أسرار غلاديلاس - ch-3
بعد يومين، اجِتمع جميع طلابٌ أكاديمية ميرلان لإعلان نتائج اختباراتهم وتحديد مراتبهم و اقسامهم،
ثم وقفّ مدير ميرلان شيخاً بـ لحيتهُ البيضاء،
ووجههُ المليء بالتجاعيد،
و أمامهُ ، المديرة سورا ،
التي تبدو في الأربعينات من عمرها.
و نظروا إلى الجميع، فصمت الجميع بإنتظار ما سيقولونهُ.
فقال السيد ميرلان بصوتٍ جهوي:
” أهلاً وسهلاً ، بالطلاب الجدد ، أتمنى أن تقضون أياماً جميلة معنا في هذه الأكاديمية،
وأتمنى أن لا تواجهكم أي مشاكل عندنا،
وإن تستفيدو من سنوات بقائكم هنا؛
أما بعد، فسيتم تصنيفكم – كما قيل لكم من قبل-
إلى أربعة أقسام ،
‘ النخبة ، المجتهدين ، المحترفين ، والفاشلين.’
وأهم قاعدة في الأكاديمية،
هي نسيان المكانات الإجتماعية خارج حدودها، فـ حتى لو كنت أميراً أو عامياً،
فـ لا فرق بينكما، سوى بالعلامات ، والذكاء ، والمعرفة.
وأيضا، يجب حضور الحصص،
بشكل إلزامي إلّا في حالات المرض او أي ظروف تستوجب
عدم الحضور،
وأيضا، يجب حضوركم بالزي الموحد للأكاديمية وسيتم أعطاكم إياه بعد قليل،
والآن ، بـلا إطالة عليكم ، ستبدأ السيدة سورا بإخباركم بنتائجكم وتصنيفاتكم. ”
عاد قليلاً للوراء تاركاً السيدة سورا لتعلن النتائج، حيث بدأت من أول معدل للملتحقين الجدد فبدأت :
” اول شخص حاصل على علامة ثمانية وتسعين من مائة في الإختبار، وهي الآنسة روزالين،
وبهذا تكون هي من النخبة،
مبارك لها ، فلتذهبِ إلى المشرفين هناك ليعطوكِ زيكِ. ”
ذهبت روزالين الى المشرفين واعطوها زيها ،
المكون من قميص أبيض وربطة عنق بنفسجية غامقة وسترة بنفس لون ربطة العنق، وتنورة طويلة بنفس اللون أيضا،
أكملت السيدة سورا قولها عن من حصل على علامات فوق التسعين أي من النخبة،
ثم وصلت الى الكسندر الذي أخذ واحداً وتسعين ،.
ثم جاكسون ،
الذي أخذ تسعة وثمانين ،
وكان لزيهُ المدرسي عبارة عن قميص أبيض وربطة عنق باللون الأحمر الغامق وسترة بنفس اللون وسروال بنفس اللون أيضا،
ثم اوليفيا،
التي أخذت واحداً وثمانين ،
وليونارد،
الذي أخذ ثمانين ، ثم اولغا،
التي أخذت تسعاً وسبعين،
ثم تليها الباقين ،
وقد كان لباس المحترفين عبارة،
عن قميص أبيض وربطة خضراء غامقه ايضا وسترة وسروالاً أو تنورة على حسب الجنس الشخص، بنفس اللون ايضا؛
أما الفاشلون،
فقد كان لباسهم قميصاً أبيض وربطة عنق سوداء وسترة وسروالاً بنفس اللون،
ثم، تم تقسيمهم لاقسامهم،
وقد كان الكسندر، وجاكسون ، وليونارد ، واوليفيا ، واولغا،
وأيضا ادموند ،
في نفس القسم أما روزالين فقد كانت في قسم آخر،
و ثم قال السيد ميرلان:
” و الآن، بعد تقسيمكم ستذهبون في جولة حول الأكاديمية برفقة طلاب قدمُ آخرين تم اختيارهم لهذا. “
ثم ذهب المديران ،
وتركوا كل قسم مع الطالب المسؤول عليه و قد كان الطالب المسؤول على قسم أبطالنا،هو فتى في التاسعة عشر من عمرهُ،
ذو شعر فضي لامعُ و عينين ورديتان، فهمس جاكسون إلى الكسندر:
” أظن أنه الأمير روكسار من بوفارديا.”
أجابهُ الكسندر همساً :
” نعم، أنه هو التقيتهُ قبل سنتين، في حفل توديعه لدخول الأكاديمية كممثل لهاميلتون، لأن أبي لم يستطع الذهاب.”
أكمل جاكس الحديث همسا :
” نعم، أتذكر الأمر فقد أقامت اوليفيا حرباً عليك لأنك لم تأخذها معك، وكادت أن تحطم قصر هاميلتون فوق رؤوسنا ”
أطلق الكس ضحكة خفيفة ، ونظر إلى اوليفيا التي لاحظت نظرته إليها و قالت:
” ما الأمر؟، لماذا تنظر اليّ و تضحك هكذا؟ “
أجابها الكس :
” لا ،لا شيء مهم أنه فقط ..”
ثم نظر الى روكسار الذي بدأ الحديث:
” أهلا وسهلاً بكم ، سأكون مسؤولا عنكم هذا العام ،
اسمي روكسار تشرفت بلقائكم جميعا ،
أرجو أن لا تحدث مشاكل وإن تقضو عاما جيدًا،
والآن، اتبعوني سآخذكم أولاً إلى مبنى النوادي حيث يشترط على كل واحد من طلاب الأكاديمية الدخول في نادٍ و لدخول نادٍ،
ما عليكم سوى ملء استمارة سيتم تقديمها لكم لاًحقا،
وعليكم تقديمها لي، ثم الذهاب إلى يوم اجتماع النادي ،
الذي سيتم الإعلان عليه من طرف قيادة النادي حيث سيتم قبولكم أو رفضكم “
شرح وهو يمشي خارجاً من الساحة الكبيرة حيث كانوا متجهين
إلى مبنى النوادي،
وطلاب القسم يتبعونه وأولغا ، واوليفيا ، وليو ،
لم يستمعوا لشرحهُ، وكانوا ينظرون إلى المباني،
ثم دخلوا جميعا،
الى المبنى وبدأ يرسم النوادي،
وفي كل نادي يتركهم فترة ليروا حولهم، وكان اوليفيا واولغا وليو غير مهتمين كليا ولم يحاولوا إخفاء الأمر حتى،
وبعد نصف ساعة وقف أمام باب و قال:
” والآن ، أنا واثق أن هناك المهتمين بهذا النادي.”
والقى نظرة جانبية على الكسندر والباقي،
لاحظها الكسندر، ففهم أنه نادي مبارزة، وفتح روكسار الباب و دخل يتبعه الباقي و ما ان دخل اوليفيا و أولغا وليو القاعة ،
حتى لمعت أعينهم ،
و ذهبوا الى السيوف يفحصونها و يتحدثون بحماس عنها وإنضم إليهم جاكسون ،
اما الكس فبقي يراقبهم من بعيد، ووقف أمامه روكسار تاركاً البقية ايضا،
يتجولون في قاعة النادي ، نظر الكس الى روكسار صامتاً فتحدث هذا الأخير قائلا:
” يبدو أنك قد دخلت للاكاديمية ايضا ”
اجابه الكس:
” نعم بعدك بعامين ”
” و هم كذلك ”
قال ناظرا الى الفتاتين و الولدين الجالسين هناك يحملون السيوف و يفحصونها.
فأجابهُ الكس:
” نعم لقد دخلت المصائب ايضا معي … فليعنك الله علينا ”
نظر روكسار الى الكس بتساؤل وقال:
” ما الذي تقصده ؟ “
ضحك الكس بخفة:
” لا شيء، ستفهم مع الزمن.”
هز روكسار كتفيه و قال:
” غامض كعادتك “
تذكر الكس فجأة أمر ادموند و
التفتت عينهُ اليه تلقائيا، ثم نظر الى روكسار وقال:
” بالحديث عن الغموض، هل لي بسؤال؟ “
لاحظ روكسار النظرة الخافتة الى ادموند و قال:
” ان كان الأمر يخصه فإنسّ الأمر وإن لم يكن يخصه فتفضل.”
تنهد الكس بخيبة و قال:
” كما تشاء.”
نظر روكسار بنظرة جانبية الى الكس ثم تنهد بإستسلام:
” الحقيقة انني لا اعرف شيئا ليس و كأني اريد اخفاء شيء لكن انا لا ادري فـ علمي علمك تماما.”
نظر الكس الى روكسار بنظرة مستغربة:
” أوليس أخاك؟ “
اجاب روكسار:
” تقريبا …. ، أخ غير شقيق تم إخفاء كل شيء يخص مولده و أصله ، حتى والدتي الإمبراطورة ترفض اخباري عنه.”
أومأ الكس بتفهم:
“حسنا، لا بأس ليس كما لو ان الأمر يهمني كثيرا فقط مجرد فضول.”
ثم صمتا لمدة ينظران الى الباقي وهم يفحصون المكان ثم فجأة إلتفتت أولغا إليهما وقالت مخاطبة روكسار:
” كيف اسجل في النادي؟”
نظر إليها روكسار بنظرة غريبة فقد شرح الأمر سابقاً،
أما جاكسون فضحك بخفة ،
والكسندر ضرب رأسه بيده و قال:
” لا داعي لأن تتعب نفسك بالشرح ثانية سأهتم بالأمر”
هز روكسار رأسه بشكر، وذهب الكسندر الى اولغا و اوليفيا و ليو و جاكس ثم أعاد الشرح لهم و جاكس يحاول إخفاء ضحكته
حتى نظرت إليه اوليفيا وقالت بإنزعاج:
” لماذا تضحك ؟ ”
اجابها:
” عليكم،… شرح روكسار الأمر من قبل و انتم لم تنتبهوا.”
نظرت أولغا إلى أخيها بإستغراب ثم قالت:
” وهل تعرفه؟ “
ضربها جاكس ضربة خفيفة على رأسها و قال:
” يا حمقاء!، أنه ولي عهد إمبراطورية بوفارديا ،
روكسار دي بوفارديا ”
حكت أولغا رأسها بتألم مزيف:
” كان بإمكانك إخباري دون ان تضربني … اخ سيء “
ضحك بخفة و احاطها بذراعه مراضياً :
” لا تغضبي مني إن سمعت أمي بذلك فسوف تقتلني حقا.”
ضحكت أولغا ايضا:
” انت تبالغ “
رد عليها:
“لا ابدًا انا جاد، … أحيانا أتساءل من ابنها انا ام انتِ؟”
ابتسمت اولغا و لم ترد،
ثم قال روكسار، طالباً من الجميع التجمع لكي يغادروا ،
وأكملوا الجولة ثم عاد كل الى مهجعهُ لتبدأ حكاية خمس سنوات من حياتهم..
انتهى الفصل الثالث
يتبع…