تحت ضوء النجوم - 8
بدأت بالعمل بالفعل فان المماطلة لن تكمل عملها مرت ربع ساعة حتى دق الباب، “يبدو أنها مايدي” قالت استر في نفسها وثم صرخت: “لقد اخبرتك أن تدخلي الباب بدون ان تطرقيه!”
فتح الدوق الباب وقال وهو ينظر لاستر بمرح وسخرية: “لم تقولي لي هذه مطلقاً!”
ادركت أن الدوق موراي دخل الى المكتب وسوف يبدأ رنين الرأس بالفعل: “اليس لديك اي عمل؟”
قال الدوق وهو يهز كتفيه ووضع يديه في جيوبه: “عملي هو الوجود بجانبك.”
تقدم لها الى مكتبها وبدأ بمسك بعض الاوراق من على المكتب وقرائتها… بعد انتهائه اخذها معه الى الكنبة وامسك بورق وقلم على الطاولة التي امام الكنبة وبدأ بالكتابة.
انصدمت استر من وقاحته فهو لم ياخذ اذنها حتى!
قالت وهي تتكأ على مكتبها وتنظر له بنظرة حادة ومنزعجة: “لا اعتقد انني اعطيتك الاذن لأخذ اشيائي الخاصة.”
ادرك الدوق كلماتها وقال بتوتر وادراك: “اوه اعتذر سموك! لكني معتاد على اخذ الاوراق من على طاولة الإمبراطور وصنع ملخص بسيط له لتقليل الوقت والجهد لقرائة كل هذه المقدمات والكلمات المشفرة واقرئه له بعدها وهو يقرر اذا يوقع عليها ام لا.”
شعرت استر ان كلامه منطقي فهذه سوف يقلل الوقت والجهد. قالت بينما ترجع الى أوراقها ولا تنظر له: “حسناً اكمل ما كنت تفعله.”
ابتسم الدوق لها واكمل عمله وبدو منغمسين جدا في الاعمال حتى جاءت مايدي الى الداخل وهي تنحني بادب: “اسفة على التأخر لكني عرفت أن الدوق هنا فصنعت فنجان شاي اخر.”
رفعت استر راسها من الأوراق وابتسمت لمايدي: “شكرا لك، يمكنك الذهاب الآن.”
انحنت مايدي لهم باحترام وخرجت وكان الدوق ينظر الى استر لفترة حتى ان لحظة استر وقالت: “ماذا هناك ايها الدوق؟”
انتفض من مكانه ورجع وهو ينظر الى الأوراق ويتجنب النظر اليها: “لا شيء… لكن انها المرة الأولى التي ارى فيها ابتسامتك بالفعل، لقد كان ابيك يتكلم عن ابتسامتك في كل دقيقه وكانه يوصفك كأنك حورية تمشي على الارض… كنت اظنه ان سموه لديه عقدة الابنة لكني فهمت ما يقصده الآن.”
استر احمرت خجلا من كلماته وقالت بينما تشح نظرها عنه وتنظر الى النافذة: “….هل كان أبي يقول هذه حقاً؟”
ضحك الدوق بخفه من لطافتها وقال وهو يضع يده على فمه لكتم ضحكته: “بالتأكيد! لقد كان يفجر طبلة اذني من كلامه لكي وغزله بلطافتك وتصرفاتك… وشكلك وعيناك السحرية الشبيهة بالكوارتز الزهري التي تسحر كل من يراها.”
شعرت استر بعدم الراحة من كلماته المغازلة واشرت اليه بانزعاج واتهام: “هل انت منحرف؟ سوف اقتلك اذا فكرت بالاقتراب مني!”
انصدم الدوق ووقف بمكانه وهو ينفي بيده بتوتر: “لم اقل اي شيء! هذا كلام ابيك ليس انا! انتِ بمثابة ابنتي ارميز كيف افكر بهذه الطريقة القذرة؟!”
جلس في مكانه مجددا وقال بتنهد: “وبالمناسبة يا جلالتك انا متزوج وانا احب زوجتي فلا تجعلي تفكيرك يذهب بعيداً”
ضحكت استر بسخرية وشدة وهي تمسك بطنها من كثرة الضحك: “كان يجب أن ترى وجهك وانت تحاول تبرير موقفك! يا الهي كان يجب أن اسجل رد فعلك!”
انزعج الدوق وامسك كوب شاي الخاص به وقال وهو يسمع الى ضحكات استر وهي تسخر منه: “حسنا لقد نلت مني بالفعل سمو الاميرة.”
وضعت استر يدها على خدها ونظرت له بفضول: “هل قلت قبل قليل ان لديك فتاة اسمها ارميز؟”
رشف الدوق من الشاي وقال بفضول: “هذه الشاي لذيذ حقا! انه حامض وحلو بنفس الوقت لم اذق مثله في حياتي!”
قالت استر وهي تقول بلا حيلة: “هذه شاي جديد ونادر لقد ارسله لي الوفد الصيني الذي زارونا قبل ٣ سنوات ويتم زراعته فقط في شرق اسيا.”
اشارت له وقالت له وهي تقطب حاجبيها بانزعاج وتذمر: “وايضا لا تغير الموضوع ايها الدوق.”
تنهد الدوق وقال وهو يضع الفنجان على الطاولة:
“حسنا لقد امسكتني بالفعل لا استطيع التهرب، لدي طفلين الكبير اسمه ألبرت عمره اثنا عشرة سنة وهو وريث الدوقية ويتدرب لكي يصبح فارس ويصبح فارسك الشخصي بالمستقبل… فمن واجب الدوقية ان يكونون مع السلالة الامبراطوريين في كل جيل ويصبحون فرسانهم لكني لم اكن اهتم في المبارزة او السيوف فانا احب الآدب والتاريخ والسياسة اكثر فلهذا اصبحت مساعد الإمبراطور السابق بدل ان اصبح فارسه، وابنتي الصغيرة تبلغ 9 سنوات فهي مثلي تحب الدراسة وهي مهووسة كتب لا تخرج من غرفتها الا نادرا وهدفها ان تدخل الى الأكاديمية الإمبراطورية بدون توصيات مثل باقي النبلاء فهي تريد ان تدخل بجهدها الشخصي.”
قالت استر وهي تضرب اصابعها بخفه على الطاولة وتفكر: “مثيرة للاهتمام… اريد ان اقابلها.”
قال الدوق بهدوء ومرح: “بالتأكيد هاهاها…. مهلاً ماذا؟؟!”
نظرت استر اليه بتعجب وحيرة وقالت: “اريد ان اقابلها. هل هناك مشكلة؟”
قال الدوق بتوتر وهو يحاول ان يشرح الموقف: “اه سموك لكن ابنتي وقحة بعض الشيء وهي لم تخرج الى العالم الاجتماعي بعد وانا لا استطيع أن اضمن انها سوف تخرج من القصر الملكي بسبب لسانها.”
قالت استر بهدوء وجدية: “لا مشكلة سوف اجهز لها حفل شاي وساجعل هويتها سرية بين الخدم في القصر… واذا كنت قلق على رأسها فلا تقلق سوف تكون في ايدي امينة.”
قال الدوق وهو يتمتم بتوتر وهدوء: “انا خائف من هذه الأيدي بالفعل.”
قالت استر وهي تخفي غضبها تحت ابتسامتها: “سمو الدوق الا تعرف ان اهانتي امامي هكذا يعتبر اهانة للعائلة الإمبراطورية؟”
قال الدوق وهو يحاول ان يجاريها: “هاهاها… حسنا سموك سوف اخبرها بدعوتك الكريمة لها واخبرك ردها قريباً..”
عادت استر بالفعل الى اوراقها وقالت بهدوء وجدية: “حسنا، وايضاً فالتكمل عملك بسرعة فالوقت يضيع منا.”
قال الدوق وهو مستنفزة منه كل طاقته بعد نقاشه معها وينظر الى الأوراق: “حاضر سموك…”
بعد عدة ساعات…
كان الدوق واقف عند استر وهو يشرح لها بعض الاتفاقيات والوثائق لكي تفهمها افضل لكن قاطع صوت دق الباب كلامهم.
نظرت استر الى الباب وقال بهدوء وجدية: “ادخل.”
دخلت مايدي الى الغرفة وقالت بتوتر وهي تنحني لهم: “مرحبا سمو الدوق وسمو ولية العهد… أتيت لاخبارك أن اكبار النبلاء يريدون ان يغيروا موعد الاجتماع، فهم في الاسفل الآن.”
صمتت مايدي لفترة وقالت وهي شتات انفاسها: “أنهم يريدون ان يقابلوك على الغداء لكي لا تشعري بعدم الراحة من اجواء الاجتماعات الخانقة.”
ابتسمت استر بسخرية لانها تعرف بالفعل انهم يسخرون منها… يقصدون انها طفلة عديمة خبرة في السياسة ويستغلونها بالتمثيل على انهم لطيفين اتجاهها لكي يخدعوها.
قالت استر ببرود وهدوء وتركت اوراقها وهي تستقيم: “حسنا سوف انزل بعد قليل.”
انحنت مايدي مرة اخرى وقالت: “سوف انتظرك في الاسفل سموك.”
خرجت مايدي من الغرفة ونظر الدوق الى استر بحماس: “يبدو انني سوف استمتع بهذا الغداء!”
يتبع…