موج الموت - 4
. ” روح لا تخاف “.
🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️
”
مُرعبٌ جداً شكل الأنسان حين لا يبقى لديه ما يخسرهُ.
فأن تكون شخصًا لا يخاف شيئًا…
يعني ذلك بشكلٍ ما،
أن مشاعر الخوف والقَلق المُستمر تجاه شيءٍ ما قد…
“تعفنت تماماً”.
وهذا يجعل منه روّحًا قادرةً على العيشِ…
أو ربما…. يغرقكَ إلى الأبد..
“
( تحذير ١ : الفصل يحتوي على كلمات مسيئة وجارحة وقاسية بالنسبة للبعض، إذا لم ترغب بقرائتها تخطَّ ما بعد العلامة 🔻🔺 حتى تصل للعلامة 🎧. )
___________________
.” قهوة السَّحاب “.
🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️
🎬 :
” هذا المشروب المناسب لمزاجكِ سيدتي! ”
نطق نورمان، الذي كان يمد بخفّة من الطبق الذي في يده كأسًا جميلة المنظر تبدو لذيذةً نحو آڤي، وبينما يبتسم ابتسامة عريضة ويومئ باحترام لنوڤا بعدما وضع أمامها كأسًا أيضًا.
تومئ بدورها، تستغرق النظر للكأس بعدما يذهب نورمان وهو يتمنى لهما مجددًا وقتًا ممتعًا ومشروباتٍ لذيذة.
كانت نوڤاريا ترى تصرفاتها، وتبتسم بينما تمتد يدها لتشرب من كأسها.
كان طلب نوڤا مشروبًا يدعى: “ميلك شيك بالكراميل “، كان من مجرد منظر الكأس يبدو أنه صنع باحترافية وأنه لذيذٌ جدًّا، لونه الأبيض المائل للبيج، الكراميل الذي يزيّنُ حوافّ الكأس وينساب بلذةٍ نحو الأسفل، الكأس الطويلة، وبسكويتة الشوكولاتة الفاخرة العمودية الملتفة حول الماصّة، وكرة البوظة الباردة المنعشة بطعم الكراميل والحليب على الأعلى مزيّنة برسمة ورقة شجر طويلة حلوة فوق الكأس.
” ياااه. ” تقولها متعمدة ثم تغمض نوڤا عينيها بينما تتلذذ ببرودة المشروب.
جذب ذلك انتباه آڤي التي كانت سرحانة بالنافذة والمحيط لتذكرها أنه هناك مشروبٌ أمامها.
تنظر لذلك الكأس العريض بتمعن قبل أن تمسك بيده وتجلب حافّته لشفتيها الرقيقتين.
كان الكأس شفافًا يظهر الأبيض من فوق، والبني من تحت، وفي المنتصف تدرج امتزاج اللونين. كان المنظر خلَّابًا كسحابَتَيْن مندمجتين ومنفصلتين في آنٍ واحد، بالذات مع وجود كرات الثلج المستقرة والتي تعطي النكهة الباردة للمشروب، والرغوة أعلاه المرسومة بدقة وبشكل جميل.
كان كأسًا أنيقًا، وطعمه كان لذيذًا منعشًا بقدر ما هو أنيق.
” أنتِ حقًّا ذات ذوقٍ رفيعٍ نوڤا ”
كانت تقول بينما تشرب من الكأس.
” اختياركِ لهذا المكان، كان خيارًا رائعًا حقًّا، أنا سعيدة لأني أتيت معكِ! ”
هزت نوڤا رأسها بينما تبتسم وترفع هاتفها لتأخذا صورة سيلفي معًا، وتقول أيضًا:
” بالطبع، وستبقين سعيدة كذلك، من ذا الذي سيتجرأ على محاولة إفساد مزاجك؟ سأقتله. ”
ضحكتا معًا.
وقضتا وقتًا سعيدًا.
وأحبَّت آڤي مشروب ” قهوة السحاب ” خاصتها…
فقد كان باردًا، منعشًا، عميق التفاصيل، طويلًا كقصة، وعريضًا كمحيط، ولذيذًا يبقى طعمه كقبلة طفل على خدّ أمه… وقطنيًّا، رقيقًا، كالسحاب، والغيوم، وكآڤي أيضًا…
____________________________
.” قواعد موت ١ و ٢ “.
🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️
🎬 : ينحني الخادم بينما يعطيه قداحته الذهبية.
قداحة عتيقة من الذهب الخالص.
وتطلق صوتًا جميلًا ومرعِبًا في نفس الوقت عندما يتم فتحها.
إنه يشبه: ” تيــــــــك، تاك ”
يتناولها وهو في الممر المؤدي لباب الغرفة المغلقة. كما الصوت الذي يصل للغرفة، كانت أضواء الممر، كما أضواء الغرفة التي يفضي إليها، تومض وتطفئ… بمعنًى أدق: ” ترتعش ” تمامًا كتلك التي في أفلام الرعب.
تيــــــــك، تاك
كان يرتدي سماعة ( ايربودز ) فضية واحدة في أذنه اليسرى.
تيــــــــك، تاك
يغمض عينيه، بينما يتلاعب بالقداحة بهدوء، يفتحها… يغلقها… يبعث الصوت رهبةً، غريبة،رعشة، تسري في الجسد، رعب، خوف، نعم…
تيــــــــك، تاك
الخوف من المجهول. إنه :
” الخوف من الموت “.
🔺. تيــــــــك، تاك .🔻
تمتد يده ذات القفاز الأبيض نحو مقبض الباب، يصرُّ الباب بينما يفتحه، يدخل. ثم يغلق الباب خلفه بهدوء.
” اششششش ”
رفع سبابته السوداء حتى منتصف فمه.
ولا كلمة. ظلام، هدوء وموت. تلك كانت الرائحة المهيبة الصادرة من ذاك المكان مذ وطأته قدماه.
. تيــــــــك، تاك .
ريزيستان فولومنسو، رجلٌ أبيض ذو عيون زرقاء داكنة جدًّا، شعرٍ أشقر مصبوغ منتصفه بالأحمر، تملؤ جسده الضخم الذي يدل أنه مجرم عصابات وشوم غريبة إضافةً لوشم يغطي فكه. يقف بلا أي أغلال، بكامل حريته، في زاوية الغرفة اليمنى.
كان وبكل بساطةٍ يبتسم ببلاهة، يفكر بسرحان، يعد كم ذرة ظلامٍ في الغرفة.
ولكن يهيؤ له أن رأى عيونًا تلمع؟
. تيــــــــك، تاك .
هو يعلم أن هناك من دخل عليه، وحسب ما قيل له سيتكفل نهايتك شخصٌ خطير…
شخصٌ لن ترغب برؤيته في حياتك ومماتك معًا…
لم يأبه لذلك.
. تيــــــــك، تاك .
وهذه كانت أكبر غلطةٍ في حياته المقيتة التافهة الغبية تلك – على حد زعم كل أهالي ضحاياه الذي قد طالبوا القضاء أن يطلب من ذاك الشخص خصيصًا أن يقتل هذا المجرم المختل -.
المشكلة أنه يجد الأمر مضحكًا!
‘ كيف يطلبون من سفّاحٍ مختلّ، أن يقتل قاتلًا مختلًّا؟.. ‘ هكذا كان يفكر كانت توحي عيناه المتخلفتان بذلك.
وقف هامًّا الاقتراب منه، وملَّق نفسه بقول:
” أنت تبدو من منظركَ أنك موت، قالوا لي أنك ستكون المسؤول عني في اللحظات القادمة ”
. تيــــــــك، تاك .
” أنت قتلت الكثير مثلي، لذلك تعلم شعور النشوة ذاك صحيح؟ إذًا أنت تتفهم لمَ أنا هنا،وتعلم شعور فقئ الأعين وقطع الأيدي يا سيد السفاحين… ”
توقف مغلقًا قداحته.
ابتلع ذاك ريقه…
رفع يده السوداء نحو سماعته الفضية، وضغط ضغطةً واحدة.
ومع الإيقاع، أخذ يدندن محرّكًا رأسه ببطء مغمضًا عينيه مستمتعًا:
I think I’m losing my mind ~
نطق ريزيستان مرعوبًا ومذهولًا :” مـ…ماذا تقول؟ ” “
Trying to stay inside the lines ~
” هييي يا هذا إذا جــ.. جننت فاخرج ودعني بحالي! ”
It’s like I’m running in place ~
Yeah~ Yeah ~
” لمَ أنت مستفزٌّ هكذاااااااا ” صرخ بغضبٍ شديد.
توقف وأطفأ السماعة فجأة، وتوجه نحوه بخطواتٍ بطيئة…
” أيها اللعين. أنت عبثتَ مع الكيان الخطأ.”
تحشرج ذاك المرعوب وجحظت عيناه وحاول الصراخ عندما أدرك، أنه فقد يده اليسرى وعينه اليمنى بلمحة بصر.
وصرخ مسعورًا بتألم، وتأوه، ووجع، يستنجد… ينزف…يبكي وينحط… ينظر لذاك الذي أمامه، من ينظر له بازدراء، تلمع عيناه الحادتين.. إنهما حادتان… إنهما أسوا من الثقب الأسود… إنهما يبتلعانك كوحشٍ جائعٍ لم يأكل لقرون… إنهما نيرانٌ تشتعل ويعلو لهيبها كلما حدقت فيك لتلتهمك… ستتمنى.. لو لم تره في حياتك… بدأ شريط حياته التعيسة يسرد أمامه… بينما كان قد اقترب منه أكثر وقد زاد طغيان الهدوء والبرود تعابيره القاسية تلك…. التي لا ترحم… أبدًا…. كان ريزيستان يصرخ متوجعًا بكل حرقةٍ يتوسل له ألا يقترب منه… ووسط تجاهلاته لكل ترجياته، رفع جثة ذاك المجرم الثقيلة البشعة بيده اليسرى بإمساكه من فكّه الموشوم ذاك، ثم يقوي ضغطه على فك هذا المنحوس بينما يدخل يده الأخرى في جيبه.
” يدكَ التي قطعتَ بها أيادي الصغيرات، ها قد قطعتها لك. “
علا أنينه المتقطع مع صوت حشرجته.
” عينُكَ التي نظرت لهن بقذارةٍ وهن يتعذبن منك، فقأتها. “
زادت دموعه الممزوجة بدمائه التي ملأت وجهه حرقةً مع مرور شريط حياته.
” مع أني أريد فعل المزيد أيها النذل، لكن عليّ إبقاء بعض الحواس لكَ يا غثيث لتعي جيّدًا ما سأقوله. “
وأحكم قبضته على فك ذاك المتوجع…
كان يرفع يده المتبقية البائسة بترجٍّ عله يلتقط بعض الأنفاس، بلا جدوى.
وكان شلال الدم النازف من ذراعه المبتورة ما زال جاريًا، إضافةً لذاك الفراغ الباعث للغثيان في عينه.
وللحظة، ضوء الغرفة الرمادي بدأ يتحول تدريجيًّا للأحمر… وبدأت الهالة المنبعثة من ذاك الذي يعلق جثة المنحوس في الهواء تصبح أخطر وأشد إظلامًا وسوادًا…
” أيها القذر، دعني أعلمكَ قواعد الموت.”
” القاعدة الأولى :
لا تعبث مع الموت ”
واحمرّت عينا موت…
” القاعدة الثانية :
لا تخرق القاعدة الأولى “
……
كل ما سُمِعَ بعدها، كان صرخاتٍ شديدة متتابعة مؤلمة من تلك الغرفة المظلمة… التي كان بالمناسبة اسمها الآخر هو غرفة الموت… ثم لا شيء… خيَّم السكون مجددًا… ودخل الخادم لينظف آثار الدماء ويزيل الجثة…
🎧.
____________________________
.” ملاكٌ لشيطان”.
🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️
🎬 : لقد نبست بانزعاج:
” ظلاااام!!”
فأمال الآخر برأسه موجهًا نظره إلى الملاك المنزعج المركز يديه لخصره النحيل أمامه… لقد كان شاردًا…
تأملها… وغرق في تفاصيلها التي لا تشبه أحدًا فيها…
كانت عيناها الخضراوتان الزاهيتان، تحيط بهما هالةٌ مضيئة تبعث للراحة وتشعرك أنك في حقل ريحان، وكان شعرها الزنجاريّ الفريد مبعثرًا على وجهها من الأمام وكتفَيْها من الخلف – وكأنها تتبع عادته أثناء التمرين -. عندما تكون معها وواقفًا أمامها يخيل إليك أنك تقف أمام ملاك لفرط الراحة التي تشعر بها… لكن من يدري…
كانت ترتدي هودي رمادي واسع تكتسح منتصفه خطوط بيضاء ” GUCCI ” في أعلاه ناحية الكتف الأيمن، كما وكان سروالها الرياضي بنفس اللون. حذاؤها رياضي أبيض مريح كما تظهر عليه من الجوانب علامة نايك أصلية.
إنها متوسطة الطول – طول مناسب لشابّة – بقوام ممشوق وجسد رياضي رشيق وبشرة بيضاء جميلة ناعمة، ويداها تقلدتهما القفازات مجددًا، لكن كلتا قفازاتها بيضاء مفتوحة الأصابع.
إنها وأقل ما يقال عنها أنها ملاك.
نحن لا نتحدث عن نوڤاريا هنا، لذا لا داعيَ لأن نقول من يدري، فهذه الجميلة ملاكٌ من الداخل كما الخارج حتى لو حاولت عدم إظهار ذلك.
وهذا ما فكّر به إكسين أيضًا… أقصد، لا تؤاخذوني، فالشيطان بحد ذاته يرى أنها ملاك.
نبس بكل برود:
” أجل آريا، ما بكِ؟ “
ردت بينما ترفع حاجبيها وتوسع عينيها وتغطيه نظرة ( بحقك؟ ) :
” وتقول آريا الآن! أخيرًا أدركت وجودي أيها السارح! وتظنني لا أستشعر اللامبالاة من صوتك؟!”
وكأنه لم يكن يتجاهلها عمدًا،
أردف ذاك البارد بينما وضع يده على خدها متحسسًا إياه برفق:
” اممم، لا تقولي هكذا، كنت أفكر فقط كيف سأعاقب نوڤاريا لتأخرها هكذا، هل سأجعلها تقبّلني أم … “
أردفت بابتسامة شريرة – متناسيةً تجاهله – :
” أنا حقًّا متأكدة أنها ستستقبلكَ بلكمة “
أمال رأسه جانبًا وتمتم بببرود وانزعاج خفيف يكاد ظاهرة:
” وأنا أقول نفس الشيء “
هزت آريا رأسها يمينًا وشمالًا بابتسامة لطيفة بينما تغمض عينيها وتربت على كتفه في شيءٍ من التهكم:
” ها قد عشتُ ورأيت الأيام التي أتت لتتملك قلبكَ فيها فتاةٌ رائعة مثلها بلا استئذان. هل أخبرتكَ من قبل كم أحبها؟ “
رد بدوره بشيءٍ من التهكم والبرود :
” أنتِ تحبين أسلوبها البارد معي، وبرودي معها أكثر “
اعتنقته بسرعةٍ وحنوٍّ شديد – كمن يخفي شيئًا – :
” أووووه ظلامي الرومانسي~ ”
و دفنت رأسها في حضنه.
بينما للحظة إدراك، همَّت بالابتعاد عنه بكل براءة، كطفلٍ يدرك أنه فعل مشكلةً لنفسه… تراجعت خطوة، وخطوةً أخرى، ولكن تلك اليد السوداء امتدت وحاوطت جسدها الصغير النحيل بالنسبة له، وضمته بقوةٍ وأعادته لحضنها…
أركزت يديها الرفيعتين على صدره، ودفنت رأسها بقوةٍ بينما يضمها إليه أكثر…
” لستِ يا آريا تلك الفتاة التي تستطيع الكذب عليّ… ”
” أنتِ لا تعجبينني هذه الفترة. ولم تخبريني ما حدث لكِ.”
نعم، حتى هذا البارد يستطيع قول مثل هذه الكلمات، حتى لو بطريقةٍ باردة خاوية من المشاعر مثله.
لأنها صغيرته العزيزة على قلبه، مع أنها شابةٌ في العشرين من عمرها، إلا أنها صغيرته العزيزة، ليس وكأنها لا تحبُّ دلاله الزائد لها باعتبارها صغيرته….
صحيحٌ أنه ظلام، لكن هذه الملاك تكون ضوءه…
ولا ضوء بلا ظلام…
للحظة انقلبت هيَ كلِّيًّا… وكأنه لمس وجعها برفقٍ شديد…
دفنت رأسها أكثر وأكثر واستنشقت رائحته العطرة أكثر وأكثر.
وكأنها تريد اعتصار صدره والذوبان فيه.
تريد الالتحام معه، والامتزاج بداخله، حتى لا يبقى منها أي أثر.
لأنها تريد البكاء له. شعرت بالضعف لأنها لا تستطيع.
شدت يداها المرتجفتان رداءه، سرت الرعشة بجسدها الصغير الجميل….
لأنها لا تعلم ما ستقول، أو من أين ستبدأ.
كان يرى حالتها هذه.
أسند ذقنه على شعرها الحريريّ… ومسّده بهدوء بيده الأخرى.
كان يعلم أنها مخنوقةٌ بكلماتٍ تأبى الخروج من حلقها…
أراد التخفيف عليها، فهي فعلًا لا ترحم نفسها إذا ظنت أنها مخطئة أو إذا ضايقها شيءٌ ما أو إذا أحست بالاختناق بالذات… إنها عزيزةٌ على قلبه الجليديّ ذاك.
لذلك نطق مغيِّرًا الجوّ بعد أن تأكد أنها لن تستطيع البوح له بما يضايقها الآن:
” انتظري، دعينا نتفق أنكِ لم تناديني بـ’ ظلامي ‘، حسنًا؟ ”
هزت الأخرى رأسها نافيةً مستنكرة بعد أن رفعته نحوه وهي لا تزال متشبثةً بصدره:
” ولمَ؟ ”
هرّب الآخر ناظِرَيْه الداكنين اللامعين، وحكّ رقبته من الخلف بينما أردف ببرودٍ لا يتلاءم مع حالته هذه:
” حسنًا أنتِ تعلمين… ”
آريا مقربةً وجهها منه باهتمام أكثر: ” اممم؟ ”
” هيَ تغار… ”
ضيّق عينيه الحادتين… عبس فمه… إنه يكره التحدث بمثل هذه الطريقة.
وحتى في حالته هذه، استمر البرود طاغيًا عليه. لقد استنكرت منه هذا.
حسنًا، يمكننا القول الآن أن هذا الشخص يتوج ملك اللامبالاة والبرود إضافةً إلى ألقابه الأخرى!!…
ولكن المهم أنه نجح في ملاطفتها.
إنها تبتسم ببراءة من كل قلبها وتضحك بلطفٍ له – تخفي تهكمها عليه بداخلها – بينما تربت على كتفه اليسرى…
حسنًا… قد يكون إكسين باردًا ومتجمد الأحاسيس وعديم المشاعر إلا أنه الأفضل حقًّا في التخفيف عن أحبائه وأعزائه.
حاوط خصرها بذراعَيْه، كان خصرها نحيلًا لدرجة أنه لم يبقَ فراغٌ منه، أو ربما كانت أصابع إكسين طويلة…
رفعها للأعلى وعلقها في الهواء بينما ينظر إليها.
ضيَّق عينيه الأخّاذتين، ركّز حدقتيه الداكنتين نحوها، نبس بهدوءٍ شديدٍ وثقلٍ كبير بينما تنظر له بهدوءٍ بحدقتيها الزاهيتين:
” والآن، لنرَ ما بال ملاكِيَ الجميل؟ ”
” ألم نتفق أنه لا ظلام بلا ضوء ”
ابتسمت له وقالت قبل أن يكمل:
” ولا ضوء بلا ظلام. ”
هزَّ رأسه بهدوءٍ شديد إيجابًا، ونظر لها نظرةً ( لذا لا يجوز لكِ أن تكوني بهذه الحالة ) فتشجعت هيَ لتكمل له:
” إكسين…
أحبك… ”
أنزلها أرضًا بينما وضع جبينها على خاصته بحنوٍّ خالص وأغمضا أعينهما بينما تبتسم برضى وردّ:
” فهمت، سآتي لغرفتكِ لاحقًا ونتحدث براحة… ”
” وعمومًا، أحبكِ أكثر… ”
ابتسمت بأريحية… وأخيرًا… طبعت شفاهها الرقيقة قبلةً سريعاً على خده، وهربت من يديه تركض نحو غرفة الأدوات بمرحٍ وتقول:
” كلا، أنا أكثر! ”
ربما صنع ابتسامةً جانبيّةً بينما استدار وبلل شفتيه بلسانه وهو يحدّث نفسه:
💭 : ‘ إنها ملاكي الصغيرة بالفعل. ‘
……..
____________________________
.” كيف تجعل ظلام يلكمك؟ “.
🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️
مذ غادرت لتحضر أداتها، كان هو قد ذهب نحو باب القاعة الأوتوماتيكي الضخم…
لفَّ يديه على دائرةٍ ما، فخرج الصوت الآليّ :
تم التعرف، مساء الخير سيدي، يرجى ضبط درجة الجاذبية المطلوبة.
وهكذا صارت درجة جاذبية القاعة أعلى.
عاد لينتصف القاعة. الإضاءة خفيفةٌ نسبيًّا إلا عند الدائرة، فهي ساطعة جدًّا.
كان ظلام قد سمع الأغنية -من سماعة (الايربودز) الثانية-، وعلم أن موت قد انتهى من عمله، وهو سيعود إليه.
وفعلًا، لم يستغرق الأمر كثيرًا حتى انفتح الباب الأوتوماتيكي الضخم مجددًا.
تم التعرف، مساء الخير سيدي، جارٍ فصل القاعة عن المحيط الخارجيّ، جارٍ التجهيز لوضع التحمل الأقصى، جارٍ حجز القاعة حتى إشعارٍ آخر.
هكذا قال الصوت الآليّ.
كان قد غيّر ملابسه بالفعل إلى كاجوال طقم رياضي عبارة عن شيرت قطني مريح مكشوف الذراعين بالكامل ما جعل عضلات يديه وعروقه تبرز بشكل فاتن كحلية اللون يتخللها خطان أبيضان تتوسطه الماركة الشهيرة ‘ لويس فيتون ‘، وشورت أبيض مخطط بخطين كحليين أفقيين طويل لما بعد الركبة مريح كذلك على نهايته نفس علامة الماركة،إضافةً لحذائه الرياضي الكحلي المخطط ببقع ملونة بالأبيض وماركات عالمية شهيرة، وآخيرًا لن ننسى القفازين الأبيض لليمنى والأسود لليسرى، وكان يتوجه نحو المنتصف بخطوات باردة بينما يضع يديه في جيوب الشورت الواسعة مغمضًا عينيه.
ظلام بنبرة هادئة : ” كيف كان؟ ”
موت ببرود قاتل : ” كالعادة، حقيرًا كسابقيه ”
ظلام بلا مبالاة : ” عمومًا لا تتمادَ كثيرًا، ضوء لم تخرج بعد. “
موت بتهكم بارد : ” تشه. بحقك؟ ”
فتح عينيه وبلمحة بصر كان أمام ظلام يكوّر قبضته موجّهًا إياها نحوه… كان ظلام مغمضًا عينيه بالفعل.
بدأ النزال… والمتعة.
كانت القاعة تهتز من أولها لآخرها…
ولا يبدو سوى أنهما في التحمية فقط…
موت بينما يلكم بامتعاض : ” أنا هنا لبعض المتعة يا رجل ”
ظلام يمسك قبضة الآخر ببرود : ” هممم ”
موت يوجه لكمة باليد الأخرى : ” ثم لم نختر الأغنية بعد.”
ظلام يلوي يده الأولى ويمسك الأخرى: ” افتحها “
وبدأت السماعة ترقص مع إيقاع النزال…
” But after all I’ve said, please don’t forget~
Some legends are told,
And some turned to dust or to gold…
But U will remember me!
Remember me! For centuries!✓
It’s just one mistake, it’s all it could take! “
كان صوت هجمات موت متناغمًا كلِّيًّا مع إيقاع الأغنية كما أنه انغمس في الأمر كلِّيًّا وكأن جسده يرقص على الإيقاع بشكل هجومي وجنوني، بينما كان ظلام منشغلًا بالتفادي بكل برود متناغمًا هو الآخر مع النغمة الحماسية الجنونية التي يسمعانها…
نطق ظلام بينما يضيّق عينيه:
” قال سندخل التاريخ قال، هه “
موت بينما يرد بسخرية شديدة ويقلب عينيه :
” فقط خطأ واحد هو ما يتطلبه الأمر، أليس كذلك؟ “
علا صوت اصطدام قبضتيهما.
انتصفا القاعة وزاد الضغط، بدأت الأضواء ترتجّ والأرضية تتخلخل… زاد الضوء الأحمر من منتصف الدائرة توهجًا…
موت، يداه مقبوضتان بيدي ظلام، وكلاهما يضغط نحو الآخر بشكلٍ هائلٍ وجنونيّ… يقطبان حاجبيهما… يعلو الضغط أكثر وأكثر… يبدو وكأنه من يخرج الآخر ويزحزحه عن الدائرة الحمراء يفوز… يضغط موت بقوة أكثر، يصد ظلام من ناحيته بشكل أكبر…
موت بينما لمعت عيناه للحظة وبتهكم خافت قال:
” صرتَ أضعـ–”
يحلّق موت في الهواء، هو لم يكمل جملته حتى. نحو الجدار ،يرتطم به ويتهشم الجدار تاركًا آثار اصطدام موت به…
انتشر الغبار في المكان….
تكرر الأمر ثلاث مرات، وصار هناك ثلاث تهشمات ضخمة في الجدار كل وحدة تشعر بالألم أكثر من الأخرى!
نبس ظلام بانفعال بارد :
” لن تجرؤ”
كان موت قد ارتدَّ بالفعل وحين اصطدم بالجدار اصطدم بقدميه مستندًا عليه ليندفع بقوةٍ مجددًا ناحية ظلام الذي ما زال مكانه منتصف الدائرة ويبدو أن موت نجح باستفزازه مع ارتفاع الموسيقى الحماسية أكثر وأكثر.
عذرًا يا صديقي لكن القاعدة هنا أن موت يفوز عندما يخرج ظلام من الدائرة الحمراء، أما هو فهكذا طبيعة هجومه من العادي أن يتنقل في الأرجاء ولو بسرعته الجنونية…
يلتقط موت أنفاسه بينما يكوّر قبضته ويفجر فيها كل قوته مندفعًا أمام ظلام بكل خفةٍ و…
موت بثقة باردة متحدّيًا:
” بل أجرؤ”
يلتحمان مجددًا بقوة أكبر من سابقتها… ويصكُّ ظلام أسنانه…
يعتصر الهواء نفسه حوليهما، وكأن إعصارًا يحلق في القاعة…
يزيد الضغط، لدرجة أن أقدام ظلام غُزَّت في الأرض وشققتها…
كان موت في الهواء يشد بقبضته مندفعًا بقوة أكبر ليغرس ظلام أكثر… لا يبدو موت أنه يعتبر هذا تدريبًا…
نظراته تظهر وحشًا… تحمرّ عيناه…
أما ظلام فبدأ الازدراء البارد على محياه، إلا أنه كان مستفَزًّا بالفعل.
كانت عيونه التي قد ضيقها وهو ينظر لخاصَّتي الآخر الملتهبتين، قد أبديتا ظلامهما كالثقب الأسود…
وحش مجنون في مجابهة ضغط الثقب الأسود.
كلاهما يكبح جماحه بالكاد…
هل سيسحب الثقب الأسود الوحش بداخله أم هل سيلتهم الوحش الثقب الأسود؟!
مقارعة مجنونة غير متوقعة!!..
إن القاعة بدت تتشقق بالفعل. والجاذبية بدت تثقل أكثر…
ولكن ظلام أغمض عينيه.
وجذب موت نحوه في حركة غير متوقعة لموت ووجه له لكمة نحو وجهه تفاداها موت بالكاد ليوجه له ثلاث ركلاتٍ في بطنه بينما يحكم القبض على قبضتيه.
لفظ موت الدم من فمه بينما ابتعد عنه.
ووقف ببطءٍ متململًا كقاتلٍ متسلسل يتسلى برؤية ضحاياه يتعذبون نفسيًّا بينما يقوم بمثل تلك الحركات المستفزة مجددًا. معلنًا أنه تعمد استقبال كل تلك الركلات بصدرٍ رحب وكأنه نجح في شيءٍ ما.
كان يبتسم بعيون فارغة، ابتسامة مجنونة. كالمختلين وأسوأ حتى.
إنه وحش. بدأ الوحش يكشر عن أنيابه.
توقفت الأغنية…
نبس موت بثقة مجنونة:
” انظر لنفسك لقد لكمتني!! أوه آسف لقد ركلتني!”
” وتسألني أأجرؤ؟”
” هاااااع”
فغر فاهه بابتسامة شيطان حقيقي… أخرج لسانه ومرره على صف أسنانه البيضاء الناصعة وضغط به على أنيابه… بأكثر طريقة مستفزة وهو يقهقه بشر…
علا صوت قهقهته…
” أتدرك ما فعلته الآن لتوك؟
لقد ركلتني يا ظلام، أي أنك ‘ هاجمتني وكسرت قاعدتك ‘ هه، إنني انجح في هذا كل مرة”
يقول بنشوة بينما يخلل أصابعه في وجهه وحتى ناصية شعره، يظهر منها عيونه الشامتة المختلة و فمه الساخر المجنون…
” إن الموت يخرج الظلام من طوره،
إنه يدفعه للجنون~”
أردف ساخرًا أيضًا محركًا إبهامه السوداء بحركة سكين سريعة على عنقه كعلامة لقطع الرقبة.
يشد ظلام على قبضته اليسرى. ويزداد وجهه اسودادًا مع إظلام عينيه….
.
.
.
ظلام كان مغمضًا عينيه بينما يتلقى كل هذه الشماتات من موت. ولكن حتى هذ البارد يود بشدة لكمه… وبالفعل إنه يشد على قبضته مجددًا…
الأمر لا يتعلق بالبرود، الأمر له علاقةٌ بظلام وموت معًا.
ظلام يحب مواجهة موت كما موت يحب مواجهته، لأنهما من القلة القلائل الذين يستطيعون إطلاق العنان لأنفسهم في القتال مع مجابهة بعضهم بكم هائل من القوة والمستوى، والتمتع به عندما يتعلق الأمر بمواجهة رجل لرجل، أقصد (سايكو لسايكو).
لكن حقًّا، عندما أقول متعة، أنا أقصد أنهما يكادان الوصول لمرحلة ” قتل بعضهما البعض دونما هوادة “.
وما يمنع ظلام من ” التمتع ” بالقتال مع موت ، هو أنه قد حدث حادث صغيرٌ مزعج سابقًا…
بما أن ظلام هو المهيمن الأقوى، ففي العادة وقتما يأتي للقاعة ويطلب أحدهم نزالًا ضده – طبعًا لن يطلب ذلك سوى الذين ودعوا حياتهم -، يطلبونه لصقل مهاراتهم ويطلبون منه أيضًا التساهل معهم. يهمهم بتذمر لا يبديه لأنه يعلم أنه مسؤول، وبلا أي مشاكل،وفي قمة الملل والبرود كان يدربهم باعتيادية، أي هجوم وصدّ.
إلا أنه في أحد القتالات، تمادى الطرف الآخر معه فكانت لكمةٌ واحدة عاديّة من ظلام كافية لتهشيم الجمجمة والرأس وفتح جدار القاعة والجدار الذي خلفها والذي خلف خلفها وبالتالي موتَ ذاك الشخص…
المشكلة أن ذاك الشخص كان ” البحر “.
و بحر، هو جزءٌ من المنظومة، ولذلك حدث اختلال… ولئلا يتكرر مثل تلك الأحداث ثانيةً، لم يقم ظلام بالهجوم في أي نزالٍ آتي. ولم يأتِ بعدها لقاعة التدريب…
ليس كرمى لعيونهم أو لعيون بحر الميت، بل لأنه سئم دون أن يجد شخصًا يستطيع مجابهته.
طبعًا دعكم من نزالات موت، هذه حالة خاصة.
فموت أتى بعد قتل بحر، وكان مختلًّا بامتياز لدرجة أنه لا أحد يعلم كيف استطاع جلب ظلام إلى القاعة و استفزازه للـ” التمتع معه “.
وكان دائمًا، يستطيع مجابهته.
وأثبت جدارته بذلك، لذا، ظلام صار يتغاضى عن قصة الصد فقط.
لا بل والأدهى، إنه وجد نفسه يخوض معه نزالات حقيقية، أي كلاهما ينوي نية القتل قبل البدأ ويخوضان معركة من الصميم ويهاجمان بكل قوة غير آبهين لما حولهما، أو حتى لكم تدمرت القاعة الرياضية التدريبية وأعيد بناؤها بسببهما.
موت لا يمكن توقعه، وهذا ما يعجب ظلام الذي لا يعجبه العجب كما موت.
✨« إنهما وجهان لعملة واحدة، خصمان متفقان على أن كلاهما يحترم الآخر ويود قتله بشدة »✨
ولكن هذه المرة، كانت تصرفات موت أكثر حدة مع ظلام وكأنه منزعج… حسنًا، هو يتصرف هكذا منذ ثلاثة أيام…
لذلك عندما انتشر الظلام، ولمعت عيناهما المتأججة بالشرر والاشتعال، وتوجهت لكمة من يد ظلام مباشرةً لموت الذي بلل شفتيه بلسانه، ثم نبس ببرود طاغٍ على المتعة التي بدت تتسرب لجميع أنحاء جسده المظلم:
” يبدو أنك متشوقٌ لتهشيم جمجمتك،
كما تريد إذًا، على الرحب والسعة، موت. ”
نبس موت ببرود معلّقًا نظره بفخر على قبضة ظلام التي تبدو كنيزك ضخم على وشك الانفجار في وجهه:
” أجل، إلّم أهشّم وجهك مسبقًا.
وأخيـــرًا سألعب بجديةٍ “
لم ينهيا الحديث بعد، إلا أنهما أطلقا العنان لقبضاتهما.
تشققت الدائرة الحمراء.
انهالت اللكمات من كلا الطرفين وانتشرت رائحة التعطش للدماء في المكان…
واشتغلت الأغنية… بينما يغنيها موت على نفس الوتيرة بابتسامة شيطانية خطيرة كمن يعرف عن نفسه بكل غرور…
” I’m Death~ ”
أراد موت الإكمال مستمتعًا، إلا أن ظلام قاطعه:
” بالمناسبة أيها المختلّ.
ظننتكَ ستبقى أعزبًا لبقية حياتك ”
ابتسم موت بشيطانيّة قذرة كما بادله ظلام نفس النظرات المعتوهة المميتة…
موت: ” هذا بفضلكَ أيها الذكي!
ثم، كيف تكون لديكَ زوجة جميلة يا هذا وأنا لا أملك واحدة؟”
يثبت يديه ويركل بركبته المثنية، يصد الآخر بقدمه، يفك يده ليهجم بقبضته، يتفاداها الآخر، يضغط على قبضته ليعيد فيصدها بقبضة أقوى نحو وجه الآخر تناغمًا مع قبضة الآخر وهذه المرة أصابت كلا الوجهين… انتهى الأمر بكدمات على الخدود. وتوقف الصوت الصادر من (الايربودز) الفضية.
ظلام بتهكم بارد: ” تشه، أهذا يعني أن زوجتكَ جميلة؟ سأرغب برؤيتها فعلًا~ ”
موت بسخرية وابتسامة صفراء بينما تظلم عيناه أكثر:
” إنها جثتي العزيزة~”
زادت سرعة موت ووتيرته مع تزايد هجمات ظلام وكادا يهشمان قبضتيهما حرفيًّا بينما يرتسم الفراغ والظلام والجنون على محياهما المرعب لكن….
تعود الأضواء عادية، يتحدث الصوت الآلي:
تم التعرّف، تم فكّ العزل، تمّ اكتشاف كمية الضرر، تمّ… تدمير القاعة.
صوت تهشّم زجاج القاعة العلوي الأسود المتين لأجزاء، شقلبة في الهواء… وووش🍃✨
” Let the darkness lead us into the light!
And dreams get lost feel the temperature rise!
قبضة سوداء رشيقة متناغمة مع الأغنية موجهة نحو ظلام، يبتسم ظلام.
Bebe tell me one more beautiful lie~
One touch and I ignite~ ”
يزفر موت بحنق بارد ويبتعد خطوتين ويكتف يديه بعد تبليل شفتيه بلسانه منزعجًا مع نظرات تكاد تأكل من ينظر له.
يمسك يدها المنقبضة نحوه بخفة بكل رقة، يطبع قبلةً سريعة عليها ومن ثمَّ يحاوط خصرها بذراعيه ويحكم السيطرة على حركتها بينما تبدو بأنها راضية بتطويق رقبته بكلتا يديها بينما وجهاهما متقابلان…
تقول بانزعاج: ” كم مرةً قلت لكما عندما تبدآن قتلكما لبعضكما لا تدعا أحدًا في المكان حتى لا يجنّ من تصرفاتكما! ”
يدفن الآخر رأسه متهرِّبًا في رقبتها، يتلذذ برائحة عطرها… يمتزج بها وكأنها ملجؤه وأمانه وراحته..يراوح رأسه يمينًا وشمالًا بينما يرفع يديه بهدوء على طول ظهرها…
يقول بتخدّر وثقل كامل من رائحتها الزكيّة بدون تركيز مغمضًا عينيه: ” وهل هناكَ أحد؟ ”
إلا أنه في أحد القتالات، تمادى الطرف الآخر معه فكانت لكمةٌ واحدة عاديّة من ظلام كافية لتهشيم الجمجمة والرأس وفتح جدار القاعة والجدار الذي خلفها والذي خلف خلفها وبالتالي موتَ ذاك الشخص…
المشكلة أن ذاك الشخص كان ” البحر “.
و بحر، هو جزءٌ من المنظومة، ولذلك حدث اختلال… ولئلا يتكرر مثل تلك الأحداث ثانيةً، لم يقم ظلام بالهجوم في أي نزالٍ آتي. ولم يأتِ بعدها لقاعة التدريب…
ليس كرمى لعيونهم أو لعيون بحر الميت، بل لأنه سئم دون أن يجد شخصًا يستطيع مجابهته.
طبعًا دعكم من نزالات موت، هذه حالة خاصة.
فموت أتى بعد قتل بحر، وكان مختلًّا بامتياز لدرجة أنه لا أحد يعلم كيف استطاع جلب ظلام إلى القاعة و استفزازه للـ” التمتع معه “.
وكان دائمًا، يستطيع مجابهته.
وأثبت جدارته بذلك، لذا، ظلام صار يتغاضى عن قصة الصد فقط.
لا بل والأدهى، إنه وجد نفسه يخوض معه نزالات حقيقية، أي كلاهما ينوي نية القتل قبل البدأ ويخوضان معركة من الصميم ويهاجمان بكل قوة غير آبهين لما حولهما، أو حتى لكم تدمرت القاعة الرياضية التدريبية وأعيد بناؤها بسببهما.
موت لا يمكن توقعه، وهذا ما يعجب ظلام الذي لا يعجبه العجب كما موت.
✨« إنهما وجهان لعملة واحدة، خصمان متفقان على أن كلاهما يحترم الآخر ويود قتله بشدة »✨
ولكن هذه المرة، كانت تصرفات موت أكثر حدة مع ظلام وكأنه منزعج… حسنًا، هو يتصرف هكذا منذ ثلاثة أيام…
لذلك عندما انتشر الظلام، ولمعت عيناهما المتأججة بالشرر والاشتعال، وتوجهت لكمة من يد ظلام مباشرةً لموت الذي بلل شفتيه بلسانه، ثم نبس ببرود طاغٍ على المتعة التي بدت تتسرب لجميع أنحاء جسده المظلم:
” يبدو أنك متشوقٌ لتهشيم جمجمتك،
كما تريد إذًا، على الرحب والسعة، موت. ”
نبس موت ببرود معلّقًا نظره بفخر على قبضة ظلام التي تبدو كنيزك ضخم على وشك الانفجار في وجهه:
” أجل، إلّم أهشّم وجهك مسبقًا.
وأخيـــرًا سألعب بجديةٍ “
لم ينهيا الحديث بعد، إلا أنهما أطلقا العنان لقبضاتهما.
تشققت الدائرة الحمراء.
انهالت اللكمات من كلا الطرفين وانتشرت رائحة التعطش للدماء في المكان…
واشتغلت الأغنية… بينما يغنيها موت على نفس الوتيرة بابتسامة شيطانية خطيرة كمن يعرف عن نفسه بكل غرور…
” I’m Death~ ”
أراد موت الإكمال مستمتعًا، إلا أن ظلام قاطعه:
” بالمناسبة أيها المختلّ.
ظننتكَ ستبقى أعزبًا لبقية حياتك ”
ابتسم موت بشيطانيّة قذرة كما بادله ظلام نفس النظرات المعتوهة المميتة…
موت: ” هذا بفضلكَ أيها الذكي!
ثم، كيف تكون لديكَ زوجة جميلة يا هذا وأنا لا أملك واحدة؟”
يثبت يديه ويركل بركبته المثنية، يصد الآخر بقدمه، يفك يده ليهجم بقبضته، يتفاداها الآخر، يضغط على قبضته ليعيد فيصدها بقبضة أقوى نحو وجه الآخر تناغمًا مع قبضة الآخر وهذه المرة أصابت كلا الوجهين… انتهى الأمر بكدمات على الخدود. وتوقف الصوت الصادر من (الايربودز) الفضية.
ظلام بتهكم بارد: ” تشه، أهذا يعني أن زوجتكَ جميلة؟ سأرغب برؤيتها فعلًا~ ”
موت بسخرية وابتسامة صفراء بينما تظلم عيناه أكثر:
” إنها جثتي العزيزة~”
زادت سرعة موت ووتيرته مع تزايد هجمات ظلام وكادا يهشمان قبضتيهما حرفيًّا بينما يرتسم الفراغ والظلام والجنون على محياهما المرعب لكن….
تعود الأضواء عادية، يتحدث الصوت الآلي:
تم التعرّف، تم فكّ العزل، تمّ اكتشاف كمية الضرر، تمّ… تدمير القاعة.
صوت تهشّم زجاج القاعة العلوي الأسود المتين لأجزاء، شقلبة في الهواء… وووش🍃✨
” Let the darkness lead us into the light!
And dreams get lost feel the temperature rise!
قبضة سوداء رشيقة متناغمة مع الأغنية موجهة نحو ظلام، يبتسم ظلام.
Bebe tell me one more beautiful lie~
One touch and I ignite~ ”
يزفر موت بحنق بارد ويبتعد خطوتين ويكتف يديه بعد تبليل شفتيه بلسانه منزعجًا مع نظرات تكاد تأكل من ينظر له.
يمسك يدها المنقبضة نحوه بخفة بكل رقة، يطبع قبلةً سريعة عليها ومن ثمَّ يحاوط خصرها بذراعيه ويحكم السيطرة على حركتها بينما تبدو بأنها راضية بتطويق رقبته بكلتا يديها بينما وجهاهما متقابلان…
تقول بانزعاج: ” كم مرةً قلت لكما عندما تبدآن قتلكما لبعضكما لا تدعا أحدًا في المكان حتى لا يجنّ من تصرفاتكما! ”
يدفن الآخر رأسه متهرِّبًا في رقبتها، يتلذذ برائحة عطرها… يمتزج بها وكأنها ملجؤه وأمانه وراحته..يراوح رأسه يمينًا وشمالًا بينما يرفع يديه بهدوء على طول ظهرها…
يقول بتخدّر وثقل كامل من رائحتها الزكيّة بدون تركيز مغمضًا عينيه: ” وهل هناكَ أحد؟ ”
تكمل بانزعاج: ” لا أبدًا! ماذا تفعل ضوء مرتكزةً على باب غرفة الأدوات برأسها وجسدها تنظر لكما بكل برود؟ ”
رفع ظلام رأسه بسرعة كمن أدرك شيئًا، نظر ناحية باب غرفة التدريب ليراها…
” أوبس…”
زفرت بتذمر غير مقتنع.
أركز جبينه بسرعةٍ على خاصتها بعد أن أشار لضوء لتأتي ناحيتهم، وقال بصوته الأجش الجميل بنبرة خافتة:
” لا تغضبي مني… نوڤا جميلتي… الذنبُ ذنبُ موت… هو من دفعني لذلك. ثم إنك قد تأخرتي، وماذا أفعل؟، أتاني هذا المعتوه وأردتُ الاستمتاع قليلًا… ”
ثمّ وبكل تأنٍّ، ألصق شفتيه بجبينها، بهدوءٍ شديد، مستمتعًا، يعتذر من خلال قبلته الطويلة.
تنهدت، مسّدت ظهر يدها على الكدمات الموجودة على خده، شتمت موت في نفسها بينما تعبس له….
حسنًا، في النهاية هذا ظلامها الوسيم…
موت بتعابير منزعجة باردة خانقة:
” هييي يا مزعج الذنب ذنب رأسك لا تدخلني في أموركم أنت من وافقتَ أولًا!!
ثم ها أنت خارج الدائرة الحمراء.”
كان ظلام ينظر له بشرر شديد بينما ينظر له موت بشماتة واضحة وابتسامة مختلّة مثله.
ضوء بينما تدعك جبينها وتضع يدها الأخرى على خصرها بعدما أتت:
” بحقكما؟ ”
وأدارت رأسها لتنظر لنوڤا:
” أنا جِدّ ممتنة لمجيئك، فالقاعة تدمرت كليًّا، وربما كانت المنشأة كلها ستتدمر لو لم تأتي… يحتاجان توبيخًا طويلًا ”
ونظرت بحنق لموت بالذات الذي تجاهلها ونظر ناحية الزجاج المهشّم باهتمام….
كانت هناك فتاةٌ تقف هناك…
لقد توقفت كل الأصوات عن التسرب لأذنيه، تهكم نوڤا وآريا، توبيخهما بالنسبة للقاعة وكم أنها تماديا، كان شاردًا… يحدّق في تلك الواقفة هناك وحتى تخدّر شعوره ( بالايربودز ) في أذنه…
تمتم بخفوت شاردًا: ” إنها هي… ”
وابتسم بجنون بينما يغمض عينيه ويدعك جبينه ثم يغطيه بيده البيضاء ويفكر:
💭 : ” ذكرنا القط فجاء ينط! ”
” جثتي العزيزة~ ”
وبينما تنظر له نوڤا نظرة لا تبشّر بالخير، وكأنها تعلم ما سيفعل تاليًا، تبتسم بخفة ابتسامة حذقة عندما رأت مركز نظره موجهًا لأين، ينظر ظلام لها ويفهم بسرعة نظراتها، ويراقب موت الذي يختفي بسرعة من مكانه متجهًا نحو الفتحة في الزجاج فوق…
ضوء التي راقبت موت أيضًا، كانت غير متأكدة مما يدور بخلدها لكنها تقريبًا عرفت من تلك التي ذهب موت ناحيتها…
لحظاتٌ قليلة، ويعود موت حاملًا بين ذراعَيْه فتاةً تدلّى شعرها الكستنائيُّ على ظهرها وكتِفِه، كان وجهها الجميل ذو الملامح الساكنة والنحيلة يحدّق بخاصّته مع بعض الصدمة والشرود… وعيونها الزرقاء الفاتحة تأبى فصل تركيزها عنه….
كان يحمل جسدها الهشَّ الصغير برفق كمن يحمل شيئًا رقيقًا للغاية يخاف أن يكسره على عكس عادتها الهمجيّة، رفع نفسه ووجّه نظره نحوها… مركّزًا عينيه على وجهها الذي لا مساحة كبيرةً تفصله عن خاصته…
تجاهلا أن كل الأنظار تحدّق فيهما…
لأن عيونهما التحمت، وامتزجت، وصوت أنفاسهما فقط ما كان مسموعًا بالنسبة لهما…
هو، أخذ يتأملها، ويتأمل تفاصيلها بدقةٍ مستغرقًا كمن نسي ما يريد أن يقول لسحرها…
من عينيها الفاتحتين كمحيطٍ هادئ يمتد نحوك ليحيطك بذراعَيْه وينسيكَ آلامك بينما تغرق فيه… لأنفها الصغير الجميل الذي يتنفس بانتظام بصوتٍ عالٍ وأنفاسٍ مريحة… هادئة… ودافئة… إلى فمها… الذي….
بلل شفتيه، ابتلع ريقه…
وبرزت تفاحة آدم خاصته أكثر مع حركته هذه…
ثم للحظة،
أدار رأسه عنها ببرود، ونطق بثبات متهكّم بينما ينزل حاجبًا ويرفع آخر ويبتسم بمكر وعيون مظلمة متجهة نحو الجميع – خصوصًا ظلام كمن يتحداه – :
” إنها جثتي . ”
وأمال رأسه بثقة.
سألت آريا مستغربةً بهدوء مصطنع:
” جثتك إذًا وليست زوجتك؟ ”
حسنًا، ما حدث كله ليس مفاجئًا بقدر تلك الكلمات الباردة التي خرجت من شفتيْها :
” كلا، إنه متغطرسي. ”
_______________________________________________
…🌖🌗🌘🌑🌒🌓🌔…
🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️🎞️
يتبع…