اللهب القرمزي - 11
..
مرت ساعتين و لم استطع النوم ،
جلست على السرير و أصبحت شاردًا احدق بالفراغ،
فجأة سيان غيّر اتجاه جسمه إلى اليمين و فتح عينيه ،
“لماذا لم تنم ،؟”
“لا استطيع ..”
“حتى أنا هاه ..”
تثاءب سيان ،
“يبدو انك تعتز بهذا السيف ،”
“اه ، اجل بالفعل،”
ابتسمت بشكل خفيف و أنا احدق بالسيف ،
لا يغادر تفكيري كونه هدية لي،
“أنا أرى ،”
“…”
“انت غريب جدًا”
“اسمع هذا كثيرًا”
سيان بدأ يحدق بالسقف و وضع يده خلف رأسه ،
“اريد دخول برج ليونيل..”
جفلت فجأة و نظرت اليه بأستغراب ،
“هاه،؟ لماذا؟”
“ياله من سؤال سخيف ، برج ليونيل هو حلم كل السحره، السحر متطور جدًا هناك و يعمل بشكل مختلف عنا ، انهم مختلفين ”
جلس سيان على السرير ،
” ولكن يا للأسف أنا بشري ،”
“ولكن حتى لو لم تكن بشريًا انه ليس سهلًا الدخول اليه،”
“هاهـ ، اجل بالفعل من الصعب الدخول اليه لو كنت شخصًا عاديًا ،”
“انه ليس بتلك الروعه،”
“مالذي سيفهمه شخص ليس بساحر حتى همف..”
بدأ يحك رأسه ،
“على اي حال انه ليس مكانًا يدخله الأشخاص بسهوله و لسبب ما أنا مرتاح كونه لا يدخله الأعراق الثانيه بسهوله”
فجأة نهض و جلس على السرير و بدأ يحدق فيني قليلًا و كأنه تذكر شيئًا ما ،
“اه و أيضًا إلا تشعر بالجوع ؟”
“لا..”
“انت لم تأكل ليومين !”
فجأة بطني أصدرت أصواتًا ..
ياله من توقيت ،
“اه….”
“يبدو انك جائع ، هل انت لا تأكل طعامنا لأنك تتقرف من طعام العامة ؟”
ضاقت عيناه و ملامحه بدت خطيرة قليلًا ،
كان ينتظر مني جوابًا منطقيًا نبرته كانت شرسة قليلًا ،
“يبدو انك تسيئ فهم شيء ما ، ليس بسبب انه من صنعكم …”
شددت بقبضتي قليلًا ،
بدى مستغربًا من كلامي و ارتخت ملامحه قليلًا
“إذن لماذا ؟،”
“أنا فقط لا استطيع تحمل الرائحة او طعم اي شيء ،”
“لابد انه شيء متعلق بنفسيتك”
“يمكنك قول ذلك ”
“هاهـه…”
ضحك سيان بصوت خافت و
نهض من مكانه متجهًا نحو الباب ،
و نظر إلي بجانب عينيه ،
“اذن اي نوع من الاطعمه تستطيع أكلها ؟”
رفعت راسي و حدقت به لعدة ثوانٍ ..
حككت رأسي قليلًا ثم بدأت أنظر إلى الاسفل ..
“البطاطا ، أنا بخير معها بدون ملح ،”
“أنا أرى سأعود سريعًا ،”
بعد ٣٠ دقيقه اتى و بيده صحن صغير و فيه بطاطا مهروسه ،
أعطاني الصحن و جلس على السرير ،
“لماذا لم تقل لنا ؟”
“ليست لدي شهيه في الأكل..فقط ،”
أمسكت بالملعقه و بدأت بالأكل ،
“انت تعرف ان هذا سيء ..”
“حسنًا ليس بيدي حيله،”
كان سيان ينظر الي بهدوء و أنا أكل كان صامتًا و لا يزعجني ،
انهيت الطعام بسرعة و وضعت الصحن على طاولة صغيرة كانت قرب السرير ،
“شكرًا لك على هذا ”
“لا داعي لشكري ،”
“…”
استلقى سيان على السرير و أدار ظهره لي ،
أنا بطبيعة الحال اتكأت على الجدار ،
لم استطع النوم ليومين و يبدو انني لن استطيع النوم الليله أيضًا ،
“هاهـ-”
امسكت برقبتي و دلكتها برفق ،
و نظرت إلى السقف ،
السبب الوحيد الذي جعلني ازور جينيا هو فقط ان ازور ذلك الرجل ،
لم استطع توديعه المره الماضيه ،
“هذهِ المره سأفعلها بشكل صحيح،”
كنت جالسًا في مكاني غير قادرًا على النوم حتى أشرقت الشمس ، أصبحت اسمع أصوات الطيور ، و أشعه الشمس أصبحت تنير الغرفة بشكل تدريجي ،
تمددت و مسحت على شعري كي أرتبه قليلًا ،
بدأ سيان يتمتم ببضع كلمات،
و فجأة صرخ ،
“لا تأخذي هذا !! أيتها الغبيه ،
ممم”
جفلت فجأة ،
” ..”
سأخرج قليلًا ،
خرجت من الغرفة ، و نزلت إلى الاسفل
كانت القاعه فارغة و ليس بها الكثير ،
اتت المضيفه الي ،
“هل تريد ان تأكل الإفطار ؟”
غطيت انفي فرائحة عطرها قوي جدًا ،
“لا ، سأخرج قليلًا،”
“حسنًا اذن ،”
ابتعدت عني و بدت تنظر الي بنظرات غريبة،
لابد انها انزعجت بسبب تصرفي ،
خرجت من الحانه و بدأت أتمشى ،
تمشيت لمده ٥ دقائق و لاحظت نظرات الناس لي ،
اقترب مني طفل صغير و امسك طرف ملابسي ،
“أيها العم !”
“نعم ؟”
“هل انت صابغ شعرك ؟”
“لا، لماذا تسأل ؟”
“شعرك يبدو رائعًا !”
جاء رجل عجوز و امسك معصم الطفل و أبعده ،
“اعذرني فهو كان فضوليًا بسبب كلام أهل القريه ،”
“لا بأس أنا بخير ،”
“و أيضًا أتمنى انك لا تحزن فهولاء الناس ليسوا متعودين على الأعراق الثانيه،”
“يبدو انك بخير معي،”
“بالطبع ! أنا لست عنصريًا او شيء كهذا هاها ،”
لاحظت نظرات الناس و بدا انهم ارتاحوا بسبب تكلمي مع العجوز ، يبدو انه تكلم معي عمدًا
“اه ، شكرًا”
“لماذا تشكرني ~”
“يبدو انك تسافر مع مجموعه إلى اي مملكه ستذهب؟”
“جينيا”
“جينيا .. لا اريد قول الكثير و لكن احذر ، يجب ان تخفي شعرك او ما شابه”
ضحكت بخفة و عندما سمعت الكلام ،
“اعرف ان شعبها عنصري جدًا مع الأعراق،
و لكن لا تقلق لا أحتاج إلى إخفاء اي شيء”
“انت غريب بالفعل ،”
“إذا كنا نتكلم عن الغرابه فهو انت”
“ياله من كلام قاسٍ تقوله لعجوز في لحظاته الاخيره ~”
“أنا سأذهب ، إذن أستأذنك ،”
“اه اجل ..”
غادر العجوز مع الطفل المكان و أنا بطبيعة الحال اكملت التنزه
*******
ذهب العجوز والطفل إلى مكان مهجور، بعيدًا عن الأنظار كان المكان يلفه الصمت،
بدأ ضباب كثيف يحيط بالعجوز، يغلفه ويخفي ملامحه و شيئًا فشيئًا بدأت ملامح العجوز تتغير، جسمه يتحول بطريقة غامضة
ما إن تلاشى الضباب، حتى ظهر أمام الطفل شاب طويل القامة،
بشعر بنفسجي داكن وعيون بنفسجية حادة، يتوسطهما بؤبؤ حاد أسود كالفحم
كان الشاب يملك قرنًا واحدًا حادًا، ناصع البياض، يبرز من فوق الجانب الأيمن من رأسه
“إذن، سموك، هل كان هو؟”
بدأ يطقطق بأصابعه، ثم أمسك معصمه وحركه قليلًا
“أجل، لقد كان هو ، وقلت لك أن تناديني ويليام هنا”
“أعتذر، ولكن هل أنت متأكد أنه هو؟ بدا كأنه طفل جاهل لا يدرك شيئًا”
“لا تنخدع بالمظهر صحيح أنه يبدو مختلفًا، ولكنه لا يزال هو”
“لقد أمضيت خمس سنوات في البحث عنه هل ستتبعه الآن؟”
“لا”
“هاه؟ ولكن مرت خمس سنوات وأنت تبحث عنه!”
“عندما يحين الوقت، سيستدعيني حتمًا، إنها مسألة وقت فقط”
“تتحدث وكأنك وحش مستدعى..”
“لا فرق بيني وبين الوحوش المستدعاة، أليس كذلك؟”
“عُد إلى المملكة، سأبقى هنا”
“حاضر.”
اختفى الطفل فورًا
تمتم ويليام بصوت منخفض ومرتجف
“لم يتذكرني..، لقد نجحت في ما أردت، ولكن في النهاية لم تعد موجودًا…”
ضاق ويليام عينيه وبدأ يحك رأسه
“في النهاية، كانت هذه أمنيتك ،
من الآن فصاعدًا، سأخدم… لا، سنخدم سيدنا الجديد، هاها…”
تحرك ويليام من مكانه وبدأ يتنزه.
“لابد أن الآخرين اكتشفوا وجوده، يجب أن أقابلهم”
توقف ويليام للحظه
قبل خمس سنوات شعرت بوجوده فجأة، ولكن بسبب عدم قدرتي على تحديد مكانه بدقة، ظللت أبحث ثم قبل سنتين،
شعرت بوجوده بقوة لدرجة تمكني من تحديد مكانه
ابتسم ويليام بخبث وهو يحك ذقنه،
“البرج السحري… لابد أن أتواصل معهم وأصنع اتفاقًا بين مملكة الغيلان والبرج السحري”
*****
بعد ٢٠ دقيقه
كنت لا أزال أتجول حول المكان حتى وصلت إلى الحانة ، ثم رأيت عربة من بعيد ،
كانت هناك عربة متوقفة أمامها، مظهرها كان فخمًا ومهيبًا بلون أبيض وذهبي، ما يشير بوضوح إلى أن أحد النبلاء رفيعي المستوى موجود بداخلها،
ولكن، لماذا تتوقف عربة نبيل في قرية مثل هذه؟
خرج منها شاب بشعر أشقر لامع،
يتمتع بمظهر رائع ، وحوله حراس يرافقونه فجأة، التفت إلي ونظر باتجاهي، ثم اتجه نحوي
“المعذرة، لدي سؤال”
“أه، نعم، تفضل”
“هل تعرف مكانًا آخر لكي أقيم فيه؟ هذهِ الحانه لا توجد بها غرف أخرى ”
“لستُ على دراية بهذا المكان ولكن لو سألت أحد آخر ربما سيعرف..”
“آه، فهمت ، اذن … هل أنت نبيل؟”
“لا ، لستُ كذلك ”
فجأة أظلمت عيناه وأدار ظهره لي
“لنذهب، أيها الفرسان”
“حاضر، سيدي الشاب سيدريك!”
توقفت للحظه بعد سماع الاسم ،
مهلًا !!
——
{سيدريك فون إيسينبيرغ}،
ابن دوق إيسينبيرغ،
أحد أقوى وأغنى النبلاء في المملكة،
يُعرف سيدريك بذكائه الحاد وموهبته الفطرية في السحر وفنون القتال،
كان يُعتبر الشاب الأكثر تألقًا بين أبناء النبلاء، مما جعله يحظى بمكانة خاصة في البلاط الملكي ،
ومع ذلك، كان هناك شيء يثير القلق في شخصيته ، برودة في عينيه وشعور دائم بالتفوق على الآخرين ،
كان يعتقد أن النبلاء هم الفئة الوحيدة التي تستحق الاحترام والسلطة، أما البقية فلا يستحقون سوى التجاهل،
——
“إبن الدوق السيء السمعه .. يا إلهي مالذي يفعله هنا حتى ؟ ، هل تجاهلني هكذا ببساطة لأنني لم أكن نبيلًا ؟”
لماذا هو هنا ؟
هل حدث شيء ما ؟ لماذا هو ليس في غيوريل؟
لا يغادر تفكيري كونه هنا في الحدود ..
ركضت مسرعًا اليه و أمسكته من كتفه ،
“مهلًا !”
أدار سيدريك رأسه و نظر إلي باشمئزاز شديد ،
“هاهـ،؟”
كانت نبرة صوته حادة و خطره و لكن هذا ليس وقت التراجع ،
“مالذي تفعله هنا ؟ لا يمكن أن يكون أبن الدوق هنا بدون اي سبب”
تقدم احد فرسانه إلى الإمام ،
“أنت أيها الوقح !”
أوقفه سيدريك بإشارة من يده ،
“مهلًا توقف ،”
سيدريك أبعد يدي فورًا
“هاه ؟ هل انت من غيوريل ؟ لهجتك تزعجني ، و لكن على ما يبدو انك ذكي جدًا”
“كونك هنا يعني شيئًا واحدًا..”
“اوه؟؟ هل كذبت لكونك غير نبيلًا ؟”
عقد ذراعيه و أومأ برأسه قليلًا
“ليس سيئًا يعجبني الأذكياء ، نعم ،كنت اتفاوض مع إمبراطور لوريليان ، ولكن…”
“…؟”
ابتسم سيدريك ابتسامه خبيثه و غير مريحة،
“سندخل الحرب معهم ،”
“هاهـ؟؟ كيف لك أن تبتسم هكذا و انت تقول شيئًا كهذا ؟؟!”
لحسن الحظ أن الناس كانوا بعيدين عنا و لم يسمع أي أحد هذا ،
“ليس و كأننا سنخسر ~”
سيدريك أدار ظهره لي أكمل طريقه ،
“لستُ مهتمًا بهويتك ولكن إهتمامك بالحرب مما يعني أنك ذو منصب رفيع ،أتمنى أن نلتقي مجددًا إذا سنحت الفرصه لنا ~”
سيدريك لوح بيده قبل ان يغادر المكان ،
الفرسان نظروا الي و كأنهم يريدون التخلص مني ،
ياله من ولاء يمتلكونه للدوقية ،
“هذا جنون …”
غادر سيدريك الى مكان آخر مع فرسانه حتى اختفى امام ناظري ،
دخلت إلى الحانه و ذهبت مسرعًا إلى الغرفة ، دخلت الغرفة ،
كان سيان جالسًا على السرير و شعره فوضوي قليلًا ،
“اه ، هل استيقظت ؟”
“نعم ولكن … لماذا تبدو مشتتًا ؟ هل حصل شيء ما ؟”
إثارة الفوضى بشأن الحرب ليست فكرة جيدة ،
حاولت استجماع افكاري و بكل هدوء جلست على السرير ،
“لا شيء ، لابد انك تتخيل”
“هكذا إذن … سأذهب لأوقظ الآخرين”
نهض سيان و بدأ يتثاءب،
“ألن تأتي معي ؟”
“لا ، سأجلس هنا فقط ،”
لا احد سيرتاح بوجودي على أي حال ،
نظرات الناس مزعجة بسبب شعري …
“إذا أردت يمكنك الانضمام إلينا فيما بعد”
“حسنًا …”
لسبب ما بدا إنه مرتاح معي الان ، هل هذا بسبب تكلمنا معًا بالأمس ؟
سيان غادر الغرفة و اغلق الباب ،
“الحرب … لابد أن رايلان وصلته الأخبار…”
إجتهدت بالتدريبات لسنتين بسبب رايلان لكي يؤخر الحرب قليلًا ولكن يبدو و كأنه لم يكن هناك تأثير قوي على وجود قوى إضافيه بالبرج ..
“لابد إن رايلان سيواجه وقتًا عصيبًا … هاها”
———————————————————