العابث الأخير - 1
المقدمة
.. كانت مجردَ لُعبةٍ وكان مِن المفترضِ أن تكونَ شخصية خيالية فلِمَ أتألمُ معها ..
.. وقفتْ سارة أمام القصرِ في ليلةٍ حالكةِ السواد يخيم عليها الهدوء مما يخلُقُ جوًا مشحونًا بالغموضِ يبعثُ على التوترِ والخوفْ ..
ابتسمت واختارت الشخصية الاخيرة ( إينانا )
إينانا البنت الصُغرى لعائلة كارتس وجِدتْ ميتة في قصرِ زوجِها ، تم النشرُ انها ماتتْ بسببِ المرض ..
.. اختبأت خلف الستارة خوفًا من المجهولِ الذي اقتحمَ قصرها ،
استرَقتْ النظر وهنا عَرِفتْ الحقيقة المؤلمة ،
كانت مؤامرة وخطة لإسقاطِها منذُ البداية
الفصل الأول
~~ لقد قتلته ~~
2030/1/1
_ سارة هيا الم تكتفي مِن النوم، منذ متى وانتِ نائمة؟
فتحت عينيها ببطءٍ على صوتِ شقيقتها لتنظُرَ الى الساعةِ لتجدها تجاوزت الواحدةَ ظُهرًا
اغمضتْ عينيها معبرةً عن انزِعاجِهَا
_ حسنًا سأنهض..
_ واو ما هذا، سأسَجِلُ هذهِ اللحظة للتاريخ.
تابعتْ شقيقتها بجدية: منذُ متى وانتِ تستيقظين من المرةِ الأولى، هل هناك أمرٌ تخفينهُ عني!؟
نظرتْ إليها سارة وهي تعقِدُ حاجِبيها:
_ ماذا الآن! اذهبي
قالت وهي تخرج:
_ حسنًا أيتُها الأميرةُ النائمة التي تسجل لحظة تاريخية لإستيقاظها من المرة الأولى.
تجاهلتْ كلامَها وهي تتذكر ما هو اليوم
_ ياه اتى اليوم أخيرًا، تلك اللعبةُ التي انتظرتُ ان العبها لفترةٍ طويلةٍ .
وقفتْ بنشاط وهي تستعد لإنهاءِ مهامِها حتى يتسنى لها اللعب بحرية.
.
.
.
الساعة السادسة مساءً،
جلست أمام الشاشة لبدءِ اللعبة مع معدات العاب المحاكاة، مثل أجهزة
الواقع الافتراضي.
ارتدت نظارات الواقع الافتراضي
بعد أن قرأتْ مقدِمة اللعبة،
اختارتْ شخصية اينانا لم يكن بسبب قِصَتها البسيطة فقط، بل بسبب لون شعرها وعينيها.
على عكسها التي تمتلِكُ شعرًا أسودًا قصيرًا وعيونٌ زرقاء فإن اينانا تمتلكُ شعرًا بنيًا طويلًا وعيونٌ ذهبية وكأن الشمس تنعكس داخلها.
ابتسمتْ بثقة لتقول: حسنًا أنا أجمل
_ بما انني مازلتُ في المستوى الأول دعنا نختارُ شخصيةً سهلة وبسيطة وجميلة.
بعد أن قرأت القصة مرةً أُخرى ضغطتْ على ”بداية اللعب”
..
القصة
اينانا البنت الصغرى لعائلة كارتس
كانت تعاني من مرض مجهول اضعف قوتها لذلك ذهبت للزواج وتم استبعادها من معركة الخلافة
وتوفيت بعد سنة من زواجها بسبب المرض
الراوي / ايان مارتس
المهمة / انقاذها من الموت
إينانا
تم الأختيار ✔️
… لم تكُن تعرف بأنها ستُواجه المتاعبَ لاحقًا، لأنها ظنتْ أنها شخصيةٌ سهلة …
.
.
بدأت اللعبة..
_مرحبًا بِكِ، انا يوهان الشخصُ المسؤولُ عن توجيهكِ، أعملُ بالذكاءِ الاصطناعي، في كلِّ تقدمٍ لكِ في اللعبة ستظهر لكِ نافذة اللعب مع القصة، و التي ستكونُ من وجهة نظرِ البطل ايان ومع كلِّ قصةٍ هناك مهمة عليكِ انجازُها لتنتقلِ إلى الجولةِ التالية …. انطلق!
قالت وهي تمسِكُ أداة التحكمِ بقوةٍ معبرةً عن حماسَتِها: ومنذُ هذه اللحظة أنا سارة العازبة ذاتُ التسعةِ عشرَ عامًا أصبحتُ اينانا، امرأة متزوجة تبلغُ الثامنة عشر من عمرها.
.
.
في ليلةٍ حالكةِ السواد يخيمُ عليها الهدوء مما يخلُقُ جوًا مشحونًا بالغموضْ.
وقفتْ فتاةٌ ترتدي فستانًا قطني طويل مخصصٌ للنومِ أمامَ قصرٍ كبير تحيطُ بهِ السُحبُ الداكِنة مما يبعثُ على الخوفِ.
ﻟﻢ ﺗﺴﻤَﻊ إﻻ ﺻﻮتَ اﻧﻔﺎﺳِﻬﺎ او ﻫﺬا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪِ اﻷﻣﺮ، ﺣﺘﻰ ﺳَﻤِﻌﺖْ ﺻﻮتَ ﺧﻄﻮاتٍ ﺧﻔﻴﻔﺔٍ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ.
ارﺗَﻌﺸﺖْ أﻃﺮاﻓُﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳَﻤِﻌﺖْ ﺻﺎﺣﺒﺔَ اﻟﺨﻄﻮاتِ ﺗﻘﻮل: ﻣﺎذا ﺗﻔﻌَﻠﻴﻦَ ﻫُﻨﺎ؟
ﻧﻈَﺮتْ ﺧﻠﻔَﻬﺎ وﻟﻢ ﺗﺴﺘَﻄِﻊ اﻟﺘﺤﻜُﻢَ ﺑﺘﻌﺎﺑﻴﺮِ وﺟﻬِﻬَﺎ ﺛﻢ ارﺗﺠﻔﺖْ ﺷﻔَﺘﻴﻬَﺎ ﻗﺎﺋِﻠﺔ: ﻣﺎ اﻷﻣﺮ ؟
ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺪي ﻣﺌﺰر أﺑﻴﺾَ اﻟﻠّﻮنِ وﺿَّﺢَ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ: اﻋﺘَﺬِرُ لإﺧﺎﻓﺘﻚِ ﺳﻴﺪﺗﻲ، ﻟﻜﻦ أﻧﺖِ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦَ اﻧﻪُ ﻣﻤﻨﻮعٌ ﻋﻠﻴﻚِ اﻟﺨﺮوج.
ارﺗﺨﻰ ﺟﺴﺪﻫﺎ قليلًا وﻋﻘﺪت ﺣﺎﺟﺒﻴﻬﺎ ﻣﺘﺴﺎﺋﻠﺔ: ﻟِﻤﺎ؟
_ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑﻤﺎ أن ﻣﺮﺿَﻚِ ﻣﺠﻬﻮلٌ ﻓﻤﻦَ اﻷﻓﻀﻞِ ﻋﺪم اﻟﺨﺮوجِ ﻟﻌﺪم اﻟﺘﻌﺮض ﻷي ﺧﻄﺮٍ ﻣُﺤﺘﻤﻞ، رُﺑﻤﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻬﻮاء ﻗﺪ يَضُرُكِ.
اﺗَّﺒَﻌﺘﻬَﺎ اﻳﻨﺎﻧﺎ ﺑﻬﺪوءٍ اﻟﻰ داﺧﻞِ اﻟﻘﺼﺮ. ﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺷﻲء ﻳﺰﻋِﺠُﻬﺎ،
ﺣﺪَّﺛﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ: ﻟِﻤﺎ ﺗﺘﺤﺪَّثُ ﻫﺬِهِ اﻟﻤﺮأة ﺑﻬﺬهِ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ !
.
.
ﻧﻈَﺮتْ ﺣﻮﻟﻬﺎ، ﻟﻢ ﻳَﻜُﻦ داﺧﻞَ اﻟﻘﺼﺮِ ﻣﺨﺘﻠﻒٌ ﻋﻦ ﺧﺎرﺟﻪِ،
ﻋﻨﺪَ اﻟﻨﻈﺮةِ اﻷوﻟﻰ ﻗﺪ ﺗَﻈُﻦُ أﻧﻪُ ﻣﻘﺮٌ ﻟﻸﺷﺒﺎح.
اﻷﺛﺎث اﻟﺬي ﻳﺒﻌﺚُ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺂﺑﺔ، واﻟﻤﺴﺎﺣﺎت اﻟﻔﺴﻴﺤﺔ تُشعِرُكَ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة، اﻟﻨﻮاﻓﺬُ ﻣﻐﻠﻘﺔ، واﻷﺟﻮاء ﺧﺎﻧﻘﺔ لأﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪود.
واﻟﻐﺮﻳﺐُ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ أﻧﻪُ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻘﺼﺮِ اﻟﺸﺎﺳِﻊْ ﻟﻢ ﻳﻜُﻦ ﻫﻨﺎكَ ﻏﻴﺮُﻫﺎ ﻫﻲ واﻟﺨﺎدﻣﺔ، أﺛﺎرتْ ﻫﺬِهِ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺮُﻋﺐَ ﺑِﺪاﺧِﻠِﻬﺎ.
.
.
. . ﻣﺮَّ ﻳﻮﻣﺎن وﻟﻢ ﻳﺤﺪث أي ﺷﻲء.
واﻟﺸﻲءُ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻋَﺮَﻓﺘُﻪُ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ وﺣﺪﻫﺎ ﻫُﻨﺎ، ﻫﻨﺎلِك أﺷﺨﺎصٌ آﺧﺮون، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺮى أﺣﺪًا ﻏﻴﺮَ اﻟﺨﺎدﻣﺔ.
واﻛﺘﺸﻔﺖ أﻣﺮًا ﻣﺜﻴﺮًا ﻟﻠﺮﻳﺒﺔ، ﻗﺎﻟﺖْ اﻟﺨﺎدﻣﺔ بأﻧﻬﺎ ﻣﻤﻨﻮﻋﺔٌ ﻣِﻦ اﻟﺨﺮوجِ ﻣِﻦ أﺟﻞِ صِحَّتِها، ﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮُ ﻳﺒﺪو وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﺴﺠﻮﻧﺔ.
_ دﻋﻨﺎ ﻧُﺮاﺟِﻊ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻠﻌﺒﺔ..
.
.
عائلة الدوق كارتس
عائلة غنية تشتهرُ بنسائها المميزات فعلى عكسِ نِساء القرون القديمة اللواتي كُن مولعات بالحياة الاجتماعية تميزت نساء عائلة كارتس في المبارزة و السياسة لأجيالٍ طويلةٍ وبمرور الزمن أصبحت الخلافة للنساء لكن بشروط،
-ان تنجح المرأة في الاختبار المخصص من قبل الجدة.
-عدم اراقة قطرة دم واحدة بين الشقيقات.
الاختبار الخاص للشقيقتان اينانا ونانا من قبل الجدة هو تزويد سكان الدوقية بالحنطة والشعير بشكل مستمر ومستقر
حكمة الجدة ونظرتها المستقبلية وكيف استطاعت معرفة ان الدوقية بهذا الوقت سوف تعاني من مشكلة الحنطة والشعير أثارت هذه الحقيقة اعجاب اينانا.
لكن، اينانا كانت مريضة فتنازلت عن الخلافة لشقيقتها الصغرى نانا لكنها لم ترضى أن تترك اختها الصغرى لمثل هذه المشكلة وحدها فقررت مساعدتها وإنقاذ الدوقية وسكانها من مشكلة الحنطة والشعير لذلك ارسلت طلب زواج لماركيز الغرب دانيال غرافيريد وعقد صفقة معه تخص الحنطة والشعير وتم الامر بنجاح اصبحت نانا الدوقة وتزوجت اينانا وأصبحت ماركيزة
.
.
قالتْ سارة:
_ ﺣﺴﻨًﺎ ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜُﻦ ﻗﺼﺔ ﻣﺮضٍ ﻏﻴﺮِ ﻣﻌﺮوفٍ ﻓﻘﻂ ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻮرت.
_ أﻧﺎ ﺣﻤﻘﺎء لأنني ﻇﻨﻨﺖُ أن ﻣﺠﺮد اﻛﺘﺸﺎف اﻟﻤﺮض وﻣﻨﻌِﻬﺎ ﻣِﻦ اﻟﻤﻮتِ ﺳﻴﻜﻮنُ ﻛﺎﻓﻴًﺎ وﺗﻜﺘﻤﻞُ اﻟﻤﻬﻤﺔُ ﺑﻨﺠﺎحٍ.
… اﺛﻨﺎء ﺗﻔﻜﻴﺮﻫﺎ أدرﻛﺖ أﻣﺮًا مريبًا…
ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎرة ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ اﻳﻨﺎﻧﺎ ﻣﻨﺬُ ﻳﻮﻣﻴﻦِ ﺣَﺴَﺐَ ﺗﻮﻗﻴﺖِ اﻟﻠﻌﺒﺔ، ﺷَﺤُﺐَ وﺟﻬَﻬﺎ ﻟﺘﻘﻮل: ﻓﻠِﻤﺎذا اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺳَﻠِﺴَﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺮك وﻟﻢ ﻳﻜُﻦ ﻫﻨﺎك أيَّ ﻋﺮضٍ ﻣﺮﺿﻲ، ﻫﻞ ﻓﺎﺗَﻨﻲ ﺷﻲء ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ؟!
_ ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺤﺪُثُ ﻫﻨﺎ، ﻫﻞ ﻫﻲ ﻣﺆاﻣﺮة ؟
وأﺛﻨﺎء ﺗﻔﻜﻴﺮﻫﺎ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺳﻤﻌﺖ ﺿﻮﺿﺎء ﺗﺼﺪر ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ،
اﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﻓﺬة ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺮى ﺷﻲء.
.
.
أﻓﺰﻋﻬﺎ ﻃﺮقُ اﻟﺒﺎبِ اﻟﻤﻔﺎﺟﺊ، اﺑﺘﻌﺪتْ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﻓﺬة ﻟﺘﻘﻮل: ﺗﻔﻀﻞ،
دﺧﻞ رﺟﻞٌ ﻃﻮﻳﻞ، ﻳﻤﺘَﻠِﻚُ ﻋﻴﻮنًا ﺧﻀﺮاء ﻋُﺸﺒﻴﺔ ﺗﺸﺒﻪُ اﻟﻘﻄﻂ، وﺷﻌﺮٌ أﺷﻘﺮ وﻋﻠﻰ وﺟﻬِﻪِ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔٌ ودودة.
_ ﺟﻤﻴﻞ.
اﺑﺘﺴﻢ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻬﺎ واﻗﺘﺮبَ ﻣِﻨﻬﺎ ﻟﻴُﻤﺴِﻚ ﻳﺪﻫﺎ ﺑﺤﺬرٍ ﺷﺪﻳﺪ وكأﻧﻪُ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺷﻲء ﻗﺎﺑﻞٍ ﻟﻠﻜﺴﺮِ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ.
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻼﻣِﺤَﻪُ ﺳﻌﻴﺪةً ﺑﻄﺮﻳﻘﺔٍ ﻣُﺒﻬﺮة، ﻗﺎل وﺻﻮﺗﻪ ﻣﺮﺗﻔﻊٌ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء ﻣﻌﺒﺮًا ﻋﻦ ﺣﻤﺎﺳَﺘِﻪِ: ﻟﻘﺪ ﻗﺘﻠﺘﻪ،
_ﻫﺎه ،
ﺑﻌﺪ ﺛﻮاﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺼﻤﺖ، اﺧﺘﻔﺖ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ اﻳﻨﺎﻧﺎ اﻟﺘﻲ رﺳَﻤَﺘﻬﺎ ﻟﺤﻈﺔ دﺧﻮلِ اﻟﺮﺟﻞ.