اللهب القرمزي - 16
…
“ليته كابوس !”
“أريد ماما!! واهههـ!”
“هاه فقط لنمت معًا ما فائدة الحياة ؟”
“مهلًا ألستِ تذهبين بعيدًا ؟ أعني هناك ساحر يحمينا هنا؟”
كنت جالسًا على الأرض معهم فقط حتى تنتهي الانفجارات ،
مرت نصف ساعه تقريبا و لم تتوقف الانفجارات ، جعلت الدائره اكبر قليلًا كي يسعهم …
الحفاظ على الدرع يتعبني جدًا … بدى الكل متعبًا و نظرات الخوف طاغيه عليهم ،
“المعذره …”
سمعت صوتًا مرتجفًا قادمًا من يميني ، حالما استدرت رأيت فتاة بشعر بني قصير و عيون خضراء اللون متردية نظارة دائريه شديده النحاف و ترتدي زي اكادمية السحر ، سترة بيضاء فوقها ستره بلون الأسود .
“يبدو أن الدرع يتعبك أليس كذلك ؟”
“اجل بالفعل،”
“أنا لست ببراعتك ولكن اسمح لي بالتدخل ، سأجعل الدرع اكثر صلابة ، لاحظتُ ان الانفجارات اصبحت اقوى …”
“لا بأس لا تحتاجين للتدخل الدرع بالفعل قوي ، فقط… إرتاحي لابد انكِ متعبه بالفعل”
جلست بجانبي و بدأت تنظر نحوي بحماسة شديده ، ملامح التوتر كان باديًا عليها، بدت كأنها تريد قول شيء لي…
كانت الشابة تنظر إلى عيونه بالذات بدت كأنها تفكر كثيرًا«إنه ليس ساحرًا عاديًا ، هل هو من امبراطورية إيشهارت ؟»
بمنتصف الهدوء الحاصل و بدون سابق إنذار قلت و بصوت هادئ جدًا:
“المتفجرات مزوده بالمانا”
تقطعت افكار الشابة فورًا و ردت عليه بصوت مرتفع قليلًا :
“المتفجرات مزودة بالمانا ؟؟! هل سيستطيع الدرع تحمل طاقة كهذهِ ؟!”
بدأ الناس بالتوتر و انتشر الهلع اكثر.
“هل سنكون بخير ؟ مخلوق قذر مثله…
من المحال ان الدرع الذي صنعه سيستطيع تحمل هذهِ المتفجرات القويه…”
“هايي! يا ذو شعر القرمزي هل سنكون بخير !”
تقدم رجل قوي البنيه نحوي ، مظهره يوحي إنه شاب في منتصف العشرينات
لون بشرته سمراء ،
كان يتمتع بلون شعر ازرق باهت و لون عيون زرقاء ، كانت نبرته وقحة جدًا ، كان معه سيف معلقًا على خصره و جلس أمامي دون سابق إنذار ، كان يتفحصني بنظراته ، أشار بيده إلى خلف كان هناك مجموعه من الناس جالسين هناك يهمسون فيما بينهم ، قال و بنبرة مليئه بالسخرية :
“فقط لعلمك أنا لا أستسيغ الجلوس بجانب هولاء الضعفاء! إذن يا ذو شعر القرمزي ماهي خطتك ؟ لابد ان هناك سببًا لكشفك لوجود المانا بالمتفجرات !”
تنهدت و جاوبته بهدوء :
“المتفجرات المليئه بالمانا لن تستطيع اختراق درعي ، المشكله تكمن في عدم أكلي لأي شيء لأربع أيام ، لن استطيع الصمود”
“هذهِ مشكلة بالفعل، همم”
استدار نحو الناس متجمعه و بدأ بالصراخ عليهم :
“هيه! من لديه أي شيء قابل للأكل هنا ؟ نحتاج إلى ما يساعده في الحفاظ الدرع!”
صاح احد الرجال في المجموعه بغضب :
“هذا الوقح !! هل ترانا خدمك كي تعاملنا هكذا ؟! و لا احد سيريد إعطاء طعام لكائن كهذا !”
“و هل تبتغي الموت ؟ هل يهم ما عرقه حقًا وهو يحاول جاهدًا لحمايتنا ؟!”
“لهجتك ليست من هنا ، انت اجنبي ؟ اشخاص امثالك لا يجب عليهم ان يتدخلوا !”
“هذا الوغد-!”
“ت..توقفوا ! لا بأس أنا لدي فطيرة بالجبنه… لذا توقفوا”
الشابه اخرجت من حقيبتها الصغيره فطيرة بالجبنه وقدمتها لي بهدوء
قائلة و بنبره هادئة :
“خذ أتمنى ان يكون كافيًا..”
اخذت الفطيره من يدها …
بدأت احدق بالفطيره قليلًا ، اشعر بالتوتر قليلًا و القرف، بعد عدة الثواني من الصمت
غطيت أنفي و بتردد شديد أخذت قضمه ،
بينما نظر إليّ الرجل ذو البنيه القويه بفضول و ضحك على هذا المشهد الغريب و بدأ يضرب كتفيّ –
“بواهاهاها !! يا رجل أنت تصدمني بكل مرة تتحرك فيها !!”
“هيك —”
بدأت أرتجف قليلًا محاولًا عدم الاهتمام بالطعم الذي في فمي ،
“هاه …”
“هاي هل انت بخير ؟ لا اظن ان كان هناك سم فيه”
الفتاة خافت و رفعت صوتها قليلًا بتوتر :
“ا..اقسم لك لم يمكن فيه سم !”
“بدلًا من أنّ تقلقوا بشأني ما رأيكم ان تتعاملو مع الدخلاء ؟”
بدأت بالاشاره إلى مكانهم و كل أنظارهم بدت تذهب نحو المكان الذي أشرت به.
“ليس سيئًا !!”
فجأة ظهر رجلين يخفون وجههم و لديهم قنابل تنفجر فور رميها ، قال و بصوت مليئ بالغرور :
“يالهذا الدرع القوي ! ليس قابلًا للكسر حقًا ! ، إذا كنتم تريدون العيش فسلموا الساحر !”
الرجل ذو البنيه القويه بدأ يتجهم و أظلمت ملامحه قبض على مقبض السيف بقوة،
بدأ يتكلم بنبرة تهديديه :
“هاي هل تريد عمل انتحار جماعي ؟
مجنون لولا هذا الدرع فكلنا سنموت !”
“اذن ماذا ؟ إذا لم تسلموا الساحر فأني سأرمي القنابل داخل الدرع ما دام الدرع لن يتكسر ، لكنكم ستموتون داخله !”
الناس متجمعين بدأوا يتهامسون فيما بينهم و التوتر و الخوف واضح على محياهم ، انهم يفكرون بشيء واحد حاليًا «سنموت هنا»،
نهضت من مكاني و حاولت اهدئ الرجل الأسمر و بصوت منخفض حاولت التكلم معه:
“لا بأس أنا فقط سأتقدم لذا انت-”
نظر نحوي بنظرة باردة تقشعر منها الابدان كانت عيونه الزرقاء باردة كالجليد ، اجاب بنبرة مليئة بالغضب:
“أُدعى كوهن يا ذا الشعر القرمزي ، و أيضًا لا تتدخل فهولاء الاشخاص يتمنون الموت بالفعل”
و بحركة خاطفة و سريعه لوح بالسيف عدة مرات و بأبتسامة كبيرة قال لهم :
“هاهـ ، يا رجل كنت أبتغي الراحه قليلًا هذهِ الأيام ولكن الأشخاص امثالك خربوا مزاجي !”
الناس المتجمعه بدأت بالصراخ لوقف كوهن الذي على وشك الهجوم :
“مهلًا مهلًا مهلًا !!! أيها المجنون لا تفعل شيئًا متهورًا !”
“يا إلهي ارحمنا … سنموت بسبب ذلك الرجل ! فقط لنسلم الساحر ! سوف تكون فرص نجاتنا اكبر !”
“ارجوك فقط توقف …”
كوهن بطبيعة الحال تجاهل أصوات الناس و استمر بفعل ما ينوي بالفعل… لم يتمكن احد من الاقتراب منه بسبب الخوف ، قد يقتلهم كذلك فهو لا يبدو من النوع اللطيف .
و بشكل سريع ظهر أمام الارهابين كالبرق
و قطع رأسهم بحركة خاطفة و غير مرئية ، أوقف سيفه بشكل أفقي و علقه بالهواء لعدة ثواني ، الارهابين ماتوا فورًا و لم يعطهم المجال حتى للرد ، الدماء وسخت المكان
كوهن الذي كان يبتسم ببرودة شديدة لوحده ، كان يحدق بالسيف الملطخ بالدماء ، و من ناحية الأخرى الناس بدأوا بالذعر و ملامح الصدمه اعتلتهم ، لم يستطع احد التكلم بسبب الخوف ، و الفتاة بجانبي كانت تهمس لنفسها مطمئنة نفسها :
“سأكون بخير فأنا لم افعل شيئًا سيئًا سأكون بخير!”
رائحة الدم …
غطيت فمي، اشعر بالاشمئزاز الشديد،
لكم أود التقيئ ولكن إذا تقيأت فلن اقدر على التركيز على الدرع و سوف يتلاشى فورًا …
«تحمل هذا ، لا أريد التقيئ … هناك حياة كثيرين على المحك ، لا تتقيأ … لا تتقيأ!»
اقترب مني كوهن وهو يمسح السيف الملطخ بالدماء ، الفتاة ابتعدت بسبب الخوف و دخلت لمجموعة كبيرة من الناس …
كوهن حدق نحوي بهدوء و قال بنبرة منزعجه:
“ما بالك شاحب هكذا !؟”
“لم يكن عليك قتلهم أنا على وشك التقيئ …”
“تسك يالك من ضعيف ! لا تستطيع تحمل منظر الجثث ؟”
بدأ ينظر حوله و لاحظ الفتاة مرتعدة من الخوف داخل المجموعات…
“تلك الفتاة هربت مني ؟ قل لها ان تنظم الدرع بدلًا منك و انت تقيئ على راحتك !”
“لن تستطيع الدرع مختلف جدًا عن الذي يصنعه البشر !”
حك رأسه و دخل بتفكير عميق كانت لديه نظرةً جدية على وجهه «هذا الشخص ضعيف جدًا ولكن قويًا بنفس الوقت ، ما هويته بحق ؟ ذلك السحر القوي … هل من الممكن انه يكون من ايشهارت ام برج ليون-»
و من ثم فجأة صرخ احدهم لتقطع افكار كوهن :
“الانفجارات انتهت !!! الفرسان انهم يأتون نحونا !!”
“هل نجونا حقًا ؟!”
“أبني !! ان ابني ينتظرني بالمنزل !”
“مهلًا ولكن هل انتهى الأمر حقًا ؟ حتى ولو انتهت الانفجارات فهذا لا يعني أننا بمأمن …”
“حسنًا انت محق ولكن الفرسان قد أتوا ! انهم ليسوا حراسًا بل فرسان ولي العهد !”
الدرع بدأ يتلاشى بشكل تدريجي ،
لم اعد استطيع جعله يستمر اكثر من هذا ،
أصبحت أتنفس بصعوبة شديده-
أمسكت بقميصي و قبضتي أشتدت عليه
اشعر بالدوار الشديد ، فقدت توازني قليلًا و كنت على وشك الوقوع و لكن كوهن مسك ذراعي و حاول جعلي أستعيد التوازن …
حاولتُ التماسك رغم جسدي المنهك والغثيان الذي يضرب معدتي بلا هوادة. كوهن نظر نحوي بجدية وقال:
“يا رجل، لا تسقط الآن ،
انتهى كل شيء تقريبًا لذا حاول التنفس بعمق”
رفعت عيني نحوه بصعوبة، وقبل أن أتمكن من الرد، شعرت بيد ناعمة تمسك بيدي. التفت لأجد الفتاة ذات الشعر البني تنظر نحوي بقلق. و نظراتها بعض آحيان تذهب إلى كوهن و ترتجف ، لكن رغم هذا اتت الي ، همست بصوت متردد:
“هل… هل تحتاج إلى مساعدة؟ لدي تعويذة تزيد من المانا مؤقتًا”
“المشكله ليست بال-”
كوهن فجأة سحبني إلى الخلف و تقدم للأمام و تكلم بصوت مليئ بالبرود :
“لا تحتاجين إلى فعل شيء ! فهو يبدو يعاني من غثيان بسبب منظر الجثث وليس بسبب نقصان المانا !”
الفتاة جفلت بسبب حركه كوهن المفاجئة و بدأت ترتجف من الخوف ولكن رغم هذا هي بدت شامخه أمامه رغم خوفها منه ردت عليه بصوت مليئ بالتوتر:
“و.. ولكن لديه أعراض الغثيان و الدوار و لا شك في هذا ان هذا سببه نقصان المانا !”
“يا فتاة هل تظنين انه مثل البشر ؟ بصراحة اظنه لا يعاني من نقصان المانا بل و يبدو انه ليس لديه حدود !”
“ا..اذن ما سبب هذا الوضع الذي يمر به ؟؟”
“الروائح”
التفت كوهن و الفتاة نحوي و إذ بهم ينظرون الي بنظرات مستغربه ، حاولت الوقوف بشكل طبيعي بمساعدة كوهن و يدي على فمي محاولًا عدم التقيئ ،
“أنا .. لا استطيع تحمل الروائح بشكل عام-”
بالكاد تمكنت من إنهاء جملتي عندما شعرت بركبتي تضعفان تحت ثقل التعب بسبب الرائحه ، كوهن أمسك بي مجددًا قبل أن أسقط، لكنه بدا عليه الضيق وهو يتمتم:
“يا إلهي اشعر و كأنني جليس أطفال !”
الفتاة تقدمت خطوة للأمام رغم ارتجافها، وقالت بتصميم واضح:
“مهلًا ! يمكنني أن أستخدم تعويذة لتنقية الهواء حوله، هذا سيخفف عنه كثيرًا!”
كوهن رفع حاجبه بنفاد صبر لكنه لم يمنعها مدت الفتاة يديها بخفة وبدأت تهمس بكلمات سحرية شعرت بنسيم بارد يداعب وجهي، ومعه بدأت رائحة الدماء تخف تدريجيًا
“اه … اشعر بالراحه قليلًا … شكرًا لكِ”
كوهن نظر نحوي وأطلق ضحكة خفيفة متهكمة:
“يا رجل، لا يمكنني تصديق أن ساحرًا بقدرتك يهزم بسبب رائحة!”
لكن الفتاة قاطعته وهي تنظر نحوه بخوف شديد :
“حتى الأقوياء لديهم نقاط ضعف… هذا طبيعي”
صمت الجميع لوهلة، لكن الهدوء لم يدم طويلًا فجأة، جاء صوت أحد الفرسان من بعيد :
“أيتها المجموعه التي هناك ! هل الكل بخير ؟”
الناس بدأوا بالفرح و اصواتهم ارتفعت :
“اخيرًا اتى الفرسان !”
“اههههـ هناك مصابين هنا !”
“مهلًا اليس هذا نائب القائد !”
“أتقصد كيلين ريفر!؟”
“اه اجل بالفعل انه هو !”
اتى كيلين مع مجموعه من الفرسان خلفه ، بدأ يعدد الأشخاص موجودين
و أمر الفرسان بمساعدة المصابين و كيلين تكلم بصوت واضح :
“من هو الساحر الذي ساعدكم !؟”
شعرت بأن نظرات الجميع ترتكز عليّ مجددًا، لكن هذه المرة كانت مليئة بالاشمئزاز والقلق، حاولت الوقوف بشكل أكثر استقامة، رغم شعوري بالإرهاق…
“أنا…”
كيلين نظر نحوي بأستغراب و اقترب بهدوء نحوي و نحو كوهن الذي يساعدني للوقوف.
انه صديق ارثر ، لذا أنا اعرفه قليلًا ، سيكون من المحرج التكلم معه ، لذا تجنبت النظر إلى عيونه
و الان هو يقف امامي و بنبرة حازمه :
“أشكرك على مساعدتك و حمايتهم بسبب عجز الفرسان على حماية الكل ، ولكن استطيع رؤية الجثث الملقية على الأرض ، لذا هل تستطيعون الشرح ما حدث هنا ؟”
كوهن ابتسم بهدوء و نظر نحوي و من ثم نظر إلى كيلين ، كان يبدو انه مستمتع بالسؤال بالفعل ، اجاب بنبرة حماسية قليلًا:
“أنا الذي قتلتهم ! ، اعذرني أيها الفارس ولكنهم كانوا مزعجين و خربوا مزاجي ! انهم الارهابين لذا لا تقلق حول إذا كانوا مواطنين ام لا”
كيلين نظر إلى كوهن على انه مريض نفسي و ليس في كامل قواه العقلية لذا بطبيعة الحال كيلين تجاهل كوهن و بدأ يتكلم معي مجددًا.
“ح..حسنًا فهمت ، اذن أيها الساحر من الواضح انك متعب ولكن اعذرني يجب ان تأتي معنا”
نظر إلى كوهن كذلك و قال بنبرة حادة:
“انت كذلك أيها الضخم”
كوهن ابتسم بسبب ذلك السلوك و بدأ بالضحك بصوت عالي :
“هاهاهاها !!! حسنًا يا حضرة الفارس !!”
———————————————————