التوأم - 18
حمل الخنجر هادئًا، نظرات باردة تنبعث منه نحو الخنجر ذاك..نطق “إذا أختي الوحيدة ليست غبية كما ظننت..” حرك بيده ليفتح بوابة توصله للمنزل المطلوب.
دخل بشكل طبيعي جدًا..حتى الموجودين لم يكونوا منصدمين برؤيته..توجه لأخته التي وقفت متجمدة “اختي..ألم اعدكِ بالعودة؟ ها أنا هنا.” قال كارل بابتسامة بسيطة على وجهه لتركض سايا لحضنه..حضنته بقوة وعينيها أدمعت ناطقة “أعتذر أخي..أعتذر بشكي بكَ..”
“ما الذي يحدث هنا؟” سمعت سايا صوته.. صوت تكرهه جدًا، وتبغضه..ظهر بينما كانت عند اخيها، الخوف بُعث لقلبها على أخيها الكبير، بالوقت ذاته..لم تعرف ما تفعله..بقيت متجمدة..
ابعدها كارل قليلًا ناطقًا “لا تقلقي سايا، سأنهي هذا اليوم..”
ابتسمت سايا من كلام أخيها الذي أظهر الخنجر ووقف ينتظر وصول أرنستوا لهم..كان أرنستوا يسير بأتجاههم ببطء شديد..وكأنه لا يخشى كارل أساسًا.
بقيت سايا متوترة..تثق بأن أخيها يستطيع حمايتها، لكن بالوقت ذاته، شعور داخلها يخبرها أن كل ما تظنه الآن مجرد كذبة..شعور سيطر على قلبها لكنها تجاهلته..
واصلت رؤية أخيها الواقف..هادئ، غير خائف قط..
وصل أرنستوا لهما ومد يده تجاه كارل.
ثم..ببساطة..وضع كارل الخنجر بيد أرنستوا…مما أثار صدمة سايا..”ا..اخي؟؟. ما الذي تفعله الآن؟؟” صرخت بينما تتراجع للوراء..خائفة..ترتجف، غاضبة..كل المشاعر السلبية أتت لتسيطر عليها..
لم يجيب كارل، لم يفعل شيء، فقط ابتعد من أمامها تاركًا أرنستوا يتقدم نحوها..كانت خائفة..تتراجع أكثر واكثر..وهو يتبع خطواتها..إلى أن امسكها من الخلف..أوليفر..أمسك يديها مبتسمًا “أرنستوا تعلم أن البطء غير مناسب لهذه الحالة صحيح؟ تعلم أن عادت اختك وعلمت بما تريد فعله أو رأتك سترميك وترميني عند دان فورًا.”
لم يجيب أرنستوا..أمسك بيد سايا بينما هي تحاول الهروب من يدا أوليفر..تحاول تحرير نفسها، لكن لا فائدة..”اخي كارل!. أعلم أني مزعجة أحيانًا وأعتمد عليكَ انتَ وأخوتي كثيرًا..لكني أحتاجكم أخي..ارجوك..” قالت وعينيها تذرف الدموع..أبتسم أرنستوا على حالها..أراد بشدة رؤيتها ضعيفة هكذا..ويبدو أنه علم كيف يجعلها بهذه الحالة.
أكملت “أخي.. أعتذر..أقسم سأكون افضل..لن أزعج أحد..سأتغير..أريد فقط العودة للقصر إلى أبي..لبقية أخوتي..لا تقلق!. لن اخبر أبي بهذا..لكن لا تدعه يفعل ما ينوي فعله..ارجوك..” قالت متوسلة ومازالت تحاول تحرير يديها من أوليفر بينما أرنستوا يتأمل حالها ذاك..
بقي كارل هادئ إلى أن إدار وجهه ناطقًا “قد تعود اختك بأي لحظة..انهي هذا سريعًا..” جملته تلك جعلت من الأمل الطفيف بقلب سايا يتلاشى تمامًا..استسلمت..توقفت عن محاولة الهروب، علمت أنه لا فائدة من الأمر..
سحب أرنستوا يدها قويًا وابعد الضمادة الموضوعة ليظهر ذلك الختم والعلامة..أمسك السكينة وقام بقطع الجلد الذي يحيط بالعلامة كلها..صرخت سايا من الألم..صرخة مؤلمة جدًا..سمعها كل من كان موجود من الخدم..والأبناء..مزق يدها تمامًا التي بدأت بالنزيف بغزارة..مزق جلدها بدون رحمة.. قطع لحم يدها الذي بقي الختم واضح عليه..ثم ترك يدها..
تركها اوليفر كذلك تسقط على الارض….أمسكت يدها بقوة تئن باكية من الألم..أبتسم أرنستوا براحة تامة “هذا حقًا مريح..من كان يعلم أن رؤية أميرة متكبرة تبكي سيكون بهذه الراحة؟ لا أحد.” ضحك واستدار ثم أشار لأحد الخدم.. “استدعي الطبيب فورًا، لا أريد أن تبقى يدها تنزف وتلوث المكان.”
بالفعل فعل الخادم وذهب استدعى الطبيب الذي أتى يحاول إيقاف النزيف لكن لا فائدة..بالنهاية استطاع تضميدها والذهاب.
بقي كارل على وقفته..إلى أن نطقت سايا “لماذا؟.”
“ما الذي لماذا؟” سأل أرنستوا لتصرخ سايا بوجهه “أخرس! لا اكلمك! أكلم من يزعم أنه أخي!” صرخت هذه جعلت أرنستوا يخرس فعلًا، تنهد وسحب أوليفر مغادرًا المكان.
بقيا سايا وكارل وحدهما فقط..
بمكان آخر ..عند كيفن..جلس وحده بالحديقة..يمسك صدره بقوة.
نظر له مايكل وجلس بجانبه ليسأل “ما الأمر؟. أرى أنك تتألم..”
“لا أعلم..فقط..ألم كبير جاء لقلبي.. أشعر أن ألم سايا هذه المرة..أسوأ من سابقها..ما الذي يفعله بها؟؟.” صرخ كيفن متوترًا ومازال على حاله يرتجف.
تنهد مايكل ووضع يده على كتفه “لا أعلم..حقًا..لا أعلم..”
بالعودة لكارل وسايا..
بقي هادئًا..إلى أن نطقت سايا مجددًا “لما؟.”
“لأني احببت! هل أرتاح قلبكِ الآن؟؟” صرخ بعد أن فقد أعصابه تمامًا..
نظرت له سايا بعينين واسعتين “احببت؟! ما شأن هذا بما حدث الآن ؟؟”
تنهد كارل وتكتف “فعلت كل هذا لأجلها..” صمت قليلا ثم أكمل “لم أخبر أي أحد إلى الآن..لكني بالفعل متزوج، ولدي ابنين، وزوجتي حامل الآن بطفلنا الثالث..”
“ما هذا الهراء الآن..” قالت سايا.
“بدأ كل شيء منذ أن قابلتها أول مرة..
عندما كنتُ بالثالثة عشر من عمري، كأي طفل آخر بذلك العمر لم أكن مهتم للحب، أردت فقط أن أجتهد أكثر لأجعل أبي فخورًا بي..الى ان قابلتها..سرقت قلبي منذ اللقاء الأول..كانت بنظري..مثالية.. اردتها حقًا..حاولت الكلام معها، بالفعل نجحت.
“ادعى كارل!. أعني.. الأمير الثاني..كارل ساتو..”
نظرت لي بنظرات هادئة، لم تنحني، لم تفعل أي شيء اعتدت عليه..فقط اجابتني “أعلم، أسكن هنا لذا أعلم هذا بالفعل.”
جملتها أحرجتني، شعرت أنني مغفل امامها وقتها…أنزلت رأسي بخيبة لتنطق مبتسمة لي “أنا إيمي فاسليفينيا.”
سعدتُ بسماع اسمها ولم الاحظ اسم عائلتها.
بالفعل، بقينا معا فترة كأصدقاء واحببتها حقًا رغم صغر عمرنا..لا أعلم كيف، شعرت أني مسحور بها.. لم أستطع حب أو النظر لغيرها..
إلى ان أتى اليوم الذي قابلت والدها به..اتضح لي أن والدها هو..ارنستوا..لا أعلم ما أصابني وقتها..فعلت كل ما أمرني به..فقط لأرضيه، خشيت أن أفعل شيء خاطئ واحد ويحرمني منها..فعلت كل شيء..
وقتها قدم لي مشروبًا، شربته بدون أن اسأل..الى ان شعرت بألم بكل جسدي..اغمى عَليّ واستيقظت بعد ساعات.. وجدت نفسي قد تحولت..لوحش..مثلكِ سايا.
اتضح أن العقار جلبه من العالم السادس وأراد أن يزيد قوتي لأكون أحد اتباعه..بالطبع لم اعارض، كنت خائفا فقط من أن يكتشف أحد هذا.. لهذا علمني كيفية اخفاء هذا..وأعطاني جزء من قوته.
ثم..عندما عدت للقصر، ادركت شيء واحد..أن حقا عملت معه..سأتخلى عن كل شيء..ابي، اخوتي..لاسيما مايكل..لأكون صريحًا، كنت قلق على ترك أخي أكثر من أي شيء..
أعلم أن مايكل متهور واحمق اغلب الأحيان، لهذا لم ارد تخيب آمل امي وتركه وحده.
لهذا طلبت من عمي ارنستوا إشراكه بالأمر..طلبت منه إعطائي العقار، فأن جعلت مايكل يشربه وتحول، وقتها لن يستطيع مايكل البقاء بالقصر خوفًا من أن يساء فهمه وهكذا سيكون معي.
وبالفعل سارت خطتي كما رغبت..إلى أن افسدتِ كل شيء..
بعد أن شرب مايكل رشفة واحدة..قاطعتيه لتشربي انتِ..لأكون صريح مجددًا..لعنتكِ ألف مرة وقتها..كنتِ طفلة مزعجة..رغم أني احبكِ اختي الصغيرة، لكن وقتها..لم يحزن قلبي على ما حدث لكِ..لأنكِ افسدتِ ما اردته..
منعت مايكل من الكلام وقتها..ومحوت ذاكرتكِ، لحسن حظي، ما فقدتيه كان قوتكِ مما ادى لجعل عين المحيط عديمة الفائدة، لهذا لم تتذكري شيء وقتها..استطعت التستر على الأمر..لكن خفت أن اجرب مجددًا مع مايكل لأن الأمر لن يسير كما المخطط..
مرت ثلاث سنوات، كنت أعمل لدى ارنستوا سرًا..وكل هذا لأجل ايمي..عندما اقترب وقت التتويج..كان المفترض أنه بعد التتويج سأسافر أنا ومايكل، و أستطيع السيطرة عليه بتلك الأثناء..الى ان افسد دان مخططاتي..
عندما فضح مايكل..علمت أن نية دان لم تكن لإفساد مخططي، لكن لإفساد شيء آخر يخص مايكل لم أعلم لهذا اليوم ما هو..على أية حال..وقتها، اضطررت إلى الأنقلاب ضد مايكل الذي قمت بأجباره على السكوت بما حدث لكِ، ورويت لكِ القصة مسبقًا..لكني حذفت جزء واحد منها..
بعد أن ضرب مايكل كعقاب له..خرج عائدًا لغرفته وسرت من جانبه..اوقفني متوسلًا “أخي..أنت تعلم أني لم أقصد فعل هذا بأختي الصغيرة..ارجوك اشهد لي!. لا أريد أن اعاقب على فعل لم أفعله..ارجوك أخي..أنت رأيت ما حدث وقتها!. تعلم أني لم أرتكب ذنبًا..” بقي يتوسل ويتوسل لي..
لم ابالي حقًا، ابتسمت وكانت أول ابتسامة خبيثة لي..نطقت بها.. “لما لا تدافع عن نفسك اخي؟. ام انك لا تستطيع فعل شيء بدوني؟. على أية حال..أنا السبب بتحويل سايا..لهذا، سأترك التهمة عليك ليرتاح قلبي من الخوف قليلًا.” قلت ثم سرت لأقف مجددًا ناطقًا “آه نعم لا تتعب نفسك بمحاولة اخبار أحد، لا أحد سيصدقك.” قلتُ وتركته بصدمته..
من يومها ومايكل يكرهني كره غير معقول..اضطررت لأسافر وحدي لمايكل لم يعد يطيق رؤية وجهي أساسًا..
تجاهلت الأمر وسكنت عند عمي أرنستوا..بقي يدربني ويدربني إلى أن أصبحت لي قوة غير طبيعية..ليست كأي فرد من ساتو..على أية حال..تزوجت بها بعمر العشرين..وأنجبت أبني الأول بعمر الثاني وعشرون، والثاني..بعمر الثالث والعشرون، والآن الثالث مجهول الجنس..
ثم بعمر السابعة وعشرون قررت العودة..لكن بالطبع لم أبلغ أي أحد بشأن زواجي، كنت انوي ابلاغكم..لكن عمي أعجب بكِ..”
بقيت سايا هادئة..تستمع لرواية أخيها..مصدومة..غير مصدقة أي شيء..لم تعلم ما تقوله…بقيت هادئة..
“نعم أعجب بكِ.” قال كارل ثم أكمل “عندما أتى لقتلكِ بغرفتكِ بمرة من المرات..فور أن رأكِ..أعتقد أنه أرادكِ لهذا السبب..كان سيعتدي عليكِ يومها..لكن حظكِ جيد، استطعتِ الهروب منه..ثم خطط لخطته هذه..لم استطع أن أعلن عن زواجي..لم استطع أن أحاول تحسين شيء..أجبرت على الهدوء..كنت فقط خائف من أن يفضحني مايكل..إلى الآن أتساءل عن سبب هدوئه..”
بقيت سايا هادئة..صمت كارل وبقي يراقبها، ينتظرها أن تدرك كل ما قاله..إلى أن نطقت “فعلت كل هذا لأجل فتاة استطاعت التحكم بكَ؟.” سؤالها ذاك..جعل من وجه كارل ينقلب تمامًا..
ضحكت سايا..ضحكت بقوة ناطقة “أخي..افهم الحب جيدًا..لكن هذا ليس حبًا..هذا جنون!. أي امرأة تحب ستترك والدها يدمر حياة حبيبها لأجل نفسه؟! أو أي شخص عاقل..سيتخلى عن اهدافه وحياته وكل ما يخصه لأجل فتاة خدعته؟.” تنهدت لتكمل.
“كارل..أنت لم تتخلى عن ساتو فقط..أنت تخليت عن والدك الذي حاول أن يبقي لك بيئة جيدة..تخليت عن اخوتك الذي احبوك بشدة سابقًا..تخليت عن حياتك..تركت اختك الصغيرة تعاني بسبب الألم نتيجة التحول..والسخرية المستمرة التي تلقيتها..” قالت وقالت والدموع تنهمر من عينيها..
“ثم.. تركت أخاك التوأم يعاني مع ندمه ظنًا أنه السبب بمعاناة أخته..ثم ماذا فعلت؟. عندما انقلب الجميع ضد توأمك..لم تقف معه..انقلبت معهم ضده وجعلته يكرهك فقط بسبب خوفك من أن ينكشف حبك هذا.. ” صمتّ لتأخذ نفسًا ثم اكملت معاتبة أخيها.
“ثم تركت عائلتك للعيش مع شخص مريض نفسي من أجل حبيبتك الملقبة ايمي..ثم..آخر ما فعلته بعد عودتك..تركت اختك تختطف من رجل يكبرها بملايين السنين ليفعل بها ما يشاء!. ثم..تركته يقطع جزء من يدها لسبب لا اعلمه حقا…” قالت والدموع مازالت تنهمر بدون توقف من عينيها..لم ترد يومًا البكاء، لكن ما حدث وما سمعته جعل قلبها ضعيفًا جدًا..لم تستطع أن تقاوم الدموع التي طلبت بشدة أن تتساقط وتغادر عينيها..
بقي كارل هادئ للحظات ثم نطق “الختم ذاك.. كان سيؤذيكِ..”
“يؤذيني؟. الى أي حد؟. الى حد الألم الذي يراود قلبي الآن بسبب اخي؟.” قالت سايا بينما تحاول إيقاف عينيها من البكاء.
تنهد كارل منزعجًا لينطق “أنتِ لا تفهمين شيء..ولن تفهمي..”
“ما الذي لم افهمه..اخي؟.” سألت.
“لا أعلم حقًا لما فعلت كل هذا!. فقط شعرت..أني لست قادر على التحكم بنفسي..لست قادر على منع نفسي من القيام بما تريده هي ووالدها..حتى لو كنتِ محقة وكانت تتلاعب بي..فات الآوان على العودة.. أعتذر سايا..” قال وسار مغادرًا إلى أن أمسكت سايا بيده.
“لم يفت الآوان بعد أخي..يمكننا العودة معًا للقصر..واخبار أبي بكل شيء معًا..اعدك لن تتأذى ولن تتم معاقبتك.. أعدك أن كل شيء سيكون بخير..لكن دعنا نعود للقصر..أنا اتأذى هنا..أرجوك أخي..” قالت متوسلة، ظنت أن كلماتها قد تبعث الطمأنينة لقلب أخيها ويمحو خوفه..
للأسف، لم يحدث ما ارادته، ابعد يدها عن يده فقط ونطق “حاولي عدم استفزازه..سيقلل ضربكِ..وسأحاول الكلام معه..” قال وخرج من الغرفة تاركًا أخته وحدها على الأرض..تراقب الباب تنغلق أمامها..
أرادت النهوض وتبعه..لكن لم تستطع، قدميها تجمدت بمكانها..قلبها شعر بخيبة كبيرة..وكأن خذلان العالم كله سقط على ذلك القلب..جانبًا منها أراد أن يتبع كارل وتتوسل له..وجانب آخر منعها من هذا..على الأقل للحفاظ على كبريائها المتبقي..
ما فائدة التوسل؟ ضمير أخيها قد مات فعلًا، والوقت فات على إصلاح أي خطأ.
بمكان آخر..عندما كان كل من كيفن ومايكل يمشيان وحدهما، كانا بالفعل وضعا أغراضهم عند كارلوس ومارك، وذهبا لاستكشاف عالم الشياطين أكثر.
بقيا يسيران معًا، يراقبان الأجواء المزعجة الموجودة هناك، إلى أن دخلوا الغابة.
“لا أحب عالم الشياطين..” نطق مايكل منزعجًا.
“أنت منه، للتذكير.” قال كيفن متقصد إزعاج مايكل.
تنهد مايكل “أمي منه، ليس أنا.”
“هذا يجعلك منه.” بالطبع لن يترك مايكل بحاله.
تجاهله مايكل وأكمل يشق طريقه بالغابة بينما كيفن يسير معه.
واصلا السير إلى أن وصلا إلى مكان..كان توجد حانة بوسط الغابة، لا يوجد اي شيء حولها لكن الضجة داخله واضحة.
“أتذكر هذا المكان.” نطق كيفن ثم أكمل
“قبل سنتين تقريبًا، كنت نستكشف المكان، أنا وسايا ومارت.”
“الجو حار هنا..أكرهك كيفن انت وافكارك..” نطقت سايا بينما تلوح بالمروحية على وجهها لينطق كيفن “لا تبالغي اختي.”
“أنها محقة، الجو هنا لا يُطاق.” قال مارت بينما يربت على قطته “حتى كاتي منزعجة من هذا الحر، صحيح؟” “مياو..” نطقت القطة بينما تنظر لكيفن بشراسة.
“كل شيء بخير لكن ابعدها عني، لا أريد أن يتشوه وجهي الآن، ماذا لو قابلنا فتيات جميلات؟؟ لن أفوت فرصة كهذه.” قال كيفن بثقة إلى أن لاحظ ذلك الحانة.
“هل ندخل هذه الحانة؟ لنشرب شيء بارد لأنكما مزعجان.” قال منزعجًا.
“لنفعل.” قالت سايا وسبقتهم للداخل.
دخلوا بالفعل وجلسوا على أحد المائدات.
تقدمت نادلة لهم ناطقة “طلباتكم؟”
“أريد شيء مثلج فقط.. خالي من أي كحول.” نطقت سايا.
“هم، مثلها.” تبعها مارت ثم أكمل “وحليب لقطتي.”
“أعتذر سيدي، لا يسمح بالحيوانات هنا.” قالت النادلة.
“للاسف هي ملتصقة بي.” قال مارت بعدم حيله.
“إذا غادر مع قطتك.” قالت رادة ليضع كيفن أمامها حزمة من النقود “دعيه وشأنه ارجوكِ، لا ينقصني شجار.”
تنهدت النادلة وأخذت النقود “طلبك انت؟”
“هم..أعتقد أني أريد..عشر شطائر!” طلبه جعل كل من مارت وسايا ينظران له بفضول.
“ماذا؟ أنا أقوم بحمية، أوه صحيح، لا تنسي الدجاج..وو..” نطق بينما يفكر بالمزيد.
“كيفن.” نطقت سايا ويتنهد كيفن “حسنًا حسنًا مع هذا سلطة ومشروب بارد.”
اخذت النادلة طلباتهم وسارت مبتعدة عنهم.
“إذا اختي! بما أنه مازال اسبوع على إعلان الأمل الأخير، من تتوقعي سيكون؟ أراهن أن دان سيختار افشل شخص، لا يريد النجاح لساتو.” قال كيفن ليرد مارت
“سمعت أنه ينوي اختيار شخصين هذه المرة، لكن بالطبع كلاهما فاشلان كما قلت.” “مياو!”
تنهدت سايا “أيًا كان من سيختارهم، أرجو أن يتخطى الأختبار فقط، لا أريد أن يذهب تعبي بالتأهل لأكون إمبراطورة بعد والدي عبثًا.”
“ربما الحظ يكون مع ساتو هذه المرة.” قال كيفن.
“سمعت أن من يفشل يرى ديفاني آفينيس قبل موته، والعائلة كلها تفعل، ربما هي من تقتلنا وليس دان.” قالت سايا.
“أن كانت جميلة، فلا أمانع بالفشل.” قال كيفن محاول أن يتخيل شكلها إلى أن لاحظ نظرات مارت وسايا.
“ماذا الآن؟ ما الافضل من أن تموت على يد حسناء؟ هذا رائع!” قال متذمرًا.
تنهدت سايا “كيفن..”
“اختي بجدية!. دعينا نستمتع، أنتما مملان حقًا.” نطق كيفن متذمرًا.
“تبدو ككاتي عندما تغضب.” قال مارت.
نظرت سايا لكيفن ضاحكة “نعم، كقط غاضب.”
ضحك الاثنان معًا على كيفن الذي حاول تجاهلهما.
أتت النادلة ووضعت طلباتهم “هذه طلباتكم، أي شيء آخر؟”
“لا أيتها الجميـ..” قبل أن يكمل كيفن كلامه داست أخته على قدمه “لا هذا أكثر من كافي، اشكرك.” قالت سايا وغادرت النادلة.
“ما الأمر الآن؟؟” نطق كيفن.
“أنت امير من عائلة ملكية محترمة..لا تغازل أي امرأة تقابلها! هذا غير لائق.” قالت سايا محاسبة أخيها.
“بجدية الآن..نحن بعالم الشياطين! لا يوجد أمور لائقة به، كذلك! كارتر عائلة حاكمة وكل أفرادها غير لائقون وكثيري الغزل!” قال كيفن.
“ما شأننا بكارتر؟؟ نحن ساتو!” قالت سايا.
تنهد مارت ووضع قطته لتشرب حليبها “كلاهما مزعج، صحيح؟” “مياو.”
تنهدت سايا وشربت مشروبها.
بثواني بسيطة، انهى كيفن طعامه وحتى شرابه ونطق “أتريدون تجربة شيء غريب؟”
“مثل سرعتك بتناول الطعام؟” سأل مارت ساخرًا.
“هذا ليس غريب! لا، أعني مثلا..استدعاء الحاكمة! يُقال بالقصص أن من لطف الحاكمة ديفاني، ستلبي عدة امنيات للشخص الذي تقابله.” قال كيفن بينما يحاول شرح لهم بيديه.
“لما قد تفعل هذا؟” سألت سايا.
“ببساطة لأننا من عوالمها؟” قال كيفن بينما يفكر.
فكر الثلاثة بالأمر بحيرة واضحة على محياهم، لكن قطع صوت تفكيرهم ضحكة جذابة، ضحكة امرأة.
نظر كيفن حوله “أسمعتم؟.”
“لسنا وحدنا هنا.” قالت سايا.
“أعلم لكـ..” لم يكمل كلامه لتقاطعه “أتظن أن ديفاني آفينيس لطيفة؟ عزيزي أنت اللطيف!” قالت فتاة ذات شعر قصير اشقر اللون، ترتدي قناع ثعلب أبيض على وجهها تغطي وجهها العلوي، من بشرتها وجسدها بدّت بالعشرين من عمرها.