الفخ الازرق - 2
**الطاقم أثناء الإبحار**
كان البحر هادئًا تحت سماء صافية، لكن القلق كان يسود الأجواء بين أفراد الطاقم. تحدث جون بصوت متعب: “هاه، كم بقي لنصل؟”
أجاب مايك وهو يحدق في الأفق البعيد: “لا أعلم، ربما يوم أو يوم ونصف.”
ظهر على وجه جون علامات التشاؤم: “يا إلهي، هذا يبدو أقرب إلى كابوس.”
أخرج مايك سيجارة، وأشعلها ببطء، وسحب نفسًا عميقًا بينما كانت الرياح تحمل رائحة دخانها بعيدًا. وقف جون بالقرب من مايك وهما ينظران إلى البحر الممتد بلا نهاية.
تحدث مايك: “أسمعت عن السفينة التي انطلقت قبل شهرين التابعة للأسطول البريطاني؟ لم يكن هناك أي بشري عليها؛ كانت مجموعة عظام، وكان هناك آثار تحطيم. ماذا تعتقد أنه حدث لهم؟”
أجاب جون بتفكير عميق: “ربما تعرضوا لهجوم من مجموعة من القراصنة أو غرقت سفينتهم. أشياء عادية تحصل لأغلب البحارة.”
ابتسم مايك بخبث وقال: “ربما، وربما تعرضوا لهجوم من مخلوق خارج عن الطبيعة.”
نظر جون إلى مايك باستغراب، وعيناه تتسعان: “ماذا تعني بخارج عن الطبيعة؟”
أجاب مايك بصوت خافت: “كائنات يزعم البعض أنها موجودة، لكن لا أحد رآها. مخلوقات تعيش في البحار، تسرق البحارة وتقتلهم. لست متأكدًا من صحة ذلك، لكن من الممكن أن تكون موجودة.”
في تلك اللحظة، قاطع كلام مايك صوت عالٍ صادر من داخل السفينة، يشبه صوت سقوط مجموعة عملاقة من الأدوات الحديدية. تراكض مايك وجون إلى داخل السفينة ليجدوا أليكس واقفًا وسط الفوضى.
تحدث مايك بقلق: “هل كل شيء بخير، أليكس؟”
رد أليكس وهو يحاول تنظيم أدواته: “نعم، إنما كنت أبحث عن شيء وسقطت بعض الأدوات.”
أجاب جون بابتسامة صغيرة: “حسنًا، استمتع بالبحث.”
صعد جون ومايك إلى سطح السفينة مجددًا، بينما كان الليل يقترب والسماء تتلون بألوان الغروب.
**بعد سبع ساعات، في الساعة الثامنة ليلاً…**
كانت الرياح قد هدأت بشكل غير متوقع، والبحر أصبح هادئًا بشكل مخيف. تحدث آدم بصوت مرتعش: “يا إلهي، البوصلة لا تعمل!”
أجاب مايك وهو يحاول الاحتفاظ بهدوئه: “جرب واحدة أخرى، من الممكن أن تكون هذه البوصلة معطلة.”
أخرج آدم بوصلة أخرى، وظهرت على وجهه علامات الرعب. قال أليكس بقلق: “آدم، ما بك؟”
أجاب آدم وهو يحاول إخفاء ارتباكه: “البوصلة تدور في جميع الاتجاهات، لا أعرف ماذا حدث!”
ظهرت على وجوه الطاقم علامات الاستغراب ممزوجة ببعض القلق. قال مايكل بحزم: “آدم، أخرجنا من هذه المنطقة بأسرع وقت ممكن.”
فجأة، تتلاشى الرياح، والهدوء يسبق العاصفة. أجاب آدم: “لا يمكنني، السفينة بالكاد تتحرك!”
قال مايك بحيرة: “توقفت الرياح! كيف يمكن أن يكون هذا ممكنًا؟”
ما هي إلا لحظات حتى تمطر السماء وتحدث عاصفة كارثية. تهتز السفينة بعنف، ولا تبقى أي فرصة للطاقم للراحة. صرخ أليكس: “ما الذي يحدث؟ كان الجو صافيًا لتوه.”
قال مايك بجدية: “آدم، حاول القيادة، نحن بعيدون ساعتين عن الجزيرة.”
تبدأ العواصف في ازدياد، وتحرك البراميل في أنحاء السفينة، بينما يحاول الطاقم الحفاظ على توازنهم وإخراج المياه.
قال آدم بصوت ثابت: “حافظوا على هدوئكم، سنخرج من هنا سريعًا.”
تزداد العواصف بشكل كبير حتى أوشكت السفينة على الغرق. “تماسكوا، سننجو إذا وضعنا يداً بيد.”
بينما يحاول آدم تحريك السفينة، يظهر ضوء قوي يتجه نحوهم. نظر الطاقم نحو الضوء بذهول، متوقعين أنه الأمل لإنقاذهم. يتقدم مصدر الضوء ببطء ليظهر عملاق أسود اللون، ذو عيون مضيئة وجسم مشعر. كانت عيون ذلك الكائن هي مصدر الضوء. ينظر الطاقم إلى العملاق بذهول ورعب.
يحرك العملاق السفينة بقوة، ويقول أليكس بدهشة: “تبًا، ما هذا الشيء؟ العين!”
يقف آدم على حافة السفينة، يشاهد العملاق بعينين متسعتين. يلتفت آدم إلى الطاقم ويقول: “خذوا مواقع محددة، امسكوا البنادق والسيوف واستعدوا للقتال. في حالة حدوث أي شيء، أطلقوا النار.” يقف الطاقم بذهول وهم يوجهون بنادقهم نحو ذلك الكائن.
صرخ أليكس بحدة: “نار!”
بدأ الطاقم بإطلاق النار نحو ذلك الكائن، لكن بدون جدوى. يرفع الكائن الغامض يده ببطء، وبعد لحظات ينزلها بعنف لتتحرك الأمواج والمياه، وتزداد العواصف بشكل عنيف لترجع السفينة إلى الخلف مسببة أضرارًا جسيمة.
قال آدم وهو يرتعش: “استمروا بإطلاق النار بأقوى ما لديكم…!”
في غضون ثوانٍ، يُقطع رأس آدم ويسقط بجانب رجلي مايك. يصرخ مايك بقوة وعلى وجهه علامات الرعب، ليُقطع إلى نصفين هو الآخر. يتجمد أليكس وجون في مكانهما، يسقط جون على ركبتيه بينما رأس آدم بين يديه. ينظر جون إلى الوحش قبل أن يحمله ويضغط عليه بقوة لدرجة أن عينيه خرجتا من مكانهما. يهرب أليكس إلى داخل السفينة، يحمل بندقية وهو مرعوب والدموع تسيل من عينيه. يسمع أليكس صوت شيء يُرمى على السفينة، تسقط جثة بشرية من أعلى السفينة لتتضح أنها جثة جون، مغطاة بالدماء وعينيها خارجتان من مكانهما وعظامها مكسرة وبأبشع صورة. يفقد أليكس الأمل ويقول واليأس مسيطر عليه: “ليكن ما يكون.”
يحطم الجدار من خلف أليكس ليظهر ذلك المخلوق وراءه، يستدير أليكس ليخطفه ذلك الكائن ويحطمه إلى أشلاء.
**في الصباح، الساعة الرابعة عصرًا…**
يستيقظ أليكس وهو على متن سفينتهم، يلهث أنفاسه وهو غير مصدق لأنه لا يزال حيًا. ينهض ويحاول المشي، صرخ أليكس: “يا رفاق، أين أنتم؟!”
صرخ جون فجأة: “مايك… مايك، أنت حي؟” يحضن الاثنان بعضهما البعض.
قال أليكس وهو مرعوب: “جون، أين آدم؟!”
“لم أجدهم، بحثت عنهم في كل مكان!” أجاب جون.
فجأة، من غرفة القبطان يخرج آدم ومايك.
قال آدم: “أليكس، جون، أنتم بخير؟”
“ماذا حدث؟ كنا لتونا على وشك الموت؟” قال مايك وهو مستغرب.
“أين نحن الآن؟” قال آدم.
رد جون: “لا يبدو مكانًا مألوفًا.”
نزل مايك إلى القبو ويفتح الخريطة. تحدث مايك بقلق: “نحن لسنا على الخريطة، نحن بعيدون جدًا.”
ينظر الطاقم إلى الخريطة بذهول. وعلى وجوههم علامات الرعب.
— هنا ينتهي الفصل الثاني