المعجزة ٢٠٧ - 8
عاد جاك و هو يحمل على ظهره ماثيو،دخل الى ذلك الكوخ المهترئ،ليصرخ جاك منهارًا
“النجدة!!!ماثيو ينزف!”
اجابه ماثيو بنبرة صوته المتعبة
“توقف عن البكاء و الصراخ ارجوك…لقد ثقبت أذني”
إجتمع الحميع ليشهدوا كِلا من ماثيو و جاك ملطخان بالدماء،اندفعت ايزابيل لتمسك بيديها التي ترتعش بخد جاك الممتلئ،لتصرخ و قد إعتراها التوتر
“هل أصبت بأذى!؟؟”
اردف و في عينيه الدموع
“هناك رصاصةٌ في ساق ماثيو!”
اردف ماثيو ببرود
“يا رجل،أنزلني،لم أمت بعد”
أنزل جاك ماثيو ارضًا،ليشير بيده لتاليا و يقول
“احضري من غرفتي صندوقًا ابيضّ اللون يحتوي على مستلزماتٍ طبية”
هرعت تاليا لغرفة ماثيو لتنفذ ما قاله،اقتربت ايفا منه لتسمك بجرحه و تردف بقلق
“كيف حصل هذا؟من أصابكم؟!و ما خطب جاك؟!”
ابعد يدها ليمد كفه و يخرج تلك الرصاصة بسلاسة!كالمتمرس!
صرخ فيكتور و ايزابيل ذعرًا من ذلك المنظر،ناهيك عن جاك الذي فقد وعية لمجرد رؤية كل تلك الدماء
امسكت ايزابيل بجاك لتصرخ بتوتر
“افتح عينيك!!جاك!!!!!”
اردف ايدوارد بذهول
“أ لا…يؤلمك هذا…؟”
اجابه ببرود
“اعتدت على هذا النوع من الآلام”
اشار لإيفا بفتح كلتا كفيها،لتفتحهما،ليفاجئها بوضع تلك الرصاصة في يدييها،نظرت إيفا بإشمئزازٍ لتلك الرصاصة الملوثة بالدماء ذات الرائحة الكريحة،ليؤشر نحو سلة المهملات و يقول
“إرميها”
سرعان ما رمتها بتوترٍ و عادت الى موضعها
اخذ ماثيو العدة من يد تاليا،ليخرج الضماد و يلفه بعنفٍ و سرعة،كمحترف
انتهى ليشهد وجوههم الشاحبة،و قد صحى جاك بالفعل من غيبوبته
نظر ماثيو اليهم بإستصغار،ليردف بهدوء
“بحقكم..؟ما كل هذا الذعر..؟انها مجرد رصاصة..”
صرخ فيكتور بغضب
“مُجرد رصاصة!؟؟؟هل انت جاد!؟؟ماذا يعني الموت بالنسبة لك إن لم تكن تخاف من تلك الرصاصة!؟”
امال برأسه ليجيب بعفوية
“الموت…اضنه الخلاص”
توسع بؤبؤ ايفا لسماع تلك الكلمات الثلاث…
ما الذي يفكر فيه ذلك المختل..؟
كيف يمكن للموت أن يعني الخلاص؟
نظرت ايفا بتعجبٍ ليردف لها هامسًا
“ستفهمين ذلك….”
ازداد تعجبها!كأن ذلك الشاب لتوه قرأ سؤالها في رأسها!
وضع الساق فوق الاخرى كأنه ليس بمصاب،ليردف ببرودِ عينيه و نبرته
“القاعدة،او ما أسميه انا،مخبر التجارب،ارسلوا مطاردين خلفنا،كانا رجلان،تمكنت انا من قتل احدهم،و الآخر قتله جاك”
قالها و قد التفت نحو جاك اللذي لا يزال منهارًا و المشهد يتكرر امام عينيه مرارًا و تكرارًا،بينما تمسك ايزابيل بكتفه و هي تحاول تهدأته،لتهمس مصدومة
“جاك…قتل إنسانًا…؟”
رفع ماثيو ناظريه نحايتها،ليجيب
“و كنتم تضنون أننا سنعيش في سلام و نقاتل بعض المخلوقات المهجنة؟أ لا تفهمون ذلك؟!إنهم يسعون خلفي!انت الآن تسكنون في منزل اكثر شخصٍ مطلوبٍ للمخبر!هم يحاولون اعادتي”
شدت ايفا بقبضتها توترًا لتردف بهدوءٍ محاولةً موازنة ذاتها
“أ تقصد…أن ما حدث اليوم..سيتكرر..؟”
اجابها
“مبارك،لقد فهمتي مقصدي..لكن السؤال…كيف وجدنا هذان المطاردان؟”
اجاب ايدوارد بصدمة
“أ تقصد أننا مراقبون؟!”
اخذ ماثيو نظرةً سريعة لكل من يجل بالغرفة،ليشير
بإصبعه نحو إيفا و هو يقول
“لطالما لك اشعر بالإرتياح إتجاهكِ”
نهض بصعوبةٍ لتصرخ ايفا منفعلة
“ماذا تقصد!؟”
اقترب منها ليحاول الإمساك بوجهها،تراجعت خطوتين مبتعدةً عنه بخوف،ليجيبها بلا تردد
“أريد ان المسها”
صرخت ايفا و قد احمر وجهها صدمةً و خجلًا
“ماذا!؟”
“أُذنيكِ،اريد ان اتأكد ان كان تحليلي صحيحا”
ابعدت شعرها الكثيف المجعد،ليضع اصابعه بخفةٍ على اذنيها،ليضغط بقوة!كمن اكتشف شيئًا،ليردف بصدمةٍ على خير عادته
“شعرت به!!!لكنني كذبتُ شعوري!”
اجابته و قد ارتابها الخوف
“ماذا!؟ماذا يوجد في أذني!؟”
اشار لرفاقها بالإقتراب بيده الأخرى،اقترب جاك ليردف بصدمة
“منذ متى و ايفا تملك هذا النتوء في أذنها؟اعرتفها منذ زمنٍ و لم اشهده في حياتي”
اجابه ماثيو
“هذا ليس بنتوءٍ او إصابة،هذا جهاز تعقب،إنهم يعلمون موقع هذا المنزل بالفعل..”
التفت لإيزابيل ليشهد في رأسها مشبكًا ذو حافةٍ مدببة و حادة،ليشحبه من شعرها بلا إستأذان!
صرخت ايفا بذعر
“هل ستثقب أذني!؟؟؟”
اجابها بإنزعاج
“انتٍ أنثى،احصلي على بعض الثقوب في أذنيكِ،تلك فرصةٌ ذهبية”
اردف جاك بذعرٍ هو الآخر
“لا تؤذيها!!!”
اجابت تاليا بهدوء
“لا بأس هذه المنطقة لا تؤلم،لدي ثلاث ثقوبٍ فيها بالفعل”
بحركةٍ سريعة متاجهًلا ذلك النقاش،ادخل ذلك الدبوس بكل قوتة!
لتسقط تلك الشريحة الصغيرة،في يديه الأخرى
ليحطمها لأشلاء،اردف بإنزعاجٍ و إستحقار
“سحقًا….لا بد أن كل هذا كان مدبرًا،حتى ذهابكِ للقاعدة كان مدبرًا!”
اردفت ايفا و هي تمسك اذنها اللتي تنزف
“ماذا تعني!؟؟”
“اعني بأنه تم خداعكِ ايتهالحمقاءانتِ و رفاقكِ،مجرد طعم للإمساك بي!”
بدأ يحزم اغراضه!لتنطق ايزابيل بتوتر
“ماذا تفعل!؟؟”
“الهروب!؟أ ليس هذا واضحًا؟اعرف قاعدةً مهجورة و صغيرة قد تكون مناسبةً لتحويلها لمسكن”
نظر الجميع بصدمةٍ عاجزين عن النطق،ليلتفت اليهم و يصرخ
“ماذا تنتظرون!؟لا بد انهم في طريقهم إلينا!لا اريد ان يتم قتلكم ايهالحمقى!اسرعوا و اجمعو الاغراض معي و ضعوها على ظهر لوكاس!”
ركضت ايفا مستجيبةً لأمره،و تبعها الجميع..
بعد الإنتهاء من حمع الاغراض،انطلقوا سيرًا على الاقدام برفقته…
و دون سابق انذار،اخذ الجو يبرُد..
فرك ايدوارد كفيه لينفخ فيهما باعثًا الدفئ
بينما شدت تاليا بكفيها على كتفيها
كان ماثيو يمشي بجانب ايفا،تسائلت و هي تنظر لذلك الغروب الساحر
“كيف حال ساقك..؟”
“اعتدت على الألم”
اجابها و هو ينظر للسماء،لتردف هي و قد اخفضت بناظريها لتلك الترض اللتي امتلأت بالثلوج دون سابق انذار
“اسفة…لقد كنا…سببًا في تركك ذلك الكوخ..”
اجابها بلا تردد
“لستم السبب،لقد تم التلاعب بكم،بواسطته…”
لتتسائل و هي تنظر الى ملامحه الجادة
“من..؟”
نظر اليها بعينين قد تلاشى منها البريق و اطفى فيها اليأس
“المالِك”
المالك….؟
أ هو شخصٌ حقيقي…؟
تفكر ايفا في نفسها…
احيانًا…يكون ماثيو شابًا طبيعيًا منعزلًا…
و احيانٌ احرى يبدو كأنه ينطق بلسان مجنون قد فقد عقله…
من هو ماثيو؟او ماذا يكون؟
اسئلةٌ تجول في بالها
ليردف هو بهدوء و يتوقف عن السير ملتفتًا للجميع
“ارجو منكم أن تتفهموا،أننا سنكون على عداء مع البشر ايضًا،و ليس فقط تلك المخلوقات،يجب ان تكونوا في أهب الإستعداد لقتل إنسان…”
اجابته تاليا و قد تزاخمت دموع الخوف في عينيها
“كيف لنا أن نقتل بني جنسنا؟!”
اجابها بلا تردد
“في هذا العالم المليء بالدمار….أما تقتل او تُقتل،لا رحمة،و لا عطف،إن كنتم تريدون العيش،ارجوا منكم ان تقاتلوا”
اجابه فيكتور بغضب
“هذا اجرام!”
أيدت ايفا ماثيو في قولها
“ليس من الإجرام ان تدافع عن نفسك!انا مع ماثيو!”
ايد ايدوارد بدوره و هو يقول
“أضن بأن ايفا البرتقالية محقة،ليس لدينا خيار آخر سوى القتال لنستطيع انقاذ وليام و العيش بسلام”
نظرةٌ جديةٌ اعتلت محياهم…
ليتفقوا
أنهم سيقتلون كل من يحاول قتلهم فقط
دفاعًا،لا تهجمًا
حينها،نطق ذلك الشاب و هو يقف شامخًا
“لقد…وصلنا،الى نقطة الصفر”