اللهب القرمزي - 14
{بعد مرور أربع أيام – الظهر}
كانا يقفان أمام فندق دموع الحوريات مرتدين ملابس فرسان الرسميه ،
ينظران إلى المبنى الشامخ أمامهما،
“أذن … هذا هو فندق دموع الحوريات ؟”
أرثر عقد ذراعيه بهدوء و نظر إلى كيلين ..
“اجل !”
“أتظن انه سيسع كل الفرسان ؟”
“أليست فرقتنا فيها ٢٠ شخص فقط ؟”
تنهد ارثر بثقل و تراجع قليلًا …
“هل أعضاء الفرقه يتجولون حول المنطقه ؟”
“أجل ~”
” يبدو فندقًا للنبلاء و فوق كل هذا لا اظن انه هناك غرف لفرقة كاملة”
“فقط لندخل و نرى كيف ستؤول الأمور ~”
“لندخل إذن,”
دخل ارثر و كيلين ،
عندما دخلو و رأوا قاعة الاستقبال ، كان الجو غريبًا و هادئًا بشكل غير متوقع ..
الجو كان مظلمًا بشكل غريب رغم ان القاعه متلألئة و مشرقة بشكل كافِ ،
الأشخاص الذين كانوا بالداخل بدت على ملامحهم التوتر و عدم الراحه …
أرثر و كيلين تجمدوا بمكانهم حالمًا رأوا القاعة بهذا الشكل …
“يا إلهي … مالذي حدث هنا ؟”
“ما بال هذا الجو …؟”
تقدمو بهدوء إلى المضيفه ،
“اوه ! أهلًا بقائد الفرسان ! يشرفنا أنك اتيت إلى هنا ”
“أنت تعرفيني ؟”
“بالطبع صورتك لا تفارق الصحف بالفعل ~”
“هل هناك ٢٠ غرف شاغرة ؟”
“للأسف ليست هناك غرف شاغرة”
“اه أنا أرى … إذن لم الجو هكذا ؟”
“في الواقع هناك عضو من برج ليونيل يقيم في احد الغرف ..”
ارتسمت الصدمه على وجه ارثر فلم يكن يتوقع ان يكون احد أعضاء البرج هنا بالفعل..
أصبحت ملامح ارثر اكثر حدة ،
“هل دمر أو فجر أي شيء ؟”
“لا ~ في الواقع انه هادئ جدًا و لم يطلب الطعام أبدا”
“حقًا ؟ هل هو موجود حاليًا؟”
“لا ، خرج قبل ساعتين إذا كنت تريد سأوصف لك مظهره”
“اجل من فضلك،”
المضيفه بدأت تنظر الى أرثر و فجأة ابتسمت ،
“حسنًا من ناحية الملامح انه يشبهك حقًا , و طوله يبدو ما بين ١٨٠-١٨٣ ، اه و أيضًا هناك شامة تحت عينه اليسرى !”
تجمد أرثر في مكانه للحظة ، تلك الصفات لم تكن غريبة عليه بل وجد أنها تشبه صفات أحدِ يبحث عنه بشدة…
ولكن هدأ فورًا فلا يمكن لشخص بشري ان يكون احد أعضاء البرج بالفعل ،
ابتسم ارثر بودٍ شديد و سأل مجددًا،
“و لون شعره ؟ هل هو مثل خاصتي؟”
المضيفه هزت رأسها ،
“لا ~ في الواقع انه يمتلك شعر قرمزي جميل كل ما أراه يخرج يجذب انتباهي بالفعل ، لا تقلق أيها القائد فندقنا مشهور باستضافه أعضاء البرج بالفعل حتى لو افتعل نيران سنكون بخير ~”
اه .. اجل من المستحيل ان يكون هناك فهو بشري في المقام الاول .. ماذا كنت أمل فعلًا ؟ مهما كنتُ متسرعًا فهذا الشيء سخيفِ بعض الشيء …
“أنا ارى ، شكرًا لك …”
خرجا من النزل فورًا ،
بدأ ارثر يطلق تنهدات ثقيله بالفعل كيلين الذي تبعه من الخلف كان محتارًا قليلًا ،
“هل كنت تشك بأنه اخوك؟”
“في الواقع تحمست قليلًا ولكن انت تعرف … انه لا يمتلك المانا ناهيك عن انه بشري فكيف سيكون احد أعضاء البرج ؟”
“اه أنا أرى …”
أقترب كيلين و وضع يده على كتف أرثر ،
“أنا سأجد نزلًا للفرقه ما رأيك ان تذهب لزيارة عائلتك ؟”
أبتسم أرثر و ارتاحت ملامحه ،
“أذن سأجعلك تتحمل المسؤوليه ما يحدث لاحقًا ”
“على الاقل أشكرني يا رجل ! هاها”
توقف كيلين و دفع أرثر قليلًا ،
“أذهب فقط لا بد انك تشتاق لهم ~”
غادر كيلين فورًا ..
“يا إلهي جعلني عاجزًا عن الرد حتى ،”
…
بدأ بخطوات هادئه يتجه إلى منزل عائلته ،
يتجول بالشوارع و يرى البهجه و السرور ،
“هل هو بسبب المهرجان ؟ أم انني اشعر بالحماس قليلًا ؟”
توقف أرثر في شارع ما و بدت ملامح الاشتياق تظهر على وجهه ،
“هذا الشارع كنا نلعب أنا و رين هنا كثيرًا ، في ذلك الوقت كان يبتسم بسهولة شديده …”
أرثر أغمض عينيه للحظة، متذكراً تلك الأيام التي كان يظن أنها لن تنتهي أبدًا ،
كانت الذكريات مريرة في ظاهرها، لكنها تحمل بداخلها بعض الأمل، وكأنه ينتظر شيئًا سيحدث. شيء لم يفقده بالكامل…
“ربما… لا تزال هناك فرصة للقاءه مرة أخرى، حتى لو بدا الأمر مستحيلاً”
فتح عينيه وتابع السير، مشبعًا ببعض الحماس الذي استعادته تلك الذكرى،
وصل إلى منزل كبير ذو مظهر أنيق، يشبه منازل العامة الآخرين، لكنه كان مميزًا بحديقته الواسعة والموقع المريح،
بخطوات متسارعة فتح الباب بهدوء، وفي اللحظة التي عبر فيها العتبة –
“أخي!!”
حضنت ساقيه بشدة فور دخوله ،
إنها صغيرة جدًا وقصيرة، بالكاد تصل إلى ركبتيه
“أوه~ ماريلا، لقد كبرتِ كثيرًا.”
جلس القرفصاء بجانبها، ووضع يده بهدوء على رأسها، متأملًا تلك البراءة،
“بالطبع! سأصبح أطول منك يومًا ما، أخي!”
قبل أن يتمكن من الرد، سمع صوت خطوات رقيقة تقترب…
“يا إلهي ماريلا، لا تزعجي أخاك هكذا”
كان الصوت ناعمًا ودافئًا، يحمل معه ذلك الشعور بالاطمئنان ، شعر طويل شديد السواد، وعينان سوداوان تتلألآن ببريق خاص،
“أمي…”
نهض فورًا واقترب منها، ليحضنها بشوق واضح..
“مرت سنة كاملة، أمي”
أسند رأسه على كتفها، وكأن اللحظة لا تكفي لتفريغ كل ما في قلبه ،
وضعت يدها بلطف على رأسه، وبدأت تمرر أصابعها عبر شعره بتروٍ
“تبدو كطفل الآن، في هذه الأوقات… ادخل، لا تقف عند الباب هكذا”
“حسنًا…”
ابتعدت عنه بخفة، وسار الجميع إلى غرفة الجلوس كان والده جالسًا على الأريكة، ونهض فور دخوله
“آه، أرثر ! تعال واجلس بجانبي~”
جلس أرثر بهدوء بجانبه، بينما ذهبت والدته إلى المطبخ برفقة ماريلا
“كيف حالك يا أبي؟”
“أنا بخير، كما ترى!”
كان الجو غريبًا. والده يبدو أكثر حيوية مما اعتاد، ووالدته تبدو أكثر سعادة من قبل حتى ،
“ما الذي يحدث هنا؟”
“ماذا تعني؟”
“أعني… مزاج والدتي إنه جيد جدًا، وهذا غير معتاد”
“أوه!”
اقترب والده، وهمس بصوت أكثر جدية، ملامحه تغيرت فجأة إلى شيء من الجدية
“في الواقع، حصلت على كيس مليء بالعملات الذهبية قبل أربعة أيام”
“ماذا؟! من أعطاك إياه؟”
“ششش! اخفض صوتك”
“آه، أجل… إذن، من أعطاك إياه؟”
“رين من أعطاني.”
شعر أرثر بوخز في قلبه فور سماع الاسم
أخيه التوأم العزيز… الأخ الذي لم يتوقف عن البحث عنه يومًا، حتى استسلم في النهاية
“إذن رين هنا في العاصمة… أليس كذلك؟”
أومأ والده برأسه.
“لكن لا تخبر والدتك بهذا، لم أخبرها من أين جاءت العملات”
“وهل تعرف أين يقيم الآن؟”
“للأسف، لا أدري أين يقيم حاليًا، لكنه كان يرتدي ملابس فاخرة، ويبدو وكأنه يعيش حياة جيدة”
“أه… لابد أنه لا يريد أن يلتقي بأحد”
“أعتذرتُ له بالفعل، لكنه بدا متغيرًا جدًا،
لم يعد يرغب في الاستماع لي.”
“أبي…”
بدأ أرثر يلعب بأصابعه بهدوء، يكتم مشاعره المتضاربة…
“أود حقًا لقاءه مرة أخرى… لو أنني فقط أوقفته عن الهروب”
“لا تكن أنانيًا. لنحترم رغبته ولا نزعجه”
“حسنًا…”
ساد الصمت في الغرفة، حتى دخلت والدته وجلست بجانبه،
ماريلا قفزت إلى حضنه وجلست على ركبتيه
“ماريلا، هذا خطير، لا تقفزي هكذا! لا تؤذي أخاك”
“لا بأس يا أمي، أنا بخير”
وضع يده على رأسها وبدأ يلاطفها بلطف،
“ماريلا اللطيفة”
“أرثر، صورتك لا تفارق الصحف”
تجمد أرثر في مكانه، ونظر إلى والدته بهدوء
“آه، أجل بالفعل، أنا أبذل جهدي”
“أنا فخورة جدًا بك ، استمر بالعمل الجاد”
“نعم…”
أومأ برأسه ببطء،
كان من الجيد أن يزورهم شعر بشيء من الراحة والدته استمرت في الحديث عن الماضي، مسترجعة الذكريات السعيدة، وهي تبدو ممتنة لوجوده ومع ذلك، لم تتطرق لذكر اسم “رين” ولا حتى مرة كأنها لا تريد تذكر وجود ابن آخر ربما لم تحبه أبدًا،
جلس أرثر بصمت، يحاول مقاومة تدفق الأفكار في ذهنه
شعور بالارتياح كان يختلط مع شعور بالخسارة… الذنب الذي يأكله بالاستمرار،
تنهد بثقل شديد ،
نظر إلى ماريلا التي كانت تلعب ببراءة في حضنه، ثم رفع عينيه إلى والدته التي كانت تتحدث عن أيام طفولته ببهجة ،
فقط أرثر فكر بشيء واحد ،
-لماذا والدته كرهت رين بشدة ؟ لا احد يهتم أبدا إذا لم يكن لديك مانا حتى-
أرثر أطلق تنهيدة خافتة، لم يرغب في إزعاج والدته بهذه الأفكار ،،،
“هل ستبقى هنا الليلة يا أرثر؟”
“لا، أنا اعتذر لدي مهمه حراسه المهرجان اليوم ”
“اه هكذا اذن ،جلست لمدة ساعتين فقط …”
“سأزورك في المره القادمه أيضًا, ”
وقف برفق، ووضع ماريلا على الأريكة بجانب والدته
وقبل أن يغادر، ألقى نظرة أخيرة على المنزل، مستشعرًا الدفء الذي كان يتوق إليه،
“إذن سأذهب”
خرج من المنزل بخطوات حازمة، و بدأ يتجه إلى السوق صغير موجود بالقرب بالفعل ،
كان ارثر ينظر إلى البضائع المعروضة في الشارع ،
ولكن فجأة أرثر لاحظ وجود شخص غريب يرتدي عباءه سوداء يتجول بالسوق ، كان امام متجر للحلويات دخل المتجر و خرج و معه كيس كامل من الحلويات ،
“لسبب ما بدأت احدق به بدون سبب …”
فجأة أرثر لاحظ خصلات قرمزية بذلك الشخص الغريب،
“خصلات قرمزية ؟ اه – لابد انه احد أعضاء البرج … هذا غير متوقع قليلًا ، ان التقيه هنا؟”
ابتعد أرثر بخطوات بسيطة، و أدار ظهره
“ليست هناك حاجة لأن أكون عدوانيًا بعد ، فهو لم يفعل شيئًا خاطئًا بعد”
شعر ارثر ببعض حماس وهو يخطو خطوات بسيطه في الشارع ،
وضع يده على صدره و زفر بهدوء و بإبتسامة هادئه أكمل طريقه
“أتمنى ان نتعرف على بعضنا لاحقًا، فأنا لسبب ما أود ان أتعرف عليك ~”
***
{ برج ليونيل}
كان رايلان فقط جالسًا مع ملك غيلان ويليام ،
بدى التوتر واضحًا للغايه بالغرفه ،
ويليام حمل كوب القهوه الذي كان بالطاوله ،
“يا إلهي يا سيد البرج الست كريمًا للغايه ~”
“أذن نحن اتفقنا اليس كذلك ؟”
ابتسم رايلان برضى ، فهو لم يفكر أبدا انه سيتعاون مع مملكه الغيلان بالفعل ،
“بالطبع إذن -”
ويليام وضع الكوب على الطاوله و نهض بسرعه ،
“إذن سأذهب ~”
غادر و كانت الابتسامة تشق وجهه،
ليوجين اقترب و بدأ يجلس امام رايلان ،
“رايلان هذا الشخص … كان يبدو بخير ، هل تظن ان تسلسل الهرمي لم يؤثر عليه ؟ محال ان يكون الامر هكذا !”
“بففت… هاهاها هراء ! كانت يديه ترتجف ولكن انت فقط لم تلاحظ ، من المستحيل للأعراق الغير البشريه تخطي التسلسل الهرمي”
“ذلك الوغد كان صعب مراس ولكن في النهايه وصلنا إلى صفقة ما ~”
“حسنًا كان من الجيد أنكم تواصلتم لقرار ما…”
“أود معرفة ما يخطط له أنا متحمس جدًا لما ستؤول عليه الأمور ~”
تنهد ليوجين بثقل ، و أشار بيده إلى مكتب رايلان…
“حضرة التنين العظيم أرجو ان تنهي تلك المستندات هناك”
“لا~”
———————————————————