التاج الأسود - 2
تدخل في مكتبها الذي ينتهي بشاشه كبيره،تجلس على الكرسي بهدوء وتنظر الى شاشه وهي تقول للخادمه خلفها “اقبلي الاتصال الان”،فتضغط الخادمه على احد الازرار المضيئه القريبه من المكتب،ويظهر لوكا على الفور على الشاشه،وجهه متعب نوعا ما وهو ينظر للشاشه بنظره حزم ممزوجه بغضب،وكان هذا معتادا من لوكا.
تسأل اليزابيث بفضول “لماذا اتصلت بي اذن؟”فيجيب بأنزعاج “انهم البشر…لقد قامو بفعل احمق مجددا!”تستغرب اليزابيث مما قاله لوكا،لان اخر الاخبار التي تلقتها عن البشر بأنهم تفرقو فبقي القليل منهم من يعيش في جزر نائيه منعزلا عن الجميع “ماذا تقصد؟” تسأل اليزابيث بفضول ويجيب لوكا “بعض البشر قد حاولو ايجاد طريقه لتخفيف قوه التاج الاسود المنتشره حول قلعه كايوسكي،ففكرو في محاوله اضافه الطاقه لهم وذلك لظنهم بأن حصولهم على الطاقه سيكون كفيلا بذلك،ولكن فشلو فشلا ذريعا والان معظم البشر القريبين من قلعه كايوسكي مصابون بأمراض غريبه بسبب محاولتهم الفاشله تلك”.
تفاجأت اليزابيث مما قال لوكا،هذا الفشل سيسبب صعوبه كبيره في الاقتراب من قلعه كايوسكي،فسيكون القضاء عليها اصعب ايضا،تقول بصدمه “يا الهي، اذن الان يجب علينا التعجيل اكثر في الخطه،هل احرزت أي تقدم؟”يأخذ لوكا نفسا عميقا ويجيب”لقد حاولت،ولكنني اجهل مدى قوه اتباع كايوسكي،الخطه الوحيده الان هي الارتجال والذهاب لمواجهتهم”.
تقبلت اليزابيث اقتراح لوكا،ففي الواقع ان مدى قوه اتباعها ووحوشها مجهول تماما،وايضا لا احد يعرف اين يقعون بالضبط في كوكب الارض،لذلك فالتخطيط لمواجهتهم يعد مستحيلا نوعا ما ولا يوجد اي خيار اخر سوى الارتجال والذهاب الى كوكب الارض لمواجهتهم.
تغلق اليزابيث الخط مع لوكا بعد ان ودعته،ترفع فستانها لتنهض من كرسيها نحو الباب الذي فتحته الخادمه لها وتمشي في الممرات نحو غرفتها،والافكار تتضارب في عقلها حول جميع الامور التي تحدث مؤخرا، الضغط الكبير التي تحمله في عاتقها في فتره قصيره من تتويجها.
تذهب نحو غرفه تبديل الملابس فترتدي ثوبا ابيض فضفاض ناعم،وتعود لغرفتها البيضاء المريحه،ضوء القمر يعبر من النافذه،ورائحه الغرفه الهادئه تدخل في انفاسها وهي تمشي وتأخذ نفسا عميقا نحو سريرها.
تستلقي على السرير وتفكر فيما حدث في اسبوع واحد الى الان،كيف ان اختها التوأم والاكثر قربا من روحها فعلت شيئا فظيعا كهذا،لم تكن يوما تتوقع انقلاب كبيرا مثل هذا.
في الصباح استيقظت ورأسها يؤلمها من التفكير في الامر،تنهض ذاهبتا نحو غرفه تغيير الملابس،قبل ان تدخل تأتي اليها احد الخادمات وتسأل”هل اجهز غرفه الاجتماعات الان؟”فترد عليها اليزابيث”اجل،جهزيها في هذا الوقت دائما”.
ترتدي فستانها مسرعه نحو غرفه الاجتماعات،وقد تأخرت هذه المره قليلا،فتدخل وترى بأن جميعهم قد وصلو وكانو في انتظارها”اهلا،اعتذر عن تأخيري،من الجيد حضوركم اليوم ايضا واتمنى انني لم ارهقكم”ترد عليها اوليفيا وهي تبتسم في وجهها،بينما تجلس اليزابيث على كرسيها الذي في نهايه الطاوله”لا داعي للاعتذار هذا من اجل كوكب الارض لا غير ،وجميعنا مسؤولون عن الامر”ترد عليها اليزابيث الابتسامه بعد ان جلست”من الجيد سماع ذلك،اذا لنبدأ هذا الاجتماع”.
يضع لوكا بضعه كتب كبيره على الطاوله وهذا ما يفاجأ جيمس،يقول بطريقه استفزازيه”يالك من دوده كتب!كيف لطفل مثلك ان يقرأ كل هذا الكم من الكتب!”ينظر اليها لوكا بغضب،محاولا كبح غضبه وعدم لكمه”لانني مثقف وليس مثلك،انت في هذا العمر وبالكاد تقرأ بضعه كتب شهريا”،صمت جيمس بعد ذلك بسبب رد لوكا الغاضب ذاك،فأحيانا حينما يزيد غضب لوكا عن حده يكون من الصعب ايقافه.
تنظر اليزابيث الى لوكا والكتب مسترغبه”اذا، ماذا تحمل هذه الكتب من معلومات؟”يقول لوكا وهو يفتح صفحات احدى الكتب”ان هذا الكتب يتحدث عن مراكب الفضاء،نحن نحتاجها الان،وخصيصا ان بعضنا من سيذهب لكوكب الارض”،تقول كارلا متفاجأه”ماذا؟من المستحيل ان اذهب لكوكب الارض واعرض حياتي للخطر!”صمت لوكا قليلا وهو ينظر الى الصفحه.
قال وقد اخرج ورقه كبيره مليئه بالمخططات”لم نختر بعد من سيذهب،فأولا علينا معرفه الاحتياجات اللازمه من مراكب واسلحه،حتى ذلك الحين يجب ان نتفق جميعا على من عليهم الهبوط لكوكب الارض”،تنظر اليزابيث الى الورقه الكبيره التي ناولها لها لوكا،قالت وهي تقرأ بعضا منها”هذه مخططات عظيمه يا لوكا،يبدو انك خططت بالفعل لكل الاحتياجات اللازمه للمغامره”،يقول لوكا بيأس”اجل ولكن الامر السيء هو انني لم اضع الاحتمالات اللازمه لقوة الوحوش وعددها والاصابات المحتمله من قتالها،لذلك فأن من سيهبطوا لكوكب الارض سيكونون جاهلين تماما عما سيواجههم هناك”،توقف الجميع فجأه عن الحديث كل منهم يفكر فيمن سيهبط في كوكب الارض؟وما مقدار الخطر المحتوم الذي سيواجههم؟
قالت اوليفيا محاولتا قتل الصمت الذي حل بالمكان فجأه”اذن،كم عدد الذين سيهبطون لكوكب الارض؟ومن سيكونون؟”فرد عليها لوكا”كوني انا من قام بالتخطيط،فمن المؤكد ان علي الذهاب،اما عن عدد الذين يهبطون هناك فأظن ان ثلاثه منا يكفون،لاننا لا نريد المخاطره بالكثير”يقول جيمس بثقته الاعتياديه الدائمه”حسنا يا رجل ان كنت ستذهب فسأذهب ايضا،لم استعمل طاقتي منذ زمن واريد القتال والمغامره في حياتي قليلا”،فرد لوكا عليه،دون اهتمام”حسنا من الجيد تطوعك،تبقا شخص واحد”.
غرق الجميع في التفكير،قالت اليزابيث للويس عندما وجدت بأنه متوتر نوعا ما ولم يتحدث منذ مجيئه”ماذا عنك يا لويس؟هل تريد الذهاب؟”لم يتوقع لويس ان يشركه احدا ما في المحادثه ولكنه نظر اليها بخجل”اممم لا اظن ذلك،لا اريد العوده لحرب اخرى مجددا”،قالت اليزابيث متفهمتا تماما ما قاله لويس،وذلك لانه فقد والديه سابقا بسبب تلك الحرب التي حدثت بين مملكته ومملكه النجوم “حسنا ماذا عنك يا كارلا؟”.
كانت كارلا غير مهتمه لما يقولونه وتضع احمر الشفاه وهي تنظر الى المراه في يدها”لا اريد ذلك،لست من الفتيات المحاربات وهذا عمل الرجال فقط،ان كنتي تبحثين عن شخص مناسب لهذا الامر فأظن انها اوليفيا،نشاطها الدائم هذا سيفيدكم للغايه”تضحك اوليفيا بحماسه،واضعتا احدى يديها على الطاوله بعد ان صفعتها دون قصد من الحماس”اجل انا موافقه!اوه اعتذر عن صفع الطاوله!”.
اليزابيث تضحك بهدوء”هذا جيد،لقد قررنا اذا من سوف يذهبون لكوكب الارض ولدينا خطه واضحه نوعا ما الان،يجب علينا فقط توفير المركبات والاسلحه والاحتياجات اللازمه لرحلتكم،الى ذلك الحين حاولو التدرب جيدا والقراءه كثيرا عن كوكب الارض”.
بعد مده من الدردشات والتخطيطات رحل الجميع الى مملكته،ولانهم يمتلكون مركبات سريعه للغايه فلذلك الصفر في كوكبهم الكبير يكون سريعا للغايه ولا يزيد عن ساعه.
في اليوم التالي،قابل لوكا جيمس في مركز صنع المركبات،حيث ان لوكا كان يراقبهم هناك،قال له وهو يضع يده على كتفه”يا رجل انت تراقب كل شيء!تبدو قلقا نوعا ما حقا”رد عليه لوكا بحزم دون ان ينظر اليه”نحن نواجه قوى كبيره اكبر مما تتوقع يا جيمس،فبالتأكيد سأكون قلقا ،واحاول جعل كل شيء يمر بطريقه صحيحه تفاديا لأي اضرار اخرى”
يضحك جيمس بأستهزاء ويقول”سنكون بخير طالما انا معكم،انا اكبر منك واقوى ويمكنني بالتأكيد القضاء على اي تهديد يواجهنا هناك”،حينما يبدأ جيمس في محاوله استفزاز لوكا،يحاول كبح غضبه بالصمت فقط،وذلك يكون صعب للغايه احيانا لان اصعب شيء يمكن للوكا تحمله هو غضبه.
يقول لوكا غير مبالي بأن جيمس على وشك خلع كتفه لانه متكأ عليه”كيف احوالك مع كارلا؟الا زلت تحب تلك الخرقاء؟”رد عليه جيمس ووجهه يتورد خجلا وهو يفكر فيها في عقله”اجل بالتأكيد،ولكن الوقت ليس مناسبا للبوح لها عن مشاعري”،قال لوكا دون اهتمام”لست مهتما،لقد سألتك سؤال بنعم ام لا فقط”،صمت جيمس حينما قال لوكا ذلك حفاظا على كرامته.
فجأه اتى احد الخدم مسرعا للوكا ويبدو عليه الذعر توقف وهو يحاول جمع انفاسه”يا مولاي..لقد ازدادت قوه الوحوش منذ انتشار غاز مصنع الطاقه الذي حاول البشر به صنع الطاقه!..”
_______________________________________________________________