المعجزة ٢٠٧ - 6
في إحدى الأيام،يجلس ماثيو و قد تسللت الشمس الى غرفته..بلا هدف…
بلا شغف..
ليمُر عليه إيدوارد،دخل بلا تردد
نطق ماثيو بإنزعاجٍ و تململ
“ماذا تريد؟”
اجابه و قد عقد حاجبيه إنفعالا كعادته
“يا رجل!!كنت احاول إعداد بيضة!لكنني اسقطتها على الأرض!”
نظر ماثيو اليه بإزدراء،ليردف بإستهزاء
“أ هذا ما جئت لأجله!؟”
اجابه بهدوء
“لا..لكن..كنت أتسائل،من أين لك كل تلك الآلات الرهيبة؟”
اجابه بلا تردد
“صنعتها بنفسي”
ذهل ايدوارد ليصرخ بحماس
“هل أنت مخترع!؟؟”
“لستُ كذلك…كل ما في الأمر…إنه..شيءٌ اجيد فعله..”
ابتسم ايدوارد على غير عادته،ليصرخ بحماس
“أ تستطيع صنع سلاحٍ لي!؟أصطاد فيه دجاجةً بوحشية و أشويها!!!؟”
اجابه بتردد
“هل…انت جاد..؟”
اومأ بالإيجاب
فكر لبضع ثوانٍ معدودة..
ربما،قد يكونون في أمس الحاجة للسلاح…ماذا لو هجم عليهم أحد المطاردين..؟أو..الأسوء…
الوحش…
الوحش الوحيد..اللذي يهابه ماثيو
عقد حاجبيه بنظرةٍ جدية،لينطق
“سأصنع اسلحة…اسلحةً للجميع…عن نفسي،انا استخدم القوس،و ايضًا..قد يحتاج احدكم السلاح،لا تنسوا،نحن مُطارَدين…إن عرفوا أن التجربة مئتان و سبعة على قيد الحياة،فقد انتهى أمرنا جميعًا”
قال ايدوارد بقلق
“ح..حسنًا..أضن اننا يجب ان نقاتل..؟”
“هذا في اسوء الإحتمالات،لكن هذه الأسلحة سنستفيد منها في مواجهة الحيوانات المهجنة،هناك مشكلةٌ
واحدةٌ فقط…”
اردف ايدوارد بصدمةٍ و قد جحضت عينيه
“ما هي!؟”
اجابه ماثيو بوجهٍ بارد
“آخر مرةٍ صنعت فيها سلاحًا كنت في الثالثة عشرة”
تسائل ايدوارد ضاحكًا بإستهزاء
“و كم عمرك الآن؟اربعون؟”
“ثلاثةٌ و عشرون عامًا و شهرين”
صرخ ايدوارد بصوته الصاخب و المزعج
“انت شاب!؟؟؟؟؟ضننتكَ بعمر ابي!!بيننا ثمانُ سنواتٍ لا غير!؟”
عقد ماثيو حاجبيه لينطق ببرود
“اغرب عن وجهي ايهالقزم…”
توالت ملامح الغضب لوجه ايدوارد..ذهب الى حيث ما تكون إيفا
لأنه يريد التشاجر مع أحدهم،فهو يكره ان يتم نعته بالقزم!
جلس ماثيو على كرسيه الخشبي،و وجهه يقابل السقف…
جاهِلٌ للكثير…و عالمٌ للكثير..
مواضبًا،للعودة لهوايته القديمة،صناعة الاسلحة!
إبتدأ بصنع سلاحٍ بسيط..ليفكك بعض من أدواته..حيث توالت على ذهنه صورةٌ لإيفا،و هي فوق الشجرة..من المرة السابقة
ليردف هامسًا لنفسه
“إيف….خفيفةٌ و سريعة…اضنني عرفت ما سيناسبها”
قوتها الجبارة،و خفتها،تجعلها قادرةً على إستخدام العديد من الأسلحة،لكن بالطبع،بما أنها همجية،فهي ستكون اسلحةً للمدى القريب،ربما كالمِنجل!لكن ليس منجلٌ عادي..
منجلٌ له رأسين،متى تشاء يصبح قطعتين،يحتوي ازرار ليصبح رأسًا واحدًا ايضًا،و ربما،يمكن استعماله كالسيف
شيءٌ كهذا،سيكون جذابًا اذا دوّرته ايفا و تلاعبت به في يديها
هذا ما خطر في رأس ماثيو،اما تاليا فالمسدس هو ما يناسبها،لأنها جبانة في نظره،و جاك كذلك،ايزابيل يجب أن تستعمل سيفًا،لأنها شجاعة،و قوية،و متمكنةٌ من المدى القريب،لكنها لا تعرف كيفية التعامل مع الاجهزة المتقدمة،لذا شيءٌ بسيط سيناسبها
فيكتور سيستفيد من رشاشرٍ ثقيلٍ و مدمجٌ بسكين،يستخدمه في المدى القريب و البعيد
اما ايدوارد المتوحش،فما يناسبه هو شفرةٌ
عملاقة..ليست واحدة،بل اثنتان
إن كنتم تتسائلون عن سلاح ماثيو الغامض..فببساطة و تواضع،إنه القوس و السهم..لكنه بالتأكيد،ليس قوسًا عاديًا!
يمكنه ايضًا ان يتخذ شكل السيف لو احتاجه في المدى القريب،و تلك الأسهم مزودةٌ بالبارود،قابلةٌ للإشتعال،إلكترونية،و تصنيعها فقط يعتمد عليه
اخذ ماثيو يعمل بجد…فقط كي يستطيع هاؤلاء مساندته
ساعاتٌ من السهر
و ايام..
كانت ايفا تمد رأسها و هي تراقبه كيف يعمل من ساعةٍ لأخرى..
هي فقط مذهولةٌ بقدرة هذا الإنسان على صنع الأشياء،يبدو معتادًا على ذلك بالفعل
تعتقد ايفا ان ذلك بسبب ذكائه الخارق،و هو بالفعل سببٌ مقنع!
إلا ان..هناك سببٌ آخر..يخفيه ذلك الشاب
يسأل نفسه و هو يعمل بجد…
“لماذا…اقوم بكل هذا لمجموعةٍ من الغرباء..؟فأنا لم اعرفهم سوى منذ مدةٍ قصيرة…”
دخلت ايفا عليه دون سابق انذار،لتضع عنده شطيرةَ بطاطا!
إبتسمت و هي تقول
“انت تعمل بجد..يجب أن تأكل..”
التفتت لترحل إلا انه سألها قبل ان تغلق الباب
“لماذا تقومين بكل ذلك؟”
توقفت ايفا ملتفتةً اليه،اجابته بإبتسامةٍ هادئة
“ماذا تقصد؟”
عاود سؤاله ممسكًا بتلك الشطيرة
“لماذا تحاولين مساعدتي…؟ما الهدف من مساعدة الناس..؟”
تعجبت ايفا لسؤاله،لتتكأ على الباب لدقيقةٍ تفكر في جوابٍ مقنع،حتى اجابت و هي تشير بإصبعها نحوه
“إسأل نفسك اولًا…لماذا تساعدنا في المقام الأول؟”
“لأننا…عقدنا إتفاقًا…؟”
اومأت بالنفي و هي تستكمل
“لقد انقذت حياتي،عندما افكر في الأمر،اضن بأنك ربما شخصٌ جيد يا ماثيو،قد تكون غريب أطوار،لكنك ربما رجلٌ لطيف”
عقد حاجبيه مستغربًا و هو يتسائل
“لطيف….أنا؟!”
اومأت بالإيجاب،ليسألها مرةً اخرى
“ماذا يعني ذلك؟!”
صدمت للكرة الثانية، لكن هذه المرة كانت أكثر من سابقتها،ايفا لتردف صارخةً بصخب
“أ لا تعرف معنى لطيف!؟”
اومأ بالنفي و هو يقول
“تلك ثاني مرةً اسمعها في حياتي،أ هو مديح؟”
“اجل…كيف لا يعرف إنسانٌ معنى لطيف؟!أ تستهزء بي!؟”
التفت ليعاود العمل و هو يقول
“ربما قد اكون لطيفًا كما تقولين..لكنكِ لستِ كذلك”
عقدت ايفا حاجبيها غضبًا لتغلق الباب بقوةً جاعلةً من صدى اغلاقه يتردد في المكان
بلا كلمات
تنهد ماثيو ليضع بكفه على جبينه ويهمس بهدوء
“لماذا تنفعل إيف بسرعة؟”
..
بعد عدة ايامٍ من العمل،ينتهي ماثيو من تحفته الفنية!بلا نوم!
خرج اليهم و هو يحمل انجازاته في يديه،اردف لهم و قد بدى التعب عليه
“انتهيت…”
قفزت ايفا حماسا،ليمد لها ماثيو ابداعه الأكبر،المنجل
امسكته و يالَ خفته!لتلوح به بكل سهولةٍ و تجعل تيار رياحٍ ينساب لسرعتها
اطفت ابتسامةً و هي تنظر لذلك الإختراع الرائع…
ماثيو لم يقم بفعل شيء،سوى تأملها…
اردف بهدوء
“علمت بأنكِ ستجيدين استخدامه”
وزع الاسلحةَ على البقية،ليردف ايدوارد ببُغض
“اريد سلاح ايفا!”
مدت ايفا لسانها و هي تستهزأ به قائلة
“اوه هيا تعال و خذه أيها القزم!”
ليصرخ ايدوارد بغضبٍ مندفعًا نحو ايفا
“ايتها اللعينة!!!”
ليمسك فيكتور بكتفه و هو يحاول منعه من ضرب ايفا!
أخذت ايفا تقترب بإبتسامتها المستفزة لتنطق بهدوء
“هيا حاول أن تمسني بأذًى إن كنت رجُلًا”
تعالى صراخ ايدوارد غضبًا!
نظر ماثيو بصدمةً لجنون هاؤلاء المراهقين و صراخهم الصاخب،اغلق اذنيه إنزعاجًا من اصواتهم
فهو يكره الأصوات المرتفعة
ليمسك جاك بكتفه بعفوية و يقول
“شكرًا نيابةً عن هؤلاء المجانين…ايفا و ايدوارد هكذا منذ صِغرنا…اسف..”
اردف له ماثيو بإنزعاج
“اسكتهم…او سأجرب ذلك المنجل على رأس ايدوارد!!!”
ذعر جاك ليردف بتوتر و يبعد يده بسرعةٍ من على كتفه
“ح…حاضر!!”
ركض نحوهما و هو يحاول تهدءة الوضع
نظر اليهم ماثيو و هو يستذكر شيئًا مشابهًا…
شيئًا..لم يرد ان يتوالى على ذهنه البتة..
لكنه..حاول تجاهل رسائل عقله الباطن..عائدًا الى ذلك الواقع…