الحب الراحل لن يعود - 1
“الحب الراحل لن يعود”
عزيزي هذا الحب ماهي الكلمات المناسبة له؟
كيف أصف لك حزني واشتياقي… فكل ما فيك قد تحول لنجمة أو لَرُبما بات ينفع الورود يا أميري السعيد أميري أنا
ها أنا هُنا أقفُ وحدي عند قبرك، عاجزةً عن قول الوداع نافيةً رحيلَك، أقفُ هُنا وحدي من أبكي عليك؛ لأن لا أحد لك غيري ولا أنا لي غيرُك كذلك.. كيف لي أن أعيش وأنا أعلم أنك لن تزور قبري؟ أو حتى يوم نحري! كيف تفعل هذا يا مهجة عيني؟ أحقا لم يبق أمامي سوى ترابك؟
أنا أقفُ هُنا متجمدةً في مكاني أنتظر من العالم أن يخبرني أنها مزحة ستنتهي، حتى مع مضي هذه السنواتِ الأربع التي مضت لم تتركني، حبي لك مثل لعنة أو تعويذة جميلة لا تُفك تُذكرني بك.
ها أنا أمشي وسط برد الشتاء، عائدةً إلى منزلنا بينما أرى طيفك يرتسم وجوه البشر بين الكتب بين الأَسْطُر بين زقاق المدينة الكئيبة، أرانا ما زلنا نقفُ هناك، أراك تُمثل العطف يا حبيبي بينما أنت تحتضن بردي هناك وأليست هذه أقسى ذكرى بعد رحيلك عني؟
…
حُطَّت كُتلة من المآسي المتحركة داخل منزلٍ صغير، ذهبت تلك الفتاة ترمي أحذيتها والأغطية التي عليها بثواني ذهبت إلى ذلك الزجاج الكبير الذي بين الحائط تستره ستارته، تفتحها وتذهب إلى المدفئة تكتب وهي تنظر للنار الكبيرة التي في المدفئة، تُخيَّل لها أنها ستكبر يوماً وتأكل هذا المنزل وهي به.
لِيا: ضاق بيَ الأمر ذرعاً يا حبيبي بت أنتظر نهايتي طويلاً أن تأتيني كي أموتَ ويُحفَر قبري معك بجانبك لا أرحل، فإني أحمل حملاً ثقيلاً جداً.
(بعد عدة أيام)…
جالسة اكتب كتابي الذي سيطلق نهاية هذه السنة، أكتب برأس مشوش، أكتب ثم أمسح وأعيد الكَرَّة كثيراً لدرجةِ أنني فقدت عدد المرات التي كررت فيها عدد إعادة هذا النص، أشعر كأنه غير متناسق، توقف قلمي عند كتابتي “لعنت وتألمت بيني وبين نفسي الوج و اوجى، نفسي الخائبة المتألمة صرخت بین خبايا مكان لا صوت له “
ثم ارتديت معطفي وخرجت اتمشى بين الطرقات، لفتَ انتباهي مقهى صغير هادئ بزاوية الشارع، كنت قديماً أجلس هناك، لازالت ضحكاتي تُخَيَّلُ لي، ضحكاتي التي قد ملأت المكان قديماً وصوتك الهادئ وهو يخبرني أن الأمر لا يستحق كل هذا الضحك، وذكرياتٍ جامحةٍ هاجمت عقلي المتعب، متعلقةً بكم كنتَ مريحاً بالنسبة إليّ.
صوت الجرس رن في المكان معلنا عن زوارة لهذا المكان الصغير وصوت خطوات توقفت أمام الاستقبال
– قهوة سوداء رجاءً.
– أجل سيدتي تفضلي بالجلوس، سيتم إحضارها بعد ثواني.
– شكراً
جلست هناك أحاول الوقوف بشكلٍ مستقيم إلى أن أصل للطاولة، أحاول أن أتماسك أمام ذكرياتي الصارخة بـ :”أين هو ذلك الحب؟”
جلست بهدوء انتظر غير راغبة بالتحدث، أشعر أن لساني ثقيلٌ الآن، ثقيلٌ لدرجةٍ لا تطاق، لدرجةٍ تجبرك للخضوع لهذه المشاعر… أريد أن أتحدث عمّا في جوفي من حزن، ولكن، لا أملك أي شخص كي أتواصل معه، ربما هذا من خطاياكَ يا عزيزي لأنك لم تدعني أرى أجمل من حنانك ولطفك، كنتُ مهتمةً بكَ جداً؛ لذا لم أرى غيرك، هل ستشعر بهذا أيضاً ان كنت هنا؟ كل شيء تركته كانت مجرد أعذار، أهذه أنانيتك؟ ليتني كنت أعرف قيمة الوقت معاً! الجروح القديمة التي وعدنا أن نُسَكِّرَ عليها أنا وأنت قد تعمقت أكثر عكس المخطط……
(خرجت تذهب لمحل الورد)
– مرحباً مجدداً
– مرحباً لقد مرّ يومانِ يا فتاة
– أهه كنت اكتب
– حسنا الزهر الأزرق والأبيض مجدداً صحيح؟ لكن يجب أن تتذكري! لا تأخذي الأزرق دائما فهي غالباً معدلة جينياً وتحتاج الوقت
– لكنني آخذ البنفسج أحياناً
– حسناً، لكن أود أن أعرف لماذا الأبيض والأزرق بالأخص؟
– إن الأزرق يُعبِّر عن الغموض أما الأبيض يُعبِّر عن الحب النقي وأن الذكرى حتى بعد الرحيل ستبقى خالدة ورسالتي ستكون بهذه الاثنتان كالتالي: أن مشاعر الحب الغامضة هذه لن أنساها أبداً وذكراي لك هي دليل على عدم ندمي لتجربتي لهذه المشاعر.
– هذا جميل لِيا لكن أين تذهبين بها طوال الوقت؟
– إلى وقت ستنسى فيها محاولات حديثي وتبقى زهوري تقنعه أني مازلت لم أنسى
– هذا غامض قليلاً لي لأفهم، لكن حسناً هذه زهورك عددها ثلاث زهرات أتمنى أن تزورينا مجدداً بمناسبة سعيدة قريباً
جلستْ أمام ذلك القبر واضعةً زهورها بجانبها وتتحدث عن شوقها وغيرتها حتى بعد موته؛ لأنه أصبح هنالك قبرٌ جميلٌ يبدو لأمرأةٍ بجانبه.. حزينةٌ لأنه أصبح هنالك قبرٌ بجانبه ليس قبرها! حزينة ليس لها أي حيلة، حتى أمنيتها أن تموت وأن يكون قبرها وقبره جنباً إلى جنب لم تعد قابلة للتحقيق! مخبِرَتَهُ بيأسها غير خالجةٍ أبداً عن إظهار مشاعرها الحزينة
– لا أزال لا أنام… لا أزال أنتظرك عند عتبة باب المنزل، أنتظرك تأتي لحضني تخبرني أنها مزحة ثقيلة أو مجرد أنك نائم! أخبر نفسي كاذبةً أنه لا بأس ستعود لي يوماً أو حتى خيالك لربما يعود…
(ثم نطقت بسخرية) حتى عندما أغلق أذناي وعيناي، تستمر ذكرياتنا بالعودة
ثم صمتت تنظر لقبره “إن إحساسي بوجودك بهذا العالم يكفيني، حتى لو أصبحت بهذا البعد والقرب ذاته”
ثم نطقت بصوتٍ عالٍ بعيون تغرغرت بها الدموع قائلة: عزيزي “وهج” إن كل ما تبقى لي هو اشتياقي لعودتك، وأنت لم تعد موجوداً الآن لذا لننتهي هنا يا عزيزي
النهاية
*ملاحظة: سيكون هناك فصل توضيحي، وأيضاً قد يكون هناك سوردا قصيرة مستقبلاً.