أسطورة الفتاة الوحش - 6
إنبعاث البرق
لطالما كان موتسو ضعيف البدن والنفس، مع انه عاش طفولة لابأس بها مع والديه وأخته الكبرى رينا، على عكسه فقد كانت شخصية رينا قوية وواثقة من نفسها لحد مخيف،أما عن موتسو فقد كان ثقته هي سبب ضعفه، من عاداته السيئة إفتعال المقالب في المدرسة وإستفزاز أصدقائة لذا فخاتمة الأمر دوما شجار..في هذه الأثناء وجد نفسه يركض وراء كورين التي انتبهت له منذ مدة… لأنه كان خائفا من المواجهة وحده… فلو ذهب وراء ميروكو لارسلته للجهة الأخرى طيرانا… توقفت كورين واستدارت له بنظرات شفقة
“هل أنت جاد موتسو؟….أذكر أنك يجب أن تكون في الطرف الآخر”توتر موتسو وظل يفكر في هذر مناسب
“في الحقيقة…. فكرت أنه سيكون من الجيد لوتعاونا…”
“أنت خائف من القتال وحدك أليس كذلك” وبكل برود قالت كورين هذه الكلمات التي طعنت موتسو لأنها كانت الحقيقة
“تبا… لماعليك أن تكوني فطنة هكذا”تذمر موتسو فنقرته كورين بقوة
“أي أحمق سيكتشف…..هذا….موتسو إسمع تسوبارا كانت دوما تعاملك بقسوة…ليس لأنك مزعج….انها اكثر شخص يقلق عليك لدرجة لاتتصورها….لكنها تريد منك ان تصبح اقوى…لذا لاتخيب ظنها بك”
فلاش باك
“إنك ضعيف حقا أنا مندهش لأننا في نفس العمر” قال أحد الفتيان بينما كان يضرب موتسو كان يحب افتعال المقالب وخاصة للطلاب الأكبر منه ودائما مايقع في المشاكل معهم وينتهي الأمر بشجار لأن الطلاب الأكبر منه لايفهمون هذاوعلى انه مزاح
“اخرس لقد اعتذرت مرارا فماذا تريد” قال موتسو مما جعل ذاك الفتى ينفجر غضبا وكاد ان يسدد له لكمة قوية لكن فاجأه احدهم بركلة قوية جعلته يسقط وعندما نهض الفتى وهو يتألم رأى فتاة بمثل عمره مع شعر احمر متوسط الطول واعين زرقاء فمدت يدها له لتساعده على النهوض
” هل هذا كله بسبب مقلب ” قالت ميروكو للفتى
“اخرسي لاشأن لك تيا لكي… هذا مؤلم سأردها لك” قال ذلك وبينما هو متوجه لها ليرد الضربة رمقت له بظرة مخيفة وقالت “لا تقترب منه مجددا…. واياك ولمسي… والا كسرت عظامك” مما جعلته يتراجع
“نداء لحمراء الرأس…. مالذي تفعلينه لقد تأخرنا….ألم تملي من محاضرات أختي ” نادتها كورين واسرعت ميروكو لها
“اهذه تسوبارا التي أتت للقرية قبل فترة إنها فعلا قوية….كما أن شعرها فريد بطريقة ما” قال موتسو في نفسه
“لقد نجوت هذه المرة” قال الفتى بتذمر وركض متألما
نهاية الفلاش باك
بدأ موتسو بالركض وفي طريقة صادف صديقه جيمي الذي ظهر أمامه دون انذار فأفزعه
” أيها الأحمق من اين خرجت”صرخ في وجهه من الفزع
“إنها قدرتي الجديدة…..الإنتقال الأني…. أستطيع أن أكون في أي مكان أفكر فيه….”قال جيمي بحماس
“هذا مذهل…. أنا أحسدك فعلا لأني لم أكتشفها بعد”تذمر موتسو فضربه جيمي على كتفه لمواساته
“لاتحزن…. ستكتشفها بالتأكيد…تحتاج فقط لموقف جدي وبعض التركيز”
إن جيمي من القلائل الذين تقبلو صداقة موتسو بصدر رحب، تستطيع القول أن هذا الشاب يستطيع مصادقة اي من كان وهذا بسبب نيته الصادقه وحسن سيرته مع أهل القرية، درس مع موتسو من الإبتدائية للإعدادية، لذا فهو يعتبره صديقه الوحيد
نرجع للأحداث حيث تم محصارتهم من طرف جندين
“استعد جيمي…. تبا أين أنت” أدرك موتسو أن جيمي اختفى من بين ناظريه قبل أن يخبره بخطته.. وقبل أن يطلق عليهم تم سحب سلاحه عن طريق قدرة أحدهم… هجم عليهم بسيف إحتياطي صغير لكن هجومه كان بطيئا مما سمح للجنود بهزيمته بسهولة انهالو عليه بالضرب لدرجة أنه لم يستطع التذكر
” انت ضعيف جدا…الاتخجل من نفسك…مالذي كنت تفعله قبل عام” سخر الأول بينما كان يلكمه
وبدأ موتسو يتحدث لنفسه
“كالعادة دائما مايننتهي بي الأمر ملقا على الأرض”
-قبل 3 سنوات-
“اييه اانت ذلك الفتى الذي يهزم دائما” فتاة بشعر أحمر إنخفظت على ركبتيها لترى حال الفتى الذي تعرض توا لضرب مبرح
” اخرسي لست هو”اجابها كاتما دموعه
“أنت في حالة يرثى لها يبدو انك ضربت مجددا” سألت بقلق
” الأمر ليس كذلك…..اذهبي”
” ماذا…. اسفة هل جعلتك تبكي”
” غادري فقط ألا تفهمين أنا دائما أخسر لقد سئمت من هذا لم يكن لدي أصدقاء… فإخترت أن أمزح معهم… لكن الأمر انقلب علي”
” أنت مخطئ عليك أن تضحك مع الناس لا على الناس لأن أغلب الناس لايحبون المقالب التي تفتعلها وأيضا أنت لا تبدو ضعيفا لتخسر هكذا هيا توقف عن البكاء وسأساعدك…مارأيك”
” لم أكن أبكي اتفقنا…. وأيضا شكرا على انقاذي في ذلك اليوم”
“لابأس ااه بالمناسبة ماهو إسمك”قالت بينما مدت يدها له
“موتسو”
” اسم لطيف وانا م…تسوبارا سررت بلقائك”
إستقيظ موتسو على صوت جيمي الذي ظل يضربه على وجهه كي لايفقد الوعي كليا
” توقف اتريد قتلي”نهض موتسو بتذمر وابعد يد جيمي، شعر بالراحة لأنه لازال حيا
“تبا لك لقد اخفتني لوهلة… ظننتك تودع العالم” تنفس جيمي براحة
“ليس لهذا الحد “نهضا فور ان سمعا وقع أقدام الأعداء وواصلا الاختباء من مكان لآخر والتصويب على الأعداء، كان موتسو منهمكا بالمراقبة لدرجة انه لم يلاحظ الشخص الذي ينوي مباغتته بالسيف من خلف ظهره، لكن جيمي لاحظ بسرعة فدفع موتسو وتلقى الطعنة، تجمد مكانه فور أن إستوعب أن صديقه تم طعنه لكن الامر لم ينتهي عند هذا الحد فقد كان الذي طعنه رجل قوي البنية يملك يدا متفجرة أمسك رأس جيمي الذي اصبح على حافة الوداع وبدأ في الثرثرة
“كانت فكرة جيدة قبل كل شيء…. استهداف صديقك كي اخرجك من حجرك ايها الفأر الهارب…لقد نلت مني كثيرا.. لكن ليس هذه المرة… لكن غضبي لم يبرد بعد… حتى افجر رأسك واعلق جسدك على هذه الشجرة” قال وفي نبرته الكثير من الجنون، في تلك اللحظات تغير وجه موتسو بالكامل لأنه عاش حياة تخلو من الصدمات وهاهو الآن في عمر ال13 يتم طعن صديقه الوحيد أمام عينيه، اتسعت عيناه واظلم وجهه وبدأت طاقة غريبة تتغلغل في جسده خارجة من يده وكأنها شرارات برق
“أفلته… أيها الحثالة” قال موتسو بنبرة صوت عميقة
“أقلت شيئا ايها الجرذ” قال ساخرا
لم يرد موتسو عليه فقد انطلق بسرعة جنونية وقبل ان يدرك الرجل الامر كان قد تم اختراق قلبه من طرف يد موتسو التي ملأتها دماءه القذرة بعد ان اخرجها، سقط الرجل ميتا دون قول اي كلمة…. انقضى غضب موتسو الذي تحول لحزن قمدد صديقه على الأرض وظل يناديه عساه يفيق كما افاق هو قبله
“جيمي… ارجوك استقيظ…. استغادر باكرا هكذا…. انت لم تدعني اموت قبل قليل لذا لايجب على أن أدعك هكذا…… قلت لك انهض فلم يحن وقت النوم بعد” ظل يصرخ فوق رأسه بينما فتح جيمي عينيه بشكل صعب ورفع يده التي امسكها موتسو بقوة
“م.. وتسو…. أبلغ… سلامي… لفريقنا….أ..خب..رهم…أن..لا..يق..لقو علي….سأكون…. ب.. خير… مع… أمي هناك…. مبارك… اك.. تشافك… لط.. اقتك…. “تكلم جيمي بصوت متقطع فصرخ موتسو
“لاتتكلم…. لقد استدعيت الوحدة الطبية… سيأتون فورا… انت ستعيش…. سننضم لفريق المهمات الخاصة معا كما وعدنا… لذا تحمل قليلا”
“لا… تك.. ابر….لقد طع.. نت… في مكان.. خطير… حتى لو…وصلو..فلن يفعلو شيئا… لذا… اسمعني لآخر مرة…” ابتسم جيمي بينما ظل موتسو ممسكا بيده جازا على اسنانه من الحسرة فأكمل جيمي بصعوبه كلامه”.. بعد… أن أموت…. إياك… أن تتخلى عن وعدنا…. سأكون… حقا غاضبا…. إن جعلت… حزنك… يعميك… عن… ماهو مهم… انت… ستكمل دراستك…. وستلتحق بالمنظمة…. وستصبح قائدا… رائعا… كما…. كنت اراك دوما…. اتفقنا…”
“ح… س… نا” قالها بصوت مخنوق العبرات
“أنا… سعيد… لأني… تعرفت على شخص مثلك… أخبر الجميع عني… أخبرهم أني لم أكن جبانا… وقاتلت حتى النهاية…. أمي… لقد جاء الوقت فعلا… لطالما انتظرت اليوم الذي…سألقاك فيه… موتسو…فلتكن بخير”ابتسم ابتسامته الدافئة الآخيرة وانقطع صوته وكذلك أنفاسه…. جز موتسو اسنانه بقوة وظل يبكي الى ان وصلت الوحدة واخذت جثة جيمي… وعندما هدأت الأوضاع في المساء…. تم دفنه مع كل الذين ماتو في ذلك اليوم مع غياب كل من ميروكو وكاكي في ذلك اليوم والحصيلة لازالت في ازدياد
“لوعلمت ان هذا سيحذث… لما وبختك قبلها” قالت كورين
“لا تلومي نفسك…. أنا من كنت ضعيفا…تأخرت في اكتشاف قوتي وقد دفعت الثمن” ضرب الشجرة من الغضب فتنهدت كورين
“لوسمعتك ميروكو لضربتك حتي تفقد الوعي…. قولك هذا لن يزيدك إلا يأسا…وهذا ليس الوقت المناسب لكي تتزعزع…. مثل هذه الصدمات دائما ماتخلق ألما عظيما… لكنها في نفس الوقت تخلق قوة أعظم… لا اقل لاتحزن… لكن لاتطل حتى لاخور” قال كورين
“حكيمة كعادتك… بالمناسبة.. تسوبارا وكاكي لم أرهم “
“أجل إنهما مفقودتنا منذ البارحة”
“ألستي قلقة؟ “
“وفيما سيفيد القلق في وقت كهذا…على العكس… فانا قلقة على الشخص الذي إختطفهما… هل سيبقيان عضوا سليما فيه”
وبينما كانت تقول هذا ببرودها المعتاد لاحظ موتسو انها تعض شفتها السفلى من الحين للآخر وهذا يدل على القلق الشديد
“سيعودان..ومعهم جثثهم هذا اكيد” سخر موتسو
“أجل”ابتسمت كورين