أسطورة الفتاة الوحش - 5
أشباح من الماضي
“إلى جميع الفرق خذو أماكنكم سنبادر بالهجوم بعد قليل”صرخ القائد عبر مكبر الصوت موجها كلامه لجميع الفرق كي يستعدو لصد الهجوم
_Miroko_
بعد أن فشلنا في اختراق دفاعهم، بدأ الأعداء بإطلاق الرصاص بشكل مفاجئ، الا إن البعض تجنبه والبعض لقى حتفه ولم تمضي إلا ثوان حتى أصبحت وحيدة أختبئ وراء الأشجار وأطلق النيران كلما لمحت العدو… لكنني لم أصب اي أحد لأنني لازلت أخاف القتل، وبينما أنا أركض سمعت صوت مجموعة تتحدث وكان يبدو انهم من الاعداء انبطحت مختبئة وراء الأعشاب بنية التتصت عليهم لعلي أجد جوابا لإحدى أسئلتي الكثيرة…. رفعت رأسي بحذر لرؤيتهم وكان شيء ما في نفسي يخبرني أني إلتقيتهم من قبل…. وللاسف فقد كان صحيحا حيث تكلم أحدهم
“إذا هل عثرتم عليها” فأجابته بنظرة ثقة غير مريحة على وجها وكانت قد أعطته ملفا يحتوي على كمية كبيرة من الأوراق
“لا…. حتى انني لم أستشعر وجودها بقدرتي…..لكنني استغللت إنشغال الجميع بالقنبلة واستطعت سرقة ملفات المجندين الناشئين ربما ستجدها هناك”
ابتسم الرجل صاحب الشعر الأخضر الغريب واستقبل ذلك الملف بكل حماس “عمل جيد دعيني أراها”
وبينما هو يقلب الأوراق فإذا يرى صورة فتاة بشعر احمر واعين زرقاء ومكتوب على بطاقة التعريف تسوبارا ميكي لفظ الرجل هذا الاسم وهو يضحك بينما كنت مصدومة من ردة فعله
“هذه الغبية تظن بأني لن أكتشفها إن غيرت إسمها الفتاة التي وضعتها بنفسي في الزنزانة وهي صغيرة لن انسى ملامحها أبدا، كيف أنني كنت أرمي طعامها على الأرض، صوت صرخاتها عندما كنا نحاول نزع الجوهرة التي في عنقها منها كيف لي أن أنساها”
في تلك اللحظة بدأت ارتعش فجأة لم أعد أراهم فقد بدأت أرى بعض الصور من ماضي المفقود
قبل ست سنوات
كان اخضر الشعر في شبابه حارس زنزانة لايرحم ضحاياه وإن كانت فتاة في السابعة من العمر…. كانو قد إستطاعو إمساكها بعد نهاية انفجار الطاقة الذي حدث في ذلك الوقت وخلف خسائر كبيرة… ليتأكدو أن مابداخلها كان السبب في كل ماحدث… وبغض النظر عن عمرها تم سحبها كالمجرمين الى أغمض مكان في هيروم كلها، وقد كان عبارة عن زنزانة مظلمة تحت القصر…. عند الخروج منها ينتظرك رواق طويل يأخذك لمختبر صمم خصيصا لأشكال الطاقة وماإلى ذلك… في ذلك المكان بالذات بدأت قصة ميروكو
“أتركني هيا الى اين تأخذني أريد العودة للمنزل”ظلت تصرخ باكية بهذه الكلمات لكن قلبه المتحجر لم يتحرك لأنينها لا وبل ظل يضغط على يدها الهشة بقوة إلى أن وصل الألم لعظامها
“سيكون هذا منزلك الجديد هيا ادخلي” قال هذا بينما دفعها بقوة
الى ذلك القفص
“يالك من مثيرة للشفقة وحش وضيع مثلك لايستحق العيش”قالت المرأة التي كانت معه وظلت ميروكو في ذلك الوقت في زنزانة مغلقة تصارع الجوع والمرض
تذكرت ميروكو تلك اللقطات من ذكرياتها،فتملكها غضب شديد وأخرجت تلك البندقية قليلا من بين الأعشاب حتى لايروها لكنها لم تصبهم فأطلق اخضر الشعر ضحكة قوية
“يبدو أن أحد فئران هيروشي هنا ويالها من مفاجأة أقوى فتاة ناشئة في هيروشي تسوبارا ميكي أم علي القول الوحش الأحمر ميروكو هاراشي يبدو انكي كبرتي قليلا..
رمقته ميروكوبوجه غاضب لم ترسمه على وجهها من قبل وبدأت بالصراخ كشخص فقد أعصابه
“لاتلفظ إسمي مجددا أيها القذر…. كما أن إسمي تسوبارا…. تذكر هذا جيد” ظلت تجز على أسنانها لأنها أرادت تجنب فكرة القتل بأي طريقة لكن إستفزازه لها ظل مستمرا
“أتظنين حقا بأني سأصدقك وخصوصا مع تعابيرك تلك…انها رائعة”كان يضحك بقوة عمدا ليخرج اسوء مافيها
“مع أني لا أتذكر كل شيئ لكن وجهك اللعين لم أنساه أبدا…..كيف لك…..كيف تجرأت على جعلي أعيش كل هذا….” نفذ صبرها فصرخت مهاجمة له وكلها غضب لكنه استطاع تفاديها فأخرج سيفا قصيرا ليقاتلها به فتجنبت ضرباته بصعوبة وجُرحت في وجهها لم تهتم للجرح بل واصلت هجومها بكل قوة وهي تستعمل قضتها وساقيها فحسب٫تراجع الأخضر قليلا وبدأ بالضحك بجنون
“… يالروعة…. لن أندهش فهذا متوقع منك …..قوتك مثالية بشكل يثير إشمئزازي….نسيت شيئا أخر أصدقائك المغفلين الذين تم إقناعهم بأن هذه الحرب هي للدفاع عن أرضهم ربما هم يموتون الآن وكل هذا بسببكي لأن الملك يريد إستعادة ميراي التي في داخلك هذا مضحك جدا أتظنين أنكي أصبحتي سعيدة فقط لنسيانكي ماضيكي تاركة خلفك مجزرة كبيرة أنت مخطئة شخص مثلكي مكانه مع القتلة لست سوى وحش غير مروض أمثالكي يستحقون الموت بأسوء طريقة”
ووسط كل هذه الفوضى والضغط الذي كان يطبقه عليها بكلامه،فقد ملأت رأسها أفكار وحشية لدرجة أنها لم تعد تسمعهم فجأة صدر صوت من قلادتها
“لما لا تقتلينه وتنهين الأمر تستطيعين ذلك”قالت ميراي من داخل القلادة
” ماهذا الصوت…. هل…انتي..ميراي”تكلمت ميروكو بصوت منخفض
“هل أنتي مغفلة…لقد مللت من مشاهدتكي وانتي تتعرضين للإهانة…دعيني انهي امرهم”
“انتي تكرهينني فلماذا..” ردت عليها ميروكو
” حمقاء..هذا ليس من اجلك…اشعر بالملل…. لقد نمت كثيرا بالفعل”قالت وهي تمدد كلتا ذراعيها فصرخت ميروكو
“اياك والخروج”
“هذا مضحك هل انتي تأمرينني؟!”أطلقت ميراي ضحكة مستفزة فامسكت ميروكو من كلتا كتفيها فبدأت ميروكو بالتألم من منطقة الجوهرة بعدها بدأت طاقتها تتغلغل في جسد ميروكو حيث عيناها تحولت للون البرتقالي وبدأت طاقة خضراء قوية تحطيها وبدون أي كلام وبسرعة كبيرة قتلت ميروكو ذاك الرجل بكل برود لم تكن ميروكو العادية صرخت المرأة التي كانت معه وهاجمت ميروكو لكن لافائدة فقد قتلتها وقتلت الرجلان اللذان كانا معهما وبعدما عادت ميروكو لوعيها بصعوبة نظرت الى يديها ونظرت الى الجثث التى امامها لم تريد التصديق بأنها فعلت
“لقد فعلتها اذا..لم يكن هناك داعي لهذا…حتى ولو كنت اكرههم لم ارد لهم الموت”قالت ميروكو رافعة شعرها وقد كانت تبتسم دون ان تدرك ذلك
“ماذا…ومابال هذه الضحكة..” ميراي
“… هل ابتسمت فعلا… مع هذا انا شعرت بالرضى قليلا… لأني إنتقمت لنفسي… قتل من يستحق القتل… أليس شعورا جميلا” قالت ميروكو بنبرة غريبة ممسكة وجهها وابتسامة مخيفة غمرتها فجأة سحبتها كاكي التي كانت في الأرجاء وإختبأو خلف الشجيرات لأنها لمحت بعض الأعداء.. بعدها تساءلت كاكي
“مالذي كنتي تفعلينه هنا”كانت ملامح القلق تغمر كاكي وخصوصا أنها الوحيدة التي تعلم كل شيء لذا فقد ظل كل تركيزها على حمايتها لكن ماصدمها هو ابتسامة ميروكو الحزينة عندما ردت عليها قائلة
“كنت أحتفل بإنتقامي الأول… من قتلتهم قبل قليل… هم الذين وضعوني في الزنزانة… ناهيك عن التعذيب الذي تعرضت له بسببهم”
“.. لاادري حقا هل أفرح من أجلك ام لا… لكن إذا كنتي راضية فلاباس..”
بعدها نهضتها وبدأتا الركض لتغيير مكانهن،فجأة ادركت ميروكو مدى العبئ الذي وقع عليها وخصوصا بعد انتهاء الحرب
“لكن كاكي هل يعلم القائد بأمري إذا كان كذلك فلما لم يطردني او يخبر الجميع”
” لأنه ومهما فعلنا لن نسدد دين والدك..لقد كان شخصا نادرا”
” إذا سيقتل كثير من اصدقاءنا بسببي قالت”
“لاتفهمي الأمر بهذه الطريقة كل ماعليكي… “
فجأة إنخفضت كاكي وأخفضت ميروكو معها فإذا بهما ينجوان من رصاصات من العيار الثقيل كانت ستقتلهما حتما
” ميروكو خذي حذرك..لن استطيع حمياتك طويلا”أخرجت كاكي سيفان قصيران متجهزة لأي هجوم
“لاتقلقي بشأني… أنا جاهزة منذ مدة”
انطلقت كاكي بسرعة نحو العدو فإشتبكت مع ثلاثة منهم فهزمتهم بكل سهولة مما جعلت ميروكو تفتح فمها من الدهشة، كاد دفاعها ان يتشتت لوهلة لكنها ادركت الامر وركلت العدو بمهارة، وجاء آخر من خلفها وكاد أن يطعنها بقدرة يده الحديدية كانت ستلكمه على بطنه فجأة ظهر شعاع قوي من يدها دخل لبطن العدوة تاركا فجوة كبيرة لدرجة ان قلبه المتفجر كان واضحا،لقد كانت هذه قدرة ميروكو دون إستعمال ميراي والتي كانت اشبه بالضوء،وبعد ان قضو على جميع الأعداء الذين كانو هناك أسرعت كاكي نحو ميروكو وعانقتها بقوة
“الحمد الله لديك قدرة…. يبدو أنني لن أقلق عليكي بعد الآن”
“لاتبالغي رجاءاً… كنت بخير حتى قبل أن أكتشفها” تكلمت بثقة فضربتها كاكي على رأسها وضحكت
“لازلتي فظة كعادتك… على الأقل اشكريني” وبخت كاكي وفجأة أغمي على الفتاتين فسقطتا أرضا…..