اللهب القرمزي - 4
“إذن كيف حالك مع الأساسيات ؟.،،”
توقفت عن الأكل و وضعت الملعقه على الطاوله ..،
و رفعت رأسي بهدوء..،
كنت أتجنب النظر لعيونه ،
اخفضتُ رأسي قليلاً ،
“امم ..،”
“همم ؟ لِمَ تتجنب النظر لي؟”
“في الحقيقه.. لم استطع فهم الكتاب ،،”
“…”
أنه هادئ للغايه ، هل هو غاضب؟ ..
لابد انه يشعر بخيبة أمل مني،،.
…
ضحك رايلان و توقف عن الأكل هو الآخر ،..
“أهذا ما يقلقك؟..
أنا من كتبت الكتاب،
الامر مستحيل لو فهمتها من مرة واحده، خصوصاً من واحد لم يتعلم السحر ابداً،،”
اه..
ارتحت بعد سماع كلامه،
“عن اي عنصر قرأت ؟،”
“عنصر النور -”
“انه عنصر صعب ،..لِمَ اردت ان تتعلم عنصر النور من الاول، ؟”
“لا اعرف .. فقط قرأت اي كتاب كان امامي فقط ،،”
“صراحتك ممتعة جدا ..”
انه يحاول كتم ضحكته ،،
اخفضتُ رأسي ..،
اشعر بالغباء –
“لا تعر الأمر اهتماماً من الاول،،
كنت انوي تعليمك جميع عناصر السحر ، لذا عنصر النور ليس خياراً سيئاً ،،”
تنهد رايلان و حك رأسه ،،
“في الواقع الأمر صعب كونك لم تستخدم السحر أبداً..، لذا كمساعدة لك، سأقول لك شيء”
اظهر يده امامي ،
فتح كف يده و ظهر نور مشع في وسط يده..،
“أتعرف لِمَ يُستخدم النور في الظلام ؟”
“لكي ينير اي شيء في الظلام ..،؟”
“اجل صحيح ..،
في الواقع ليس فقط عنصر النور ،،
بل كل العناصر الأخرى ،
تحتاج إلى معرفة فيما كانت تُستخدم،”
“-السحر لا يحتاج إلى ترتيل او الصراخ كالحمقى مثل البشر ”
اختفى الضوء من كف يده تدريجيا ،
و فجأة ظهرت نيران خفيفه ،،
“هذا ..،”
“انت فقط بحاجه إلى التعود عليه..،
و كيفيه استخدامه يعتمد عليك ”
“في الواقع لست افهم كلامك ،..”
ابعد يده عني و بدأ يفكر قليلاً ..،
“مم..
بطريقه مبسطه..،
الخيال .. هو القوه،
انت بحاجه إلى تخيل ما تحتاجه من السحر ،و معرفة كمية المانا التي ستستخدمها،”
“لا استوعب الأمر ، إذن اتخبرني انه يجب ان أتخيل النور بكف يدي؟
اليس الأمر يحتاج إلى تحريك المانا ؟،،”
“اجل بالضبط، البشر في الواقع يحتاجون للترتيل كي يحركون المانا داخل جسدهم ، ولكن أنا صنعت طريقة مفيده لا تحتاج فيها إلى ترتيل السحر”
“ولكن لا اعرف كيفية استخدام المانا حتى..”
صمت رايلان للحظه .،،
“اه،، تذكرت انك كنت جاهلاً بخصوص المانا الخاصة بك..
إذن انت لا تشعر بها حتى ؟،،”
رايلان هز رأسه ،
و تنهد،
“عندما ننتهي من الطعام،
سأعلمك كيفية تحريك المانا داخل جسمك،،”
أومأت برأسي فقط،
…
-مر القليل من الوقت
وانتهينا من الأكل و نهض رايلان ،
“لنذهب إلى مكتبي سأعلمك هناك،”
بدأت اتبعه ،
“…”
لقد كان صامتاً طول الطريق،،
حتى وصلنا إلى غرفته-
فتح باب الغرفه و دخلنا اليها،
“اجلس في اي مكان، سأساعدك لكي افتح مسار المانا خاصتك ،..”
جلست على الارضيه ،،
“ليس هناك ، هاه-
هناك الكثير من الأشياء التي يجب ان تتعلمها ،،”
“إذن أين اجلس ،؟”
“اجلس فوق الكنبه فقط،”
نهضت بسرعه و جلست فوق الكنب,
وقف رايلان خلفي ،
و وضع يده على ظهري ، ..
..!
بدأت اتألم فجأة بكل مكان بجسدي ،،
“كيوغ..”
“هذا غريب .. ان كل مسارات المانا الخاصة بك مفتوحه بدون اي مشاكل..،”
“مؤلم ..،”
كل شبر من جسدي يؤلمني ،
و كأن جسمي كله ينكسر ،..
“تحمل هذا ..، أريد معرفة مساراتك كلها،..”
“…”
——
“هاه..”
مرت ٢٥ دقيقة بالفعل –
لا استطيع التحمل ، انه يؤلم ..
يؤلم بشده..،
“ألم ينتهي الامر بعد ..،؟”
ان صوتي يرتجف ..
“كدت انتهي ..”
ابعد رايلان يده عني ..،
انتهى الأمر اخيرا..،
“هذا غريب .. ان كل مساراتك مفتوحة بدون اي تدخلات-”
“هل هذّه مشكلة؟”
“لا ولكن .. لا يهم أنسى الأمر فأنت لن تفهم على اي حال”
“إذن مالذي يجب ان افعله ،،؟”
“ما رأيك اولاً ان تمسح العرق على وجهك ؟”
أعطاني رايلان المنديل ..،
و اخذتها منه رغم ان يداي ترتجف-
“…”
“أكان الأمر مؤلماً لتلك الدرجه ؟”
رفعت رأسي و نظرت اليه قليلاً،
“اجل شعرت و كأن عظامي تنكسر ،”
“أشعرت هكذا حقاً ؟، هذا سيء المانا خاصتك مضاده ضد المانا خاصتي،”
“و هل هذا سيء ؟”
“بالطبع ، لن استطيع نقش التعويذات داخل مسارات المانا ، لسوء الحظ يجب ان أجعلك تحفظ كل شيء،”
“الحفظ ليست بمشكله ،”
“رائع ! إذن ليست هناك اي مشكله مع التعاويذ ،”
“اجل،”
لست اعرف كيف ارد ،..
“لترتح اليوم ،
تعال إلى مكتبي كل ليله حتى اعلمك كيفيه استخدام المانا ،”
***
مر اسبوع و أنا اذهب إلى مكتبه كل ليله ،
..بدأ يدربني اساسيات المانا ،
و كيفيه تحريكها بالفعل ،
و لكن لم استطع حتى تحريكها ولو شبر واحد ،،
” لابد انك تشعر بخيبه أمل مني، أنا أعتذر ..”
تنهدت و أنا أحدق بيداي،..
ضاقت عيناي و أنا احاول تحريك المانا بالفعل ،
امسك رايلان بيدي و أوقفني ،
“ما رأيك ان نتوقف هنا ؟،
فأنت متعب بالفعل ”
“اعتذر أنا-”
“لا تعتذر ، انت فقط لست سريعاً بالتعلم ،”
“ولكن -”
تكلم فجأة بصوت بارد ،..
“لا يهم،
يمكنك الانصراف الان ،”
لا استطيع مناقشته ..
فأنا هو العبئ هنا ..،
“كما تريد”
خرجت من غرفته و اغلقت الباب خلفي..،
—
جلس رايلان على كرسيه ،
“هذا الفتى غريب ،
انه يعتذر كثيرا ،”
-رغم انه غير سريع بالجانب العملي،
ولكنه بالفعل يفهم الأمر بالجانب نظري بشكل جيد،
“سيل ، أأنت هنا ؟ ”
فجأة ظهر رجل يرتدي ملابس سوداء خلفه،
“أنا هنا سيدي،”
” كيف هي علاقة الفتى بليغن ،؟”
“حسناً ، من الواضح انهم اقتربو من البعض هذا الأسبوع قليلاً،”
“هذا جيد ، ستصبح الامور اكثر أثاره،”
“سيدي ، لم أخذت هذا الفتى معك ،؟
أنا اعجز عن فهم السبب ،
حتى لو كنت تريد اكتشاف عرقه لم تكن لتتخذه تلميذ لك ..”
تنهد رايلان ،..
“انت محق فهذهِ ليست من شيمي ،
ولكن هذا الفتى أثار اهتمامي بطريقة ما ،
لا أعرف إذا كانت شفقة ام كانت نزوة مني ”
نهض رايلان من مكانه و وقف امام النافذه ،
ضاقت عينا رايلان و تنهد بهدوء،
“يمكنك الانصراف الان،”
…
———
…
“هاه،، اصبح الامر يزعجني، لا استطيع حتى تحريك المانا ولو قليلاً،”
كنت أسير بالممرات لعدة دقائق
حتى أصبحت امام الغرفه ،
و دخلت الغرفة بهدوء،
“اه، انتهيت يا رين؟”
“هاه،، اجل انتهيت ،”
” إذن ، هل استطعت تحريك المانا؟،”
“…”
“اه، ما رأيك بالجلوس قليلا ،
جهزت الشاي لك ”
جلست على الكرسي ،
فجأةً خصلة من شعري أصبحت امام عيناي،
“اصبح شعري يزعجني ،”
“ممم ، الا تريد تقصير شعرك ،؟”
“.. لا أريد هذا ”
“ولكنه طويل بالفعل،!
انظر بدأ بإزعاجك بالفعل ،”
مسكت خصلتي للحظه ،
في مرحلة ما ،
أصبحت لا اهتمّ بمظهري..
“هاه ، ان شعرك الطويل سيسبب مشكله ، سأقصه لك بشكل مثالي!”
“مهلاً ، انت ستقصه لي ؟”
“اجل !”
“…”
“حسناً ،..”
…
احضر ليغن المقص و بدأ بقص شعري ،
و بدأ يقص بعض الخصلات اولاً،
“إذن كيف هو برج السحر ؟ اليس الأمر رائعاً انك تعيش هنا،”
“لأكون صادقاً،.. اشعر أنني مسجون،
رايلان لا يسمح لي حتى ان اخرج بحريه ،”
“ولكنها مجرد مسألة وقت، يريد ان يكتمل تعليمك”
“ولكن اليس يبالغ بالأمر ..،؟ انه لا يسمح لي حتى بأن اخرج لحديقة البرج ،..”
“مم..”
“أنا أتفهمه ،.. لا يريد لأحد ان يعرف ان تلميذ سيد البرج مجرد شخص لا يعرف استخدام السحر ،”
“…”
ليغن سكت و استمر بقص شعري ،
مرت بضع دقائق حتى انتهى من تقصير شعري بالكامل ،
“اصبح مظهرك مرتباً الان،”
نهضت من مكاني و ذهبت امام المرآة ،
حدقت بوجهي لعده ثواني ،،
و ضاقت عيناي،
-أصبحت اشبه اخي التوأم ..
فقط لون شعري مختلف-
اتسائل مالذي يفعله حالياً ..
“ما رأيك اليس رائعاً ! اصبح مظهرك رائعاً اكثر !”
هاه، انه صاخب بالفعل ،..
“اجل لا بأس به،..
و ايضاً، أريد النوم مبكراً الليله،”
“حسناً .. سأذهب و أتركك وحدك كما تريد،..”
خرج ليغن من غرفتي ،
أصبحت وحدي اخيراً..
استلقيت على سريري ،..
السرير ناعم جدا ..،
لست مرتاحاً كوني انام فوق السرير ..
فبعد كل شيء لم أنم أبدا في السرير،
…
“اكره السحر ،..”
فقط كيف احرك المانا داخل جسدي ،.؟
حفظت الخطوات جيداً و لكن لا يزال ..
لا أريد التفكير بالأمر ..
سأنام فقط..
***
“رين ..”
همم ،؟ من هذا الذي يناديني ..؟
“رين ، بُني !”
لماذا أنا في مكان ابيض بالكامل ..،؟
و هذا الصوت ..
ظهرت والدتي امامي ..
شعر طويل اسود بالكامل و عيون سوداء تماماً كما كنت قبل ان يتغير مظهري ..
“هذا ..”
..
انها اصغر قليلا ..،
نعم تذكرت –
هذا المظهر .. انه عندما كنت بالعاشرة من عمري ..،
رأيت نفسي الصغيره وهي تركض نحو والدتي ..
“رين .. لنذهب لقد تأخرنا لأجراء اختبار المانا ،”
اه .. انها ذكرياتي بالماضي ..،
اتذكر هذا ،
من هنا بدأ كل شيء ،
او بالأحرى من هنا تدمر عالمي ،
***
تغير المكان فجأة و اصبحنا في مكان اجراء الاختبار ،
“ماذا ..،؟ ليست لديه اي مانا؟
كيف يعقل إلا تكون عنده مانا؟!”
وجه والدتي ،..
اجل والدتي وقتها قد شعرت بخيبة أمل ،
احتقرتني ، و ذلتني ..
ضاقت عيناي عندما ارى هذهِ الذكريات ..،
يبدو أنني في حلم،
***
تغير المكان مجدداً ،
“عليك ان تكون سعيدا .. هناك من يريد شرائك !”
حتى هذا ..
تسك ..،
كنت مقيداً عندما كانت والدتي تحاول بيعي للنبلاء..
أكان شكلي هكذا في الماضي ؟،
مزعج-
***
تغير المكان مجدداً ،
“لماذا لا يريد احد شرائك ! هل هذا بسبب ندوبك ؟!”
“أنا آسف ، انه خطأي ..”
“يبدو أنني سأستلم لا احد يريد شرائك .. لماذا عندي ولد مثلك دون فائدة ؟”
هذهِ الذكريات،.. انها عندما كنت بالعمر ١٥،
لسوء حظ والدتي، النبلاء كانو يهتمون بالمظهر كثيرا .. لم تعجبهم تلك الندوب التي كانت على جسدي،
***
اصبح كل شيء ضبابياً بالتدريج ..
اصبح المكان أبيض اللون بالكامل،
سمعت صوت قد تردد إلى أذناي بشكل واضح
[لا تنسى من انت .. لا تتخلى عن نفسك]
هاه ..،؟
فتحت عيناي فجأة،..
-أنا الهث كالمجنون،
وضعت يدي فوق صدري..
لماذا .. أنا اشعر بالحزن ..،
مالذي كان يقصده بألا أنسى نفسي ،؟
“لماذا رأيت هذا الحلم ..”
نهضت من فوق السرير و حاولت استيعاب ما حدث معي ..،
“لم اكن أريد ..، رؤية هذهِ الذكريات تحديداً ..”
———————————————————