التوأم - 8
مر يومين على هروب الأربع أمراء يصحبهم حبيب الأميرة وحارسها..
نظرت سايا لخارج الكوخ ثم دخلت “الى متى سنبقى هاربين؟. لا أعتقد أن الأموال قد تكفينا لمدة شهرين..”
تنهد مارت “انتِ مزعجة..”
نطقت سايا “لعلمك أنا أقول الحقيقة..” تنهدت سايا “سيكون من الصعب علينا التعايش بأهمالكم هذا..إلا أن كنتم تريدون العودة للقصر..أعتقد أن علينا العودة!.”
“لا أعتقد أنها فكرة صائبة.” قال جيفري الذي دخل ورمى خمسة أوراق بها صور كل من مارت، كيفن، سايا، ريكا، ريوس.
حمل كيفن أحد هذه الأوراق “أنا مشهور حقًا، انتظروا لجمالي!”
امسكت ريكا بالورقة “رائعة يا أنا! أنظر المبلغ الذي تمت مطالبتي به! هذا مثير للاهتمام حقًا.”
نظر مارت لصورته “أي نوع من الرسامين هذا؟! لقد قام بتشويهي!.”
تنهد ريوس “ما شأني أنا..هل وليام يدخلني بكل شيء؟!.”
بينما كانوا يتناقشون عن هذه الأوراق كانت سايا ممسكة بورقة طلبها “هل أنتم مدركين لهذا؟!. ساتو نشروا خبر طلبنا أن كنا احياء أو أموات!”
تنهد كيفن “ساتو يبالغون حقًا، هذا مضحك.”
جلس جيفري أرضًا لينطق ريوس “لما لا توجد ورقة تطلب الإمساك بك؟!”
“لأني ذكي عزيزي ريوس، على عكسك، انت هربت معهم بشكل فاضح، أما أنا واصلت عملي بشكل طبيعي وأنكرت عن معرفتي بهروبهم لهذا نجوت من الأمر.” قال جيفري بثقة.
تنهدت سايا “ماذا لو طلبوا المساعدة من دان؟. وقتها سيكون من السهل امساكنا..”
“انظروا من تتحدث، التي قبل قليل كانت تفكر بالعودة.” قال مارت ساخرًا.
“اخرس!. لم أظن أن الأمر سيصل لهذا الحد!.” صرخت سايا لينهض كيفن.
“أنتم مزعجين، سأخرج قليلًا.” قال كيفن و ارتدى رداء غير شكله.
“سآتي معك..” قالت سايا ونهضت وأخذت مشبك شعر و وضعته على شعرها يتغير شكلها “أتعلم شيء جيفري؟ ساعدتنا كثيرًا..أولًا بأيجاد هذا الكوخ.. ثم محاولة تضليل الفرسان..ثم جلب هذه الملابس.”
أبتسم جيفري “هذا أبسط ما يمكنني فعله.”
تنهد ريوس “أتساءل كيف تجلب هذه الأمور ببساطة..هذا مثير للشك..”
ضحك جيفري ونهض “سآتي معكما للتأكد من أمانكم، ريوس سيبقى لحماية سموهما.”
“من حدد هذا؟!. سأذهب مع سايتي أنا وانت ابقى، لا أستطيع البقاء بنفس المكان مع تلك ذات الشعر القصير..تريد أكلي!.” قال ريوس معترضًا.
“من قال؟ لن اكلك هكذا بدون أن اقطعك أولا.” قالت ريكا واخرجت بعض الأسلحة ليختبئ ريوس خلف سايا.
تنهدت سايا “جيفري ابقى انت، انت متعب أساسًا.. سيأتي معنا ريوس.”
أومأ جيفري “كما تطلبين.” رمى الرداء لريوس ولبسه فتغير شكله.
خرج الثلاثة معًا واتجهوا لسوق اولوريا “هذا مخيف حقًا..أعتقد أن علينا تغير العالم.. أليس هذا أفضل؟؟.”
ضحك كيفن وتكلم ريوس “لما لا نذهب لعالمي؟؟.”
“اعتذر عزيزي ريوس..لا أستطيع تحمل حرارة عالمك.” قالت سايا.
“هذا قاسي..” قال ريوس خائب الأمل.
“لنذهب لعالم السادس.” قال كيفن.
“العالم السادس؟ عالم الوحوش؟ همم.. هذه فكرة جيدة نوعًا ما..لن يتوقع أحد وجودنا هناك.” قالت سايا بينما تلتقط الخُضار.
“نعم، لكن سيكون من الصعب التعايش مع الوحوش المتوحشة.” قال كيفن.
“آه نعم..” قالت سايا لتدرك شيء ما “أراتا!. وحشي الأليف الصغير! بقي بالقصر..سيتم قتله عقابًا لي!.” قالت وعينيها بدأت تنهمر بالدموع.
“لا تقلقي لن يقترب أحد منه اساسًا، كيف يتم قتل ذلك الوحش الضخم أساسًا.” قال ريوس لتضربه سايا على رأسه “صغيري أراتا ظريف! أنه الطف وحش قد تراه عينيك!”
“اوتش اوتش!. إذا لما يختفون الخدم عندما يأخذون له الطعام برأيكِ؟؟” قال ريوس.
ضحك كيفن وقال ساخرًا “الطعام الذي يؤخذ له مجرد مقبلات، الخدم هم الطبق الأساسي.”
“هي!. هم فقط يتركون العمل! أو لا أعلم ما الذي يحدث لهم..لكن أراتا ظريف، أحيانًا أخذ الطعام له بنفسي ولا يؤذيني.” قالت بثقة.
“انتِ مخيفة أكثر منه لهذا يخاف منكِ.” قال كيفن ساخرًا.
“اخرس كيفن.” قالت سايا منزعجة.
ضحك كل من كيفن وريوس لتتنهد سايا “لنكمل التسوق ونعود.”
بالفعل أكملوا شراء الطعام وبعض الاحتياجات وعادوا للكوخ.
كان الكوخ بوسط الأشجار لكن يقربه بحيرة بمسافات..
دخل الثلاثة للكوخ ووضع ريوس الأغراض بمكانها.
“من سيطبخ اليوم؟.” سأل ريوس.
“لما لا نشتري طعام جاهز؟.” قالت سايا.
“من كان يتكلم عن التوفير مسبقًا؟” قال مارت ساخرًا.
“اخرس..” قالت سايا لتدير وجهها منزعجة.
“أنا أنا!” صرخت ريكا والحماس يملأ عينيها.
“لعلمكِ ستطبخين طعام عادي، ليس وحش، وكذلك أخاف من التسمم.” قال مارت لترمي عليه أحد أسلحتها.
“اخرس أبن عمتي.” أبتسمت ريكا بتكلف.
اومأ ريوس “إذا سأجهز الحطب.” قال وخرج من الكوخ.
نظرت ريكا لسايا “سايا حب مشرد فكرة جيدة.”
تنهدت سايا “ليس مشرد..أنه عامي..وليس كل العاميين مشردين..”
نطق مارت “نعلم هذا وأعرف العديد منهم لكن حبيبكِ هذا مشرد بنظرنا.”
استلقت سايا ووجهت نظرها للسقف “لن اناقشكم، هذا متعب أكثر من مصائب كيفن.”
بالخارج..
كان كيفن مستلقي فوق الكوخ..بينما جيفري كان يقطع الخشب لينظر له ريوس “سبقتني.”
“فقط جهز النار.” قال جيفري.
أخذ ريوس الحطب وبدأ بإشعال النار..
كيفن كان يتأمل السماء ليقفز من فوق السقف للأرض “أنا ذاهب.”
“إلى أين؟” سأل جيفري.
“أانت والدي ولا علم لي؟ اوه المعذرة حتى أبي لا اخبره أين أذهب.” تنهد وأكمل “أن سألت اختي عني اخبروها أني ذهبت للسير فقط.” قال واتجه نحو الأشجار.
أبتسم ريوس “هذا يشعرني بالانتماء حقًا.”
تنهد جيفري وأكمل تقطيع الحطب.
بالنسبة لذو الشعر البني سار الى ان خرج من تلك الغابة ليخرج نظارات ويرتديها ليتغير شكله “مثير للاهتمام.” همس لنفسه واتجه نحو البحيرة ليجلس أمامها وغسل يديه.
تمعن بنفسه داخل البحيرة لينهض “سيجدونا، رائع.” سار نحو المدينة..نظر للأرجاء ليلحظها مجددًا.
تلك المدعوة بتريسي، أقترب منها..لكن لم يرد فضح نفسه لذا بقي هادئ.. سار من جانبها واكمل طريقه..لم تلحظه لأنها لم تتعرف عليه أساسًا..كانت فقط تنظر للورقة التي طُلب بها.
ضحك بينه وبين نفسه وأكمل سيره، نظر للفرسان الذين كانوا منتشرين بالأرجاء..حيث كانوا يأخذون هوية أي احد..وان رأوا احد يغطي وجهه يتم إمساكه..
لم يقلق هذا كيفن ولم يغير اتجاهه، أكمل سيره بشكل طبيعي تمامًا إلى أن اوقفه أحد الفرسان “أنت..أين هويتك؟”
أبتسم كيفن “المعذرة..نسيتها بمنزلي..لم أعلم أن هناك تفتيش..”
“بالطبع سيكون.” قال الفارس وأكمل “بعد اختفاء الأمراء علينا التحقق من أي مواطن، أين منزلك؟”
“أنه قريب، يمكنك المجيء معي أن لم تثق بي.” قال كيفن.
“حسنًا إذا.” نطق الفارس بنبرة هادئة يملؤها الشك وتبع كيفن للغابة..
“لما قد تسكن بالغابة؟” سأل الفارس بينما يمسك بسيفه استعدادًا لأي هجوم.
“ماذا في هذا؟ هناك العديد يسكنون هنا..أعتقد أني رأيت أحد اللذين بتلك الصور الخمسة..” قال كيفن بينما يمسك بذقنه يدعي التذكر.
“أي واحد منهم؟؟.” سأل الفارس.
ابتسم كيفن “أعتقد أنه سمي بريوس؟ أو سيروس؟. لا أعلم..لكن رأيت شخص يشبهه تمامًا بكوخ، يصحبه اثنان من الفتيان وفتاتان، لكن لم ادقق بوجوههم حقًا..ذات الشعر البني كان لديها حدس قوي..”
“أي كوخ؟؟.” سأل الفارس.
“كوخ بين الأشجار..عندما كنت اتجول لتقطيع الخشب رأيتهم.” قال كيفن بنبرة عديمة الحيلة.
أومأ الفارس ثم قال “إذا أنتظر هنا..سأنادي بعض الفرسان وأتي.” ثم استدار.
فور استدارته وركضه قام كيفن برمي حجارة أتت لتعثيره ليسقط بالبحيرة.
“بجدية..لم اراها..” قال الفارس وحاول الخروج من البحيرة لكن لم يعلم ما ينتظره..
أمسك سطح الماء بأصبعه لتنتشر بعض الشحنات الكهربائية بالماء ويتكهرب ذلك الفارس المسكين..فور أن ابعد كيفن أصبعه بعد لحظات بسيطة اختفت الشحنات..حمل الفارس وضغط على نظاراته لتعيد له شكله الأصلي وأبتسم لنفسه المنعكسة بالبحيرة “خلاب.” قال ثم اتجه بطريق غير طريق الكوخ..
مرت الساعات بالفعل وعاد كيفن.
“لم تطبخوا بعد؟” سأل.
“كل تفكيرك بالطعام.” تذمرت سايا.
ضحك كيفن ونطقت ريكا “لقد نسيتم اللحم!! كيف سأكمل هكذا؟؟ اللحم شيء اساسي.”
“توقعت هذا.” قال كيفن ثم أكمل “لهذا جلبت هذا اللحم.” رماه ليمسك به ريوس.
“بينما كنت اتمشى بالسوق تذكرت اللحم لهذا اشتريته، وسعره جيد حقًا.” قال كيفن بثقة.
تنهدت سايا ونطقت “أخر عمري أرى كيفن يهتم للسعر؟. الحياة غريبة حقًا.”
ضحك جيفري وريوس..بينما مارت لم يكن مبالي لما يحدث فقط يلاعب قطته..
“عندما تنتهون من الطعام نادوني، لا تضعوا لسايا اللحم..أو ضعوا سأكله أنا.”
“لعلمك لسنا بالقصر.” قالت سايا متذمرة.
“وان لم نكن؟ عليكِ أن تحافظي على رشاقتكِ اختي، سيكون عليكِ الهرب كثيرًا مستقبلا.” قال ساخرًا.
“أخرس! أنت تعلم أن وزني لا يزيد كثيرًا لهذا لا تبالغ.” قالت سايا منزعجة.
“ربما.” قال مارت من مكانه ساخرًا تنهدت سايا “جميعكم حمقى..”
بعد مدة جلسوا وبدأوا بتناول الطعام..وكما قال كيفن أخذ اللحمة الخاصة بسايا وأكلها..وتركها تأكل باقي طعامها.
ابتسمت ريكا “طعمه غريب..لكن لذيذ!”
“لم أتذوقه..” قالت سايا منزعجة.
ضحك البقية وأكملوا طعامهم.
نهض كيفن “أحزموا أمتعتكم، سنغير المكان.”
“الآن؟ لما العجلة؟.” سألت سايا.
“لا نعلم متى سيتم الإمساك بنا، لهذا لنأخذ احتياطاتنا.”
بالفعل جهزوا أغراضهم ومثل المرة الأخيرة فتح جيفري الباب “تذكروا أن العالم السادس عالم خطير..لا تستهينوا به بسبب كارتر.”
“حتى كارتر مخيفين.” قالت سايا بينما اقشعر جسدها.
“ليسوا مخيفين، لكنهم يعلمون أن النساء سر الحياة حقًا.” قال ريوس لتنظر له سايا بطرف عينها..ليدرك قوله..
نظر له كيفن “ماذا؟ اكل القط لسانك؟” قال ساخرًا.
“ما شأن قطتي؟” قال مارت وهو يحضن قطته.
“ليست قطتك، ربما قطة بشعر بني.” كان مقصده واضح نطقت سايا “لنتحرك.”
تحركوا بالفعل..دخلوا لذلك العالم، رغم ترتيبه إلا أن رائحة الدماء واضحة.. بالطبع ليس للكل، لسايا فقط لقوة شمها..
كانوا الموجودين لهم أشكال مختلفة لكن أكثرهم كان له شكل أشبه بالشكل البشري مع آذان الحيوانات وذيولهم..وتعتبر علامة على كونهم وحوش..لكن بعضهم كان يخفي هذا ويبدو طبيعي، مثل سايا.
بالفعل كان جيفري قد جهز لهم مكان وأخذهم له.
“هذا ما يعجبني بك جيفري، مستعد بشكل غريب.” قالت سايا بشكل عشوائي قليلاً..
أرتسمت أبتسامة هادئة على جيفري بينما ريوس احترق تمامًا.
وصلوا لذلك الكوخ، والذي كان أكبر من سابقه لكنه مخفي بطريقة ماكرة حقًا.
انزلوا الأغراض بالفعل ووضعوا الأفرشة أرضًا..بالنسبة لريكا وسايا ناموا داخل الكوخ..بينما فضل الأولاد حراسة المكان فناموا خارجًا.
بمكان آخر..
كان الأمبراطور ممسك بأحد تلك الإعلانات التي تطالب بالأمراء الهاربين ليستدير موجهًا نظره لأخته الكبرى “اختي..ما هذا؟” سأل.
أبتسمت المدعوة بكارولينا بثقة “اعذرني عزيزي الغضب تملكني قليلًا، على الأقل سيبدو هذا كتحذير لهم ليتعلموا الدرس.”
“لكنه مبالغ به..حقًا..” قال وليام بينما ينظر للكلام المكتوب.
“ليس مبالغ، هذا جزاء العاقيّن، عليك التعلم مني أخي الصغير.”