فتاةُ السّبات - 2
مِن بينِ الرّياح العاصفةِ الممزوجةِ بالثلجِ القارس، وخشوعٌ لامَسَ كلّ أطرافِ الغابَة، كانَت أسرارُ هذهِ الغابَةِ دواهِي، وأسوَءَ مِن زوابِع القوافِي، أو ما استوحَشَ بِها الوَصفُ تمامًا كما يقولُهُ المسمّى واهِ….
كانت هناكَ وحيدةً وجُثمانها المبهذَل منثورا، فتاةٌ مهشّمةٌ بهوره، أقدامها مبتورَه، ودِماؤُها كدورَه، افتراسٌ مِن فعلٍ برِّي بربرِيّ، إلا أن العَقلَ المدبّرَ لهُ حتمًا إنسيّ…
وبينما كانت العاصفةُ منشغلةً بمحوِ آثارِ الجريمَة.
إلّا أن بدنَها امتحَق فجأةً كالقمرِ فِالنّهار، ربّما قدِرت على الإدبَار؟
لا فوق الأرضِ ولا تحتهَا قد كانَت، ربّما قامت هيَ بعدَ أن عانَت، ما كانت ضعيفةً يومًا ولا قد لانت، لكنّ مصائبها ما قلّت ولا هانَت…
أعادَت من الموتِ ورجعَت إلى الحيَاة؟
أين أنتِ يا فتاةَ السّبات؟
__
ملاحظات:
دماؤها كدوره: مصبوبه. ويوجد معنى آخر: ’اِخْتَلَطَ بِهِ التُّرَابُ وَنَحْوُهُ’
زموع: بسرعة
كاسفة: حزينة