الفخ الازرق - 3
بعد أسبوع من ذلك اليوم، لا يزال الطاقم عالقًا في البحر. تشرق الشمس ببريقها المضيء لتضيء ظلمة الليل. يستيقظ الطاقم من النوم بعد ليلة طويلة من المكافحة من أجل البقاء. يستيقظ آدم وهو متعب من القيادة طوال الليل، ويتجه لتحريك المرسى للمغادرة.
يستيقظ مايك داخل السفينة، وينهد بتنهد متشائم قائلاً: “لم أنم سوى دقيقتين اليوم، ياله من قرف!” ينهض مايك من على سريره القديم والمهترئ، ويأخذ بندقيته التي كانت بجانب سريره، من الغباء عدم التسلح في أي وقت.
يتجه مايك إلى خارج السفينة، بينما كان جون لا يزال يغط في نوم عميق. يصعد مايك إلى سطح السفينة ليجد ألكس وآدم. كان ألكس متكئًا على مجموعة من الصناديق، ورأسه مائل إلى الوراء وعيناه مسودتان، وعليه علامات التعب والإرهاق. ينظر ألكس إلى السماء بتعب.
ينظر مايك إلى ألكس بنبرة مليئة بالقلق: “ألكس، أنت بخير!؟” لم يجب ألكس على مايك واستمر بتحديق إلى السماء. “ألكس؟ ألكس! ألكس!” استفاق ألكس فزًا، ونظر يمينًا ثم يسارًا.
قال ألكس بهدوء: “أوه مايك، بماذا يمكنني أن أساعدك؟”
أجاب مايك: “أنت بخير؟ لم تنم منذ أسبوع. يجب أن تريح نفسك. بمجرد أن نخرج من نطاق هذا المكان، سنكون بأمان…”
قاطع ألكس كلام مايك قائلاً: “لا، لا يمكن الخروج من هنا. ألم تسمع ما قاله؟ أنتم حبيسون هنا إلى أن تنفك لعنة الملك.”
أجاب مايك: “أنا متأكد أن هناك طريقة للعودة. نحن في البحر، ولا يبدو أننا بعيدون عن الشاطئ. ربما جرفتنا إحدى الأمواج إلى أحد المحيطات العملاقة.”
وقف ألكس مقاطعًا كلام مايك وتكلم بصوت عالي: “لا، نحن لم نجرف لمكان بعيد قد أخذنا ذلك الكائن إلى هذا المكان، ولا يمكننا الخروج منه!”
ينصرف ألكس من أمام مايك. يدير مايك وجهه ليرى إلى أين سيذهب ألكس. قال مايك: “ألكس، إلى أين أنت ذاهب؟”
يقف ألكس وينظر إلى البحر العملاق، يمسك سجائر ويشعلها ببطء. في هذه الأثناء، كان جون يغط في النوم، وقد نمت لحيته بشكل كبير رغم أنه أصغر الأشخاص في الطاقم، عمره 25 بينما كانت أعمار باقي الطاقم ما بين 28-44.
بينما كان يغط في النوم، سقط على وجهه كتاب أحمر اللون، على غلافه رموز غريبة. يستيقظ جون من النوم وهو يمسك أنفه.
قال جون بألم بسيط: “آه تبا! ما هذا الشيء؟ كتاب؟ لا أحد يجيد القراءة غيري أنا ومايك.” لا يعير جون اهتمامًا للكتاب، ويعيده إلى الرف.
يغسل جون وجهه، ويصعد على الدرج ليصل إلى سطح السفينة ليجد الطاقم نضر إلى سطح السفينة
كان مايك جالسًا على مجموعة من البراميل، أما ألكس فكان لا يزال يتأمل في البحر العميق، في حين كان آدم يتولى قيادة السفينة. بعد عدة ساعات، بدأ المطر يهطل، لكن من حسن الحظ أن الأمواج كانت هادئة.
بعد مدة من السير في البحر، قال آدم وهو فرح: “أنا أرى جزيرة أمامي!” يتقدم الطاقم جميعهم لرؤية الجزيرة، ويفرح الطاقم لرؤيتهم الأمل في إنقاذهم من هذه الورطة.
لكن فجأة، لاحظ ألكس حركة غريبة في تلك الجزيرة. أخذ الأمر من ألكس ثوانٍ ليلاحظ أنها ليست جزيرة. صرخ ألكس: “اعكس اتجاهك بسرعة!”
أجاب آدم: “مستحيل أن أفعل، نحن أمام جزيرة! لو فوتناها، سنغرق…”
صرخ ألكس: “نفذ ما أمرتك به، وإلا سنموت…!!”
وفي تلك اللحظة، ضربت موجة السفينة بقوة. بدأ الموج يرتفع بسرعة، ثم خرجت مجسات طويلة من تحت الماء والتفت حول السفينة كان خلوق يدعى
بلكركن
صرخ آدم، الذي كان على بعد خطوة من الموت: “تبا، ما هذا الشيء؟!”
صرخ مايك: “الجميع، خذوا أسلحتكم! نتعرض لهجوم! ألكس، آدم، ابقوا معي. جون، تأكد من إصلاح الأضرار التي تصيب السفينة ومعالجة المصابين. إذا حدث أي شيء، اطلق النار! آدم، حاول تحريك السفينة. واجهنا ما هو أخطر، لا يمكن أن نموت هنا!”
أخذ كل من أفراد الطاقم موقعه للاستعداد لمواجهة الخطر. وجه ألكس سلاحه نحو الكراكن وبدأ في إطلاق النار، تبعه الطاقم في إطلاق النار. تصدى الكراكن لتلك الهجمات وبدأ دوره في المقاومة.
ضرب الكراكن السفينة بقوة، مما تسبب بثقب عميق فيها. اندفع الطاقم إلى الوراء وسقطوا أرضًا بسبب الأرض المبللة.
صاح آدم: “جون، هل أنت بخير؟!”
أجاب جون: “نعم، أنا بخير. سأتحمل هذا. حاولوا المقاومة!”
بدأ مايك وآدم وألكس بإطلاق النار على الكراكن بينما كان يحاول سحب السفينة إلى الأسفل. في لحظة، التفت أحد أذرع الكراكن حول السفينة، وكادت أن تسحق مايك، لولا أن آدم دفعه إلى الوراء في اللحظات الأخيرة، مما أجبره على الارتداد إلى الأرض.
صرخ مايك: “آه، تبا! ألكس، تعال وساعدني!”
ركض ألكس نحو مايك، وأخرج سيفه وغرزه في ذراع الكراكن.
نهض مايك وآدم ونظرا إلى ألكس الذي كان مغطى بدماء الكراكن. قال ألكس بصوت عالٍ: “سأهتم بهذا، اضربوا الأذرع البقية!”
نظر مايك إلى آدم، فأومأ آدم برأسه بالموافقة.
توجها لضرب الأذرع الأخرى بينما كان ألكس يحاول بتر الذراع الملكية التي كانت تحيط بلسفينة
قال ألكس بصوت هادئ ونبرة واثقة: “حسنًا، سنرى إن كان سيصمد ضدي لفترة طويلة.”
بدأ ألكس بضرب الذراع بسيفه وبندقيته معًا، متحديًا بترها. استمرت المعركة لفترة طويلة، وفي هذه الأثناء كان جون يعاني لإصلاح الأضرار. مع كل ضربة من الكراكن، كان يتكون ثقب جديد، ناهيك عن الإصابات التي يتعرض لها.
كان جون متوترًا، حيث كانت يده اليمنى تنزف بسبب ضربة قوية من الكراكن. ومع ذلك، كان يحاول إصلاح الأضرار والمقاومة بكل ما لديه. كان يحاول سد ثقب كبير كان يسبب دخول الماء إلى السفينة.
كان جون يفكر بصوت عالٍ وهو يلهث: “إذا لم أصلح هذا الثقب، سنموت جميعًا. أنا السبب في كل ما يحصل. أنا من أخبرهم عن السفن الإسبانية. أنا من أدخل الطاقم إلى هذه الحالة. لا، لا تفشل!”
أمسك بمطرقة وبدأ يطرق الأخشاب لتثبيتها، حتى تلقت السفينة ضربة قوية من الكراكن. كانت تلك الضربة في نفس المكان الذي كان يصلحه جون.
ضرب الكراكن الثقب بقوة، وضرب معه جون في صدره، مما أجبره على الارتداد نحو الجدار. تلقى ضربة في رأسه وسقطت عليه مجموعة من الكتب التي كانت موجودة على الرف الذي اصطدم به.
امتلأ جسد جون بالدم، وكانت رائحة السفينة مزيجًا بين رائحة الدم والرطوبة ورائحة المطر. كاد أن يغمى عليه، لكنه تذكر: “إذا لم أقف الآن، فسيكون مصيرنا الموت جميعًا بسبب طمعنا في بعض الكنوز التي سقطت في الماء.”
استعمل جون ما تبقى له من قوة ليتكئ عليها ويقف، ثم ذهب باتجاه الثقب. ركض نحو الثقب وهو متعب، والجروح والدماء تملأ جسده.
وهو متعب، والجروح والدماء تملأ جسده، أمسك بالمطرقة والأخشاب وبدأ بإصلاح الثقب بكل قوة، وإطلاق النار على الكراكن من خلال المدافع الداخلية.
كان يلهث أنفاسه من شدة التعب.
بعد ساعات من العمل الشاق، نجح في إصلاح الضرر الذي تسبب به الكراكن. أمسك يده وهو يلفظ أنفاسه، ثم اتجه نحو أحد الأدراج التي كان فيها بعض الإسعافات. لَفَّ بعض الضمادات حول يده ورأسه.
وفي لحظة، بينما كان يستعد لمغادرة المكان لإصلاح الأضرار الجانبية، ضربته إحدى أذرع الكراكن بقوة في بطنه، مما ألقاه على الجدار. سقط جون أرضًا وهو يفكر: “هل سأموت الآن بعد كل هذا؟ هل سأموت وأتسائل في موت البقية؟”
تذكر قبل تسعة أعوام عندما كان في السابعة عشر من عمره، قرصانًا فقد عائلته بالكامل، ولم يتبق له أحد. بينما كان في رحلة مع بعض الأصدقاء لسرقة إحدى السفن التجارية، صرخ بصوت عالٍ مليء بالخوف: “توقفوا! لا أحد يتحرك! أعطونا كل شيء معكم، وإلا ستندمون!”
لا يصدق أنه كان يقول ذلك، لكنه لم يكن سوى لص ضعيف. عادت السيطرة على السفينة، وقُتل أصدقاؤه، وقُبض عليه. رفض صاحب السفينة تسليمه للبحرية، بل قرر الانتقام منه لأنه أطلق النار على ابنته.
رماه على أقرب جزيرة رآها، وكان مقيدًا ولم يستطع الوقوف، حتى كاد أن يموت من العطش والجوع. كان محظوظًا لوصول مجموعة من القراصنة الذين كانوا يبحثون عن كنز مخبأ على تلك الجزيرة. كان شبه ميت حتى وصل رجل بلحية حمراء طويلة مائلة للون البرتقالي وبنية جسدية قوية.
كان ألكس مع رجل أسمر بلحم خفيف وبنية متوسطة. قال جون في نفسه: “أنقذوني من الموت، أدخلوني سفينتهم وأطعموني.
استطعت أن أنجو ليوم آخر. بعد عدة أيام، انضممت إلى الطاقم. لم أكن وقتها سوى فتى هزيل البنية، ببعض الشعر فوق شفته وذقنه. ومرت الأيام، وها أنا هنا، أتسبب في موت الطاقم بأكمله. لم أسمح بحدوث هذا. لم أسمح بحدوث… هذا. ”
وقف جون من جديد، وسارع في إصلاح الثقب بأقصى سرعة. أمسك بسلاحه وتوجه إلى الأعلى.
قال آدم مايك: “قاوم بشكل أكبر!”
أجاب مايك، وهو يتذكر: “تبا، لا يمكنني إطلاق النار على ستة أذرع في نفس الوقت!!”
صرخ آدم وهو يطلق النار: “متى سينتهي هذا الكابوس؟”
بينما كان مايك يحاول التركيز على ذراع معينة من الكراكن يستخدمها لضرب السفينة، غفل عن أن هذه اليد ليست الوحيدة. كانت هناك يد أخرى على وشك سحبه من الخلف، حتى أطلق النار عليها في الوقت المناسب.
قفز مايك إلى الأمام لتفادي الضربة. نظر إلى الوراء ليعرف من أنقذه ليجد جون مغطى بالدماء والجروح، يحمل مسدسًا وهو يلهث أنفاسه.
قال جون بنبرة ساخرة وبصوت عالٍ: “كان عليه أن يعرف أنه ليس الوحيد صاحب الأذرع الـ 11، ها!”
قال مايك بصوت عالٍ، مناديًا على جون: “أنت بخير؟ ما كل هذه الجروح؟!!”
أجاب جون: “لا تهتم. قد أصبناه بشكل يجعله يبتعد إذا واصلنا إطلاق النار عليه.”
استمرت المعركة لساعات، حيث أحرز الكراكن تقدمًا. كان جون يصلح نفسه، وأصيب أحد أعضاء الطاقم. في تلك الأثناء، استطاع ألكس بتر ذراع الكراكن التي كانت ملتفة حول السفينة. كان ألكس مغطى بالدم الذي يملأ ملابسه، فتوقف لالتقاط أنفاسه، ثم حمل بندقيته من على الأرض وذهب للمشاركة في المعركة.
أحرز الطاقم تقدمًا كبيرًا، أطلقوا عليه بالمدافع والأسلحة، واستطاعوا قطع إحدى أذرعه. قال آدم: “نعم، نحن ننجح!!”
صرخ جون: “استمروا في الهجوم، لديه عشر أذرع غير هذه!!”
أطلق ألكس النار على الكراكن بشكل مكثف، مما أدى إلى قطع ذراع أخرى له، وهو ما تسبب في ابتعاد الكراكن عن السفينة بنسبة بسيطة.
يزيد المطر والأمواج في وسط هذه المعركة التي تدور بين كائن عملاق وأربع شبان لا حول لهم ولا قوة. يقاوم الطاقم بكل قوتهم، متفادين ضرباته ويقطعون أذرعه.
بينما يستمر إطلاق النار، تضرب إحدى المجسات ألكس في غفلة منه، لترجعه إلى الخلف ويصطدم بباب قبو السفينة. بينما يصرخ، يسقط ألكس أرضًا وهو مغطى بالدماء والجروح.
صرخ جون بنبرة متوترة وبصوت عالٍ: “ألكس!!!!!”
أجاب ألكس بصوت عالٍ وهو مغطى بالجروح والدماء: “أنا بخير! استمر في إطلاق النار، لا تهتم لأمري!!!!!”
يلتقط ألكس سلاحه ويتابع إطلاق النار، وهو في حالة سيئة، يزحف على الأرض ليتراجع إلى القبو. لكن فجأة، يقف ويركض نحو القبو، وفي غفلة منه، تصده إحدى أذرع الكراكن، لتبقيه معلقًا وهي تخنقه وتلتف حول رقبته.
يهلع جون للمساعدة، ويصرخ بصوت عالٍ. يمسك سيفه ويبدأ بمحاولة قطع الذراع وإنقاذ ألكس، بينما يساعده الطاقم من خلال إطلاق النار على ذراع الكراكن.
بينما يضرب جون الذراع بكل قوته، يقول: “ألكس، اصمد! سأُنقذك!!!!!”
يستمر في ضرب الذراع بالسيف، حتى أنه أخيرًا، وعلى آخر لحظة، ينجو ألكس بأعجوبة. يحمل جون ألكس ويدخلون إلى القبو.
تغرب الشمس وتهدأ العاصفة قليلًا، ويدخلون إلى داخل السفينة. يضع جون ألكس على السرير ويبدأ بإسعافه.
تحدث ألكس بنبرة متعبة: “عليّ أن أساعدها…” ثم يغمى عليه. يعالجه جون ويتأكد من سلامته.
بعد دقائق، يستيقظ ألكس، ويتحدث بنبرة مليئة بالتعب والقلق: “ما… ماذا يحدث في الخارج؟ هل الطاقم بخير؟”
أجاب جون: “نعم، إنهم بخير. نكاد أن نقتله. هل تشعر بتحسن؟ كيف حالك الآن؟!”
يجيب ألكس بصعوبة وهو يلهث: “لا تهتم! عليك مساعدتهم! سأهتم بأمري. عليك الذهاب!”
يجيب جون بصوت عالٍ، بنبرة مليئة بالحزن والقلق: “لا، لا يمكنني! أنت مصاب بالعديد من الجروح! لا يمكنني تركك! ستموت هكذا!!”
أجاب ألكس بصعوبة وبصوت عالٍ: “عليك ذلك! إذا لم نتحرك الآن، لن ينجو أحد! عليك الذهاب، سأهتم بائمري ”
أجاب ألكس بصعوبة وبصوت عالٍ: “عليك ذلك! إذا لم نتحرك الآن، لن ينجو أحد! عليك الذهاب، سأهتم بأمري.”
أجاب جون: “حسنًا، ابقَ آمنًا! خذ البندقية، وإن حدث شيء، اطلق النار.”
صعد جون وبدأ في إطلاق النار، يصرخ بصوت مرتفع: “استمروا في إطلاق النار! لن نكون ضحية هذا البحر ليس في هذا اليوم!!!”
استمر الطاقم في إطلاق النار على الكراكن، حتى استطاعوا أخيرًا دفعه بعيدًا قليلاً عن السفينة، مما سمح لهم بتحريكها. بينما كان الكراكن يضرب السفينة، تمكن الطاقم من صد الهجمات، وأخيرًا تمكنوا من تحريك السفينة.
صرخ جون: “آدم، اذهب وقُد السفينة، أنا ومايك سنتولى أمر إطلاق النار!!”
حرك ألكس السفينة، وبدأ الطاقم في التحرك. استمروا في إطلاق النار حتى توجهت ذراع الكراكن نحو جون لتقضي عليه. التفت جون، وتوسعت عينيه وهو يشاهد ذراع الكراكن متجهة إليه. لكن فجأة، ظهر ألكس بسرعة ليقطع آخر ذراع متبقية لديه بضربة واحدة بسيفه، مما منح الطاقم فرصة النجاة من الكراكن.
ابتعدوا وتمكنوا من النجاة. فرح الطاقم بنجاتهم، وعلت أصواتهم بعد معركة شرسة تعرضوا فيها للعديد من الإصابات.
صرخ مايك بينما كان الكراكن يهرب: “أجل، اهرب! اهرب أيها الكائن العجيب!”
توقف جون ليلتقط أنفاسه، ثم قال: “ألكس، ألكس! أنت بخير؟”
اجاب الكس ” نعم انا بخير ”
قال جون ” من قدر اني غاضب وقلق انك تصرفت هذه التصرف الا من قدر اني سعيد انك تصرفت هذه التصرف
بينما كانت الأمواج تتلاطم حول السفينة، تنفس الطاقم الصعداء بعد أن ابتعد الكراكن. لكن في لحظة من الهدوء، شعر الجميع بشيء غريب. كانت الأرض تهتز تحت أقدامهم، والهواء أصبح مشبعًا بشيء غير مألوف.
فجأة، انطلقت صرخة مدوية من أعماق البحر، وكأن شيئًا ما كان يستعد للظهور. تنبه الطاقم، وبدأوا في التراجع ببطء نحو السفينة، عيونهم مثبتة على سطح الماء الذي بدأ يتلاطم بشكل غير طبيعي.
“ماذا يحدث؟” سأل ألكس، وهو يراقب الأمواج المتصاعدة.
قبل أن يتمكن أي منهم من الرد، انفجر سطح البحر في دوامة من الماء، وظهرت فقاعة ضخمة، تكاد تسحب كل شيء نحو الأعماق.
“إلى السفينة!” صرخ جون، لكن كان قد فات الأوان.
أغرقهم شعور مفاجئ بالخطر، ومع كل ثانية تمر، كانت الفقاعة تنمو وتكبر، وكأنها تستعد لابتلاعهم جميعًا.
“ماذا إذا… كان هناك شيء آخر في البحر؟” همس آدم، عينيه مفتوحتين على مصراعيها.
وبينما كانت الفقاعة تتضخم، شعر الطاقم بقوة غير مرئية تسحبهم نحوها. في تلك اللحظة، أدركوا أنهم ليسوا فقط في مواجهة الكراكن، بل كانوا أيضًا أمام تهديد أكبر بكثير.
“استعدوا!” صرخ ألكس، وهو يحاول استجماع قواه. “علينا أن نتحرك الآن!”
لكن بينما كانوا يحاولون الهرب، انفجرت الفقاعة بعنف، واندلعت من داخلها أضواء ساطعة، مما جعلهم يغمضون أعينهم من شدة الوهج.
في تلك اللحظة، شعر الجميع بالخوف والقلق، وعرفوا أن ما ينتظرهم في الأعماق قد يكون أكثر رعبًا مما واجهوه من قبل.
“هذا ليس نهاية، بل بداية لشيء أسوأ!” همس جون، بينما كانت السفينة تتأرجح في قلب العاصفة.
كانوا على وشك اكتشاف أسرار البحر المظلمة، وأحداث ستغير مجرى حياتهم إلى الأبد.