التوأم - 9
تنهد وليام، لكن ليس بيده شيء، سينتظر فقط عودة ابنيه للتعامل معهما.
بأخد غرف القصر كان مايكل قد خرج من الحمام بعد استحمامه، ينشف شعره وكارل مستلقي على سريره لينطق “أخي، أعتقد أني أعلم سبب هروب اخوتنا الصغار.”
لم ينظر له مايكل لكنه نطق “ليس بعيد عن كونهم تقززا من وجهك.”
“اوتش..هذا اقسى ما سمعته اذناي..حسنًا..ليس بسببي، لكن بسببك أخي العزيز.” نطق كارل ونظره موجه للسقف.
“بسببي؟ ماذا تقول الآن؟” واخيرًا استدار ونظر لأخيه.
“أعتذر أخي..لكني أخبرت سايا عن ما حدث قبل عشر سنين..عن كونك الفاعل لحالتها الحالية.”
توسعت عينا مايكل غصبًا ليسحب كارل من ياقته صادمًا له بالحائط “ماذا فعلت؟!. أنسيت ما قاله أبي؟!.”
أبتسم كارل “اعتذر..هي أساسًا كانت تعلم..لهذا اخبرتها بما حدث لتعلم أكثر وبشكل أفضل.”
“اتمازحني أم ماذا؟.” سأل مايكل والغضب يملأ عينيه.
“لما قد أفعل؟” قال كارل.
“لا يعقل..” قال مايكل وترك كارل عائدًا للوراء “لكانت سألتني لو هذا السبب..”
“لم تتقبل النظر بعينيك كما أرى.” قال كارل متنهدًا.
“اخرس..” همس مايكل واستدار..عيناه قد أظلمت بالفعل..
“لا تكن حساس هكذا مايكل.” قال كارل.
استدار له مايكل فورًا “بسببك!. بسببك كل هذا!. لم أكن الفاعل..كنت انت..ورغم كونك الفاعل إلا أنك أول من انقلب ضدي..تناديني بأخي؟ ألم تكن أول من يستهزأ بي بعد رؤية كسوري تلك؟!. الم تكن انت من جعل جميع من هناك يثقون بأني الفاعل؟؟ الم تكن أنت أول من منعني بأخبار أبي؟؟ أخبرتني أن اصمت..بعذر ماذا؟؟ ادعيت أنك قلق أن يتم اتهامي!!.”
قبل ثلاثة عشر سنة..
دخل مايكل ذو الرابعة عشر متعب تمامًا من الركض..يحمل سايا ذات الأربع سنين على ظهره.
أنزلها وأخذ كأس من الماء وشرب منه رشفة “أخي أخي! أعطيني أنا متعبة!”
“ألست أنا من كنت اركض وانتِ فوق ظهري؟” قال مايكل سائلًا.
“نعم! لكني تعبت! عليك ملاعاة الفتيات!” قالت سايا متذمرة.
ضحك مايكل “مراعاة ليست ملاعاة.” قال واعطاها الكأس لتشربه.
شربته كله وأخذه ووضعه على الطاولة.
استدار لأخته ووجدها تمسك رأسها “ما الأمر؟” سأل مايكل بعد أن جلس على ركبته يربت على رأسها.
“أثعل..بثيء..” قالت ثم سقطت على اخيها الذي امسكها فورًا “سايا!.”
حملها واخذها لغرفتها ووضعها على سريرها “انتظري..سأنادي طبيب العائلة!.” قال وركض خارج الغرفة يبحث عن أي أحد..ليوقفه كارل.
“توقف..مايكل..” نطق كارل بعد أن أمسك بمايكل.
“سايا ليست بخير!.” صرخ مايكل والقلق يملئ عينيه.
“أعلم، لكن أحد الخدم دخل الغرفة ورأى حالتها، أن ذهبت وقلت ما حدث سيتم اتهامك أخي..” قال كارل وهو يهدأ مايكل.
“لما قد يتهم اتهامي..أنها أختي..” قال مايكل.
“انت تعلم أن انظارهم عليك دائمًا..أخي..لا أريد أن اعرضك للخطر..استمع لي فحسب.. سايا ستكون بخير، أعدك.” قال كارل مربتًا على كتف مايكل.
“لو حدث لها مكروه سأعترف..” قال مايكل وأبتسم كارل “ستكون بخير.”
بالفعل بعد ساعات استيقظت سايا لكن كان لها شكل غريب قليلا..عيناها بدت عادية أكثر من العادة..اذنيها كآذان الذئاب..ذيل!. وعلامة غريبة على خدها..كل تلك الأمور..أشارت لشيء واحد..تحولها لنصف وحش.
استدعى وليام أحد ملوك العالم السادس، عالم الوحوش.
ملك يدعى “أيميراسون كارتر” كانوا كارتر على علاقة قوية مع ساتو كما قيل لهذا قرر وليام استدعاء أحد أفراد هذه الأسرة المهمين لمساعدة ابنته الوحيدة.
“اعتذر جلالتك..لكن سايا بالفعل تحولت وفات الآوان على إعادتها..توضح لي أنها شربت من عقار مُعدل قليلًا.. وربما أنها لم تكون وحش وتحولت له عُقبت..لكل متحول عقاب معين بخسارة شيء..لكن لا أعلم ما خسرته هي بالضبط..” قال أيميراسون بعد فحصه للأميرة.
نظر وليام لحالة ابنته الصعبة “من قد يفعل هذا..من يجرؤ أساسًا..” كانت نبرته حادة ومؤلمة..
صمت أيميراسون قليلا ثم نطق “جلالتك..أعتقد أنها خسرت قوتها..أن لاحظت عينيها..لم تعد كعين المحيط التي نعرفها بالعادة، أصبحت كأي عين زرقاء أخرى..لذا..ربما ما خسرته هو قوتها..”
لم يجيب وليام ولم يبدي أي ردة فعل..لكن سايا نظرت له وبالفعل عينيها عادية تمامًا.. لكن بريئة وصغيرة..”بابا؟. ماذا يعني هذا؟.” سألت والدها الذي كان يريد حضنها وحمايتها..لكن لم يستطع..شيء ما بداخله منعه..
بينما بغرفة مايكل وكارل “ما الذي فعلته..انظر لحالة سايا!. أبي غاضب جدًا..”
تنهد كارل “أخي أعلم اهدأ فقط..بالنهاية أنت لم تحولها برغبة منك..لا تقلق، هي بخير..”
“سأخبره..” قال مايكل بحزم وخرج من الغرفة وتبعه كارل القلق “هذا ليس وقت مناسب مايكل..أنه غاضب بالفعل!. ربما سيقتلك قبل أن يفهم الأمر!.”
لم يتوقف مايكل وأكمل طريقه إلى أن وصل لأبيه.
“بابا..” نطق.
كان وليام ينظر لحالة ابنته بينما يشد على قبضته “لن أرحم الفاعل..إن لم أقتله..لن أكون وليام أبن فيكتور ساتو..” نبرته كانت تقشعر الأجساد..الهالة التي تحيطه مظلمة تمامًا.
تراجع مايكل للوراء وأنزل رأسه..
بالوقت الحالي..
تنهد مايكل وجلس على سريره “أتعلم شيء؟ كان الذنب ذنبي..لو لم اخاف وقتها من أبي بسبب كلامك ذاك..لو لم أتراجع..لم أكن سأبدو كمجرم يغطي فعلته!. لكانت الحقيقة ظهرت منذ البداية..” قال ونبرة حزن تخرج منه.
“لقد حميتك مايكل!” صرخ كارل.
“حميتني؟! حميتني من ماذا بالضبط؟!!” صرخ مايكل بوجهه بينما كارل صمت..
“أنت تدعي البراءة دائمًا..تدعي المحبة لعائلتك..أنت مجرد محتال كارل..لا اهتم أن كان الجميع يفضلك عني..ما يهمني أن يأتي يوم يعرف الجميع الحقيقة..الحقيقة التي لم يتوقعها أحد يومًا..من يعلم ماذا كنت تفعل خارج البلاد وحدك؟؟ لا أحد..لا أحد حتى يعلم ما قلته لي بعد حادثة الفضيحة تلك..لكن أعدك أخي..مهما تأخر الوقت، سيظهر الحق، أعدك.” قال مايكل وغادر الغرفة تتبعه نظرات كارل الهادئ..لم تكن الابتسامة مرسومة على محياه كعادته…كان غاضب..غاضب حقًا.
بمكان آخر..كانت سايا قد بقيت مستيقظة..جلست عند بحيرة مادة ساقيها داخلها ليجلس بجانبها حبيبها.
نظرت له وسألت “لم تنَم بعد؟”
“بلى نمتُ..لكن شعرت بغيابكِ لهذا قلقت، لما مازلتِ مستيقظة؟” سأل بينما يفرك عينه.
“لا أشعر بالرغبة بالنوم..اشتقت لأبي.” قالت بينما تلعب بقدميها في الماء.
“لم تمر سوى ثلاث ايام عزيزتي..” قال ريوس.
“أعلم.. لكني لست معتادة على البقاء بعيدة عنه أكثر من يوم..” قالت بنبرة حزن.
“كيف سيكون الحال بعد زواجنا إذا؟” سأل ريوس.
“مهلا..ماذا يعني؟” سألت.
تنهد ريوس وأجاب “بعد زواجنا بالطبع سنعيش بمفردنا، أليس كذلك؟”
“لما لا نعيش عند والدي؟؟. اخي يوستاف متزوج ويعيش بالقصر!. هذا ظلم..” قالت بتذمر.
“يوستاف شبه متزوج..أن زوجته لا تعيش بالقصر كما أعتقد.” قال ريوس بينما كلامه هذا أسترجع بعض الأحداث بعقل سايا.
هدأت سايا وتوقفت عن اللعب في الماء مسترجعة ذاكرتها لتنطق “أتتذكر خوفي من معرفة أبي عن علاقتنا؟”
“نعم، إلى الآن أتساءل عن سببه..لم يفعل جلالته شيء بعد معرفته، سوى ببعض التهديدات المخيفة لي.” قال ريوس بينما يحضن جسده.
ضحكت سايا “نعم..” قالت ثم نظرت للسماء..
قبل عدة سنين.
من المعروف أن لدى يوستاف ابنتين، وابن.
ابنه وابنته يكبران التوأم بأعوام قليلة بينما ابنته الصغيرة كانت قد ولدت وقتها..
بتلك الأثناء اختفت ابنته الكبيرة..وشيع أنها هربت مع عشيقها.
ضرب يوستاف الطاولة “ارجو ان تكون خُطفت..هربها لن يجلب لنا سوى العار..”
“ما الذي تقوله الآن..” نطقت زوجته “بدل أن تقلق على ابنتك الكبيرة تقول هذا الكلام؟!. يوستاف أعقلك مازال بمكانه؟!.”
“أخرسي!” صرخ بوجهها ثم أكمل “لولا دلالكِ ذاك لها، لم تكن ستهرب بهذه البساطة! أتريديني أن أقلق على طفلة ستشوه اسمي؟ حقًا؟؟!”
“أهذا ما يهمك حقًا؟” سألت ثم استدارت “نعم، هذا ما أتوقعه.” قالت وخرجت ليدخل بعدها الأمبراطور.
“جلالتك..” نطق يوستاف وانحنى لوالده.
“سمعت محادثتك مع زوجتك، من الخاطئ قول ذاك الكلام لأم قلقة على ابنتها.” قال وليام.
“أعلم أبي..لكن الأمر فقط..يغضبني..” أجاب يوستاف.
“يوستاف، الأمر المهم الآن سلامة حفيدتي، حتى لو كانت مُذنبة وقد هربت بالفعل، فمن العاقل سؤالها عن أسبابها..ثم إيجاد عقاب مناسب لفعلتها، لذا..في حال وجدتها انت قبل الجميع، أرجو أن تستشيرني اولّا، لا تدع مشاعر الغضب تسيطر عليكَ..أحيانًا..هذه المشاعر تؤدي إلى أمور لا تراجع منها.” قال وليام بينما ربت على كتف ابنه.
أومأ يوستاف “فهمت أبي..فهمت..”
أبتسم وليام براحة ونطق “اذهب وصالح زوجتك الآن، لعلمك النساء لا يحبن من يتجاهل حزنهن.”
ضحك يوستاف “كما تأمر.” قال واتجه لزوجته..بينما ابتسامة وليام قد اختفت بعد ظهور ذلك الأشقر.
“الن تتوقف عن أفعالك هذه يا ابن فاسليفينيا؟” نطق وليام.
“أي أفعال جلالتك؟” سأل دان بعدما أمال رأسه.
تنهد وليام “توقف عن محاولة إفساد كل شيء..وفي حال وجدت حفيدتي، أخبرني أنا أولًا.” قال وليام ليومأ دان ناطقًا “سمعًا وطاعة.”
“اتمنى.” همس وليام وغادر.
بعد فترة قصيرة..اتجه دان لمكتب وليام سيرًا على الأقدام..على غير العادة..لكن استوقفه يوستاف “سيد دان.. أيوجد خبر عن ابنتي؟” سأل قلقًا.
“يالها من صدفة! كنت متجهًا لوالدك لأخباره.” قال دان مبتسمًا.
“اخباره؟.” سأل يوستاف عاقدًا حاجبيه.
“وجدت ابنتك، ووجدت عشيقها كذلك، كان الأمر مضحك حقًا، لأول مرة ساتو استطاعوا أن ينشروا حقيقة معينة، ليست إشاعة، هذا صدمني حقًا.” قال دان مبتسمًا.
نظر له يوستاف.. اختفى كل القلق الذي كان يسكن قلبه لينطق “أين هي؟”
“أتريدها؟” يفرقع باصابعه “أنها بقصرك الآن.” قال مبتسمًا.
“إذا…لا تخبر أبي الآن..قال يوستاف بحزم وغادر.
“هذا يذكرني بشيء..” نطق دان وهو يحاول التذكر “أوه نعم! وليام طلب من أن..ياللهي سيقتلني، لكن لن يفعل أن لم أقل~” قال ثم دخل لمكتب وليام مدعيًا أن لا شيء حدث..
بعد مدة أعلن يوستاف عن إيجاد لأبنته المخطوفة مقتولة..وتم إعدام الخاطف..أو هذا ما علمه الجميع إلا أنه كان العشيق، والقاتل كان والدها..
جهزت جنازة لموت المسكينة الذي لم يعلم أحد أنها ماتت على يد والدها..
لكن مرت الأيام، وحبل الكذب قصير.
بينما كان وليام يعمل بمكتبه، كان دان يثرثر عنده بدون كلل إلى أن نطق “كنت أتساءل عن كيفية إيجاد يوستاف لأبنته ميتة، رغم اني أحضرتها بنفسي سالمة! لكن مع الأسف لا احد بهذه العائلة يقدر ما أفعله.”
كلامه ذاك كان كالصاعقة على وليام ليترك عمله فورًا “ماذا قلت؟.”
“هم؟. اوه نسيت، كان عَليّ الصمت..صحيح؟” نطق دان بعد أن ضرب جبينه.
لم يشعر دان إلا بوليام يمسكه بقوة من ياقته..وتعابير الغضب تعلو محياه “ما كان اتفاقنا دان؟! ألم اخبرك أن تخبرني أولًا؟! هل أنت مدرك أن حفيدتي قد ماتت على يد..” يدرك وليام الأمر أكثر “أبني..” ترك دان وأمسك رأسه “لا يعقل..” قال هامسًا لنفسه.
نطق دان بينما يعدل نفسه “تريد الصراحة؟ بلى يعقل، ابنك قتلها بالفعل لكني نسيت اخبارك اعذرني عزيزي وليام.”
بالعودة للحاضر..
‘هذا ما أتذكر ما أخبرني أبي عنه..ثم عُقب يوستاف عقابات عديدة..عقاب جهله الجميع..عقاب آخر الأبتعاد عن زوجته بدون تطليقها..ولم يستطع رؤية ابنيه الآخرين..وما الأسوء من ذلك..على الأقل بالنسبة له..حُرم من استلام الحكم..لكن ما قاله أبي بعد معرفته بعلاقتي مع ريوس..كان مختلف..’
وقتها..قال “صغيرتي سايا..لما اخفيتِ الأمر عني؟.” سألني وقتها بنبرة هادئة..تلك نبرته جعلت الخوف في قلبي تلاشى حين أذن..
“خفتُ..أن يكون مصيري كمصيرها..” قلت بندم..
“مصيرها؟” سأل أبي ثم صمت قليلا ونطق مجددًا “مصير ابنة اخاكِ إذا..” لم أجيب، وهو صمت.
مرت ثواني الى ان نطق اخيرًا “لم أكن سعيدًا بذلك الخبر كذلك..ظننتها حقًا قتلت على يد ذلك الفتى..لكن بعدها كان هو من حماها من والدها.. ندمت على ترك يوستاف يتصرف براحته..سألت نفسي، ربما لم يكن عَليّ السماح له بالزواج من البداية، لكنه كان المفترض أن يكون أكثر أبن واعي لي! لكن بالنهاية..خاب أملي به تمامًا..لم يخيب املي بحفيدتي، بالنهاية كانت طفلة، حتى أن خُدعت بالحب هذا بسبب والدها، عندما لا يعطي الوالد الحب الكافي لأبنته من الطبيعي ستبحث عن من يعطيها..”
صمت قليلا ثم أكمل “عند سماعي بقتله لها..أردت جعله يذوق من نفس الكأس..لكني توقفت…بالنهاية قتله لم يكن سيعوض شيء..ربما فقط سيلحقها حتى بعد موتها..وهو ابني، رغم أني نسيت هذا وقتها، لهذا حرمته من أمور عديدة..لكن سايا، اجيبيني، أن كنت قد عاقبت ابني لقتله لأبنته لهذا السبب، كيف لي قتل ابنتي بنفس السبب؟”
لم اجيب..صمتّ وانزلت رأسي لينهض ويجلس امامي “سايا..انتِ أغلى ما يملك قلبي..انتِ واخوتكِ جميعًا..ربما لا اوضح هذا..لكنكم ابنائي..أتعلمين لما منعتكِ من الحب؟. ليس خوفًا من الفضيحة والسمعة..ولا نية لي بتزويجكِ رغمًا عنكِ.. لكني خوفي عليكِ.. الآن أنا..لستُ غاضب منكِ بسبب مواعدتكِ بدون علمي أو الذي تواعدينه أبن الخادمة التي تخدمنا من سنين طويلة أو لكونه شيطان غير موثوق به وكذلك هو أبن غير شرعي..لا هذا ليس السبب..ولستُ غاضبًا سوى من دان الذي لم يبلغني الأمر بشكل جيد..”
تنهد أبي ثم أكمل “أنا خائب الأمل سايا، ظننت أن ابنتي الوحيدة تثق بي، وتخبرني بكل ما يخصها لكن بالنهاية.. أخفت عني شيء كهذا؟ انظري..لا امنعكِ من ريوس..بالنهاية هو اختياركِ، والفتى جيد قليلا..لكن مازلتم صغار..مازالت مشاعركم غير ثابتة..ربما قراراتكم كذلك..رغم أني تركت يوستاف يتزوج بالعمر الذي أراده ومن الفتاة التي يحبها، لكن قراره كان خاطئ! التي تزوجها كانت إمرأة جيدة، لكن هو من لم يكن الشخص الجيد..أعني..ليس لكونكم ابنائي يعني أني سأظلم أحدًا لاجلكم..حتى أن كان صعب..لكن العدل عدل صغيرتي..من يعلم ما سيحدث بينكِ وبين ريوس مستقبلا؟. ربما الآن تحبان بعضكما البعض..بعد عدة سنين..ربما أحدكما يجد حب أفضل من القديم..”
تنهد ثم ابتعد عني “أنا فقط أردت معرفة هذا منكِ، ليس من لعين مقنع..”
“اسفة..” نطقت والدموع تنهمر من عيناي..أعدت دائمًا أن لا اسقطها أمام أحد.. لكنه أبي..لطالما بكيت امامه دون خوف من ما قد يفعله أو يقوله..
لم يرد أبي..لكنه حضني وأنساني كل ما حدث..كل الخوف الذي يسكن قلبي، الندم..أدركت أن لدي أب لا يعوض حقًا.
–
كانت سايا تستعيد ذاكرتها وتفكر بهذا كثيرًا بينما ينظر لها ريوس بفضول “ماذا؟”
“اوه لا شيء..فقط عادت لي ذكريات قديمة.” ابتسمت ووضعت رأسها على كتفه “أتعلم؟. أبي شخص مميز حقًا، لا اندم على امتلاكي لأب مثله.” قالت والابتسامة تعلو محياها.
أبتسم ريوس لكن شيء ما أفسد لحظتهما..
بدأ ريوس بالطيران..وكأن الجاذبية قد غادرت الأرض.. نظرت له سايا بمحياها المتسائل..”لما تطير؟”
“لا علم لي!.” حاول أن يعود للأرض لكن الجاذبية خانته..وسقط بالبحيرة لتحاول سايا كتم ضحكتها..
لكن صوت تلك الضحكة جذبتها للخلف..نظرت لذلك الأشقر..نعم..الأشقر الذي ظهر بغرفتها..يضحك على حال ريوس.
“انت مجددًا؟.” نطقت سايا وهي تنظر له.
أبتسم لها “ربما~ لم أحب لحظتكما الرومانسية لهذا قررت افسادها.”
خرج ريوس من البحيرة “بجدية من أنت؟!” صرخ عليه.
أبتسم الأشقر “شخص أهم منك أيها الشيطان.”
نظرت له سايا ثم استدارت للبحيرة هامسة لريوس “تجاهله، لا أريد أن يُفسد نوم أخي أو ريكا بسبب اصواتكم.”
“ومارت؟؟.” سأل.
“من يهتم له؟ دعه يستيقظ لا يهمني.” قالت بينما تنظر للبحيرة.
نظر ريوس للذي يبتسم متأملًا الأميرة.
“إذا الإشاعات صحيحة، الأمراء هربوا حقًا، ومعهم من؟ أبن أحد الخدم.” قال الأشقر.
نهضت سايا ووجهت نظرها له “إذا؟ ستذهب لفضحنا؟”
أبتسم الأشقر “عزيزتي، أنا كذلك هارب لهذا فضحكِ سيفضحني، وكذلك..قلبي لا يسمح لي بفعل شيء يؤذيكِ~” قال غامزًا.
“هارب؟” سألت.
“نعم، أمير هارب~ لكن لا تحاولي لن تعرفي من بالضبط.” قال بثقة.
“لا تقلق لن أحاول.” قالت محطمة كبرياء الآخر..
خرج ريوس من البحيرة “أي نوع من الأمراء كنت..لا شك انك النوع الأسوء..”
أبتسم الأشقر “ربما..” أنحنى “اراكِ لاحقًا أميرتي~” اختفى من عندهم..
سأل ريوس “كيف وجدنا؟”
أبتسمت سايا “عزيزي نحن بعالمه، وربما يسكن قريب من هنا.” قالت وهي تتثاءب.
“إذا لنغير المكان! أقلق عليكِ من هؤلاء الاشخاص!”.
“عزيزي لا تقلق عَليّ من أحد، لدي ابـ..” قبل أن تكمل كلامها أدركت الحالة وأبتسمت متجهة للكوخ “سأذهب لخنق أخي التوأم العزيز، أن سألك أحد ما حدث أخرج عذر.” قالت ودخلت الكوخ.
“مخيف..” قال ريوس ونهض ليدخل الكوخ ويخرج له ملابسه.
نظر لسايا التي نامت بالفعل وأبتسم ‘سريعة..’ لاحظ يدها الممسكة بالوسادة واضعة بها على كيفن ‘مخيفة.’ غير ملابسه ثم أيقظ جيفري.
“دورك بالمراقبة.” قال ريوس لينهض جيفري “جيد انك استطعت تدبر الأمر.”
تنهد ريوس ونام..
باليوم التالي..
قال ريوس للبقية أحداث الليلة الماضية..نظر كيفن لسايا “هل لديكِ معجبين أختي؟؟ ظننت أن الوحيد الذي ذوقه معدوم هو ريوس!” كلماته تلك كانت كالصاعقة على سايا لترمي به بالبحيرة…فور أن سقط على الماء تكهرب “أهذا شعور التكهرب بالماء؟. لن اكرره لأحد..” قال وأغمى عليه ليضحك البقية.
“الستِ قلقة عليه؟” قالت ريكا.
“لا، هذه طريقة ليعود عقله لمكانه، مضمونة.” قالتها بثقة.
بمكان آخر مميز..
كان دان جالس أمام تلك المرأة الشقراء..تملك شكل وحش، لكنها كانت فاتنة حقًا.
أبتسم دان لها “عزيزتي ادريانا، لدي بعض اطفالي الهاربين لذا كنت أتساءل أن كانوا بعالمكِ.”
“ليسوا، وحتى أن كانوا لن اخبرك.” قالت المدعوة بأدريانا ومحياها يثبت كرهها للذي يجلس أمامها.
غير دان تعابير وجهه “ادريانا، دعينا من الماضي وأخبريني أن كانوا بعالمكِ..عالم الوحوش هو أكثر عالم أتوقع منهم زيارته..”
أبتسمت ادريانا “عزيزي دان، لما قد أكذب عليك؟ ومن الحمقاء التي مهتمة لأمرك أساسًا؟ لن اجعل علاقات عالمي تسوء مع العالم الثامن بسبب حارس لعين مثلك لا تقلق، لكنهم ليسوا بعالمي، حقًا.” قالت ليتنهد دان وتلاشى من أمامها.
ابتسمت لها كيارا “محتالة! لعلمكِ هو يعلم بأنهم عندكِ~”
أبتسمت “ليعلم، لن يستطيع البحث بدون أذن حارسة العالم~”
“شرسة~ إذا لما لا تخبرينه فقط؟” قالت كيارا.
“أريد اتعابه فقط.” قالت بينما الشيطانة ضحكت “إن حدث أي شيء مثير للأهتمام تخبريني!~”
ضحكت ادريانا “لا تقلقي، ستعرفين.”