
“من إنت؟”
شعر بالخدر بعد سماع تلك الجملة… حاول عدم اتصال اعينهم مع بعض وبدأ بشبك ايديه وقال بتوتر واضح:
“ايث… ايثان! ناديني ايثان!”
وقف مباشرًة بعد جوابه وقال وهو يحاول الهرب بينما يلوح بيدع وهو يتجه الى الباب:
“يجب أن اذهب الآن!”
وقف ليفانور من مكانه وحاول لحاقه لكن عندما وصل الى باب الحانة وبدأ والتفت حوله لم يجد اثره حتى.
استغرب كثيرا… لقد كان امامه قبل قليل كيف اختفى بهذه السرعة؟ لكنه لم يهتم ورجع الى طاولة التي كانوا جالسين عليها وقال بينما يؤشر الى الباب:
“إنه سريع بالفعل لم استطع لمحه حتى!”
قال ديفيد بينما يتكأ ظهره على الكرسي:
“بالتاكيد انه سريع، ماذا تتوقع من شخص يحاول الهرب من شخص متشبث؟” بدأ ينظر له بنظرة خبيثة “هل تظنه بطيئ مثلك؟”
بدأو الجميع بالضحك وليفانور يحاول تبرير الموقف:
“انا ضخم ومليئ بالعضلات وهو صغير وقصير! صحيح انه اسرع مني لكن من المحتمل انني قد اهزمه في قتال الحر!”
قالت سيلفيا بينما تحاول تكتم ضحكتها:
“انا محق بالفعل انت الأقوى جسديا! لا تحزن فاساساً ديفيد لا سريع ولا قوي!”
رفع ديفيد حاجيه وقال بانزعاج متصنع:
“اه! اعذريني لكني الذكاء بينهم جميعاً بالتأكيد انهم لا يعرفون كيف يحلون معادلة رياضية سهلة حتى!”
بدأو بالضحك وبعد مدة اصبحوا يتكلمون عن مواقف واشياء حدثت لهم قبل ايام لكن جذب انتباه استر موضوع قالته آريا.
“البارحة كنت في مهمة لنقل بعض الخضار من المخزن الى المطعم المجاور، وبينما كنت احمل الصناديق الثقيلة أحسست بالتعب فقلت لنفسي يجب ان اذهب بطريق مختصر! ذهبت من خلال الزقاق الضيق وبعد ان مشيت مسافة قصيرة رأيت رجلين يتصرفون طريقة غريبة جدا.
كان اعينهم حمراء ويبدون كالثيران الهائجة، لقد كانوا يتنمرون على طفلة صغيرة ويركلونها على ظهرها وهي لا تستطيع المقاومة فتركت الصندوق على الارض وامسكت ببطيخة داخل الصندوق ورميته على احدهم بقوة لدرجة انه اغمي عليه!
والثاني تفاجى ونظر الى ناحيتي واتى ليضربني ايضا لكني تزحلقت بين ساقيه وهربت منه، لم اشعر انه بكامل وعيه كأن احدا يضغط عليه،وكان يريد ان يخرج المه المكبوت على شخص اخرى… اقتربت للفتاة وكانت مغطى بالدماء كان المنظر مريع جداً وثم تأكدت من نبض قلبها…
كان قلبها ينبض وزفرت بقوة وراحة لكن لم تمر ثواني الا انني وجدت الرجل الذي كان يريد ضربي يقف ورائي وهو ماسك بحجرة كبير هربت قبل ان تصيب ظهري، نظرت حولي لاجد اي شيء يمكنني الدفاع عن نفسي به ووجدت قطعة من البطيخة التي رميتها منذ مدة ومسكتها ورميتها بكل قوتي لكي تأثر على جمجمته وضربت رأسه بالفعل واغمي عليه بجانب صاحبه.
وضعت الفتاة الصغيرة على ظهري وركضت الى الصيدلية الصغيرة الموجودة بقريتنا وفتحت الباب بقوة وناديت على الطبيبة، خرجت الطبيبة فجاة من غرفة الادوية ونظرت الى ملابسي بصدمة فهي كانت مليئة بالدماء بالفعل وعلى ظهري تلك الفتاة الصغيرة لكنها ادركت الوضع وصرخت بينما ذهبت لتجلب الأدوات الطبية:
“ضعيها على السرير بسرعة!”
وضعتها وتذكرت امر الرجلين فمن المحتمل ان يقومون باي دقيقة فصرخت بقوة لها:
“ايتها الطبيبة ارجوك ساعدي تلك الفتاة سوف اذهب لشيء مستعجل”
فهمت الطبيبة وقالت: “يمكنك الذهاب الفتاة ستكون مسؤوليتي حالياً.”
خرجت من الصيدلية بكل سرعتي وقابلت فارس ملكيا! وحاولت اقناعه بالقدوم معي لنمسك الرجلين المغشى عليهم في الزقاق:
“سيدي ارجوك ساعدني هناك رجالن من القرب من هنا كانوا يضربون فتاة صغيرة ولم يكونون على طبيعتهما ارجوك ساعدني بامساكهم من المحتمل ان يضربون احدا اخر!”
هلع الفارس من منظر ثيابي وحاول تهدأتي وقال وهو يمسك كتفي: “اين هما؟”
اشرت الى الزقاق وبدأ بالركض وركضت ورائه
ووجدنا الرجلين مغمي عليهم كما تركتهم وقلت للفارس:
“هؤلاء الرجال هم من ضربوا الفتاة الصغيرة!”
لم يشك الفارس من كلماتي فمن الواضح بقع الدم في كل مكان وقال لي:
“يمكنك ترك البقية لي يمكنك الذهاب الآن.”
انحنيت له بآدب وشكرته بسرعة وبدأت بالركض مجددا عند الفتاة المسكينة وعندما وصلت فتحت الباب سريعاً وجدت الطبيبة امامي وهي تبتسم بهدوء: “فالتخفضي صوتك فالفتاة نائمة.”
شعرت كان شلال من الراحة انصب علي وسألتها بعدها: “كيف حالها؟”
قالت الطبيبة بينما تنظر لها: “لقد عقمت وضمدت جروحها وكدماتها وسقطت نائمة من التعب فهي تحملت الكثير من الضرب وتحتاج الى وقت لتشفى، وبالنسبة لعائلتها فانا اعرفها بالفعل، انها تأتي دائما بالقرب من عيادتي هي وعائلتها فال تقلقي عليها سأخبر اهلها عن حالها.”
جلست على الارض بتعب وتنهدت براحة ونظرت الى الطبيبة بامتنان: “شكرا لمساعدتي.”
ابتسمت وقالت: “انا من يجب أن يشكرك فالولا وجودك هناك لكانت الفتاة ميتة الآن.”
بعدها استقمت من مكاني وذهبت في طريقي لكني احسست في أن هناك شيء ناقص… بعدها تذكرت انني لم اخذ صندوق الى المطعم فركضت هناك وانا احمله الى المطعم لكن عندما دخلت المطبخ نظروا الجميع من المطعم بصدمة! ذهبت الى هناك واخذت الصندوق واتجهت للمخزن والطباخ اغمي عليه من الدماء المنتشرة على ثيابي، اتت النادلة واخذت الصندوق مني وقالت بقلق:
“يجب ان تذهبي الآن فمن الممكن أن يغمى على الطباخ مرة اخرى ان رأك!”
تركت الصندوق واستوعبت انني ذهبت الى هناك وبلوزتي عبارة عن لون من الدماء فذهبت الى المنزل وغسلته وذهبت للنوم بعد يوم طويل.”
قالت سيلفيا بقلق وهي تمسك يد آريا وتنظر الى عينيها:
“كيف يمكنك ان تخاطري هكذا! كان من الممكن ان تموتي!”
قالت بينما تحك رأسها وتغمض عينها: “هيا بحقك انا اقوى من ان يهزمني هؤلاء!”
بينما كانت آريا تحاول اطمئنان سيلفيا والاخرين كانت استر غارقة في افكارها… كيف يمكن ان يوجد شيء يجعل المرء يتصرف
مثل هذه التصرفات المريبة…
افاقت من شرودها للحظة ونظرت الى الوقت وكان وقت الغروب بالفعل فاستقامت بسرعة وهي تلبس ردائها:
“سوف اذهب لقد تأخرت على عشاء العمل. فهناك الكثير من الاشياء التي يجب ان انهيها اليوم.”
قام الجميع في توديعها وخرجت الى نفس الزقاق المظلم التي اتت منه وانتقلت آنيا الى غرفتها.
نزعت ردائها وارجعته الى مكانه في درج المكتب. بعد لحظات دقت مايدي الباب وقالت: “سمو ولية العهد هل يمكنني ان ادخل؟”
قالت استر وهي تعدل جلستها من على الكنب: “ادخلي.”
دخلت وورائها خادمتين إضافيتين وقالت بينما تنحني: “مساء الخير جلالتك لقد جئنا لمناداتك على العشاء.”
عم السكوت الغرفة لدقيقة وبعدها قالت استر بهدوء: “حسنا سوف انزل.”
نزلت استر الى الطابق السفلي واتجهت الى غرفة الطعام بينما تمشي ورائها مايدي.
عندما وصلت شعرت أن بغضب شديد وكان الدم يغلي في جسدها وقالت بنبرة حادة:
” لديك وجهه لاظهاره في القصر الامبراطوري بعد ما فعلته؟”
يتبع…