أسرار غلاديلاس - ch-2
حياة جديدة
بعد مسيرة يومين، وصل أبطالنا الى الأكاديمية، ترجلو من العربات عند البوابة، فوجدوا صفين أمام البوابة.
أولغا :” حسنا ما هذا بالضبط ؟”
أجابها جاكسون :” إنهم يقومون بالتأكد من الطلاب و تسجيلهم ” أشار على أحد الصفين”من هنا الفتيان ” أشار على الصف الآخر ” و من هنا الفتيات “
نظر ألكسندر إلى الجميع :” هل أحضرتم دعواتكم ؟”
أجاب الخمسة في نفس الوقت :”نعم “
أومأ ألكسندر برضا و أكمل :” إذن سنفترق الآن؛ لنسجل و نقوم بإختبار تحديد المستوى ” نظر إلى الفتيات و أكمل بجدية :” لا تبتعدن عن بعضكن البعض، ومن فضلك آنسة روزالين انت أعقلهن، فلا تدعيهن يدخلن في شجار و إعتني بهن فأنتِ أكبرهن ”
أومأت روزالين رأسها و قالت بإبتسامة :” لا داعِ للقلق”
أكمل ألكسندر:” و إن كان بالإمكان فلتكنَّ بنفس الغرفة ”
أومأت الفتيات في نفس الوقت
أبتسم ألكسندر بخفة :” إذن نلتقي لاحقًا “
أومأ الجميع و ذهبوا إلى صفوفهم.
عند الفتيات :
وقفن في الطابور بإنتظار دورهن و أولغا لا تكف عن التعليق
أولغا :” واااو، إنظرن لـتلك المرأة، إنها في عمر ابي كيف استدعوها ؟ “
أوليفيا تجيبها :” يا غبية هل نسيتِ أن الأكاديمية ليس لديها عمر محدد ؟ ”
فقالت أولغا بغباء :” ولكن رغم ذلك انظري إلى تلك العجوز إنها كومة عظام حرفيا، و مثلا ها قد تعلمت و نجحت و كل شيء ما الذي ستفعله مثلا بتلك الشهادة!، إنها على وشك الموت لن تستفيد منها ”
وضعت أوليفيا يدها تحت ذقنها بوضعية تفكير :”حسنا قد تكونين محقة في هذا ”
تدخلت روزالين بينهما و وضحت لهما :” عندما تتخرج من الأكاديمية بهذا العمر سيتم إعادتها الى شبابها بالسحر “
نظرتا إليها بإستغراب لتقول :” ما الأمر ؟”
لتجيبها أوليفيا :” ولكن أليس السحر خاص بإمبراطورية بوفاريا و يتوارث في العائلة الإمبراطورية و حسب ؟ “
لتجيب روزالين ببتسامة :” حسنا مدير الأكاديمية و مؤسسها السيد ميرلان كيف تتوقعان أنه عاش كل هذه السنوات ؟ “
لتقول أولغا بإدراك :” بما أنكِ تقولين هذا صحيح، فهو من أسس الاكاديمية التي أُسست مع تأسيس الإمبراطوريتين ”
لتكمل أوليفيا :” أ تعنين أنه ساحر ؟ ”
تبتسم روزالين :” نعم، هو ساحر و انتما تعلمان أن هناك مديرين رئيسيين للأكاديمية! السيد ميرلان و السيدة سورا… يقال أن السيدة سورا سيدة سيف ”
تفتح أولغا و أوليفيا فمهما بصدمة!!
تقول أولغا بإندفاع :” نعم ماذا ؟! ما الذي تقولينه ؟ سيدة سيف ؟! هل أنتِ واثقة ؟؟ “
لتجيب روزالين بهدوء :” نعم، سيدة سيف ”
لتسأل أوليفيا :” ولكن كيف ؟ ”
تبتسم روزالين :”هل تعلمان لماذا عائلة هاميلتون تنتج أسياد السيف بجانب العائلة الإمبراطورية ؟”
أجابت أوليفيا :” لأن السيد الأول لهاميلتون و الإمبراطور الأول إخوة ”
تكمل روزالين:” بالضبط، السيدة سورا شقيقتهم أيضًا، و السيد ميرلان شقيق الإمبراطور الأول لبوفاريا “
تومىء أوليفيا و أولغا برأسيهما بتفهم.
عند الأولاد…
كان جاكسون و ألكسندر يتحدثان حول إختبار الأكاديمية، بينما ليونارد ينظر حوله، حتى فجأة نقر على كتف أخيه فقال الاخير بإنزعاج :” ما الأمر ليو ؟ ” أجابه ليو ” انظر الى هناك، هل ترى ما أراه ؟ ” إلتفت كلًا من جاكسون و ألكسندر الى أين يشير ليو، فرأيا فتى بشعرٍ فضيْ و أعين وردية مائلة للحُمرة، فقطب جاكسون حاجبيه و قال :” لم أسمع بأن أميرًا لبوفارديا قادم أيضًا لأكاديمية ميرلان! ” أجابه ألكسندر :” ولا انا، هل تراهم قصدوا إخفاء الأمر ؟ ولكن لماذا ؟ ” هز ليو كتفيه دلالة على عدم معرفته :” لا أدري، لكنه يبدو في الخامسة عشر من عمره ” فكر جاكسون قليلا محاولًا تذكر شجرة العائلة لإمبراطورية لبوفارديا ثم قال :” لا أدري، لديهم أميرًا وحسب، الأكبر في مثل سن ألكس و الأميرة أقل من أولغا بعام، لا يوجد من هو بسن الخامسة عشر” فأجابه ألكس :” أي أن الأمير في التاسعة عشر و الاميرة في الثالثة عشر، إذن مَن هذا ؟” فقال ليو :” سؤال وجيه، دعنا نفكر فيه لاحقًا فقد وصل دورنا ”
قدم الثلاثة دعواتهم و أكدو هوياتهم و دخلوا إلى قاعة محاضرات كبيرة حيث سيتم إمتحانهم لتحديد مستواهم.
بعد الإختبار..
خرج الأولاد من القاعة
قال ليو :” الإختبار فظيع، لم ارَ أي اختبارًا أصعب منه في حياتي كلها ” أجابه جاكسون :” نعم انت محق في هذا ط، تُرى كيف أبلت الفتيات؟ أراهن أن أولغا لم تفقه شيئًا فيه ” و أطلق ضحكة مكبوتة و هو يفكر في أخته الصغيرة المسكينة و أضاف ألكس :” و أوليفيا ستسخر منها و تتذاكى عليها، ثم في النهاية تكون علاماتهما مُتقاربة ” و أضاف ليو :” و بالتأكيد النابغة روزالين كليمون ستأخذ أعلى علامة بيننا ” اومأ جاكسون و ألكسندر برأسيهما موافقين على كلامه، فطالما كانت روزالين أذكاهم في الدراسة.مد ليونارد يديه بتعب و تثائب و قال :” يا إلهي، أنا متعب للغاية، متى سننام؟، لم أنم بشكلٍ جيد منذ ثلاثة أيام” أجابه جاكسون :” معك حق فالنوم في العراء غير مُريح البتة، لحظة لقد جاء المشرفون، دعنا نستمتع إلى ما سيقولونه” فصمتوا و بعد بضعة دقائق نطق احد المشرفين و قال :-أهلًا و سهلا بكم في أكاديمية “ميرلان”، سيتم الترحيب بكم بشكلٍ لائقٍ لاحقًا، والآن اتبعوا المشرفين؛ لكي يأخذوكم إلى غرفكم؛ لترتاحوا من عناء الطريق، وبعد يومين سيتم إعلان نتائج هاذغا الإختبار، وبالتأكيد أنتم تعلمون أن النظام في الأكاديمية يُفرِّق بين الطلاب على حسب الذكاء و العلامات، حيث يوجد أربعة طبقات:
النخبة : و هم الذين يتحصلون على علامات ما بين التسعون و المائة بالمائة في الإختبارات.
المحترفون : و هم الذين يتحصلون على علامات ما بين التسعة والثمانون و الخمسون بالمائة.
المجتهدون : و هم الذين يتحصلون على علامات ما بين ال التسعة وأربعون و العشرة بالمائة.
الفاشلون : و هم الذي يتحصلون على علامات بين التسعة و الصفر بالمائة.
قد تتسائلون حول هل يوجد من يأخذ علامات متدنية كفاية ليصنف مع الفاشلين؟ في الحقيقة أود إخباركم بأن نعم يوجد أشخاص هكذا، و أيضا قد تتسائلون حول ما هو معدل النجاح لإجتياز العام و المواصلة فسأجيبكم بأنه الستون للمائة بالمائة، و قد تتسائلون أيضا حول هل سيتم تقسيمكم في الاقسام على حسب المكان و أود اجابتكم بلا فالسنة الأولى سيتم تقسيمكم بشكل عشوائي بغض النظر عن المكانة فلا تتفاجأوا إن وجدتم واحدًا من النخبة يدرس مع واحدًا من الفشلة، لكن فالسنوات الأربع الباقية سيتم تقسيمكم حسب المكانة، فالقسم ألف يكون خاصًا بالنخبة ، القسم باء و تاء و ثاء خاصون بالمحترفين ، جيم و حاء و خاء بالمجتهدين ، اما دال فاللفشلة، أظن أن هاذا فقط ما تحتاجون معرفته حاليًا، هل من أسئلة اخرى ؟ ” و سكت قليلا فرفع الكسندر يده طالبًا الإذن بالحديث ليطرح سؤاله، فسمح له المشرف فسأل قائلا :” هل سيتم دائما فصل الفتيات عن الفتيان ؟ فلدي اخت صغرى و ابنة خالة دخلتا معي للأكاديمية ” هز المشرف رأسه بتفهم و قال :” لا، لقد تم فصلكم حاليًا لبعض الإجراءات، وسيتم فصلكم فقط في المضاجع ما غير ذلك فستدرسون معًا و تأكلون معًا ” هز الكسندر رأسه، فباشر المشرف الإجابة على بعض الأسئلة ثم عندما لم يبق اي أحد يسأل؛ أخبرهم بأن يتبعوا باقي المشرفين للذهاب إلى مضاجعهم و النوم، كما تُرك لهم حرية إختيار من يتشاركون الغرفة معه فتشارك الكسندر و ليونارد و جاكسون الغرفة معًا، و عندما دخلوا رمى ليونارد نفسه على أحد الأسرَّة وقال :” أنا متعب، لكن ألا يفترض أن يتقاسم كل أربعة غرفة معًا! ، نحن ثلاثة فقط ” قال ألكس :” سأخرج لأرى إن كان هناك من يحتاج غرفة و آتي، انتما أفرغا حقائبكما ” ثم خرج تاركًا إيامها يفرغان حقائبهما، و بعد دقائق عاد و معه الشاب ذو الشعر الفضي و الأعين الوردية الذين تحدثوا عنه من قبل ابتسم له جاكسون و نهض ليصافحه :” اسمي جاكسون و أنت ؟ ” أجابه :”أدموند … تشرفت بلقائك يا ولي عهد غلاديلاس ” ضحك جاكسون قليلا و قال :” نحن في أكاديمية ميرلان، أنا هنا لست ولي عهد غلاديلاس ولا أنت امير بوفارديا، فقط جاكسون و أدموند ، صحيح ؟” هز أدموند كتفيه قائلا :” صحيح معك حق ” ثم أنتبه إلى ليونارد الذي كان قد غط في نوم عميق بالفعل :” و اتوقع أنه الابن الثاني للأرشدوق هاميلتون ؟ ” هز ألكسندر رأسه بقلة حيلة من عادات اخيه التي لن تتغير و أجاب:” نعم أنه أخي الصغير ليونارد ” هز أدموند رأسه بتفهم و أضاف :” حسب حديثك قبل قليل مع المشرف والأميرة أولغا و الابنة الصغيرة لهاميلتون هنا أيضًا؟” أجابه جاكسون بإبتسامة :” نعم هما هنا ” صفق ألكسندر بيديه منهيًا المحادثة :” هيا إذهبا للنوم، لقد كان اليوم طويلًا جدًا ” و أتجه نحو سريره و لم يرَ أدموند و هو يرفع حاجبه لكن جاكسون أنتبه و ضحك بخفة و همس له :” عليك أن تعتاد على طريقة كلامه، فطالما كان الأكبر بيننا و الأعقل، لذلك نصف حديثه أوامر و النصف الآخر تذمر من مصائبنا ” هز أدموند رأسه بتفهم ثم ذهب لكي ينام أيضًا.
أنتهى الفصل الثاني
يُــتــبــع…