اللهب القرمزي - 8
..
كنت أتمشى في الرواق حتى وصلت إلى مكتب رايلان،
فتحت الباب بهدوء و لكن لم يكن رايلان موجوداً ،
“ماذا تريد ،؟”
كان ليوجين موجوداً و يعمل بدلاً من رايلان,
كانت الهالات تحت عينيه واضحة، صوته كان ثقيلاً و متعباً
“جئت لأرى رايلان،هل تعرف اين هو ؟”
ليوجين ترك الوثائق و ارتخى قليلاً ،
“طوال تلك السنتين كان رايلان يجري عليك التجارب ، فلماذا انت متسامح مع هذا ؟”
“ما الأمر مع هذا الموضوع فجأة ؟”
اشحت بنظري عنه و بدأت بحك شعري ،
“اليس هذا ثمن إحضاري إلى هنا؟”
“هاه يبدو انك تعلمت الجنون من رايلان من في هذا العالم قد يكون راضياً بتجويعه لمدة أسبوعين و قطع أطرافه لأجل تجربه؟”
تنهد ليوجين و أشار بيده إلى النافذة ،
“هاه ، رايلان موجود بالحديقة”
مشيت إلى النافذة و فتحتها ،
“اليس لديك اي حس سليم ؟ هل ستقفز من هذا الارتفاع ؟”
“لم لا ؟ هذا ممتع اكثر”
قفزت من النافذة ، و تمتمت بصوت منخفض
{ خطوات الريح}
اشعر و كأنني أخطو على الهواء ،
“هذا ممتع!”
استمعت بالرياح التي تدغدغ وجهي حتى رأيت رايلان بالحديقة ينظر الي،
هبطت عنده بسرعة ،
حدق بي لعدة ثواني ،
“مرت السنتين بشكل سريع اليس كذلك؟”
“اجل ..،”
“لم تكبر حتى ، انت لا تنمو حقاً ،
الامر حقاً كما قلت ،”
أومأت برأسي و ارتخت تعابيري قليلاً ،
“حسناً الأمر واضح و أيضاً أنا أكملت تدريبي السحري و تعلمت كل التعاويذ”
“حسناً انت كنت داهية ، كنت تحفظ اي شيء أمامك ،”
“اذن هل حقاً ستسمح لي ان أتجول خارج البرج ؟”
“بالطبع ، “
حل الصمت لعدة ثواني و فجأة رايلان ابتسم و رفع يده ببطئ ،
{رمح الجليد}
تشكلت رماح من الجليد في الهواء ، و كانت الرماح موجهة نحوي ،
“مهلاً لماذا صنعت رماح من الجليد فجأة هكذا ؟”
“هيهي ، لنتقاتل”
فجأة احدى الرماح هاجمتني بسرعة كبيرة ، راوغت الهجوم ، و الرمح علق في الأرض ،
نظرت إلى الرمح العالق في الأرض قليلاً و عادت نظراتي إلى رايلان
“هوف .. هل جننت اخيراً ؟”
ضحك رايلان قليلاً و غطى فمه بيده ،
“سرعة غير عاديه بالنسبة لساحر ، هاها”
رفع يده و أشار بيده إلى الأمام و هاجمني بمجموعة من الرماح ،
” انت جننت حقاً”
{الوميض}
راوغت هجماته السريعه بالوميض ،
“انت جيد بالمراوغة !”
انه يتساهل معي ،
لأكون صريحاً أنا لم اشهد قوة رايلان الحقيقيه ..
“لماذا تتساهل معي هكذا ؟”
“همم ؟ و لماذا لا أتساهل “
“هاه..”
استخدمت الوميض مرات متتالية و راوغت جميع هجمات رايلان ، و كل الرماح التي هاجمتني علقت في الأرض،
“هاهاها ، لا احد يستطيع استخدام الوميض مرات متتالية مثلك”
طقطق على أصابعه
توقفت الرماح التي كانت في الهواء ، و اختفت الرماح التي كانت على الأرض على التوالي ،
وضع يده على رأسي و بدأ بربت شعري ،
أصابعه التي تمر عبر شعري مريحة بشكل غير متوقع ، في بعض أحيان اشعر انه يعتني بي حقاً ،
خفضت رأسي قليلاً،
“هل يمكنك التوقف عن معاملتي كطفل ؟”
“لماذا ؟ هل يزعجك هذا ؟”
رفع يده و رفع إصبعه السبابة ،
و فجأة ظهر سيف في الهواء، لا يزال داخل غمده المقبض كان ذو لون قرمزي نفس لون شعري ،
” ما هذا ؟”
“انه سيف لك !”
“أنا اعرف هذا و لكن لماذا ؟”
“قبل ست اشهر أخبرتني ذات مرة انك تحب المبارزة، لذا صنعت هذا السيف لك”
أعطاني السيف و أخرجته من غمده و كان السيف يبدو حاداً و رفيعاً ،
لوحت به عدة مرات
..انه ثقيل قليلاً و لكن لا بأس،
“أنا متعجب انك تتذكر هذا الكلام”
“لا تجعلني مجرد وغداً لا يحترم هوايات تلميذه”
“حسناً الست كذلك بالفعل ،؟”
“…”
رفعت السيف قليلاً و ظللت احدق به،
و رأيت اسمي منقوشاً على النصل ،
“لماذا اسمي منقوش؟هل صممت السيف”
“انه سيف خاص ، بأختصار سيف سحري ! طلبت من الأقزام صناعته ،”
سيف سحري ؟ انه باهظ جدا لدرجة انه قد يجعل النبلاء يعانون قليلا !
“مهلاً لماذا ذهبت إلى هذا الحد ؟ انه باهظ الثمن”
“باهض؟ انه رخيص جداً”
رايلان أدار ظهره لي و ظل يحوم بالأرجاء ،
أشار بيده الي لكي الحق به ،
اتبعت خلفه بهدوء ،
” و أيضاً انه مصنوع من مادة عالية الجوده ،”
“اي مادة ؟”
“هل تريد معرفة؟ احياناً تكون فضولياً”
“اجل ..”
“انه مصنوع من اظفري !”
أصابتني قشعريرة في عمودي الفقري
و توقفت من مكاني و ظللت احدق بالسيف ،
“هذا مقرف …”
“هاهاها ، توقعت ان ردة فعلك ستكون هكذا ، لا تقلق ليس اظفري بشكلي البشري بل بشكلي الحقيقي !”
“ولكن .. هذا لا يغير حقيقة انه مصنوع من أظفرك..”
“لا تقلق تم تنظيفه مرات عديدة و زياده على هذا انصهر مرات عديدة~”
“…”
“لماذا أظفرك بالتحديد ؟”
“إلا تعرف ؟ انه اقوى من المعدن ~”
“هاه..”
“اه تذكرت ! ضخ قليلاً من المانا داخل السيف و سيتعرف عليك كمالك لك للأبد ~”
توقف رايلان و ظل يحدق بي،
اخرجت السيف من غمده و مسكته من المقبض ،
ضخيت القليل من المانا بداخله و بدأ السيف يتفاعل و بدأ يهتز ،
“اكك-“
“اوهه ~، حاول ان تزيد كمية المانا اكثر !”
زيدت كمية المانا اكثر من قبل و النصل اصبح يشع بلون احمر داكن ،
“هاه ..،؟”
تدريجيا اختفى اللون الأحمر و عاد النصل إلى لونه الطبيعي ،
“ماذا حدث ..،؟”
“ان السيف صناعته كانت ناجحة بالفعل !
مبارك اصبح السيف يتعرف عليك ، لا احد سيستطيع حمل السيف غيرك”
“حقاً ؟”
“اجل !”
وجّهت السيف نحو رايلان ،
“اذن امسكه ، لا اصدق كلامك”
رايلان امسك السيف بدون اي لحظة تردد و السيف بدأ يهتز و لم يقدر رايلان على حمله اكثر ثم وقع السيف فوراً،
“اذن لم تكن تكذب -“
“بفتت هاهاها ، أيها الطفل انت تصبح وقحاً اكثر من قبل ، في المقام الاول لِمَ تحسبني اكذب ؟”
“هل تريد مني ان اذكرك بكذباتك على تلميذك المسكين ؟”
“لا~”
“همف،..”
حملت السيف من جديد و أدخلته داخل الغمد ،
“اريد الذهاب حالاً”
“ماذا ألن تودع ليوجين ؟”
“لماذا سأودعه إذا كنت سأعود إلى هنا مجدداً ؟”
“هاها بالفعل ، انت تلميذي و المكان الذي تنتمي اليه هو البرج ~!!”
يا إلهي ..
ان نبرته تزعجني للغايه ،
“إلى اين ستذهب ؟”
“مملكة جينيا”
“هممم ؟”
حدق بي رايلان بشدة،
أرخى تعابير وجهه قليلاً ،
“اذهب إلى اي مكان تريده ، اه من الجيد انني تذكرت، اقترب مني!”
اقتربت منه و فجأة أعطاني كيساً صغيراً ،
“ما هذا ؟”
“انها حلوى !”
اخذتها منه بسرعة ،
“هل هذا كل شيء ؟”
“بالطبع لا !”
فجأة ظهر شيء ما امامي و كان يبدو و كأنه شيء من الفضى مدور و عليه رسمة معينة؟ كان يطفو امامي و يدور ،
“هذا ؟”
ارتفعت زوايا شفتي رايلان قليلاً ،
“انه شعار برجنا ! تستطيع الان ان تتجول بالعالم و انت تخيف الناس ~”
“اليس هذا شيء مجنوناً لقوله ؟”
“هاها، الان تستطيع نشر اسمك بصفتك تلميذي ، انت الان اكثر من جاهز،”
أخذت الشعار و بدأت احدق بالرسمة ،
خلفية عبارة عن لون رمادي و بنفسجي غامق يفصل بينهما خط ابيض متعرج ، قرن تنين لونه ابيض و خلف القرن كان يوجد عصى سحرية بلون البني تكمل التصميم معه ، و كان خلف الشعار اسمي منقوشاً عليه بشكل مزخرف ،
“ألن يحسب الناس انني زورت الشعار؟”
“لا تقلق الشعار الأصلي بداخله تعويذة ستجعل من السهل معرفة ما إذا كان مزوراً او لا~”
“أنا أرى”
أومأت برأسي و ادخلت شعار الى الكيس الصغير الذي أعطاني إياه،
“هل ستذهب هكذا بدون اي استعدادات ؟”
“أنا لن اكل اي شيء على اي حال”
“و هل معك المال ؟”
“نعم”
“أنا أرى،”
أدرت ظهري له ،
“سأذهب الان”
**********
“هل ذهب ؟”
“اوه ليوجين ! اجل ذهب مسرعاً يبدو انه كان متحمساً~”
“و كيف لا يتحمس و انت حبسته سنتين بدون لا يلتقي بأحد غيرك-“
“انت تعرف ان أعضاء البرج حساسين قليلاً~”
“كيف استطعت فعل ذلك ؟”
“ماذا تقصد؟”
“اعني جعله لا يرى احد بالبرج و لا احد يراه ، انت استخدمت تعويذة مزدوجه اليس كذلك ؟”
“حسناً هذا سهل بالنسبة لي ~ “
“الست تبالغ قليلاً؟”
“يا إلهي كيف أبالغ ؟و أنا فقط أضع تلك التعويذة فقط عندما يريد الخروج و التنزه في الحديقه”
“هاه ..
أنا اشعر بالأسف عليه حقاً ..”
“مممم”
“ما بالك تحدق بي ؟”
“هل أصبحت لديك هالات ؟”
“و الان ترى وجهي ؟؟! هذا كله بسبب اعمالك !!”
“لا تغضب لا تغضب~”
“سأصاب بشيخوخة مبكرة بسببك !”
“انت إلف و الإلف لا يشيخون~”
“تسك..”
**********
كنت في حدود البرج و خرجت منها بالفعل ،
لا أزال استطيع رؤية البرج من بعيد ،
“كان الأمر يستحق ان أعاني لأجله سنتين هاه..”
كان من الجنون انه استطاع إخفائي في البرج ،
الشائعات منتشره عني في بعض الأماكن بسبب تصرف رايلان قبل سنتين و لحسن الحظ توقفت استعدادات الحرب في إمبراطوريه لوريليان بسبب وجود قوة إضافية في البرج
وهو انا ،
“تصرف رايلان كان ذكياً ، رغم قوله انه لا يهتم بالأمور الخاصة بالبشر ولكن رغم هذا ساعدهم بطريقة ما كي لا تسفك الدماء”
كنت أتمشى بهدوء حتى حل الليل ،
كنت انظر حولي محاولاً رؤية قرية قريبة و لكن لسوء الحظ لم تكن هناك قرية قريبة حتى ،
“هذا ليس مضحكاً حتى ، لِمَ ليس هناك اي قرية هنا ؟”
حكيت رأسي قليلا و جلست على مكان ليس به اي تعرجات و صخور كثيرة ،
جمعت قليلاً من الأوراق و أخشاب جافة للحرق ، جلست على غضن شجرة كانت موجوده و رتبت الأوراق و الأخشاب بشكل دائري و أيقظت ناراً بها ،
حركت السيف ووضعته بجانبي بشكل أفقي و حدقت به قليلا ،
“أنا حقاً أتسائل حقًا ما إذا كنت استحق شيئًا كهذا ..”
طوال تلك السنتين كان فقط يعلمني عن السحر ،
“كان شيئًا جنونياً حقا ، علمني حوالي ٢٠٠ تعويذة سحريه بسنتين”
غيرت جلستي قليلاً و بدأت أنظر إلى السماء ،
رغم انني لم استطع إتقان معظم التعاويذ إلا انها منقوشه بداخل رأسي بشكل جيد ،
فجأة سمعت صوت اقدام من بعيد و يبدو انهم مجموعة من الأشخاص و كان من الواضح انهم يقتربون مني ،،
نهضت من مكاني و أمسكت بالسيف ،
“٣ أشخاص .. لا ٥ أشخاص “
بعد عدة ثواني ظهرو خمس أشخاص و معهم اكياس بيضاء و كبيرة و كانت فوق عربة متوسطة الحجم يجرها حصانين و خلف الغربه شخصين، كان هناك ثلاث أشخاص امام الاحصنه، مسلحين بالسيوف ،
اقتربو مني و أنا يدي على مقبض السيف ،
اقترب مني واحد شعره اشقر اللون و لون عيونه خضراء ،
“إذا لم تمانع هل نستطيع ان نجلس معك ؟”
نبرة هادئه و غير عدائيه كان يبتسم امامي ،
لا يبدو ان نواياه سيئه ،
تركت مقبض السيف و بدأت أفكر ما إذا كنت سأسمح لهم الجلوس معي ،
“همم..”
———————————————————